الاثنين، 10 ديسمبر 2012

انك لا تسمع الموتى الدعاء



( إنكَ لا تُسمِعُ المَوتى الدُّعاء )

مهدورة الكرامة . شعوبٌ ترَعرَعَت على جميع ما تحتويه المعاجم من معانٍ للاستكانة والضِّعَة والخضوع والانكسار ، مع وجوب التلقي لمتلازمة : لا تقل ، لا تعلّق ، وانظر وكأنك كفيف .
مُستباحة الرأي أيضا"، لم تعلم بأن فاقد الشيء ، لا يعطيه . وَلَعَمري لقد تجاوزت الستين حَولا"، لم أرى فيها إلا نجوما" عددهم أقل من أصابع الكف ، لَمَعت ثم اختفى وميض لمعانها فجأة" وكأنها غُيِّبت بفعلِ فاعل ،  أو ربما لأنها كانت تمتلك ناصية الإشعاعِ والإبهار ، بشكل يُجبِر من يرى ، بأن يُتابِع . مع وجود فرق وبَونٌ شاسِعَينِ بينها ، وبين عصا كانت تُعطى لأفراد الشعب، كي يتحسسوا من خلال ما بُرمِجَ فيها من أفكارٍ وتوجيهاتٍ ، هديَ طريقهم المرسوم ُ مُسبقا" . ظنا" منهم ، أو اقتناعا" بأنها الطريق السويّ الموصل للسلامة والسلام والأمن والأمان . لكن هيهات فهي كالمخدّر إن أعطي لمدمنٍ فإنه يعطيهِ بعضا" من سكون ، وإن أعطى لمُستَجِدٍ فإنه يفعل الأفاعيل وينقله من عالم الواقع المُستبدِّ ، إلى عالم الأحلام الكاذبة .

يرحمه الله ، الخليفة عمر الفاروق إذ قال ( متى استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ) . وأقول لمن استباحوا الرأي ، وامتهنوا الكرامة عند شعوبهم ، ولمن استطاعوا بِجُورِهم وتعسّفهم وامتلاكهم لأدوات الإكراه والاستطاعة : على رسلِكُم ، إن الشعب إذا أراد ، فمن الاستحالة على القدَرِ أن  لا يستجيب .
 وعلى رِسلكم مرة أخرى ، لربما قد قَرُب الزمن الذي سيأتي فيه الحلم  بفارس على حصان ابيض يّزِفُّ إلى الشعوب ، جميع الشعوب المتلهفة إلى الحرية والكرامة والهامة المرفوعة ، حتى وإن جاعت ، أو لم يبقَ لها إلا الرمق الأخير .  خبر شروق شمسٍ جديدة .
مسكينة شعوبنا العربية ، اَسلَمت ، لكنها لم تستطيع أن تمشي حتى بجوار الإيمان . وما كان منها إلا أن عَبَدت الصُّوَر ، وكرّمَت اللئيم ، ورَفَعَت الوَضيع ، وكل ذلك لقاءِ حفنَةٍ من شعير في أحسن الأحوال ، أو لقاء الاستمتاع بليل طويل مع راقصة أو غانية أو عاهر ، من خلال ما تُغسَل به الأدمِغَة ، وتُواري به العقول ، جميع القنوات الفضائية العربية بلا استثناء . مع شعار لا زال ساريَ المفعول :
يا قومَ  لا تتكلّموا
إنَّ الكلامَ مُحَرَّمُ
نامُوا ولا تستيقِظوا
ما فَازَ إلاّ النُوَّم.


أحمد عاصم آقبيق
10/12/2012م