الجمعة، 31 ديسمبر 2010

,واتصلت بها ز هاتفها لا يجيب

واتصلتُ بها . لكن هاتفها لا يُجِيب .

وجلستُ امام بحيرة صغيرة ، يلفُّ مكانها صمت كئيب، وجلست ، أنظر علي ارى اخضرار نبات ، عبث ز قلقد قتل الصقيع ههنا كل حياة ، ليحيل المكان إلى قصيدة صمتٍ خرساءن تكشف الجانب الكئيب لحياة فيها الموت هو المسيطر، ولو ارتدى معطفاً أبيض .
وجلستُ امام حافة البحيرة الصامة ، حيث كانت الثلوج لا زالت تتعمد اجبار كل شيء على ارتداء الباض ن هنالك في السماء الباهتة اللون كانت الغيوم السوداء تتحرك بقوة ، علها تريد أن تنذر بأنها القوى .ومع ذاك كانت قطرات عالقة من المطر باغصان الشجر تنزل على راسي ، ولربما بجانبي ، ترد على الغيوم ادعاءاتها ، فعصافير الشتاء تتمتع بكل جرأة المواجهة ، وهي لا تعبء باحد فامامها وقت طويل في تحدي كل شيء .
كنت ممسكاً في يدي بعدة حضصضوات ، اداعبها باصابعي أن احادثها عندما تشعر نفسي ببعض من الغربة المفضية إلى صمت .ثم لا البث ان اختبر قوتي في رميها إلى ابعد نقطة ممكنة في الماء .فبعضها يسقط قريباط والبعض يبتعد ز وفي جميع الحالان يرسم سقوطهل حلقات دائرية قوية تتحول غلى تلاشٍ غير منظور .
كنت ارى من خلالها وجه حبيبتي .تلاشى ويدعوني غلى الذهاب معه إلى العدم .
هناك في بدء الدراسة الجامعية ن كانت طالبةً وكنت أنا . لم اكن أعلم بان الأيام كانت تخطط لجعلنا حبيبين . هنالك في الجامعة كان الطلاب مثاني وافراد . كنت لا احاول أن أنظر غليها ز فهي لا تعنيني من قريب او بعيد . غنما الذي كان يشد انتباهي هو شكل ولون سيارة بسائق كانت تقلّها كل يوم يتبع ذلك اهتمام البعض باستقبالها . اما انا فكنت بعيد .
كنت بعيدا" عنها ومنها ، لأن مثلي من يقطع الفراسخ الطويلة والعديدة بين قصره المنيف المؤلف من غرفة واحدة بباب شبه مخلوع والذي يقطنه مع اسرته . حرام عليه ان يتجاوز منطق حتى الرغبة في التغيير ، او الأمل .
كنت أهرب إلى مكاني المعتاد الصامت . شاطىء البحيرة . اجتر ذكريات الحروب وهي تعتمد في اولوياتها على التشريد والابعاد . علي ابتعد عن حلم بدا يراودني .حتى أني كنت انسى نفسي هل انا في ليل أو نهار .فإذا ما ارادني اهلي كانوا يقولون متندرين تجدونه في كهفه . وكان المكان صار من طبيعتي .
واقذف الحجر تلو الحجر . أحسب باني اراها تناديني ، تدعوني لأن نغيب معا" في عمر الزمان والمكان ، كنت اريد لكني لم استطع ، فالجبن احيانا" فعلُ حميد .
واقذف حجراً آخر إلى الماء . كنت أراها بروعتها تأسرني تغمز إلي برمش عينيها ، أن تَعالَ .وكنت لا استطيع .لأن سرعة تلاشيها كانت أكبر من سرعة حركتي
كنت لا استطيع ان انسى ان لقاءنا كان صدفة حاكها القدر . فقد سكنا سائرين قرب بعض فسقط من يدها كتاب ، فانحنيت للأتقطه ، نوع من باب المجاملة والتودد ، وانحنت أيضا" لكننا لم نلتقط الكتاب بل تصافحت قلوبنا من خلال تلامس ايدينا .كانت عيونها ترقب انبهار عيوني المتوسلة إلى حلم . ومع ذا قالت سنلتقي . وقلت ارجو ان يكون .
لم أكن أعلم بان ذلك اليوم التي مسكنا فيه أيدينا بحنان وشوق، وكأن كل منا عثر على عيد . كنا نخرج كل يوم الى المكان الذي اجلس إليهن نجوب الحقول ، ونتحدث إلورود . كنا نحلم ونقسم ونعيد اهدار الوعود.وكنا نعيش بفرح شديد .
ذات يوم قالت : لم لا تتصل بي على الهاتف ، وعسى ان يكون الوقت وقت مغيب . دمدمت بكلام غير مفهوم لها كنت أقول : وهل مثلنا يمتلك قيمة خبزٍ حتى يحلم بشراء هاتف ؟
وهكذا انتهت سنة دراسية ، وغاب كل منا بين حنايا الزمن .كنت منذ قالت كلمني ن اوفر كل يوم نصف قرش ، كنت أريد أن يكون معي مبلغاط من المال استطيع فيه ان انتقل إلى قرية مجاورة لقريتنا ، لعل فيها هاتف . ومرت اليام وفعلت . قلت لها ماذا تريدي مني . ولماذا عند كل أصيل . قالت احببني ، كما انا فعلت ن وتذكر باني عندما أحببتك كان تلاقينا وقت اصيل .
وبعد عدة شهور قاربت السنة الدراسية الثانية ان تبدء ، فهممت الاتصال بها من القرية المجاورة .
رنين . رنين . رنين . لا من مجيب ز ومحاولة ثانية وجرى الاتصال ، لم تكن هي ، قلت لمحدثتي هل لي الحديث مع أميرة . قالت ك وهل انت احمد . قلت انا ، قالت لن تستطيع ذلك ، فاميرة ماتت .ماتت . وكانت تهذي بعضا" من الوقت فتردد اسمك .
رنين .رنين .رنين .
إن هاتفها لا يجيب .

أحمد عاصم آقبيق
1/1/2011

الخميس، 30 ديسمبر 2010

وههم اليوم حكام العراق

وخلعوا الأغطية عنهم والجلابيب
واظهروا حقد كسرى وعززوه
وأعادوا التأريخ ألف عام إلى الوراء

وطالبوا صدام بدم الحسين
فصدام بالنسبة لهم أموي
ومن نسل يزيد
وتناسوا بأنهم هم الذين
خذلوا الحسين
وصفعوا مقدم الحسين
وقتلوه وما انتصروا له
وهم الذين كاتبوه ،
هم الذين ناصروه
ثم تركوه رغبة بمال عامل يزيد
أو هكذا قادهم طبعهم الغالب يهم
غدر
وخوف
من يزيد
هم من يحملون اليوم
راية العراق


وباركه المستعمر البغيض
خلع عليه لقب صاحب المعالي
وهم يعلمون بأنه صبّاغ أحذية الغزاة
بائع الشرف والدم والضمير
و أجيرٌ ، وأجيرٌ وأجير .
تركوا له الاسم
وألبسوه ثياب الغدر
وزادوا عليه لقب القهر
فصار لهم قاض نزيه
ولأهل العراق صاحب قصاص
وهكذا وَزَّرَهُ الأسياد
وهكذا أذعن واستظل بعزة الغريب
وفاء

وخلعوا حقدهم وأظهروه
وهم لم يكفروا عن جريمة فتل سبط الرسول
فهم الذين ورّطوه
وهم الذين قتلوه
وهم الذين يشقون الجيوب هذه الأيام
ويلطمون الصدور
ليتذكروا تخليهم عنه وتقيمه للفداء
ولم ينسوه
وانهم على العهد دائما"
وكما غدروا الحسين
هم يغدرون الآن العراق
يصفقون لغربان كسرى
ولأشباه الرجال
من جنود أمريكا وللطغاة
الذين يحاولون اليوم أن يأكلوا كعكة العراق
بالشقاق
بالتآمر مع المحتل
وبالنفاق .

وأينك اليوم يا يزيد
أينك يا أبا يوسف يا حجّاجُ
أينك يا أبا عديا
يا صدامُ ، يا ملك العراق
فقد حان وقت القصاص منهم
لقد حان وقت القصاص
حان وقت الحساب
فالطرق مليئة بالأفاعي
والمجوس
واليهود من أبناء صهيون
وبمرتزقة من أبناء لم يولدوا من رجال أحرار
باعوا نفط لعراق
وزوَّرا تاريخ العراق
فالحر لا يبيع
الحر لا يبيع
وأينك يا صدام ، وهل تعود
لتعيد الأمجاد بقلب ودود
لتقهر الغدر وكل حقود
وتغلق الطرقات
وتنصب المشانق لأصحاب المعالي
والنواب والمسترزقين
وكل من ذبح العراق .
وآياتٍ
وأمريكانَ وومن يحبون أن يخدموا
وكلهم يتآمرون لتقسيم العراق
هؤلاء اليوم حكام العراق
هؤلاء اليوم حكام العراق
هؤلاء اليوم من خذلوا العراق .

أحمد عاصم آقبيق

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

كم هم العشاق هائمين

كم هم العشَّاق هَائِمِين

وعلى شاطىءِ البحر ذاتَ أصيل
والغيومُ تنتشرُ في كَبِدِ السماء
تنادي الأنامَ
أنّ الخريفَ قد أتى
وأن أوانَ نزولِ المطرَ قد اقترب
ويا بَني الإنسان
صفِّقوا للمطر
واشكروا صَانِعِ المطر
فالمَطَرُ يُعشِب الأرض
يُنبِتُ الزَّهَرَ
وتخرج الصبايا ليلعبنَ بينَ زخَّاتِ المَطَر
يُصَفِّقنَ ، يَقُلنَ :
ليَنبُتِ الزَّهَر .
وعلى شاطىء البحرِ ذاتَ أصيل
قالتِ الغيومُ وهي إ لينا تُشير
كم هم العشاقُ هائِمينَ
مَجَانينَ
يَعِيشونَ بالأشواقِ
بانتفاضاتِ الحنينِ
ورذاذُ المطر يسقط على وَجهِ حبيبتي ،
فتََحمَّرُّ الخُدودُ
وتتيه النظرات

وعلى شاطىء البحر
أَمسكَ يدها ، فصفَّقت المويجَات وتعالت أصواتها
أخبروها بأن هذا الفتى
يحبها
يحاول أن يُطيل اللقاء والمسير، لتغيب أعين النهار
فلا ينظر إليكما غريب
والقمر
يحار كيف يظهرُ قبلهُ القمر
ويدندن الفتى
وأنتِ القمر
أنت اللُّحون
أنت الشجون
وأنت الزهّر
وأنت فرح الأيام الباقيات
قبل الزوال
قبل الرحيل
وتدندن المويجات والقطرات التي تداعب خصلات شعرها مع نسماتٍ أبدعها الخريف
لتغني الأكوان
أغنية حب أنت حروفها
وأنت معانيها
وأنت البوح فيها
وأنتِ الغياث

ويطول المسير وتصبح أنوار المدينة بعيدة
ويلف الظلام المكان
ويهمس لها :
هل أنت خائفة
ولحظة صمت
وترددٍ
ثم جواب
وهل يخاف الحب من الحبيب
ويتلاقى الوجهان ، وضوء القمر يخلق ،لحظة لم تكن بالحسبان.
تقترب الشفاه
المويجات يصفقن فرحاً يُغَنِّينَ :
هكذا يكون الحب
يا بنات
هكذا يَكونُ الحبُّ ، يا بَنات

أحمد عاصم آقبيق
27/12/2010م

الأحد، 26 ديسمبر 2010

وفي انتظار زيارة

وفي انتظارِ زيارة

مشتاق لحبيبتي …..
ومن أتون الحرب ، ومن معايشة ويلاتها اليومية ، ومن دمار النفس الإنسانية ، ومن تَسَلّطِ مَرضى ، يُقالُ لهم قَادَة ،على مَصَائرِ شعوبٍ وشعوب ، يَدفعهُم إلى ذلك حَمِيَّة ٌ لقصيدةٍ قيلت فيهم ، أو وِسامٌ زَيَّن يَاقَة معاطِفِهِم ، يُذَكِّرهم دائما" برائحة الدم والدمار .
وفي ساحة قتال ، قال صديقي يحادِثني وقد اختلطت نَبراتُ صوته بأزيزِ القذائفِ ساعةَ انفجارها ، فلم تترك للحديث لَبَاقة ، قال لي صارخا" بأعلى صوتِهِ وهو يهم بالانتقال إلى خندقٍ آخر : هل تعلم بأني سأزورُ حبيبتي اليوم . قالها بثقةٍ المتأكِّدِ الفاعِل، أشعر بأني أعيشُ شوقاً جارفاً يدفعني لأن أحاول تَخَطّي بعضاً من أسلاكٍ شائِكةٍ مُكَهربَةٍ تفصل بين بَلَدينا . عفوا، بين بَلدِنا الواحدة التي قسَّمَها الاحتلال . وأردَفَ قائِلاً:
اليوم ، أشعر ُ بأني مسافرٌ بلا حقيبة ، بلا تذاكر قطار ، بلا هوية تُعَرِّفٌ بي ،حيث أن التجوال في بلدي لا يحتاج إلى إثبات هوية .
وقال صديقي متابعا: اليوم سأشتري قيثارة . تراودني حنايا قلبي أن أعزف لها أغنية لطالما حلمت أن ألعب بطولتها ولعل غيابي عنها يساعدني ، أغنية قديمة كان اسمها قَبِّلتي الآن ، أو لا تفعل.فهل ترى أفعل ؟
اليوم فقط أشعر بأن شياطيني تطاردني تزيد من شجاعتي ، تشحذُ هِمَّتي ، تحاول أن ترمي بي خلف تلك السياجات تدفعني دفعا" لأن أفكر بالانتحار ولكن على طريقتي التي أفضِّل . طريقة المقامر الذي يلعب ،كي ينقذ طفلة جائعة ، ويخسر ، ثم يربح رغما" عن الجميع .
ومن خلف الجراح ، ومن خلف رصاصات اخترقت أجسام رجالٍ فَأردَتهُم ، ومن داخل خنادق مبعثرة ، غير مرتبة ، ما كانت لتكون مكان آمنٍ مريح ،سكنها كُرها" شباب لا ينتَمون لواقع يحدث بأي رابط فكري ،سوى أنهم رجال أمروهم فانصاعوا ، وحشدوهم فاجتمعوا ، وألقوا بهم في أتون النار والدمار فاستجابوا . ولكن مع أمل بالعودة يداعب أحلامهم ، البعض زوجة تنتظره ، والبعض أولاد يلوِّحون لمقدمه ، وآخرون كل له وجهة واتجاه ، لكنهم يشتركون في أمل العودة ، حلموا بان لهم إياب …
وغاب صديقي ، لم أعد أراه . وفي يوم من الأيام بعد عدة شهور ، نودي بنا أنكم تستطيعون الانتهاء من لعبة الحرب قيل لنا بأن القادة قالت بأن الحرب ما هي إلا لعبة شيطان ، فلقد تصالحت الأطراف المُتقاتِلة ، وشُرِبَت الأنخاب . واجتمعوا لِيُوَقَّعوا . وفعلوا .
وقيل لنا أوقفوا القتال ، تعانقوا ، احملوا ذلك السياج الذي يحمل بعضا"من أشلاءِ إخوانكم المتحاربين . والذي كان يفصل بين الحب ، والحب .
وهناك . وعند تَلَّةٍ مَنسِيَّة ، وَجَدتُّ خوذةَ رفيقي ، وصديقي ، وقد تشققت بفعل تواتر أيام كنا نحسبها دهور ، ومن مكان رصاصة ثقبتها ، نبتت ساق لوردة حمراء وساق أخرى لواحدة بيضاء . وفكَّرتُ مَلِيا" لأرفعها كي أقبلها ، أشتم منها رائحة من راح ولن يعود .
راح ليغني قَبِّل الآن أو لا تفعل . وما أروعه من منظر لقد التقى الضدَّان ، لون القتل الأحمر ولون السلام البيض. وتحت تراب الألوان ، امتزجت حبات الرمال بندى حبٍ ، ونغمُ افتقادٍ ، وأملُ عودةٍ هنا .لم أجد نفسي إلا ساجدا" أقبِّلُ التراب الذي احتوى رفات صديقي الحالم ، وَكلَّمتَهُ ، لم يجب . غير أني لا زلت أذكر بأنه ينتظر زيارة لحبيب .ترى هل يزوره الحبيب ؟؟؟

أحمد عاصم آقبيق
26/12/2010م

السبت، 25 ديسمبر 2010

واحبك ن لو تعلمين

وأحبك

ويقولون في الحب قولا" كثيرا" ، وَأوَحِّدُ الأقوال ، كي أداعب سَمعكِ بكلمةٍ واحدةٍ تجمَعُ جميعَ قصائِدِهِم وقصصهم ، وكل الأقاويلَ التي قِيلَت قبل أن أبتدع كلمة : أحبك .
وأحبكِ نَغَما" يُحاكي أسَاطيرَ من عَشِقوا من قبلي ، إلى أن جَاءَ ت عندي لِتعَلّمني كيف أقولها ، فَتَعَلّمَت مني كيف تقول : أحبك .
واحبك خيالا" حاكى جميعَ من عشِقُوا وبَادُوا ، فامتَدَّ حبهم إلى وقتي يحَاكيني كي نخلّدَ قصصَ حبٍ يكون اسمك أولها وآخرها ، لتكون منارا" للعاشقين ،أبتدِئُها بكلمة ،أحبك .
وأحبك أنثى تجمع كل ما أعطِيَ للأنثى من عطاءاتٍ على مرِّ الدهور والعصور، لأنحني أمامكِ كي أمتع ناظري بروعة الأنثى فيك ، ورقة الأنثى لديك ، وحنان كل أنثى في صدرك ، تَفضَحُ جَمِيعَ هذِهِ الأحاسيسَ نظراتُ عينيكِ ِ .
وأحبك أغنية رددها كثير ممن وَلِهوا ،دَندَنُوا بها كل في لُغَتِه ، ووصلت لي لأراها لا تَصلَح بشكلها السابق ، فجاء هيامي ليجعلها كلمات لا تقال لحبيبة قبلك ولا حبيبة بعدك ، وكيف تفعل وهي تعلم أنها رُسِمَت لك أنت ، ووحدك أنتِ .
وأعانق الذُرى ، وأسَابقُ الغيوم وأنا أمتطي أجنحة الشوقِ كي تكون إطلالتي شَغَفٌ شَغُوفٍ باحثٍ عن الجمال ، وعن الروعةِ ، وعن الخيالِ ، وعن أقَاصيصَ عَبَّرَت عن الحب عند جميع العاشقين ، لأنتَقِي من كل قصةٍ وردة ، ومن كل وردة عبير ، ومن كل خلاصة عبيرٍ رَشقَةَ عطرٍ تَعني كل البوح الذي قيلَ ، لتَبُوحَ معي : أحبك .

