شكرا على انك تكرمت بخلعي

وشكرا لك أنك وافقت على خلعي

فأنا جد فرح بهذه المناسبة ، بل واعتبره يوم جديد، يُتوِّج أعيادي القليلة في حياتي، والتي كانت أقل من المعتاد بفضل تواجدي الدائم معكِ ، إلى أن تحقق حلمي الصامت فجأة ،عندما قررت أخيرا" وبدون ضغط مني أو إكراه ،أن يتم خلعي . خاصة وأني وخلال العشرة سنوات الأخيرة من ارتباطنا ، لم عد الزوج الكفء، ولم أعد ذلك الصديق الغالي ، لم أعد الحبيب . وإن كنت أجزم بأنني لم أكن ومنذ باكورة أيام الزواج قريب من كلمة حبيب .
وشكرا" لك يا من كنت زوجتي الغالية ، أنك تكرّمتِ عَلَيَّ بالخَلع ، لأني بالنسبة لك ومن وجهة نظرك لست الزوج الصالح ، الذي لم تري فيه أنه أفنى عمره في خدمتك وخدمة الأسرة التي كانت تجمعه معك ومع ابنتيك تحت سقف دار تمنى أن يكون أساسها متينا" . وإذا به يشاهده ويعيشه ركيكا" بسبب شموخك برأيك ، وإصرارك على صحة جميع ما تريه أنت صحيحا" ، ويراه الناس مُجانبا" للصواب .
وشكرا" لك ،أنك قررت أخيرا" فك الارتباط برجل جعلتِهِ يكرهُ فيك كل ابتسامة مصطنعة ، وكلمة جارحة ، وتَعَمُّدِ الابتعاد عن خصائص الأنثى من صوت وجمال وعطور .
وشكرا" لك أنك جعلتني أخوض غمار التجربة مع كثيرات رضين بأن يكن ملهمات لأحرفي ، أكتب بهن ولهن ، وأحلم بهن ومعهن، فمنهن من تقبلن ذلك، ومنهن قد جرحنني بجارحة القول ونابِ الكلام ، بعد أن أنهكني جفاف ابتعادك عني ، ومجافاتك لي ، شأنك شأن كثيرات تزوجن ولكنهن كن أسيرات العرف والتقاليد ، ففشل الزواج وتحطمت رغبة العيش والتوافق مع الواقع الجديد .
شكرا" لك سيدتي .
الآن ، والآن فقط أصبحت حرا" طليقا" ، أكتب لمن شاء ممن ارتضين أن يتعاطفن معي ، لست أدري أيتهن بعد . لكني سأسم صورتها ، سأضم خيالها ، لا يهمني الجمال والصبا ، فالجمال عندي بعد خلعك لي أصبح له مذاق جديد ، ورؤيا خلاّقة تعتمد على العطاء . لا يِهمني أن تكون من أصول أفريقية أو صفراء ، أو حتى معدومة الجمال لا يهم . المهم الذي أصبو إليه أن تكون امرأة تمتلك الإحساس والشعور وجودي كرجل في حياتها ، رجل لا تلتفت إن حوى جيبه من مالٍ ، أو خط الشيب مفرقا" في شعره .
وأخيرا" شكراً سيدتي أنك خلعت وجودي من حياتك ، فأنت لا أريد شيئا" وعلى استعداد ٍ لأن أبصم وأوقّع معلنا" موافقتي على إبراء ذمَّتَكِ ، لا بل والانحناء احتراما" على إبراءك ذِمَّتي منك .
شكرا" سيدتي أنك وأخيرا" ، وافقتِ على خَلعي .

أحمد عاصم آقبيق
04/05/2011م