ويقولون ، أحبكِ ، كثير منهم مَضَى ، وبعضٌ منهم لا زال يبحثٌ عن شُعلةٍ تَرَينَها في الليل والنهار ، منهم قَيسُ ومنهم كُثَيرُ ، ومنهم لَبيدٌ ، أما أنا فأنا أحبك قبلهم ، وهم إن أحبوا ، فقد أحبوا من خلال سُطوعِ وهج الحب الذي اعتمر قلبي فملأ ظلام عوالم العاشقين ، ومع هذا لم يستطيعوا أن يقولوها كما صدرت مني ، وكما عِشتُها أنا ودندنتها أنا . ولمن؟ لك وحدك .
ويقولون في الحب قولا" كثيرا" ، ولا أزال أقول في الحب كلمة واحدة ، أخترق بها جميع عوالمهم ، جميع آمالهم وأحلامهم وجميع ما كتبوا ، كلمة واحدة لا تخرج عن معنى راسخ في قلبي وفي روحي وفي جسدي .
أحبك.
واقولها مرة ثانية . أحبك.

أحمد عاصم آقبيق
25/12/2010م

الخميس، 23 ديسمبر 2010

عمى ألوان

عمى ألوان

اليوم الخميس 23/12/2010 ، العدد 17429 من جريدة الحياة .
خبران جذبا انتباهي ، ويستحقان التوقف عندهما ، والتعليق عن محتواهما ، فهما خبران كبيران في المعنى ، مقتضبان في الكتابة . ففي الصفحة الأخيرة ، صورة مكتوب تحتها جملة واحدة : سيدتان تحضران معرض التجميل الذي افتتح أمس في جدة . وانتهى الخبر الأول بانتهاء قراءتي للجملة السالفة . أما التعليق فهو عن أمر لا ينتهي ، فالسيدة الأولى أسدَلَت الملاءة على أنفها وفمها ، وتركت ما يعلوهما من عيون جدُّ جميلة ،وحاجبان مُغريانِ ،للنظر والتمتع بالجمال ، والرأس حاسرٌ والشعر مصفِّفٌ فتِّان ، وعلى خِصلَةٍ منه مصاغ بشكل قلب ، وآه لتعذيب النساء ِللقلوب .
إننا إذا تجَنَّبنا الصيغة الجمالية لصاحبة الصورة ، ، نجد أن هنالك تجاوز فرق كبير بين ما يجب أن يكون ، وبين ما هو كائن في بلد دستوره القرآن ومنهاجه سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أ فهذا ما فهمت النساء البالغات من الدين ؟؟؟. ألم يسمعن معنى حديث رسول الله إلى أسماء عندما قال : إن الصبيَّة إذا رأت ما ترى النساء ، كان لزاما" عليها أن لا يُرى منها إلا كفيها ووجهها. ألم تعي هذه المتبرجة المتبخترة التي وكأنها تدعو إلى صيغة من الانفلات الاجتماعي والتحلل الأخلاقي ،بقصد أو بدون قصد ، أن هنالك فارق كبير بين أن نتعلم لنتجاوز مراحل التعليم بنجاح ، ونحصل على درجة علمية ، وبين ما يجب أن نتعلمهُ ليكون مكانه القلب ، ويصدقه العمل .
ولعمري لو كنتُ مسؤولا" لقاضَيتُ كل محرِّضٍ على الفجور والبغي بأكثر مما أقاضي به فاعل الجرم ، الأثيم والمعتدي .
إن الدين ليس فصلا" من كتاب نقرأه . إن الدين تعامل حركي موجه لجميع نواحي الحياة ، وتنوع ظروفها . إن الدين ليس أن نحفظ كالذين يحملون أسفارا" وهم لا يعلمون ما فيها . إن الدين حياة وممارسة ، أسلوب للتعاطي مع حراك الأمم . ومن هنا ، فليس لمخلوق أن يفهم الدين حسب هواه ، أو يفتي بالأمور بحسب رأيه بدون براهين وحجج توضح المراد والهدف والغاية من الإفتاء .
لِتَصحُ جميع النساء ، فهن أكثر الخلق وِفادَةً على نار جهنم . لتعلم النساء بأن ليس لهن أن يَسفِرنَ أمام الأجنبي ( السائق والخادم ) ، فالأجنبي أيضا" بشر ، والبشَرُ مُرَكَّبٌ من جسد وغريزة ، ولعمري أنه لم يترك غريزته الآدمية هناك في الفلبين او اندونيسيا أو بنغالاديش و أي بلاد كان استقدامه منها ، ويأتي هنا ليكون بتولا" . وليَصحُ الرجال ، فهم القَوَّامُون ، وهم الذين يستطيعون أن يدللوا من خلال أخلاقهم وعلمهم وخبرتهم وتفهمهم للحياة ، أن الحلال بَيِّن ، والحرام بّيِّنٌ .. ولعمري فلقد اختلفت درجات الفهم عند الرجال ، فلعله يمسك الجريدة ليَتَباهى بجمال ابنته أو ابنة أخيه ، و من باب الاعتزاز بنشر صورتها في جريدة الحيا ة ، أو في عكاظ أو في الشرق الأوسط . وأنا أنصح كل عازب أن يشتري عدد اليوم من جريدة الحياة التي كان حق عليها أن تكتب تحت الصورة : ولا أجمل ولا أحلى كعملٍ فنّيٍ يُجَمِّلُ فيها جدار غرفته ، وله فيها فوائد أخرى ، فمِثلُ هذه الصور تذكي نار الشوق ، وتنمي قدرات الأحلام على التخيل والأماني .

الموضوع الثاني في الصفحة الرئيسية الأولى من ذات الصحيفة وعنوانه وزارة التربية والتعليم تحذر من ممارسة الرياضة داخل مدارس البنات … ، بأي شكل ، وإن أية ممارسات من هذا الشكل تعد خرقا" للأنظمة والقوانين هذا ما صرَّحَ به الناطق الرسمي للوزارة السيد/ محمد الدخيني ، لجريدة الحياة .؟؟؟؟؟
وأرجو أن يسمح لي السيد محمد الدخيني بأن أساله أليس العقل السليم في الجسم السليم ؟؟؟؟ ، ألم يعلم السيد المذكور بأننا على أعتاب السنة الجديدة 2011م .ألسنا لا نَتَشَطَّر ، ونُمارس عنجهيات الرجولة الكاذبة إلا على الضعيفات ، فَنَمنَعَهُنَّ من ممارسة الرياضة والتمتع بفوائدها ، ونحن الرجال ، أغلب الرجال نُبَرمِجُ أجهزة الاستقبال الموجودة في بيوتنا على أشهر قنوات الرياضة التي تختص بالعاب القوى النسائية ، لنتسرخي على الأرائك بعد عناء يوم نوم ،وأمامنا طبق من الفواكه اللذيذة ، كلذيذَ ما نُمَتِّعُ به النظر ، ونُفرِح به القلب ، من رياضات نسائية وهي بحق رياضات تثقيفيّة ممتعنا لنا ،تسمح برؤية المسموح والممنوع في آن واحد .
وأخيرا" أليس على مقام وزارة التربية والتعليم واجب دراسة موضوع الرياضة في مدارس البنات والسَّماح بها وفق المعايير المناسبة، لتتحقق مقولة العقل السليم في الجسم السليم . أم أن ذكوريتنا عمتنا عن ضرورة تعديل القوانين بما يناسب ، وجعلتنا كالعميان لا يشعرون إلا بالعصا التي يمسكون بها
وهل نحن أمةٌ مُصَابةٌ بعمى ألوان ؟؟؟

أحمد عاصم آقبيق
23/12/2010م

هو انا ، ام هو أنت

هو أنا . وهو أنتِ


وأحبك حباً كأن الحب لم يخلق قبله ، ولم يكن هناك خَلقٌ للحبِّ بعده . ، فأنت منه ، وهو منكِ ، وما كان ليوجد إلا ليكون لك وَصفاُ وَوَقفاً . وَصفاُ يعبِّر عن حكاية كان أصلها أنتِ ، وَوَقفاُ سَجَّلَتهُ أقلام الأَزمانَ ليكونَ خالداُ بكِ . وحلما" مهما علا لا يستطيع وصفِ جمالُ ورد ةٍ يُصبو إليها كل من وعى الحب وأدركه وعاش من خلاله .
وأحبك حباُ لا يخرجُ عن كونه بعض منكِ ، لأنك أنت التي ابتدعت الحب ، فكان لزاما" علي أن أنجرِفَ وراء شوقا" أدماني لأني ادركتُ بأن مصدر الشوق الذي تحرك معه الخيال فلازمت الخيال آهةٌ لا تغيب.
واحبك حباُ لم تَحلّم به امرأة قبلك ، فأنت الجذوة التي أشعلت القلب ، فانقلب البيان إلى سحرٍ من سحركِ ، وتحولت الكلمات إلى ساحة نزال كل منها تقاتل الأخرى لتفوز أخيرا" كلمة واحدة أنت منبعها، علّها تستطيع أن تستوعب رسالة عشق مني ، مُرسلةً إليك ..

واحبك حبا" ليس له مفهومٌ وليس له كيان ولا معنى ، لأن مفهومه وكيانه ومعناه ، كلها ضَمائِرَ غائبة تتحرك من خلالك ، وتؤوب إليك في الذهاب العودة ، لأن محلَها ومركزها لا يبعد عنك كثيرا" وهو أنت .
فأنت الشوق ، وأنت الوَلَهُ الذي لم يكن ليكون إلا منذ أن كنت مصدراً لكل ذكرى ، ومنبعا" لكل لَهفَة، وسلسبيل يُجري الحياة في عروقي ، ويشعل أتون الانبهار في ذاتي ، وكان كل ذلك ، لأنك كنتِ .
سيدتي
كنت ، ولم تكن النساء قبل أن تكوني، وما كان الجمال ليظهر إلا بعد أن كشف ظهوركِ عن نور مَلَء الأرض ، فاستطاع الناس أن يعرفوا الجمال ويعرفوا روعة الروعة ، من سَمَاعِ ألحان كانت صدى لكلمات قليلة همَستِ بها ، فانعكس منها ألف لون لألفِ نغمة قالت جميعها ، حبيبتي أنت .فانقلب وجودي إلى هذيانا" مُحَمَّلاً بكل المعاني ، ثم ما لبثَ أن تبدل حتى أصبح ذوبان كلي بكلك ، فلم يعرف من منا ، من بيننا .
إن قلت أحبك ، فكلمة حب لا تستطيع إلا أن تستغرق في تلاقي الروح والجسد بيننا ، وإن قلت أحبك فأنا لا أستطيع التمييز بيني وبينك ، لأن كلانا كلاً لا ينفصل ، وكلمة حب لا تستطيع أن تنتشلني من غرقي في بحيراتِ صَبابَةٍ كنت أنت منبعاً لها تفيض فتجري في الحقول والوديان لتحمل لك معنى كل خلود للحب ،.
مالكتي
وأنا لها ،وبها ومنها حبا" يِنهِلُ من حب ، وشوقا" يفيض من شوقٍ ، وذوَبانا" يكون أوله تَلاشِي ، وآخرُهُ حُلول ، وبدايته من جديد معنى تجمعت فيه كل أنواع الطيب ، لتكوني في النهاية وفي البداية مصدرا" وسلسبيلاً يستقي منه المعاني كل مُستَهِيمٍ ومشتاق .
وتسألينني عن الحب .
هو أنا .
وهو أنت .
أو ربما أنت وحدك.
لست ادري

أحمد عاصم آقبيق
23/12/2010م

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

كوني معي

وكوني معي

--------------------------------------------------------------------------------



وكوني معي
وقرأت كلماتك ، كانت كما كانت دائما"تدفعني لأن أَلِجَ إلى عالم جديد ،أجد نفسي مرغما" رغم كهولتي ، ابحث عنه لأَستقي منه ابتساماتٍ صغيرات مُوَشاتٍ برقيقات الحروف التي تكوّن اسمك. وكأنه أحجية تدفعني لأن أراها كلمات تجمع طلاسم فك قيود أسري من عوالمك . وما أريد .
وقرأت كلماتك . ولم أدريِ أنها كانت تدفعني إلى جذوة عوالم الاشتياق التي ابحث عنها ، وأبحرُ في بحور الحزنِ السبعة ، ثم في بحور الأمل السبعة ، ثم في بحور الشوق والأمل واللهفة والتساؤل،بكل مافيها من أمواجٍ عاتيةٍ تحاول بجبروتها وكبريائها أن تبعدني عن شاطىء جزيرتك الصغيرة ، التي لم تُكتَشف إلا لأجلي ، وتجاهلها الناس من أجلي لأني كتبت على مقدمة سفيني عراقية جميع اتجاهاتي ، وعسلٌ مبتغايَ ..
فأنت مرفأ الأمان ، وأنت حيث عوالم البوح ، وانت عوالم الشوق الكبير الذي يعتريني وأنا القي شباكي في مياهك كي أصطاد ، وإذ بشباكي تهتز فأجدني فيها .فلا تغضبي مني فلقد هَربَت حروف أبَت إلا أن تُكَوِّن اسمك . فكلانا لا يقوى على مداومة الاشتياق . وكلانا لا يستطيع أن يجرَح عواطف جميع من عاشوا قصة عشق. ، فأنت هي التي أحببت ، وانت من أجلها وُجِدتُّ .
سيدتي
وقلت لي ذات يوم : سأكون هنا دائما" بانتظار كلماتك . لأقول لك بل أنا الذي سيسهر هناك كي يحرس أحرف رسائلك الصغيرة الموشاة برقيق الحُلمِ ، لأحتويها ،و اشقّ من اجلها صدري كي لا تبهت روعة الوانها ، وكي تكون معانيها حُلما" رائعا" اسمه أنت ،عَسلٌ من بغداد .
وقرات كلماتك . كنت من خلالها أعيش فيها لأراك دفقة دم تتسارع لتلج قلبي وروحي ، ولأكتشف عوالم جديدة شدتني إليها فكنت أسيرا" لها ، أراك في كل حروفها ، وأشتم عبير أنفاسك لتنتابني حالة غياب أولها أنت وأخرها منك .
سيدتي
كوني من تكوني ، فلن تكوني بالنسبة لي إلا كما رأيتك انا في خيالي وصمتي وحزني وجميع ابتساماتي , فحياتك لي ، وحياتي معك ، وحياتكِ أنا . وجميع ما تعنيه حياتي هو أنت .

أحمد عاصم آقبيق
جدة

علميني يا عراق

علِّميني يا عِرَاق

وأتَعَلَّمُ منكِ الحب
دوما" ترددها شفاهي
في كل يومٍ وحدبِ وصَوب .
حين أدنو من الشرق
حين أدنو من الغرب
كي أتعلَّم منكِ الحب .

علميني معنى العشقِ
كيف تفضحهُ العيون
في خفوق القلب
في أماني وشجون
علَّميني كلَّ حب .

أنت ليلُ وضياء
أنتِ سَعدٌ وشقاء
أنت حلمُ ونقاء
أنت ليل ونهار
علميني كيفَ أقوى
علَِميني كيف أهوى
علميني كيفَ أَشدو
علميني كيف أبكي
علميني أن أحب .

أنتِ جنات النعيم
أنتِ حلمُ للمقيم
أنتِ دَمعُ الاغتراب
أنتِ في القلب بلادي
أنتِ في القلبِ شموخ
أنتِ في القلب عراق
أنت في العين عراق
أنتِ في الروح عراق
أنتِ شوقُ
أنتِ رغبة ،
وانعتاق.

المغول الشقر جاءوا
دمروا خبز العراق
وزّعوا كلَّ شِقاق
كي يسودوا في العراق
والتتار السود جاءوا
من شروق الشمسِ جاءوا
حَمَّلوا الهَمَّ العراق
وّزَّعُوا كلَّ شقاق

يا عراق المجد إنا
رابطون الجأشِ إنّا
لا نهابُ الموت إنا
إنّا لا نخشى التَتَار
شامخون الرأس إنا
إنا لا نخشى المغول
إنا لا نخشى التتار

يا عراقٌ علميني
كيف كان الحب فيني
كيف كان الشوق مني
وادفِنيني في ترابك
وادفِنيني .

أحمد عاصم آقبيق

سمن عسل تمر هندي

سَمنٌ وعَسَلٌ وَتَمرٌ هندي

وأخيرا" ، ولد الجمل فتمخّض بَعرَ فأرٍ . بعد مخاضٍ عسير و شاق جالَ في عوالم الرفضِ والقبول ، والتأجيل والتسويف والتيسير والتعسير والمراسلين والمراسلات ، الذكور منهم والإناث ، عن أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بقضِّها وقَضِيضِها لم تستطع إقناع حكومة إسرائيل بِوَقفِ بناء المستوطنات على التراب المَقدِسي الفلسطيني..

ومع تصدِيق الأعذار حتى ولو كانت كاذبة . فاليوم أزرار قميص العم بنيامين نَتِن يَا هُوووووو مقطوعة ، ولم لا ، فإسرائيل دولة لا تنتج الأزرار مما حدا بالغالية عَمَّتَنا سارا إلى استقدام إحدى طائرات الخطوط الأمريكية للسفر العاجل إلى استوكهولم . وعلى نفقة دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي الجاهل تماما"، وهي فرصة للشراء ، وفرصة ذهبية أخرى للتَّشفّي من المغدُورُ المُتَآمَرُ عليه جوليان أسانغ ، مؤسس موقع ويكيلكس ، والموسوم بالوقاحة حسب الروايات الغربية ، فقط لأنه أماط اللثام عن لا أخلاقيات الإدارة الأمريكية المشهورة بها بامتياز ، وبعد تنظيف الواجهة الزجاجية المعتمة التي كانت تتوارى خلفها .إن صادَف وقتُ تسليمه للسويد وقتَ تَواجدها فيها .
أو أن كلبَ طيب الذكر عمَّنا ديك تشيني داهمَهُ الزُّحار فجأةً ،فلم يستطع أن يسافر إلى إسرائيل مخافة من أن يصافحَ المريض طاقم الحكم هناك ، مما يسبب في انتقال المرض منهم إلى الكلب المسكين ، فيصبح صاحب ( عَيا ) مما يترتب عليه تأجيل شفاءه ، ومن ثمَّ تأجيل المباحثات التي تهدف إلى لإعادة تقييم مواقف الأطراف ، من همجية ووحشية طلقات الرصاص التي توجهها حماس إلى داخل الأرض المحتلة . وإلى أعالي الفضاء علّها تصيب طائرة استطلاع أمريكية تجوب الأجواء والقفار باحثة عن عذر ولو بسيط لزيادة التحامل على سورية العربية ، البريئة من معاهدات عربٌ ارتضوا أن يكونوا مع الخوارج فَطُبِعت على قلوبهم رموزٌ ورسوم الخيانة والنكوص . وهذا لا يهمّ فغايتهم شريفة ، نبيلة ، تتطلّع إلى فجر جديد يسود فيه السلام والوئام بين الجلاد والضحية . ورحم الله من قال ( و عَجَبي ).

وأقول ولعلَّ اللغة العربية تُحجِم عن إسعافِ يِراعي بكلمات تُقَيِّمُ هذه المواقف المشينة التي تَخجَل عن ترتبط بهكذا أخلاقيات ، وهكذا ممارسات ، والأنكى من ذلك أن بعضها يُنسَب إلى دوائر رسمية عربية .
والسؤال الأخير . ألم يَئنِ للسادة الأجلاَّءُ من بني العَرَب أن يعلموا بأن قضية فلسطين لا تُحَلُّ بكذب ادعاءاتِ السلام ، وأقواس أغصان الزيزفون التي لطالما نُصِبَت بمناسبة وغير مناسبة .
إن قضية فلسطين يلزمها ثورة حارقةً ماحِقَةً للعنصر الصهيوني والوجود اليهودي ، وَلأُتَّهَم بمعاداة السامية ، وهو وسام فخر وتمجيد ، مادام النصرُ هُوَ المُرتَجى .

أحمد عاصم آقبيق
09/12/2010م

وقالت

وقالت : أنا أقرأ نبضات قلب نبضات قلبك قبل أن أقرءَ مواضيعك .
فقال لها :
أنا أحبك بعد أن قرئيني وقبل أن تقرئيني
قال : منذ متى
فقال منذ أن أضحت في السماء غيوم تحجبُ أحيانا" شمس السماء، وأحيانا" لون السماء
وقد تعلق القلب بجمال السماء فصار يخاف أن تحجب في كل حين .
قالت : أهذا كل شيء ؟
فقال :
لا ورب السماء فقبل أن تولدين بألف عام
كَتَب القدر أن تكوني حبيبة عمري الذي لم يكن موجودا" ، بل والوجود
قالت: وإلى أي مدى تحبني
قال :
بعمق زرقة السماء ، وعمق زرقة البحر ، وعمق سكون الفضاء ، وهدير أمواج البحر .، وعدد من سبح الله
احبك ووالله أحبك ووالله .
قالت وماذا تريد مني فقال :
أريد أن أكون ظلا" أمينا" يحوم حولك حتى لا تقترب ضواري البشر منك .
وأريد أن أكون قريباً منك كالثوب الذي تلبسين حتى تلامس بشرتي نعومة نهديك
ورقة جيدك
فترى روعة العيون فيك
وابتسامة شفتيك.
قالت :
وكيف تحبني وأنت لم تراني ،وهل يمكن للحرف أن يبني حياة من الأوهام .
فقال :
أنت لست وهم
أنت نور
نور دخل شعاعترانيم عمري ،فأحالها إلى عبق أثيري لا يمكن أن يوصف إلا من قبلي ،لأن من أحب مثلي غير موجود
ومن عشق مثلي لا زال في العدم
وأنه لم تلد النساء مثلك ليكون لحبي شبهٌ عند الآخرين
قال : صِفني
قال أحبك
وصفني قالت .
وقال أعشق التراب الذي تسير خطواتك عليه حتى تصلي باب عمري
وقالت
أحبك .

أحمد عاصم آقبيق
23/11/2010م

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

لنتيجة واحدة . الولايات المتحدة الأمريكية

يقال في الأثربأن الموت قال سيكرهني الناس ، فقيل له سيكون لك الف اسم وسبب يُسلي أصحاب المصاب عنك ،. كي يصبر الناس على رحيل صديق أو حبيب . لكن اسمك يبقى الموت .وأقول بأن المصائب مع أن لها ألف لون وألف تسمية . إلا أن الاسم الذي لا يغيب عن ساحتها دائما" : ( الولايات تامتحدة الأمريكية ) التي ما أن رأت أن مصالحها الاقتصادية سوف تتأثر بعدم دخولها الحرب العالمية الثانية ، والوقوف بجانب الحلفاء ، حتى انبرت إلى إعلان الحرب ، ولكن ليس حبا" في نصرة الشعوب وتحريرها من هيمنة المستَعمِرَين الكبيرين آنذاك إنجلترة وفرانسا ، أو كما ادعت الحفاظ على السلم وكرامة الشعوب المضطهدة، إنما لن عجلة مصانعها بجميع أنواع الصناعات أخذت تتلهف إلى وضع اليد على أكبر رقعة جغرافية في هذا العالم لتكون لها دولا" تعتمد على النظام الاستهلاكي بالدرجة الأولى ، ومن أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك تستطيع بالترغيب أو الترهيب جعل هذه الدول خير مشترٍ منها لجميع مايحتاجه من بضائع . يزكي ذلك الرأي بعض من المرتزقة فيها الذين رؤوا بأن هذا المنهج يحقق لهم الثراء السريه ، ومن خلاله يستطيعون تبوّء المراكز الرفيعة في بلادهم .
إن دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية وما تمخّضَ عنه من انفتاح شهيتها للسيطرة على منابع الثروة غضافة إلى الأسواق الاستهلاكية ، جعلها طرفا"خصما" ومشاركا" لوجهات نظر الدول التي تبنت مفاهيم وأسس ومناهج امريكية بحتة ، مما نتج عنه مواقف جديدة لم تكن ظاهرة على المسرح العالمي ، إذ سرعان ما بدات التحالفات مع بعض الدول في جنوبي شرقي آسية للوقوف ضد العملاق الذي بدء يرسم له خطا" في الكيان الاقتصادي والسياسي العالمي ، وأعني به الصين . هذه التحالفات التي جَرَّت على دول المنطقة المذكورة الحروب والويلات والخسائ، وكله في سبيل ان تبقى الولايات المتحدة الأمريكية المهيمن المطلق والمتحكم الوحيد بمقدرات وخيرات تلك الشعوب ، ولعل أصدق مثال على تزكية نيران الخلافات بين الأمم والدول ما حدث من اسبوعين تقريبا" وكاد أن يؤدي إلى حرب مدمرة تحرق الأخضر واليابس ، وأعني شبه التصادم بين الكوريتين ، الشمالية المدعومة قولا" واحدا" من جارتها الصين ، والجنوبية التي تخضع لدولة يسوسها بالموبقات عميدها بدءأ" من ، وانتهاءا" بالسيد باراك أوباما . وإذا اردنا المزيد دعونا نتجه غربا" لمسافة غير بعيدة لنذكِّر فقط بسياسات امريكا العدوانية ضد مصاله الشعوب حين رأت في شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الرهان الرابح والشوكة المؤلمة في الخاصرة الجنوبية للإتحاد السوفياتي الكبير الثاني عالميا" في ذلك الوقت ، إذ نصبته شرطيا" منفذا" لإرادتها ونزواتها ومطامعها ومنها لا للدول التي بدات تأخذ الطريق التحرري ، ولا . لمحاولات الاتحاد السوفييتي الوصول إلى المياه الجنوبية المتمثلة في بحر الهند والخليج العربي .
هذا بالإضافة لسجلها الحافل نذكر بالفتن والمصائب التي كان لها فيها النصيب الأكبر كمحرَّض ومُمَوِّل بل وشريك فعلي بالعمل العسكري العدواني . كتدخلها في لبنان ، ومحاوتها الدائمة لترسيخ فكرة احتلال إيران لمنابع النفط ودول الخليج ، والأزمة العراقية واحتلال العراق بعد غزو هذا الأخير للكويت ، وكذلك الوقوف السافر لها وتبنيها جميع السياسات الصهيونية في المنطقة ، ومحاولة إذكاء نار الفتنة بين أطراف السياسية في لبنان ، إضافة إلى تدخلها المباشر واللعب المكشوف لها في الأزمة السودانية ، وإلى ماهنالك وهنالك من التدخلات السافرة لها في أفريقية وأمريكا اللاتينية .
إن مقةلة عِش ، و>َع غيركَ يعيش لم يعد لها أي مكان في التوجه الفكري الأمريكي اليوم ، لأن اساطين الاقتصاد المتحكمين في توجيه السياسة الأمريكية ، رأوا بأن مقولة " أنا ، ومن بعدي الطوفان .أصلح لهم لأن فيها إطلاق يدهم في نهب وسلب دول كثيرة نت دول العالم لا زالت تصدق بأن حامل العصا لا زال نافذا" ، ويبقى .
إن نهب نفط وثروات العراق وتحويلها إلى دولة مَدينَة ، وكذا مقولة الخطر الإيراني في الخليج ، ووجودها الشبه دائم في المنطقة يعطيها حق الحساب السريع والتدخل المفاجىْء إذا ماهددت مصالحها . إن قتل جندي أمريكي سارق مغتصب نزعت الرحمة من فؤاده ، جريمة لا تغتفر . أما قتل شعوب كاملة فمسألة لديها فيها نظر .
أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة عدوانية بامتياز ، كابرا" عن كابر ومهووسا" عن مهووس من بوش الأب إلى بوش الثاني صاحب نظرية ( الله حدثني . الوحي قال لي ) ووصولا" صاحب أبجدية العدل التي قال بها بها بعد تنصيبه مباشرة في قاهرة المعز ، ثم نسي ماقال ، أو أكره على النسيان .
قيل قديما" : فتش عن المرأة . وأقول أنا . فتش عمن يقف وراء كل مصيبة . إنه ليس الموت . إنه فرق رقص وتهريج كتب لها أن تتبوّء واجهة العدوان فقط لعشر سنوات ، ثم يؤول المكان لفرق جديدة ـ تعِد ، ثم تتراجع عن وعودها . والنتيجة واحدة .
الولايات المتحدة الأمريكية .

أحمد عاصم آقبيق
08/12/2010

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

نوار

وقالت : لماذا تنحني ؟
أَمِن ألمٍ
إنهض ،فأنا أريدك أن تكون صِنوِي .
قال : وكيف لي أن لا أنحني وأنا أخاف أن تلتقي عيني بعينيك .
قال : أهو الحب
قلت بل هو سوار يلف عنقي حتى يقطع النَّفَس مني ، فأستمد قوة حياتي من حُسنِ عينيك
-أهما جميلتان ؟
لله ما أروعهما حين تتكلمان
وحين تهمسان وحين تقولان
إروِِ يا احمدُ شعرا"
فأرويهِ لأني أخاف لقاء العيون
أخاف على الشعر إذا ما صار حرَا .
قالت :
وهل عشقت غيري
قلت آلاف النساء
كن يعلمنني العشق آلاف النساء ، حتى إذا جاء زمن أنت فيه تظهرين
غابت نساء الأرض لتكوني أنت جميع النساء .
قال: وهل علمت أن اسمي نور
قلتُ بل نُوار
قال نور
قلت بل نوار
ولو انني كدحت وآبائي الأولين
في الليل والنهار
وعدد السنين والسنين
لما جمعنا لها قيمةَ
خاتم أو سُوار
وقالت : اسمي نور
قلت كما تشائي وتريدي
نور
أما عندي فَنُوَار .
وظلَّت بعدي تُردِّد
بل نُوَار
بل نُوَار
بَل نُوَار

أحمد عاصم آقبيق
23/11/2010مِ

حماري وأنا

حماري وأنا

ونَطَقَت نَظّراتُ حماري . ولو كان لها صوتٌ لَقُلتُ : كلامٌ من ذَهب .وهو يوقفُ مَضغَ بعضا" من طعاِمه .
كانت نظراتٍ تحملُ كل ما كُتِب في علم الاجتماع وعلم الرجال ،من عهد سيدنا أريسطو ولما بعد عصرأبو العلاء المعري . ثمَّ هَمْهَمَ وَتَمْتَمَ ، ورفع ذَيلَهُ تحية لِمقدِم ربَة الصَونِ والعفاف ، الصابرة المُحتَسبَة على مغامرات زوجٍ زيرَ نساء
صاحبة الدُّرة التي تُزَيِّن بَنصَرَها ، ولست أدري أهي شراءٌ من حُرِّ مالِها ، أم هي شراءٌ من شركة بلاك ووتر حتى لا يُفتَح السِّجل ، وتطيرُ الصحائف فَيَصِل أوار نارها إلى فلسطين بفرعيها اليهودي ، والسُلطَوِي .هكذا قال التلفاز معلنا" بسعادةٍ عن هذهِ الزيارة إمعانا" في دراسة القضية ، والوقوف على وجهة نظر الأطراف في المنطقة . مع أخونا القائد الألمَعي والفَذِّ الملهم صاحب السجل الحافل بالغزوات والرَّوحَات والغَدَوات ، إلى بلاط سيده المحسوب على العرب باراك حسين أوباما . مَن قال لا للمجاهدين في الجنوب ، ورفاقه ومن حملوا معه السلاح . لا . لن تكونَلكمُ الكلممة في القضية .وقال ألف نعم لصاحب العُبوسِ والابتسامة ، الصهيوني الرعديد ، وأبو الإرهاب . نَتِن يَا هُو . ثم تبسَّم حماري ابتسامةً صفراء ، وكأنَّهُ مُستَغربا" حَالَ أمَّةٍ تجاوزت رقعةُ فتوحاتها بلاداً قالوا بأن الشمس عنها لا تغيب ،ونظرتُ إليه ، فأسرع قائلاً : بريطانية يا صاحبي .ولا تقل بأنك كنت تريد الجواب فَسَبَقتُكَ . ثم أردفَ يقولُ : لا عَجَب فنحنُ نعيشُ في عَصرٍ صار َفيهِ مَيدانُ الجهادِ للرجال صالاتِ عروض الأزياء النسائية في بلادنا ، ودور عرض ما تحتها في الخارج .و كذا أبنية الأسواق ذات الخمس نجوم ، وهنالك يمتَّعون النَّظر بِغُدُوِّ وَرَوَاحِ الفاتنات العابثات ، وبِمُواعدتهن .
أو في البنوك وصالات المزاد فهي في الوَجَاهةِ أََوْجَه .
ثم قال حماري : وعَجَبا" ثم عَجَبا" .يأخذها القيادةَ قَسرأً وإكراها"، ويقسمُ بأَغلَظِ الأَيمَانِ على الطاعة والإخلاص ، وعدَم الديمومةِ فيها وَمِنها الخَلاَص ْ ، وهاهو الشيبُ يغزو مفارقه و هو لا زال يقاتل دفاعا" عنها وفي سبيل امتيازاتها ، ثم نجدهُ لا يستسيغُ أن يراها خارجة عنه فيَقتَرحُ ترشيح ابنه لها . والأعجَب من ذلك وذا ك ،أن النظام الذي يرأسُه جمهوري ، لا يُورَثُ ، ولا يُوَرَّث .
وأخيرا" عَجبا" منكم بني الإنسان ، تلصقون كل خطأٍ بنا ، معشرَ الحمير . فمن قطَع الإشارة المرورية حمار ، ومن أَسرَف في الشراب فَبَاحَ بما لا يُبَاح حمار ، والذي صفعته امرأة لقلَة خبرته في الغزلِ حمار . نحن الحمير براء لأننا إذا وقعا بحفرةٍ لمرة واحدة ، تَجَنَّبنا كل الطرق المُؤَدِّيَة لها .
تَفَرَّستُ فيهِ وقُلتُ زِدني .ولم يُعَقِّب . لكني أحسب أني سَمِعتُهُ يقول : مسكينةٌ هكذا قَضِيَّة . مسئولَها ، ليسَ حِمَار

أحمد عاصم آقبيق
24/11/2010م
.

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

مات وطن ، وعاش الوطن

مات الوطن
وعاش الوطن



وَجَندَلوهُ
ووضعوا أُنشوطةَ الموت في عنقِهِ
وأَعدموهُ
بحِقدٍ
بِذَنبٍ كبيرٍ أو صغيرٍ
وَقَتَلوه
واستباحوا الأرض
زرعوا الحِقدَ
ونزعوا جلابيب السواد
وتركوا في القلب كلَّ السواد
وأعدموه
وقالوا :
لقد خان الوطن
وحَرَّض ضدنا جميع الأمم
واستجلب أسلحة الدمار
لِيَحمِيَ الوطن
لِيُحَصِّنَ الوطن
ضد أمريكا ، وحِقدَ الأمم.
وهكذا قالت أشباه الرجال
من فُرسٍ وَشُقرٍ وَبِيضٍ وعَجَم
وحَيَّ على القتال
وَلْتَزحَف كل الجيوش
جيوش الأمم .
فعدو الأرضِ لا زال في العراق
وهو عراقي
فكيف يحمي عربيٌّ ، وطن .
كيف يحمي عربيٌّ ، وطن

وجندلوهُ
دَقُّوا مسامير الأرض في قدميه
كي لا يتمكن من القرار
ومن الفرار
ليحمي الوطن .

وجندلوهُ
ليسرقوا العراق
لِتَحيا هَمَجيَّة النفاق
ليجمَّعوا النَّضار
حيثُ لا دفاعَ عن الوطن
فالقاتل الرعديد
هكذا قالوا
مات
فليحيا الوطن .
( عَفواً )
حارسُ الوطن مات
وليحيا الوطن .

وإيهِ يا عراق الزمان
يا درّة التاج والسلطان
يا مرقد الرشيد
وأبو حنيفة النعمان
وأبو عُدَيّ
فَلنَقُم يا عَرَب فَلنَقُم لِلقِمَم

أحمد عاصم آقبيق

نور وأنا

نور وأنا

وقالت : أنا أقرأ نبضات قلب نبضات قلبك قبل أن أقرءَ مواضيعك .
فقال لها :
أنا أحبك بعد أن قرئيني وقبل أن تقرئيني
قال : منذ متى
فقال منذ أن أضحت في السماء غيوم تحجبُ أحيانا" شمس السماء، وأحيانا" لون السماء
وقد تعلق القلب بجمال السماء فصار يخاف أن تحجب في كل حين .
قالت : أهذا كل شيء ؟
فقال :
لا ورب السماء فقبل أن تولدين بألف عام
كَتَب القدر أن تكوني حبيبة عمري الذي لم يكن موجودا" ، بل والوجود
قالت: وإلى أي مدى تحبني
قال :
بعمق زرقة السماء ، وعمق زرقة البحر ، وعمق سكون الفضاء ، وهدير أمواج البحر .، وعدد من سبح الله
احبك ووالله أحبك ووالله .
قالت وماذا تريد مني فقال :
أريد أن أكون ظلا" أمينا" يحوم حولك حتى لا تقترب ضواري البشر منك .
وأريد أن أكون قريباً منك كالثوب الذي تلبسين حتى تلامس بشرتي نعومة نهديك
ورقة جيدك
فترى روعة العيون فيك
وابتسامة شفتيك.
قالت :
وكيف تحبني وأنت لم تراني ،وهل يمكن للحرف أن يبني حياة من الأوهام .
فقال :
أنت لست وهم
أنت نور
نور دخل شعاعترانيم عمري ،فأحالها إلى عبق أثيري لا يمكن أن يوصف إلا من قبلي ،لأن من أحب مثلي غير موجود
ومن عشق مثلي لا زال في العدم
وأنه لم تلد النساء مثلك ليكون لحبي شبهٌ عند الآخرين
قال : صِفني
قال أحبك
وصفني قالت .
وقال أعشق التراب الذي تسير خطواتك عليه حتى تصلي باب عمري
وقالت
أحبك .

أحمد عاصم آقبيق
23/11/2010م

ملحمة عراقية

ملحمة عراقية


وكان يا مكان ، ومن قديم الدهر والأوان .
أمةٌ نَقَشَ الأَبَدُ على ذُرى جبالها
وَرَسَمَ دِرعٌ وصَولَجان.
وصوراً لملوكٍ وأمراءَ وأسيادٍ وعبيدٍ وخدَّام .

أمَة ٌ كان اسمها عراق
ولم يزل
رغم تحريف المعاني
رغم تغيير الحروف .
نقرؤها : عراق
ستظل عراق
الأرض فيها عراقٌ والنفوس
وذُرى الجبال والوديان والسهول
ورغم الأعادي
ستبقى عراق .

ومهما غَزَتها هَجَماتٌ بربريَّة
كانت أمريكية أم بريطانية
أم من شُذَّاذِ الآفاق
من بني صهيون ملعونين بكل زمان ومكان .
وكان يا مكان .
عراقٌ عرَبيّ
خليجُه عربي
بالرغم من دعوى الفرُسِ والكائدونَ
عربي صميم .
بَصرَاهُ تُنادي
يا أنام .
العَلَمُ : الله أكبرُ
الشعار نُسُور .
وموطِني نشيد .
وليحيا النشيد .

كان يا مكان ، من قديم الزمان .
رجالٌ ظَلَّلُوا ارض العراقِ بالانتصار
بَنُوا وّركاءَ بالجنوب .
وأنشئوا إِذِينَ آنذاك في الشمال .
وَكِيشَ ، وَلاَرسَا ، وَأُرَ
وأَداب.
وكانوا من الساميين الآرام
بقيادةِ زعيمَهُم العظيم ِ سَرجون .
الذي سادَ جميع مدن العراق .من ما بين النهرين في الشمال
وجنوبا" وحتى الأهواز .
وشرقا" إلى سوريةَ وفلسطين .
وهكذا أحلامُ الرجال .
وهكذا أفعال ُ الرجال .
وَانقَضَت السنين .
وآل َ الأمر للكثيرين.
وبقيت أرض العراق
يَنقِشُ التاريخ على أرضها بِعِدَّةِ
سومريةٌ
بابلِيَّةٌ
وآشوريَّةٌ
وارامية
وشرقية وسريانيةٌ
تأريخٌ ، يُبَشِّرُ بأنَّ أمةً هكذا
لن تموت.
ولن تفوت
بالرغم من نوايا بُوش
وكونداليزا رايس
والمهرِّج توني بلير
وجَوقةَ الأعراب
من دخَلوا الحربَ وهم يتساءلون مَا هناك.

وكان يا مكان
من قديم الزمان
أن دّخَلَ الإسلام على العراق
وبنى أبو العباس وأخوه المنصورُ مدينة السلام
بغداد السلام .
وجاء هارونُ الرشيد
وَعَزَفَت القِيَان
لتغني نشيدا" للأنام .
صَدَحوا بهِ جميعا" منذ ذلك الحينُ ولم يزال
وكان منهم : ناظم الغزاليُّ وزهورُ حُسَين
ورياضُ أحمَد وعفيفةُ اسكندرٍ
ومائدة نزهت ، وأنوار
وستار جبارٍ وكاظمٍ
وكلهم قالوا سيبقى العراق .
وجاء عصرُُ من قيل عنه :
السيفٌ اصدَقُ أنباءً من الكُتُبِ
جاء المعتصم وَعُمَِرت العراق بالازدهار
والأَنَفَةِ وَعَمَّ الكبرياء .

وكان يا مكان من قديم الزمان
ويحكى أن هولاكو غَزَا العراق
ومن بعده تيمور
ولم تّمُتِ العراق
وجاءت بعده بعصور\ ٍ امبراطورية زعموا أنه عنها
لا تغيب الشمس
فدخلت مهوزمةً وجَلَت رغم أنفها
وأنفها مكسور .
عليهِ آثارُ طينٍ
من أرضِ إربيلَ
ومن بغداد
ومن البصرى
ومن كركوك .

وجاء النصرُ
وكان صدامُ
وَهَزَمَ الفُرسُ .صدام
وّهزَجَت الرُّمَيلَةُ
والزُّبَيرُ
وحقولُ مَجنُونَ
والّدُّجَيلَةَ
وحقلُ برزكان
وعَمَّ السلام .
وَحَيَّتِ السلام قلعةَ أربيل ، وقلعة كركوك ، وحُصنَ الأُخَيضِر ، وبابل ونينوى
وقلعة سُكَّر
أنشدوا جميعا"
نشيد موطني
وحملوا علم العراق
وعليه
الله أكبر
رغم دول الاحتلال
رغم ذِلَة أمريكا والإنجليز
رغما" عن من كان مُلهما"
هكذا قالوا : جورج بوش
ورغما" عن تابع مَهبول
قالوا اسمه توني بلير
ورغما" عن عَرَبٍ عقدوا معاهدات ٍ
مع العدوِّ الذي استباح مَسرى النبي محمد
قالوا أنها مكاتباتُ سلام
وهي صكوكُ استسلامٍ
وَهَوان .

وكان يا مكان .
وجاء النصرُ على الفرس
واهتزَّ طَرَبا" ضريحُ الإمام
وانشد مديحا" ضريحُ الحسينِ والإِمامَينِ .
وأبو حُذَيفَةَ النُّعمان
وّهلل من قبرهِ الصحابي سلمان
قائلاً : الله أكبر ياصدام
الله اكبرُ يا هُمَام .
وهنا في العراق بُلِّغ نوح ، وإبراهيم عليه السلام
وهود وصالح
وذي الكفلَ ويونُسَ
كلهم فرحوا بانتصارِ هُمام .

لكن الأمريكان وقد تواترتِ الأخبار أنهم
لم يَطرَبوا لِعزفٍ عربي مُنفَرِدٍ
فرفضَ النصر الأمريكان
وجاءوا بِقَضَّهِم وَقَضيضِهم
كي يسلوا نصر السلام
حرية الأوطان
وقام من قام معهم خَجَلاً ، أم إرغاما" كثير من البلدان
وقالوا قوات تحالُفٍ
بل عصابات نهبٍ وطغيان
جاءوا ليُعلنوا نهايةً لنصر صدام
فاجتاحوا صحارىً وبيوتٍ
وخيامٍ
تُسَبِّح الله أكبر
عليكم ,
والعراقُ محفوظٌ يا أنام .
وقتَلوا
وذَبَّحوا لِيَحرِموا أهل العراق من حق الحياة
ومن الوفاق.
لِيُرَمِّلوا
وّيُثَكَّلوا
وَلِيَحرِمُوا وليدا" في أيامه الأربعين
من نقطَةِ حليب
كي يموت
إذلالا" للعراق
وليس مثل العراقِ من يُذَلَ
يا شذاذا" للآفاق .
وليس مثل العراق يموت ويَبصِمُ بصمة الهوان
ويرضى بالاستسلام
فكل العراق أبو عُدّيَُ
وكل العراق يرفض الهَوان .

ويا أنتم . يا أشباهَ الرجالِ
من قُلتُم أننا نعمل من أجل العراق
كاذّبون أنتم
للفرسِ تعملون
وتصفقون
وتسرقون
مالَ العراق
رزق العراق
وشعب العراق

وكان يا مكان
من جديد الأيام
سيعود وجهُ بغدادَ الحزين للفرح
سيبقى ذكر صدام في الوجود
والنصر يلزمه رجال
وأهل العراق رجال
وأهل العراق رجال
وعَلَمُ العراق الله أكبر
ونَشيد العراقِ
موطني

وكان يا مكان في قَابِلِ الأياَم .

أحمد عاصم آقبيق
22/11/2010م

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

واشتكت لي

واشتَكَت لي .

واشتَكَت لَواعِجَ قلبَها المَكلُومُ بالحَسرة .
واشتَكت لي ، مِن صَدرٍ كَنَزَ كِنزأً من كنوز الذكرى ، فاستحالَ إلى مصدَرٍ للبَسمة . وقَلبٌ كابّدَ لَوعَةَ الافتراق ، فَصَارَ يقطُرُ بَدَلاً من الدماءِ أنين .
واشتَكَت ، شَوقاً .
وآه,
ومرارةً وهجراً وابتِعَاد.
واشتّكَت حنيناً يَمزِجُ وجودها ، بذكرى لا تغيب . فَيَختَلُّ عندها كل نَظَرٍ إلى كُنهِ الوُجود
لِيُرَجَّعَ الصدى ، إليها كلمةُ : أحبُّهُ.
لم أزل أعيشُ الحب فيه
أنا هكذا لا أستطيع إلا الحب .

واشتَكت حَنيناً يحيلُ كِيانَها لِعبَق طعمَ ذكرى
وَاشتَكَت ، أفولُ شمسٍ ، وانطِماسُ قَمَر .
وجّفافُ زَهرٍ
وانقطاعُ مَطَر
واشتكت إليَّ عَذَابَ ذِكرى ، وشَوقُ كَبِدٍ لعزيزِ ماءٍ
واشتكت ، دموعٌ لا تفارقُ الوجنات ، تودُّ لو أنها تحفِرُ ثَلْماً على الخدودِ ليراهُ الجميع .
واشتكت .

وقلت ُ لها :
إنَّ من هَجرَ لا يَستَحِقُّ منك هذا الذبول .
ولربما الآن يُمارس لعبةً أخرى ، يقولُ لها كلماتُ حب . ويمضي معها وقتٌ سَقيمٌ لفراغ يكتَنِف عالمَه. أو يُشبِع بظهورها معهُ رَغبَةَ تَمَيُّزٍ يجدها إكمالا" لهيبةِ مظهَرِهِ أمام الآخرين . أو لِسَوَادٍ حَجَب النور عن نفسِهِ وَلَّدتهُ تجربةٍ سابقة ، فأراد الانتقام عن طريق تمثيل دورِ مُحبّ. أو أنه اشتهاءٍ ورغبةٍ تحرق خياله المريضُ فتحيل جسده إلى أُوار

ثم اشتكت . فقلت ُ لها :

تَعَلي إِلَيَّ. فَلِكَثرةِ شكواكِ أَدمَنتُ عليك .
وتعبتُ من التِكرار .
وعشِقتُكِ .
فتعالي إلَيَّ .
تعالي إلي ، فمن الألمِ إلذي تَلَبَّسَ في حياتك، أحببتُكِ.
وتعالي . فلَقَد ذَكَّرتِني أن الأنثى يمكنهاُ أيضا" أن تعيش الإحساس ، فأحببتُ منكِ ذلكَ ، بعد أن اغتيل في حياتي منذ سنينَ وعُقود .
وتعالي إلي . اسجد للهِ شكرا" وعرفانا" انكِ دَخَلتِ عَتَبَة داري ، فوددت أن أقَبِّل التراب الذي مشّيتِ عليه حتى وصلت لقلب داري .

وتعالي إلي . أذوقُ من شفتيكِ طعمَ حياةٍ حَجَبتها عني نرجسية امرأةٍ عَشِقَت نفسها ، فَصَدّقَت بأن عشقَ الذات ، يُجَرِّمُ عِشقَ الآخرين بل ويُحَرِّم الحياة عليهم .
وتعالي إلي . أَجبُرُ كَسرِكِ ، وتُشيعِينَ فيَّ حياتي، أو فيما تبقى منها نَظرَةَ وَالِهٍ ، عاشقٍ ، يَشتَمُّ رائحتكِ من أقاصي الأرض، كي يركع لله شاكرا"على عطائه الذي لا ينضب ، وأحلى عطاؤهُ ، كان أنتِ .
وتعالي إليَّ . وخبِّئيني في عوالم عيناك ِ .
وتعالي إليَّ وخَبِّئيني بصدرك ، حتى أعيش ذكرى انتمائي إليك، ولأَقطِفَ ثمار الأمان لحياتي . وحتى أشعرُ أخيرا" بأني وصلتُ . وتعالي .

وأَتَيتِ لي ذات يوم .
وَقُلتِ :
هَجَرَني ، وأُحبُّهُ .

فَقُلتُ :
وإليكِ وأشتكي لك اليوم وكل يوم
وأمام جميع النساء ،
بأني أحبك يا أجمل النساء
أحبك يا أحلى النساء
أحبك يا أغلى النساء .
وأحبكِ .

أحمد عاصم آقبيق
22/11/2010م

الأحد، 21 نوفمبر 2010

واشتقتُ إليكِ

واشتَقتُ

واشتَقتُ ، لأَعُبَّ رضاب الحب
من بين شفتيكِ
وأن أَلثُمَ الأثوابَ من على عّاتِقَيكِ
وأن أَسأَلَ القميص عمَّن خَلفَهُ
عن الثديَينِ
وعن ترانيمَ عشقٍ
ورَوضِ بَوحٍ
عن الأشواق ِ
وكلاًّ لدَيكِ
وأَن أُقَبِّلَ الرَّاحَ أَلثُمُهُ
عَلِّي بذاكَ اللَّثم ألمسُ سَاعِدَيكِ
أَن أَكشِفَ السِّترَ َعنهُما .
وإني لأَوَّاهٍ إلى حُسنِ سَاعِدَيكِ
وأن أُطِيلَ الهِيامَ في عينَانِ
ضِمنِ عينَايَ ، هما عينيكِ
وأن ألمِسَ الشفاه
وأحرقَ القلبَ
وأنا مُتَيَّمٌ بكِ
وَمُولَعٌ بِشفَتَيكِ

أحمد عاصم آقبيق
21/11/2010
ِ

الخميس، 18 نوفمبر 2010

دَعيني ، وَدعيني

دَعيني

دَعِيني
دعيني أحبكِ
يا عَسَلَ بغداد
يا شَوقِيَ
يا عُيوني
يا قِصَّةَ اليوم
تحياها جفوني
يا صبابَة الشوق
يا عُمرَ المدى
أَدمَيتِ قلبي
فزيديني
يا عَسَل بغداد
أَدمِيني
وزيديني .

دعيني أحبكِ
ياشوقا" ، ُيضاجعُ فِيَّ القلبِ
والإحساسَ مِنزِلُهُ عيوني
يانَشوَةَ الآهِ
يا ليلي ويا قمري
يا حلما" أَبى إلا أن يختالَ
فاختار عيوني

دعيني أحبك
فانت حبي ويقيني
يا عسل بغداد
بل ولهفتي وحنيني
وشجوني
وجنوني
يا عسل بغداد
دعيني
ودعيني

أحمد عاصم آقبيق

مرحباً بي

ومرحباً بي
في بغداد
مدينة السلام
حضن التآخي والوئام
في البصرة الغالية
ومعانقتها لشط العرب
شط العرب
رغما" عن العِدا

مرحباً بي ارض تمنيت ان أزور
لأحفر مئات القبور
أهيلُ ترابها على كل من غزا العراق
بلد الودِّ والوفاق
في الموصل
في كربلاءحيث يقال بان التاريخ
شهد مذبحةً للطغاة من زمانٍ بعيد
قتل فيها سِبط الرسول
وسُبِبت النساء
اشرفَ النساء .

مرحبا" وانا احلم بأني اركب الحصان
وراء القواد والأعيان
وراء ثورات الأحراء
الذين استطاعوا الانتصار
وأن يقهروا الاستعمار

مرحبا" بي في جَيكور
حيث وُلَد السياب
وعانى السياب من ظلم جيع الأحباب
وارتقى كرسياً للمرضِ
ينظر منه إ‘لى العراق
ومات طريدٌ مطلوب
لم يُذنِب
غيرَ أنه أراد أن يكون العراق حبيب
فاغتالته الغيلان

مرحبا" بي في أرض العراق
احمل بيدي قرآنا" وأنجيلا"
ودعوةًإلى الجهاد
ضد الطغيان
وضد كل من يساند الطغيان
وإي أرى نفسي شهيد
تغني له صبايا العراق
مات الشهيد
لأجل العراق .
مات الشهيد لأجل العراق

أحمد عاصم آقبيق

لا بارك الله فيهم

لا بارك الله فيهم

من استحلوا دم إخوة لنا
في الأرض
والعرض
والمقاومة
والفداء

إخوة قُسِّمَت الأرض بيننا
والماء
والأديمُ والسماء

لا بارك الله بهم من قتلوا النساء
والأطفال
والشيوخ
والشباب
ومن اغتالوا الفرحة من على ثغور الصبايا
جميع براءات البراءة
من على ثغور اطفال يحلمون بالفرحة
بالأمن
يرسلُبها الله
من اعالي السماء

وباي حق تقتلون
باي شرع تسفكون
باي ذنبٍ تقتلون
إخوة لنا
يُقاسموننا الجوع والأمل
يكابدون معنا مرارة الحياة
يغنون للأمل

لا بارك الله بهم
أءهلنا يقتلون
إخوتنا
بناتنا
روعة الأمل في عيون الصبايا
ويجرحون

آهٍ لو عاش من مات
آهٍ لو يعود أبو العباس
ومن اُغتيلَ ظلما"
ليقهروا العراق
ليسرقوا البلاد
آهٍ لو عاد
فماذا يفعلون
لا بارك الله فيهم

مشاركة لكل أخ في الوطن مكلوم

أحمد عاصم آقبيق

الأحد، 14 نوفمبر 2010

بين الواجب والتمني

نُغمضُ أعيننا عن أشياء كثيرة ، كان من الواجبُ علينا أخذها بعينِ الاعتبار .

ونغمَ ٌ أعيننا عن أمورٍ تكاد أن تكون من أساسيات وجودنا وكياننا ، قد يحملنا على ذلك إما سوءُ تقديرٍ للعواقب ، أو لا مبالاةٍ مُفرطة ، أو كثير من حسنِ الظن ، والتواكل على رب غفورٍ رحيم .في حين أن المطلوب هو تَبصُّرٌ وبصيرةٍ نافذةٍ تقود إلى تَعَقُّلٍ ورؤيا صادقة لما يجب أن يكون .

ونغمض أعيننا عن مفاهيم يعتبرها المجتمع وخاصة العربي من الأساسيات الراسخة ، والثوابت التي لا مجال لتأويلها ، ومهما اختلفت تسمياتها فمن موروث ثقافي ، أو عادات وتقليد ، أو ما شابه . والنتيجة أننا نخطأ كثيرا" إذا سلمنا بهذا التأويل الذي ما كان لولا تواكُلُنا واتكالنا على الجوانب المُبَشّرَة لصفات المولى عز وجل أولا" . وعلى ضعف الإيمان والاعتقاد ثانيا" .

إن الإسلام قد جاء كُلاًّ متكاملا" غير منقوصٍ ، دعوة ودين لا يقبل التجزئة في الاعتقاد به ، إذ لا يمكن أن نقبل بهذا ونؤجّل ذاك ، أو نستعجل العمل بشِقٍّ ونهمل الشق الآخر . تدفعنا لذلك مصلحة أو منفعة خاصة وشخصية ربما تؤدي لكسبٍ غير متوقعٍ سريع .

إن الإسلام ذلك الدين الذي بني على خمس ، لم يأت إلا ليكون إيمانا" متكاملا" بالجزء مع الكل . إيمانا" مطلقا" بأن ما جاء به هو الحق ، وأن الحق لا تعلوا عليه مصلحة كبيرة كانت أو صغيرة تتعلق بالأخلاق أو التشريع أو المعاملة بين الناس. ومن الإيمان بهذا المفهوم بكل جوانبه ، تنعكس من النفس شموسا" نورانية تتحكم بأفعال من وصلوا ، وقدّروا الأمور حق تقديرها وَوَعوا بأن طول الأمل خسارة للمرء ، والعمل خير للعاجلة والعاقبة .

من خلال مراقبة شديدة للأمر ( لا ) ، أي من خلال معايشة مفهوم النهي الذي تترتب على مخالفته عواقب تتسلسل من الصغير إلى العظيم ولكل جزاؤه وعقابه .

من هنا نصل إلى القلل بأن إغماض العيون عن الصغائر قد يقود إلى أعظم الكبائر ، إذ لا صغيرة مع الإصرار .وهذا يقود بالضرورة إلى الاهتمام والتبصر بجميع الأمور التي تعترض حياتنا ، ونبذ التواكل والاتكال والفأل الحسن . فاليوم استطاعة على العمل الصالح واكتساب الأجر . وغدا" الشوق لاكتساب الأجر ، لكن للأسف لا يوجد عمل لنانستطيع أن نقدمه حتى نكتسب الجسنات ، بل حساب .

إننا لا ننادي بالقنوط من رحمة الله ، لكنا ننادي بالوعي لمعنى رحمة الله .

إن الله كما كان غفورا" رحيما" ، فهو شديد العقاب . وإننا كأمة عربية نزل كتاب الله بلغتها فَكَرّمها ، حري بنا أن نصول ونجول بتلك الآفاق الرحبة ، والبحور الزاخرة للمعرفة واستنباط الأحكام من ذلك الكتاب ، لنصل في النهاية لمفهوم واسع للإيمان .

( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . هذا قول الرسول لن يأتِ من فراغ ، إنما أتى من إيمان بتشريع كاملٍ متكامل ، نرجو أن نؤوب إليه . علها تقوم لنا قائمة مرة أخرى .



أحمد عاصم آقبيق

08/ذي الحجة 1431هـ

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

َلا مضقصِدي إكتُب لَجِل تِفهَم عناويني

ولا مَقصِدي أكتُب لَجِل تفهَم عناويني
أنا أكتُب لَجِلَْ قلبك يِتعَنا ، ويِقراني

أما أنا فإني أتعمد أن أكتب إليك يا زهرة حَوَت جميع ماتحتوي الزهور الساحرات من معاني .
أنا أكتب لأجل أن تفهميني ، وتعيشي معي نبضَ حروف صَفَفْتُها كي تكون عرس فرحة وبهجة لقاءٍ ، بعد شوق جارف ، وحرقة ابتعادٍ أحرقني ، فوددت أن أكتب إليك لغة حرفٍ يُظهِر بأنك أنثى تملك مالا تمتلكه الأنثى منذ أن كان هنالك نساء . نفسُ تواقةٌ لكل جميل ، ومشاعر ألوانها كقوس قُزَح ، يحار المرء كيف يغشى بعضها أو جميعها .
وأكتب إليك . ليس لغيرَكِ ، كلاما" ليس منظوما" ولا منثورا" كلام يصدر عن قلب مكلوم بصدك، ونفس جريحة بعزوفك ، وحياةً تمتلىءُ بالوجوم لأنك شئت أن تبقي بعِيدةً عنها .

احَلِّق ابسَما الآهات ولْحَدَن يسأل شِفيني
أموت بحالي وبغرّد نشيد الحزن بأفناني

وأناجيك كي لا تبقي وحيدةً مع سراب الأماني ولهفة الحنين وشوق الجسد والنفس . وأناجيكِ لأن في مناجاتي لكِ شفاء من كل جرحٍ أَوجَدتِه أنت بمعاندتك ، فترك ثَلما" لا يبرأ ، ومع ذا لا زلتُ أكتب إليك لن وجودك ما هو إلا رشفَة ماءٍ لمحروق حياته ترتكز علر سقيا واحدة للماء .
واكتب إليك . أتعمد أن أفصح عما يعتريني من حكاياتِ شَيِّقاتِ يسردن حكايتي مع جمالك ، وولع قلبي من الاشتياق إليك ِ. ومع الحكاياتِ ،زُهيراتٍ جميلاتٍ يعزفنَ للروح لحناً أوله كلمة أحبكِ ، وآخره كلمة عشقٍ يَقلْنَها ، ولكن كل زهرة بلون ونَغَمة .وأرددها وعمري وَلَهٌ واشتتياق .

و قرأتك ، ولا زلت أتَهَجَّى حروف اسمك ،و كيف أفرق بين روعة الأنثى وكنه َالاسم .
وقرأتك بقصيدك ِ ، بما تحتويهِ المعاني من لغات ا ، وبما تحتويه الحروف من ألوانِ.
وقرأتك سيدتي ، لا أستطيع إلا أن أقول لك ، أحبك.
فهل سيطول انبهاري وولهي ، حتى تقولين .

أحمد عاصم آقبيق
10/11/2010م

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

تُرَى

تُرَى
هل نكونُ أو لا نكون ؟
وهل نستطيعُ أن نَدحَرَ العدوان ؟
أَيَّا" كان
بالحجارة ، وبالسيوف وكل متاح لنا لصد ذِ كلّض عدوان
أن نصنعَ أسلحة
نَقَشَ الزمان عليها تأريخا" لثَورةٍ وَحُلُمٍ وبركان.
تُرى
هل نستطيع أن نهزِم
من يقتلون بناتها
صناديق ذكرياتِ نساءَنا
يُصَوِّبونَ رصاصهم لصدرِ الأمَّ
ويقتلون لنا أولادنا الصبيان .
في العراق وفلسطين وبلاد الأفغان

تُرى،
هل نكون أو لا نكون؟هل سنهزم جنودا"، من أممٍ فختلفة
بعضهن انجليزا"
وأغلبهم أمريكان
جاءوا ليتاجروا بثروات الوطن
ليقهروا أرضَ البلاد
يُدَمِّرون تالاتِ النخيل يُجَوِّعُوا الإنسان ؟

يُريدونَ أن يُركِعوا الصمود ، ويَقهُرونا
لِنُسَلِّم لهم
نصفِّقَلهم
نقول: أنتم غِياثنا ، فارحمُ الإنسان
وأجيرونا من ظُلمِ إخوة لنا
في أرضِ الوطنِ
من بني الإنسان .

لا ، ياغُزاةَاليوم
نحنُ شَعبٌ لا يُضام
سنَقهَركم ، سنَدحَرُ العدوان
سننثُرُ الطيوب
ونُعلي رايات العُربِ
في كل مكان
وسَيُدحَر العدوان
لِيَحيا كلُّ إنسان.

أحمد عاصم آقبيق
09/11/2010م

الأحد، 7 نوفمبر 2010

وَ حادثتني

وَحَادَثَتنِي

وحادَثَتني . قالت : هَلُمَّ إليَّ . دَعني أشعِرُكَ بِلَحظاتِ دفءٍ لم ولن تشعر فيها مع امرأةٍ قبلي ولا بَعدي . أداعبُ شَعرَكَ بأصابعي النَّحيلة كي نَعزِف سويَّة لحن خلود الحب ، وابتعاد جميع المعاني التي ترتبطُ بالرحيل .
مسكينةٌ حبيبتي . لم تكن لتعلَم بأني لا أنتظر منها دعوة ، فهي عندي أحلى ما وعى القلب ، وجَال بالخاطر من حديث ، و من خَفَقاتِ قلب ٍ ، وبعضٌ من تخاطُرِ شجون بعيد ،خوفا" من ظنونِ وداع .
مسكينةٌ هي . لم تعلم بأنها دخَلَت عالمي ، من خلالِ عبقٌ لطيبها ، ومن شذاها ، ومن نعومة الحنَّةِ وقد نَقَشت ، كلمة أحِبُّكَ ، على راحة كَفَّيها وهي لم تعلم بأني رَأيتَها .، ومن لحظِ الجُّفونِ ، وغّزَلٍ للعيون .
مسكينةٌ هي . لم تتخَيَّل باني وبهذهِ السُّرعةِ قد انتهيتُ من تّمّلٌّكِها ، فهي ليست الآن لشخصها حتى ، بل هي لي أنا ، أغازلها متى أهوى أ أضمها بعنفٍ إلى صدري ، وَلأُلاَمِسُ ثغرَها بِشدوِ حنيني . وأنا أدّندِنُ لها ، ثلاثية العشق ، أحبكِ أولا" ، وتاليها أحبكِ أنا ، وأحبك ثالثها ، و أبَدِ السنين .
وحادَثَتني من بعيد . تقولُ تَعالَ إليَّ . مسكينة هي , لم تكن لتدرك أني في قلبها وجَسَدها نِسمَة َ روح ٍ ، وَدَفقَةَ دمٍ ، وحياة ،وحياة .
مسكينةٌ هي لم تعلم بعد بأني سرقت منها القلب والروح ، وزيادةً عن ذلك قوارير من عطر فريد ، كان العطر يَتَجَمَّل منها لأنها بعضٌ من أنفاسِ حبيبتي التي أحب . والحُسنُ يَغار ، وزِرقَةُ السماءِ والبحر تغار لأن لونها بَدَءَ يَغارُ من ثوبٍ ارتدتهُ ، لي . حبيبتي .

أحمد عاصم آقبيق
07/11/2010م

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

وَتتَتّهمينني بالحب

وتَتَّهمينني ، بالحب

وأقول : لكِ زيدي من اتهامي ، و تَمَلَّكي في نفسِ الوقت ، قلبي وكياني ، وسُويعاتِ هناءٍ ، وشَجوٍ وأمَاني
فلقد سَعِد قلبي باتهامِك لي، فَدَفَعتِني لأَِن ُأغرقَ نفسي في بحورٍ من الأوهام ، أمواجُها بعضا" من مشاعرِ أنثى ، وبَعضَها الآخر رُؤىً ، تحكيها أمنياتُ امرأة تَسبَح في آفاقِ امرأةٍ وُجِدَت آفاقُها وتَحَددَت مَعَالمِها منذ الساعةَ التي شَعرَت فيها بأنني ليسَ فقط أحبها ، بل غَارقٌ في حبِّها حتى الثمَالة .
وتَتَّهمينني بالحب ، لَيتَكِ لم تفعلي لأنك شَارَكتِني ، في آفَاقِ أَبعادٍ ليسَ لها وُجُودٌ بَعدُ ، آفاقٌ نَحَتَ كُلٌ مِنَّا أول حرفٍ من اسمه على مداخلها حتى يُخَلِّدُنا عالَم الحبِّ ، وعوالِم ِالعاشقين .
وتتهمينني بالحب . لا تُغضِبينني بذلك ، فأنا لا أخافُ أن اُتهّمَ بجريمةِ حبٍ ، لَولاكِ لم يكن هنالك عالم للحبِّ أجوب فيهِ بِسَعدي وَشَقائي ضمنَ عَوالِمَها التي تَجَمَّلَت حين عَلِمَت بأنكِ أنتِ سَبَبَ وجودها .
وتتهمينني بالحب ، ألم تعلمي بأن اتهامكِ أَوجَد َ لي سبَباً لكي أحترفَ حبٌّ من نوع جديد من الجمال أنتِ سَبَبُهُ ، حبٌّ يَهتَمُّ بمزجِ الألوان . كي أستطيع أن أرسُمَ جمالَ لون عينيكِ واخضرارهُ الأحلى ؟ أو لون شعرك المغرِق في السواد ،كعَالَمِ ناسِكٍ معتزِلٍ لجميع ما يُمكِنُ أن يكون موجودا" ، حتى لا يُلهيهِ الوجودُ ، عن تعبُّد اللون الأسودِ لأنه بعضٌ من لَون شعَرَكِ يا فاتنتي .
وتتهمينني بحبك ،ولهفتي إليك ، فأنا لو احترفت حفر الأخاديد وأوقدتُها نارا" لما وجدت أطيب من طعم العذاب ، لأن عذابي كان مُجمَلُه بِسَبَبَكِ أَنتِ .
وَتَتَّهِمينني 0

أحمد عاصم آقبيق
02/11/2010م

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

بدر شاكر السياب

)
بدر شاكر السياب
بدر شاكر السياب (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.

سيرته الأدبية
اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الإنسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي وما زال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة، ومن ثم بينهما وبين شاذل طاقه والبياتي.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السيات موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي". سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
حياته
عاش بدر طفولة سعيدة غير إنها قصيرة سرعان ما تحطمت إذ توفيت أمه عام 1932 أثناء المخاض لتـترك أبناءها الثـلاثة وهى في الثالثة والعشرين من عمرها. وبدا بدر الحزين يتساءل عن أمه التي غابت فجأة، وكان الجواب الوحيد: ستعود بعد غد فيما يتهامس المحيطون به: أنها ترقد في قبرها عند سفح التل عند أطراف القرية وغابت تلك المرأة التي تعلق بها ابنها الصغير، وكان يصحبها كلما حنت إلى أمها، فخفت لزيارتها، أو قامت بزيارة عمتها عند نهر بويب حيث تملك بستانا صغيرا جميلا على ضفة النهر، فكان عالم بدر الصغير تلك الملاعب التي تمتد بين بساتين جيكور ومياه بويب وبينها ما غزل خيوط عمره ونسيج حياته وذكرياته وما كان أمامه سوى اللجوء إلى جدته لأبيه (أمينة) وفترة علاقته الوثيقة بأبيه بعد أن تزوج هذا من امرأة أخرى سرعان ما رحل بها إلى دار جديدة بعيدا عن بدر وأخـويه، ومع أن هذه الدار في بقيع أيضا، غير أن السياب أخويه انضموا إلى دار جده في جيكور القرية الأم، ويكبر ذلك الشعور في نفس بدر بأنه محروم مطرود من دنيا الحنو الأمومي ليفر من بقيع وقسوتها إلى طرفه تدسها جدته في جيبه أو قبلة تطبعها على خده تنسيه ما يلقاه من عنت وعناء، غير أن العائلة تورطت في مـشكلات كبيرة ورزحت تحت عبء الديون، فبيعت الأرض تدريجيا وطارت الأملاك ولم يبق منها إلا القليل يذكر بالعز القديم الذي تشير إليه الآن أطلال بيت العـائلة الشاهق المتحللة ويذهب بدر إلى المدرسة، كان عليه أن يسير ماشيا إلى قرية باب سليمان غرب جيكور لينتقل بعدها إلى المدرسة المحمودية الابتدائية للبنين في أبي الخصيب التي شيدها محمود جلبي العبد الواحد أحد أعيان أبي الخصيب، وكان بالقرب من المدرسة البيت الفخم الذي تزينه الشرفات الخشبية المزججة بالزجاج الملون الشناشيل والتي ستكون فيما بعد اسما لمجموعة شعرية متميزة هي شناشيل ابنة الجلبي- الجلبي لقب للأعيان الأثرياء- وفى هذه المدرسة تعلم أن يردد مع أترابه أهزوجة يرددها أبناء الجنوب عند هطول المطر، ضمنها لاحقا في إحدى قصائده :
يا مطرا يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطرا يا شاشا عبر بنات الباشا
وفى هذه المرحلة المبكرة بدأ ينظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة في وصف الطبيعة أو في السخرية من زملائه، فجذب بذلك انتباه معلميه الذين شجعوه على النظم باللغة الفصيحة، وكانت العطلة الصيفية التي يقضيها في جيكور مجلبة لسروره وسعادته إذ كان بيت العبيد الذي غدا الآن مهجورا، المكان المحبب للعبهم برغم ما يردده الصبية وخيالهم الفسيح عن الأشباح التي تقطنه وكانت محبة جدته أمينة تمنحه العزاء والطمأنينة والعطف غير انه سرعان ما فقدها إذ توفيت في أيلول 1942 ليكتب في رثائها قصيدة:
جدتي من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

وتفاقم الأمر إذ باع جده ما تبقى من أملاكه مرغما، إذ وقع صغار الملاك ضحية للمالكين الكبار وأصحاب مكابس التمر والتجار والمرابين وكان بدر يشعر بالظلم واستغلال القوى للضعيف وكانت طبيعته الرومانسية تصور له مجتمعا مثاليا يعيش فيه الناس متساوين يتعاون بعضهم مع بعض بسلام هذه النظرة المثالية عمقها شعور بدر بأن أسرته كانت عرضه للظلم والاستغلال فضلا عما لحق به إذ فقد أمه وخسر أباه وأضاع جدته وسلبت حبيبته منه وكان قد بدأ يدرك انه لم يكن وسيما هذا كله احتشد في أعماق روحه ليندلع فيما بعد مثل حمم بركان هائج تدفق شعرا ملتهبا في مدينة بغداد صيف 1943 أنهى بدر دراسته الثانوية، وقـبل في دار المعلمين العالية ببغداد (كلية التربية) وكان في السابعة عشرة من عمره ليقضى فيها أربعة أعوام وعثر (محمود العبطة) على درجات الشاعر في الصف الثالث من الدار المذكورة في مكتبة أبي الخصيب وبحيازة مأمورها الأستاذ عبد اللطيف الزبيدي، وهي من جملة الوثائق التي أودعتها زوجة المرحوم السياب ففي المكتبة عندما زار وفد من مؤتمر الأدباء العرب السادس ومؤتمر الشعر العربي، أبي الخصيب وقرية الشاعر جيكور وهي وريقة بحجم الكف مطبوعة على الآلة الكاتبة تشمل المعلومات التالية
نتائج الطلبة 1946 - 1947
اسم الطالب : بدر شاكر السياب
الصف والفرع : الثالث – اللغة الإنكليزية
اللغة العربية 97 / اللغة الإنكليزية 91/ اللغة الفرنسية 90/ الأدب الإنكليزي 76 /التاريخ الإنكليزي 72/ علم النفس 89/ التعليم الثانوي 84/ الترجمة 88/ المعدل 86
النتيجة : ناجح الثاني في صفه عميد دار المعلمين
كتب السياب خلال تلك الفترة قصائد مترعة بالحنين إلى القرية والى الراعية هالة التي احبها بعد زواج وفـيقة ويكتب قصائده العمودية أغنية السلوان وتحية القرية.. الخ
ويكسب في بغداد ومقاهيها صداقة بعض من أدبائها وينشر له ناجي العبيدي قصيدة لبدر في جريدته الاتحاد هي أول قصيدة ينشرها بدر في حياته تكونت في دار المعلمين العالية في السنة الدراسية 1944-1945 جماعة أسمت نفسها أخوان عبقر كانت تقيم المواسم والحفلات الشعرية حيث ظهرت مواهب الشعراء الشبان، ومن الطبيعي تطرق أولئك إلى أغراض الشعر بحرية وانطلاق، بعد أن وجدوا من عميد الدار الدكتور متى عقراوي، أول عميد رئيس لجامعة بغداد ومن الأساتذة العراقيين والمصريين تشجيعا
كان السياب من أعضاء الجماعة، كما كانت الشاعرة نازك الملائكة من أعضائها أيضا، بالإضافة إلى شاعرين يعتبران المؤسسين للجماعة هما الأستاذان كمال الجبوري والدكتور المطلبي، ولم يكن من أعضائها شعراء آخرون منهم الأستاذ حازم سعيد من مواليد 1924 وأحمد الفخري وعاتكة وهبي الخزرجي ويتعرف بدر على مقاهي بغداد الأدبية ومجالسها مثل مقهى الزهاوي ومقهى البلدية ومقهى البرازيلية وغيرها يرتادها مع مجموعة من الشعراء الذين غدوا فيما بعد (رواد حركة الشعر الحر) مثل بلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم ويلتقي امرأة يحبها وهي لا تبادله هذا الشعور فيكتب لها

أبي.. منه جردتني النساء وأمي.. طواها الردى المعجل ومالي من الدهر إلا رضاك فرحماك فالدهر لا يعدل
ويكتب لها بعد عشرين عاما- وكانت تكبره عمرا- يقول
وتلك.. لأنها في العمر أكبر أم لأن الحسن أغراها بأني غير كفء خلفتني كلما شرب الندى ورق وفتح برعم مثلتها وشممت رياها؟
غلام ضاو نحيل كأنه قصبة، ركب رأسه المستدير كحبة الحنظل، على عنق دقيقة تميل إلى الطول، وعلى جانبي الرأس أذنان كبيرتان، وتحت الجبهة المستعرضة التي تنزل في تحدب متدرج أنف كبير يصرفك عن تأمله العينين الصغيرين العاديتين على جانبيه فم واسع، تبز (الضبة) العليا منه ومن فوقها الشفة بروزا يجعل انطباق الشفتين فوق صفي الأسنان كأنه عما اقتساري وتنظر مرة أخرى إلى هذا الوجه الحنطي فتدرك أن هناك اضطرابا في التناسب بين الفك السفلي الذي يقف عند الذقن كأنه بقية علامة استفهام مبتورة وبين الوجنتين الناتئتين وكأنهما بدايتان لعلامتي استفهام أخريين قد انزلقتا من موضعيهما الطبيعيين وتزداد شهرة بدر الشاعر النحيل القادم من أقصى قـرى الجنوب، وكانت الفتيات يستعرن الدفتر الذي يضم أشعاره ليقرأنه، فكان يتمنى أن يكون هو الديوان

ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل أنفاسي الحرى تهيم على صفحاته والحب والأمل وستلتقي أنفاسهن بها وترف في جنباته القبل
يقول محمود العبطة: عندما أصدر الشاعر ديوانه الأول أزهار ذابلة في 1947 وصدره بقصيدة من الشعر العمودي مطلعها البيت المشهور(ديوان شعر ملوْه غزل بين العذارى بات ينتقل)
اطلع على الديوان الشاعر التقدمي الأستاذ علي جليل الوردي، فنظم بيتا على السجية وقال للسياب، (كان الأولى لك أن تقول ديوان شعر ملوْه شعل بين الطليعة بات ينتقل)
وفى قصيدة أخرى يقول:
يا ليتني أصبحت ديواني لأفر من صدر إلى ثان قد بت من حسد أقول له يا ليت من تهواك تهواني ألك الكؤوس ولى ثمالتها ولك الخلود وأنني فاني؟
ويتعرف السياب على شعر وود زورت وكيتس وشيلى بعد أن انتقل إلى قسم اللغة الإنجليزية ويعجب بشعر اليوت واديث سيتويل ومن ثم يقرأ ترجمة لديوان بودلير أزهار الشر فتستهويه ويتعرف على فتاة أضحت فيما بعد شاعرة معروفة غير أن عائق الدين يمنع من لقائهما فيصاب بإحباط آخـر، فيجـد سلوته في الانتماء السياسي الذي كانت عاقبته الفـصل لعـام دراسي كامل من كليته ومن ثم سجنه عام 1946 لفترة وجيزة أطلق سراحه بعدها ليسجن مرة أخرى عام 1948 بعد أن صدرت مجموعته الأولى أزهار ذابلة بمقدمة كتبها روفائيل بطي أحد رواد قصيدة النثر في العراق عن إحدى دور النشر المصرية عام 1947 تضمنت قصيدة هل كان حبا حاول فيها أن يقوم بتجربة جديدة في الوزن والقافية تجمع بين بحر من البحور ومجزوءاته أي أن التفاعيل ذات النوع الواحد يختلف عددها من بيت إلى آخر وقد كتب روفائيل بطي مقدمة للديوان قال فيها نجد الشاعر الطليق يحاول جديدا في إحدى قصائده فيأتي بالوزن المختلف وينوع في القافية، محاكيا الشعر الإفرنجي، فعسى أن يمعن في جرأته في هذا المسلك المجدد لعله يوفق إلى أثر في شعر اليوم، فالشكوى صارخة على أن الشعر الربي قد احتفظ بجموده في الطريقة مدة أطول مما كان ينتظر من النهضة الحديثة إن هذه الباكورة التي قدمها لنا صاحب الديوان تحدثنا عن موهبة فيه، وان كانت روعتها مخبوءة في اثر هذه البراعم - بحيث تضيق أبياته عن روحه المهتاجة وستكشف الأيام عن قوتها، ولا أريد أن أرسم منهجا مستقبلا لهذه القريحة الأصيلة تتفجر وتفيض من غير أن تخضع لحدود والقيود، ولكن سير الشعراء تعلمنا أن ذوي المواهب الناجحين، هم الذين تعبوا كثيرا، وعالجوا نفوسهم بأقصى الجهد، وكافحوا كفاح الأبطال، حتى بلغوا مرتبة الخلود ويتخرج السياب ويعين مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في مدينة الرمادي التي تبعد عن بغداد تسعين كيلومترا غربا، تقع على نهر الفرات. وظل يرسل منها قصائده إلى الصحف البغدادية تباعا، وفى يناير 1949 ألقي عليه القـبض في جيكور أثناء عطلة نصف السنة ونقل إلى سجن بغداد واستغني عن خدماته في وزارة المعارف رسميا قي25 يناير 1949 وافرج عنه بكفالة بعد بضعة أسابيع ومنع إداريا من التدريس لمدة عشر سنوات، فعاد إلى قريته يرجو شيئا من الراحة بعد المعاملة القاسية التي لقيها في السجن ثم توجه إلى البصرة ليعمل (ذواقة) للتمر في شركة التمور العراقية، ثم كاتبا في شركة نفط البصرة، وفى هذه الأيام ذاق مرارة الفقر والظلم والشقاء ولم ينشر شعرا قط، ليعود إلى بغداد يكابد البطالة يجتر نهاراته في مقهى حسن عجمي يتلقى المعونة من أصحابه اكرم الوتري ومحي الدين إسماعيل وخالد الشواف، عمل بعدها مأمورا في مخزن لإحدى شركات تعبيد الطرق في بغـداد وهكذا ظل يتنقل من عمل يومي إلى آخر، وفى عام 1950 ينشر له الخاقاني مجموعته الثانية (أساطير) بتشجيع من أكرم الوتري مما أعاد إلى روحه هناءتها وأملها بالحياة، وقـد تصدرتها مقدمة لبدر أوضح فيها مفهومه للشعر الجديد الذي يبشر به ويبدأ بدر بكتابة المطولات الشعرية مثل أجنحة السلام واللعنات وحفـار القـبور والمومس العمياء وغيرها ويضطرب الوضع السياسي في بغداد عام 1952 ويخشى بدر أن تطاله حملة الاعتقالات فيهرب متخفيا إلى إيران ومنها إلى الكويت بجواز سفر إيراني مزور باسم (على آرتنك) على ظهر سفينة شراعية انطلقت من عبادان في يناير 1953، كتب عنها فيما بعد قصيدة اسمها فرار 1953 وهناك وجد له وظيفة مكتبية في شركة كهرباء الكويت حيث عاش حياة اللاجئ الذي يحن بلا انقطاع إلى أهله ووطنه، وهناك كتب أروع قصائده غريب على الخليج يقول فيها:
مازلت اضرب، مترب القدمين أشعث في الدروب تحت الشموس الأجنبية مـتخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب بين العيون الأجنبية بين احتقار، وانتهار، وازورار.. أوخطيه والموت أهون من خطيه من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية قطرات ماء.. معدنية
دواوينه
• أزهار ذابلة 1947م.
• أعاصير 1948
• أزهار وأساطير 1950م.
• فجر السلام 1951
• حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
• المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
• الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
• أسمعه يبكي
• أنشودة المطر 1960.
• المعبد الغريق 1962م.
• منزل الأقنان 1963م.
• شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
• سفر أيوب.
• في المستشفى.
نشر ديوان إقبال عام 1965م، وله قصيدة بين الروح والجسد في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة ديوان بدر شاكر السياب 1971م، وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش. وله من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث، ومختارات من الأدب البصري الحديث. ولم مجموعة مقالات سياسية سماها "كنت شيوعيا".

الأحد، 31 أكتوبر 2010

وقلت : هاتي يدكِ ، وقلتِ

وقلتُ هَاتي يَدَكِ . وَقُلْتِ


وَقُلتُ : هاتِ يدكِ ، أعطِنيها ، علّي أجد في خطوط مرسومة على راحتِها ، مكانا" لِوَلَهي وانشغالي بكِ .
وقلتُ : هاتي يدكِ أعطنيها ، متعللا" بالبحث عن خطوط العمرِ والسعد ِ.هكذا يقولون .وأنا أخفي وراء ذلك رغبتي ولهفتي في أن تتحسس يدي بعضا" من جسدك الظاميْء ، أنا ، إليه منذ أن عرفتك وحتى آخر العمر .
وأعطيتنيها ، لم أكن لأعلَم بأني سأسرق صنعَة التدجيلِ والشعوذةِ والتنجيم ، واصطناع المعرفة .
هذا خط الحظِ . وهذا خط السّعدِ ، وانظُري : هذا خط العمر عندي .وتقولين لماذا رُسِمَ خط عُمركَ في يدي ؟ وأقول : لأنك بعضٌ من عمري .خفقاتُ قلبي ، نَظَراتِيَ المتلاحِقات ، اللاتي مُزِجنَ بنار الرغبة المُشبَعَةِ بآهٍ دَفينَةٍ تُميطُ اللثام عن حال عاشق .
وقلت : هاتِ يدكِ ، علّي أجدُ في اصطناعِ العلمِ فرصةً كي أَمسِكها ، لأَلثِمَ فيها جمال جميع ما خُلِق ، وما يُخلّق من نساء ، وشوقيَ الدفين إليهن ، وقد تمثلنَ جميعا" في أنثى لا أرى غيرها أمامي .
وهاتي يدكِ ، وأخذتُها لأطبَع َ على راحتها قبلة المشتاق .
لأُريها قسوَة الحرمان وألم البُعدِ ، وحرقة َالآهِ ،
لأُشعرها ، بأني أحب كل ما فيها من الغوايةِ والأنوثة والروعة . وكلِمةِ أَقبِلْ فلقد اشتقتُ إلى حكاياتِكَ المُترَعاتِ بحبٍّ جميل ، وشوقٍ عميق ، ورغبة في كلينا . لا تزول .لا تزول .
وقلتُ : هاتِ يدكِ ، وإذا بالحريرِ الذي أَرمُ إليه لأخفي جمال الحرير بالحرير ن جمال امرأة عشقتُ فعلّمتني كيف يكون العشق لجمال الحرير.
إمرأةٌ تغلغلت بأعصاب راحتي لتنتقل إلى كينونتي وكياني لتحيلني بلحظةِ عينٍ إلى والهٍ مجنون ، يفيق الليل ليردد اسمك ، ويهيم نهاره كي يبحث عن شبيهةٌ بكِ ، تحرسهُ أيقونةٌ من عذابِ الشوق .فلا يجد مثلك ، لينقلب إلى عاشقٍ جميل ليعشقَ مثل عشقي ، وكيف يكونُ كعشقي . فعشقي لك فريد .
وقلت هاتي يدك . وقلتِ .

أحمد عاصم آقبيق
31/10/2010م

ولا يزال يُحيرني ترددك

ولا زالَ يُحَيِّرُني تَرَدُّدَكِ

ومع ذلك ، سيُصدِرُ بوقَ مرفأٍ كتبتُ عليه اسمكِ ، صوتَ تحذيرٍ لي ،على أنكِ لا زِلتِ تمخرينَ عُبابَ البحار ، كي تستأنسي باقترابك من حصنٍ بحريٍّ بَنَيتُهُ أنا ، حَجَرا" وراء حجرٍ ، ليكون ملاذا" لأشرعة سفينة صنعتها لك ، وكتبتُ على جانبيها (ابنة الجنوب ).
ولا بدَ أنكِ آتية ، فسفينك مختلف عن سائر السفين ، لأن وجهته معلومة نَقشتُها في كل جزء منه ، ومسارُهُ معروف ، لأني تعمَّدت أن أوجَِه دفَّته حيثما اتجه إلى عالمي ، تدفعه أحاسيس امرأة تعرف بأن ملاذها صدري وقلبي ، وأن مسكنها حناني ودفئي .

ولا زال يحيرني ترددك . ترحيبك بوَمَضاتٍ شفافةٍ لحديثِ قلبٍ أُرسِلها حينا"،فتباركينها حينا" ، وتحجمين عن ذلك تارة أخرى . ويا لهفتي لو كان ترحيبك صنعةَ كاتبةٍ تصنعُ جمالا" بغير روح .ولا زلت أسائل نفسي عن كلمات قلبٍ لا زالت تشدُّ وِثاقَ انطلاقة عفويةٍ منك لتصلي إلى عميق بحوري كي تلتقطي جمانةً زرقاء َ قذفتها في بحوري بعد أن زَينتَها بمعادلة يمكن أن تكون دستورا" لحياة ( اسمُكِ= أحبك ) .
عودي إلي ، فأنا عندما أقرأ كلماتك أجدك أرق من نسمة صيف ربيعية حلوة تجانب جدار نافذتي كي تسترق السمع إلى شعري لك وكلماتي . وأنا عندما اقرأ كلماتك أجدك روحا" شفافة وديعةً تأسر في اللُّب فتحيلني على مجموعة أحاسيس ، أولها أنت ، وآخرها أنت .وأنني عندما أعود لقراءة كلماتك أجدني أمام أنثى تكتنفها مشاعر مبهرة ، وتستولي عليها طيوفُ ابتساماتٍ طفوليةٍ تناجي كل ما يمكن أن يُقالُ له رائع . وفيك الروعة ، والرَّوعُ ، يا من قلت لي كن صديقي ، وخجلتِ أن تقولي كن حبيبي . لأن في ذلك بوح وإشهار لخاصيّة وخصوصية امرأة ، ولولا ذلك لما كنتِ امرأةٌ تُحَبّ. ولولا ذلك لم أكن لأعتبرك سيدة النساء في حياتي .

وكوني هنا . وكوني ضمن تشكيلة من دموع رجل ، بعضها فرح وبعضها ينضَح بحنانِ مشتاق لك يا وردة عمري .
كوني هنا لأني لا أخجل من أقولها لك وأمام الجميع ، يا فرحة عمري ، يا طوق زهر الياسمين ، الذي ازداد حلاوة عندما وضعته حول جيدك ، وما أحلاهُ من جِواَر .
كوني هنا وانطلقي باسمة تجوبين برحابةٍ عوالم رجل أراد أن يهديكِ زهرة ، لتغار منك جميع الزهور .
كوني هنا لتكوني نبضات قلب ، وحلوَ حياة، وانطلاقةً لعالمٍ اسمه الحب . أصنعه لك ، وأقدمه لك . وتلك هي أمنية حياتي .
سيدتي
ولا زال يُحَيِّرُتي ترددك .

احمد عاصم آقبيق

الخميس، 21 أكتوبر 2010

وتكون اجمل عندما يبكينَ

وتكونُ أجملَ عِندَما يبكينَ

و يقولونَ أن في الموت راحة .

مخطئون ، هم

حبيبتي . فالموت إعدام للإحساس .. وقتلٌ لانطلاق النفس إلى عوالم وردية ، تسبح فيها رقّةٌ من أطياف حبيبتي ، وتتيه فيها نغمات شوق ، وتمتمات حبٍ ووجد .

مخطئون هم ، حبيبتي . الموت فناءٌ وعذاب .

فناء لأن دقات القلب ستذوب مع التراب عند زوال مُوجدِها

وعذابُ لأن الشوق لن يجد ذلك الخافق المسرع الخطى ، ليلتقي مع صبابات الوجد ، كي ليصلوا جميعا" إلى عبير أنفاسك .

ويقولون أن في الموت عذاب . وأوافقهم القول :أن في الموت عذاب .

عذاب ُ وَجدٍ ،

وعذاب شوق إلى صدر ٍ كان المآل إليه والمآب .

وعذاب صمتٍ لا يُطيقُ الابتعاد عن حكايات وردية الألوان ، كنتُ أنسج خيوطها وأُوَشّي حروفها بزهور كي أجعلها منسجمة مع قصة حبي لحبيبتي .

قصة مرة كتبتها على قصاصات من ورق ،

وأخرى بشكلِ قبلات على شفتيك

وأخيرا" على صفحاتِ من حنايا الروح .من حنيني .

من خفقاتِ قلبي

من شجوني

واشتياقي

وأنيني

أنا يا حبيبتي لم أعش قصة الموت بعدُ ،

لم أتذوَّق أنين َ وعثاء السفر معه وفيه .

أنا عشت قصة حب لك ومعك ومنك .

لك لأنك أنت ملاذي

ومنك ، لأني جمعت جميع طيوب الدنيا ، فوجدت ُ طيبكِ

أحلى وأحلى .

ومعك ، لأنك لا زلت أغنية أُصبح وأمسي على حروفها .

تعزفُها معي جميع طيور الكون ،

لأنها لولاك لم توجد طيور لهذا الكون .

وَبِقَدرِ هذا الحب .

حبيبتي .

ربما نفترق .

ربما يغيب كل منا عن الآخر .

لكن الذي أوقن فيه ، أني متيّمٌ بجمال عيونِ أخذتني إلى براري الضياع

فأودعتني هناك ولم تضيّع شوقها لي وَوَلهها بي .

وربما نفترق .

ربما نبقى قريبَين .

أو ربما يأخذني الموت منك .ومن هناك ، سأردد أبدا":

بعضُ النساءِ عيونهنَّ جميلةٌ

وتكون ُ أجملَ عندما يبكين َ

حبيبتي .



أحمد عاصم آقبيق

هل نحن مستعدون ؟

فهل نحن مستعدون
مشكلة الكثيرين منا انهم يقرؤون كتاب الله طمعا" في الثواب فقط . وإذا أردنا الحقيقة نجد أن اكثرهم يتصفَّحون الكتاب الكريم من غير أن يعقلوا ولو حرفا" واحدا" . لا أقول ذلك افتراء" وظلما" ، فما وصلنا إليه ، لا نُحسد عليه.
رويَ في الأثر أن الصحابة الكرام كانوت يقرؤون العشر آيات ، لا يزيدون عن ذلك حتى يستوعبوها" فهما" وأحكاما" وتطبيقا" ، لذا سادوا العالم ، ولم توجد عندهم فواجع ذهبت بالأخضر واليابس ، كفاجعة مدينة جدة التي كشفت عن انهيار مؤكد في البنية الأخلاقية ، لكثير ممن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا" رسول الله مشكلتنا أن كثير منا قد جعلوا من القرآن أداة تطريب ، فهذا الشيخ الفلاني يقرأ هكذا ، وهذا الشيخ الفلاني يجوّد هكذا ، وحلاوة صوت الشيخ الفلاني آسرة ، ، دون أن يتجشموا عناء البحث والتقصي عما يعنيه النص ، أو بمن أنزل ، أو مالمخفي وراء نزوله ،حتى أنهم جعلوا رنّات هواتفهم النقالة ، من الآيات المحكمات ، أو من ادعية التهجد والقيام .
مشكلة كثيرين منا انهم يستهينون بالنظام الذي ما وضع إلا لحمايتهم ولراحتهم ، إذ نرى البعض بسير بسرعة جنونية في طريق ضيقة لا تكاد تستوعب الراجل من الناس ، ظنا" منه انه يثير اهتمام الناس ، ولم يكن يعلم أانه يستمطر استياءهم واشمئزازهم .
مشكلتنا ، أننا لا نحترم أنفسنا ، لا نعترف بدستور العُرف ، وما جرت عليه التقاليد ، التي ماوجدت إلا لاحترام كرامة الفرد ضمن حرية مقيدة بشكل مقبول . إذ نرى كثير من المخالفين يستهزؤون بكرامة القانون . وكيف لا وهم ابناء فلان ، أو اقرباء فلان ، أو أنهم فلان نفسه . ولعمري أن فلانا" هذا لا يرضى بما يأتونه من مخالفات واضحة وضوح الشمس .
مشكلة الكثيرين منا ، أنهم يدفعون الريال تلو الريال ، وهم يضيّعون أثمن ما رزقهم الله، المال والوقت ، في متابعة الاتصالات الممجودة بمحطات إذاعية تقول بان هواها خليجي ، فقط ليتكلموا إلى المذيعة ، وليقدموا إهداءاتهم من الأغاني ، هذا لحبيبته ، وهذا لرفاق العمل ، وتلك ، وتكُّر السبحة وهي تذكر الأسماء ، وشركة الاتصالات تحتسب الوقت والتكلفة .
حرام عليكم أيها السادة الهذا الحد ( ألهاكم التكاثر ) ؟ . ألم تسمعوا قول الله تعالى ( وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا ، إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) .
ترى هل نعي أن الإكرام ليس بارتداء الأثواب المزركشة ، والبذخ في اختيار الغترة ، فهذا فيزاتشي ، وهذا جيفينشي ، وهذا ديور ، وهذا من دار فلان ودار فلان للتصميم ، وهذا وهذا ....
سادتي لنقف جميعا" انتصور الوقفة الرهيبة التي يقول تعالى فيها ( ولقد جئتمونا فرادى أول مرة ) .
انتبهوا
الانتباه برأيي هو المواجهة الحقيقية للموت . فهل أنتم مستعدون .
احمد عاصم آقبيق

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

داء ودواء

داءٌ ودواء

نحن لا ندعوا إلى الإسلام .فالإسلام دينٌ تكفَّل بحفظه واستمراره إلى أن يرث الأرض ومن عليها ربٌّ قادر .
نحن ندعوا إلى ما نحن بحاجة إليه حُسن الأخلاق الذي دعا الإسلام إليه . بالحكمة والموعظة الحسنة .
لا نهاجم أحدا" ، ولا نُعَنِّف أحدا"، لأننا لا نستطيع هداية أحد ، فالله يهدي من يشاء . وما كانت الدعوة في يوم من الأيام مستندة إلى منطِقٍ فَجٍّ ، بل كانت وما تزال مستندة إلى محاورة وإقناع .
من هذا المنطق نسأل الجميع لماذا آل إليه حال المسلمين إلى ما آل إليه اليوم . قد يقول البعض بأننا وصلنا إلى حالٍ جاهلية تفوق في جاهليتها من سبقنا بكثير . بحيث أنستنا أمور اليوم أن نحافظ على ما فطرنا الله عليه ، وهو الإيمان . فوصلنا إلى جواب قول الأعراب .( قالت الأعراب آمنا) .
أو أننا نقول بأننا نسينا أن نتبع سنَّة من قال المولى فيه ( وإنك لعلى خلق ٍ عظيم ) ، حين أوصانا بأن لا نتركها فقال :( تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا"، كتاب الله وسنَّتي ) .
أم أنه غابت عنا مكارم وشيم الأخلاق العربية فاختلط الأمر علينا فأصبحنا لا نفرّق بين مفاهيم الحداثة وسلبياتها ، و بين أسس الأخلاق الفاضلة التي قال بها ديننا فَوَقَرَت في القلب ، وظهرت آثارها على العمل . ليس عندنا غالبيتنا تأكيدا" ، إنما عند الآباء والأجداد .

أين نحن اليوم ؟ سؤال جوابه عندنا . ولو أننا حَفِظنَا ، لَحُفِظنا .
وجوابٌ لا يلزمنا ذكاءٌ مُتَّقدٌ لنعلم ما هو . داءنا في الأخلاق ، ودوائنا في الأخلاق .
رحم الله من قال :
وإنما الأمم الأخلاق ما بَقيَت
فإن هُمُ ذهَبت أخلاقُهُم ذَهَبوا

أحمد عاصم آقبيق
20/10/2010

وتتلذذين بآلامي

وتتلذذين .
وأنا الذي ماتركت للأحلك للعاشقين عشق
وما جعلت الذين يهيمون في وادي الجمال نصيب في سويعات الغرام .
وأحببتك ، وكنت لي رؤى"تشمل جميع تواريخ من أحبوا وسكنوا وديان الخيال الجموح ، فلقّبهم العامة بالمجانين ، وما هم . فقط إلا لأستقي منهم مالم اعرفه ، أو لأزيد قصصهم بعضا" من عشقي إيك ، مستلهما" فرحةعشتها وحبا" جديدا" اوله انت ، وأوسطه أنت ،
حب ليس له نهاية أو مطاف . فلقد احتوى حبك وطغى على جميع قصص العاشقين ، من اول زمن الحب ، وإلى آخر قصة حب .
.وتتلذذين بألمي وتضغطين بكل قواك على جرحي، وعبثا" أن يسيل من الجرح دم ، فجرحك لي لا يسيل دما"إنما ينضح بريح مسك وطيب ن استمده الجرح من لمسك لجسدي . فانقلب الألم إلى عناء لذيذ مبعثة بعدك عني وحرمانك لي .
سيدتي
وتذهب الأيام ، ويعود الزمن ليعيد ما مضى ، وتفجرين أحساسي بكلمات أغان لطالما رددها العاشقين ، ودندنوا بها ، كلمات لم ازل اعيش بجمالها ، وبذكريات كنت أنت سببها ومنبعها ، ومن أجلك تفجرت ينابيع الأماني الجارفةالتي لم استطع تجاوزها، فأصبحت من ضحايا الغوص في اعماقها ، ابحث عن جمانة نادرة أعطيها إليك فتلمسها يداك ، فتكون نورا" اضعه على قلبي فيضيء ظلمات أيامي ، ةيتغلغل لإلى مجامع نفسي ، فتكوني أول المساء ، وتكوني اول غلإشراق ، وتكوني رفيقتي بجميع أحوال عمري . رفيقة تترجم الرقة والبير، والفرحة والحبور وكلمات شعر ونثر لم أكتب بها لأحد من قبلك ، ولا احد من بعد ، فبك تركت جميع حالات الحب ، وفيك نسيت ان في الدنيا انثى غيرك . فأنت الخيال الجامح الذي يتلاقى مع الأمنية والأمل فينطلوا ليجوبوا الدنيا بحثا" عن اي شيء يمكن أن يستجلب رضاك
وتتلذذين بآلامي .واتلذذ انا بفرحك وتلذذك
وتتلذذين بآلامي . وافرح انا بفرحك بحبورك ، ببسمتك الرائعة التي تدل عن علامة رضا لما تفعلين .
بسمة أفسرها على انها بسمة تملىء قلبي نورا" ، وفكري عالما" من محبة تسيطر على كياني لتحيل ألامي بابتعادك عني غلى تاذيب ةتهذيب نفس ، وترويض رغبة .
واضيع في واقع جديد، واقع يسمح لرغبتي بك في ان تنآى عن ذكرى كلمة الحبن لتنتقل إلى علم شفاهك التي لطالما وددت أن تتكسر أمام أول لقاء مع الشفاه بي ،و إلى أمنية جديدة لي وهي لقاء اول حب ،وآخر حب ، وإلى لهفة جامحة تشمل وجودي وتحرقني بنار حبيبتي . وليس بنار سواك.
سيدتي
أحمد عاصم آقبيق
.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

أنت وأنا

ِ

وتبقي أنت

وبدأت أمجادي ، يوم بدأتُ أعرفُ بأنكِ معي . ولي .
يومها . كان لزاما" عليّ أن أجلس أمام جدول صغير . أستند إلى شجرة وارفة الظلال . وأُمتِع ناظري بِخَلق الله وإبداعه .فالألوان كلَّها أمام ناظري تتعانق لتكتب أحلى اسم نادته شفاه ،ولتنسج على صفحة الأفق ، طيفٌ ، لطيفٍ جميل يصبح أجمَلَ ، حين تكوني أنتٍ موضوعا" لصورته .
وبدأت أمجادي في لحظة كنت أمارس الحلم والحقيقة فيها ، فهل حقا" قلت لي هل سنلتقي ؟ .
يومها بدأت أَشعرُ بأن كوكبنا صغيرٌ،لدرجةِ أني أستطيعُ أن أضُمَّ قبضَة يدي عليهِ كي أفتحها في اليوم ألف مرة ، وفي كل مرة أستطيع أن أراكِ ألف أ لف مرة ، ولتبقي دائمة" في عيوني وبين جفوني ، أتنفس بكِ ومنكِ ِ وأعيش فيكِ ولكِ . لدرجة ِ أني أصبَحتُ أَخالُ بأن رُؤَى الصوفيون في الوحدةِ والحلول ِ لم تظهر إلا لأنكِ كنت ستوجَدِين ، وكنت ستَظهرِين . وأنا إن قلتُ أحبك، فهي لا تكفي لأن تتَّسعَ لعوالمَ من الشوقِ والرغبةِ والفُضول كي أتعرَّفَ إلى كُنهَكِ، ولأَدخُلَ إلى عوالِمِ الأَقدار أُسائِلها لماذا كنتُ أنا ؟ ولماذا تَعَمَّدتِ أن تكوني قريبة" مني لدرجةٍ أني أَصبحت فيها أعيش حرارة أنفاسكِ وهي تَتَناغمُ على صَفَحة وجهي ، فَتَختَرِقَ المَسَامَّ لتبحثَ عن سِرَّ وجودي ، قلبي ، كي تسكن فيه . وإن قلتُ أهواكِ أَظِلمُ العشاق لأني أَستَلِبُ منهم حقَّهم في الهيامِ وضَنا الشوق ، وألّمَ الابتعاد .
وبدأت أمجادي بك ، يوم قلت لي أنا الأُنثى . وصَدَقتِ . حتى انقلبَ عالمي إلى وجود ضائع بين الحُلمِ والواقع . وأنتِ ، وأنا .


أحمد عاصم آقبيق
28/09/2010
جدة

السبت، 16 أكتوبر 2010

بنو إسرائيل / 3

بنو إسرائيل / 3

يقال بان لبني إسرائيل أسماء متعددة ، فمنهم من أطلق عليهم ، اسم العبريون .نسبة إلى نبي الله إبراهيم ، الذي عَبَرَ نهر الفرات وأنهارا" أخرى وقد جاء في سفر التكوين ( إبراهيم العبراني ) .
ومن المؤرخين من يقول بان اسمهم يعود إلى الجد الخامس لنبي الله إبراهيم أما الرأي الذي قال به د . إسرائيل ولفينسون فقد قال بأن سبب تسميتهم بالعبريين ترجع للموطن الأصلي لبني إسرائيل .لأنهم كانوا أصلا"من الأمم البدوية الصحراوية التي كانت ترحل بكامل أدوات معيشتها من بقعةٍ إلى بقعةٍ بحثا" عن الماء ِ والكلأ ، والعبري أصلها ( عَبَرَ ) ومعناها أن يمون قطع مرحلة من الطريق ، وفي مجمل معانيها تدل على التحول والتنقل . وقد أيّد ابن العيري هذا القول .
وأما تسميتهم بالإسرائيليين ، فقيل انهم قد سُمُوا بذلك نسبة إلى أبيهم إسرائيل ، وهو يعقوب بن إسحاق ، وهي ملمة مركّبَةٌ بالعبرية معناها ( إسرا ) بمعنى العبد ، أو الصفوة ) وكلمة ( إيل ) وتعني الله ، ليصبح المعنى عبد الله ، أو صفوة الله .
ولقد أعقب يعقوب إثنا عشر ولدا" .
من زوجته ( ليئة ) : رؤبين ،وشمعون ولاوي ويهوذا ويَسَاكِر وزبلون .
من زوجته ( راحيل ) : يوسف وبنيا مين .
من زوجته ( زلفا ) جارية ليئة : جاد واشير .
من زوجته بلها ) جارية راحيل : دان ونفتالي .
اما تسميتهم باليهود فقد قيل بأنهم عندما تابوا بعد عبادة العجل ، فقلوا لربهم : إنَا هُدنا إليك َ ، أي تُبنا ورجعنا . والهَودُ كما قال ابن منظور : الرجعَة ، وقد قيل لأنهم يَتَهوَّدون ، أي يتحرَكون عند قراءة التوراة . وأخر ما قيل بسبب تسميتهم يهود ما قاله البيروني ، أنهم نُسِبوا إلى يهوذا أحد الأسباط .

يتبع
أحمد عاصم آقبيق

الجمعة، 15 أكتوبر 2010

بنو إسرائيل / 2

بنو إسرائيل / 2
وإذا كانت اتفاقية سايكس بيكو هي المحرك الرئيسي الذي ألهب حفيظة العرب الذي كان حالهم كمرجل زاد ضغطه فانفجر ، إلا أنهم مع ذلك لم يتركوا للحوار والنقاش طريقا" إلا سلكوه ،ومما نتج عن ذلك الأسلوب ، المؤتمر الفلسطيني الأول الذي عقد 27/06/1919 والتي تمخّضضت عنه أربعة قرارات هامة هي :
1- رفض تقسيم الشام إلى دويلات حَسَبَ ماجاء في غتفاقية سايكس بيكو .
2- اعتبار فلسطسن جزءا" لا يتجزء من بلاد الشام وليست دولة مستقلة .
3- إعلان سورية دولة مستقلة ضمن وحدة عربية .
4- تشكيل حكومة وطنية مستقلة .
وعلى الرغم من تأكيدات المُؤتَمِرين بان الحركة الوطنيةالفلسطينية لن تلجأ للكفاح المسلح ، إرضاء" لبريطانية ، لاح في الأفق بأن الأمور بدأت تتجه لمصلحتها . لذا دعت لمؤتمر سلام حضره الملك فيصل بن الشريف حسين ، حيث بدات ضغوطا" جديدة تنصبٌّ عليه بغية ثنيِه عن المطالبة بفلسطين . أما الثمن البخس فهو إرضاؤه بدولةٍ عربية ٍ تقوم على الأرض العربية .
وبَعدَ هذه المقدمة الموجزة التي رجَونا أن تكون تمهيدا" يسلّط الضوء القليل على ما أحاطت بريطانية وفرنسا الأمة العربية من مؤامرات ، كانت ولم تزل قائمة حتى اليوم وإن تغيَّرت الأسماء .
إننا إن كان القصد منا أن نلقي الضوء على اليهود اصلا" ومنشا" وتطورا" ، ينبغي أن نبدأ بوجهة نظر أخبرنا عنها القرآن الكريم بوضوحٍ تام، لا لَبس فيه ولا غموض وتتناولهم في ثلاث نقاط :
1 = جَعلُهُُم أمة مُهانةٌ أبد الدهر ؛ حيث يقول الله تعالى بالآية 114 من سورة الأعراف : ( ضُرِبَت عَلَيهِم الذِّلَةُ أينَما ثُقِفوا لإر بحبلٍ من اللهِ وحبلٍ من الناس وباءوا بغَضَبٍ من الله وضُرِبَت عليهِمُ المَسكَنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآياتِ اللهِ ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . ) .
2= تعهد الله عز وجل بعذابهم في كل العصور، ويبعث من يتسلّط عليهم ويذيقهم ألوان الذل والهوان ، في الاية 167 من سورة الأعراف إذ يقول : ( وإذ تَاَذَّن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامةمن يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفورٌ رحيم ) .
3= الهزيمة في آخر الأمر ، إذ يقول الله تعالى في سورة الإسراء في الاية السابعة : ( إن احسنتم احسنتم لأنفسكم وإن اسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليُ وليتبروا ما علو تتبيرا ) .
ِفمن هم اليهود ؟ :

بنو إسرائيل / 1

بنو إسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، محمد بن عبد الله وبعد .
تَمُرُّ الأمة العربية منذ وقت غير بقصير بمجموعة أزماتٍ سياسية وأخلاقية دأبت قوى الغرب على تصعيد سخونة مواضيعها ، لتكون حاجزا" أساسيا" لوقف عجلة التطورعند هذه الأمة ، إضافة إلى افتعال أمورا" جديدة لم تكن موجودة على أرض الواقع العربي ، بغية الحد من تمسك الأمة بمقومات قومية مشتركة كوحدة اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد ، ويمكن أن أضيف إلى ذلك التناغم المصيري بين دول هذه المنظومة العربية، وأقصد به اتصال وامتداد الأرض العربية التي تمتد على جزء كبير من قارتي آسيا وأفريقية ، ليشكل هذا الموقع الفريد ، هاجسا" لأعداء هذه الأمة ، في أن يكون ذات يوم مجالٌ مُحَرَّم ومغلق دونها .
إننا إذا ابتعدنا قليلا" عن الجانب السياسي الذي لم تظهر فيه الأزمات والمشاكل عبثا" ، إنما كان من وراء إظهارها وبعثها مصلحة إقتصادية كبيرة للدول الغربية تتمثل في السيطرة إن لم نقل المطلقة ، المدروسة على عصب حياتها الاقتصادية ، نجد ظهورا" ساطعا" لا يمكننا التعامي أو التغافل عنه ، ويتمثل في استطاعة مهندسي السياسة والتخطيط لها ، دخول كل بيت عربي بغية تغليب اتجاه تغيير المفعوم الثقافي للفكر العربي ،للانتقال بالجيل وخاصة الجديد من ملازمة الحفاظ على الموروث الأخلاقي والديني ، إلى مفهوم جديد فهم من الحرية الانفلات من كل العادات والتقاليد . وبذا يجتمع لهم المجد من طرفيه ، أزمات سياسية مُنهكٌ استمرارها ، وافتعال حوادث جديدة تضيف إلى واقعنا المريض ، مجموعة من الأمراض الجديدة المفتعلة ، لينصرف اهتمام الأمة عن المشكلة الأصلية.
إن احتراف الدوائر الاستعمارية لتوظيف المواقف والآراء بجانب دعواها باستعمال كافة صنوف الضغط ووسائل الترهيب والترغيب، جعل مواقف وقناعات مجمل دول العالم تقف إلى جانب ( الآخر ) الذي يشكّلُ محورا" لموضوعنا . الا وهو ( اليهود ) .
إن الذي لا بد من التطرق إليه هو اتفاق الدول الاستعمارية على إحياء تاريخ هذا الأخر ، وتضامنها غلى أيجاد موطىْ قدم على أرضنا العربية ، من خلال سياسة دهاءٍ ومراوغة ، أقل مايقال فيها أنها تفتقر إلى المصداقية وتمهد لهذا الآخر،البدء بكتابة فصل من التاريخ الجديد له . ففي الوقت الذي كانت بريطانية آنذاك تفاوض الشريف حسين ، كانت مُتَّفِقةً قبل ذلك ومنتهيةً من إتمام اتفاقيتها مع فرنسا لاقتسام تركة الرجل المريض ( العثمانيون ) وفيها تتوزع المصالح لتأخذ بريطانيا العراق ، ومنطقة حيفا وما جاورها بأ رض فلسطين ، ثم تترك لفرنسا سورية ولبنان . وتلك هياتفاقية سليكس وزير خارجية بريطانيا ، وبيكو وزير خارجية فرنسا . وقد سمِّيَت باسميهما .
يتبع
أحمد عاصم آقبيق
15/10/2010

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

أيا نسمة تحمل مني لها السلام

أيا نِسمةً ، هل تَحملينَ مني السلام

وَرَحَلتِ .
لم يكن لرحيلك عندي يومئذٍ ذلك الأثر البالغ ، ولم يكن بمقدوري آنذاك أن أَلمِسَ الفارقِ بين وجودكِ وعَدَمَه، فلقد سرقت مني أيام ذلك الوقت متعة الإحساس بوجودي ، غير أنها أعطتني بدلا" من ذلك سعادة اللحظة التي كنت أعيش ، وما أكثرها من سويعات سعادة ولحَظات .
واليوم.وقد مضَت الأيام بسرعةٍ مُذهِلَة ، فَتَلَفَتُّ حَولي باحثا" عنك فلم أراكِ ، صَرَختُ بملء الصوتِ مناديا" ، فرجَّع الصدى ندائي : رَحَلَت . غيرَ أنها لا تزالُ هناك .

ورحلتِ .
وعدتُ سريعاً إلى ذاكرتي ، أسائِلُها عذ ذلك الصوت البعيد البعيد القريب الذي نَبَّهني إلى أن أعي ما قال ،وإذا بي أصطدمُ بلا مبالاتي ، التي كانت تستحوِذ على حياتي كاملةً . عقابا" لي ، كي أعود جاهدا" مُتَوسِّلا" إلى فكري وذكرياتي ، فإذا بي بعد طول رجاءٍ أتذكر بأنك لم تغادري نفسي ولا تزالين في فكري وعقلي تتخذينَ بين منازل الشوق وأحلام الأمل سُكنى ومَلاذ.

لا ترحلي يا سيدة عمري . فأنت سيدة عمري وعمري بدونكِ لا يَعيش . لا تختفي من عالمي ، فإن لوجودكِ بعالمي أريجٌ من طعم فريد ، مزِج بلونِ دمي ، بلَون ذُرى الجنوب ، بسهولٍ يعشقُ الندى ورودها في كل فجرٍ جديد . فأنتِ العيون ، وأنت المدى
وأنت الأمل و وبعضٌ من شعرٍ مُغَنَّى يَرجُو مُبدِعُهُ النسيم أن يوصِلَ السلام :

كُلُ مَا نَسنَس من الغربِ هبوب
حَمَّلِ النَّسمَة سَلاَم
وإن لَمَحت سهَيلٌ في عَرضِ الجنوب
عانَق رموزَ الغَرام

وأقول مناجيا"روعة الودّ فيك ، مالكتي ، و مليكتي ، لم أكن لأعلَم قَبلَ رحيلك بأن الذي كنت متناسيا" له ، وغيرَ آبهٍ به ، وَلَهٌ ليس لهُ مَدى ولا حدود ، ولم أكن أدري بأن وَلَهَي بك قد استشرى في الفؤاد، فاستَحالَ حالي إلى حالٍ ليس كمثلهِ حال. وانقلب الحبُّ ينافِسُ جَميلا" ، وكُثَيِّر عزَّةَ، وقَيسا"، وأكثر ، وأكثر .
وأنا أحبك . أكثر ، وأكثر ، وأكثر …

أحمد عاصم آقبيق
جدة 13/10/2010م

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

هل من سحابةٍ تحمل كلماتي

هل من سحابة تحمل الكلمات

وتقودني إليك كلماتُ عشقٍ ، كنت أحسبها نوعا" من التصَبٌّب بالغزل .انتقل به كل صباحٍ في حقولك لأتقي أي الزهور أكثر عطرا" ، فما وجدتُ إلا رياضٍ تحمل جميعها ألف نوعٍ من العطر .
وتقودني إليك غلالاتٍ رقيقة من رقاعِ حرير ، تُخبِرُ عمّا يجول في الصدور ، وتخفق به القلوب ، وتتوق إليه المعاني لتطير بي معكِ إلى عالم قلت لك ذات يوم بأن مبتدؤهُ ، أنت ، وأنت مُنتهاه . عالم ترحل إليه كل صباح نُسَيمات من الشمال وهي تحمل معها أحرف لكلماتٍ ، كانت كلمات لكنها استحالت إلى أورق وردٍ متطايرة تحمل كل ورقة منها جزءا" من معنى أحبك . كي تصل إليك وقد تشبَّعت بأريج خُفٌوق، ومُنى نفس ، وأمنية في أن تبتسمي .
مالكتي
وَغَضِبتِ ، لم أكن أعلم بأني أيقظتُ فيكِ ألم ذكرى ، ولم أكن أدري باني نَبَشتُ التراب عن موءودٍ كان لديكِ أَثير .
أنا لم اكن لأقصدَ أن أوذي بك رقة الإحساس ، ونبضاتٍ من معاني شعورٍ كان قد فَتَر . ، كنت اشعر باني إن فعلت ، وضَعتِ يدكِ في يدي ، لنطيرَ فوق الأرض عاليا" بعيدا"عن الأحزان .
وأنا ‘ن قلت أحبك، فأنا أعلم بأن بيني وبينك سنوات متراكمات من ومن تعب السنين .وإن قلتُ هَوَيتُكِ فأنا نسيتُ بأن بيننا حواجزٌ لا أقوى على تجاوزها . ومع ذاك أَبَيتُ إلا أن آتيك مع الغمام في محاولة لأن أحط رحالي أمام أعتابك
سيدتي
غضبتِ ، أم لم تغضبي ، فانأ لا أستطيع أن أقصقص أجنحة العصافير التي تجتمع كل بكور يقلن ما قلتُ : أحبك ضمن نشيد .
غضبت أو لم تغضبي فأنا أعرف انك ستغفري ، إذ احببتك من جوامع قلبي
سيدتي

أحمد عاصم آقبيق
جدة 12/10/2010م

الأحد، 10 أكتوبر 2010

رفقا" يابنة الجنوب

لا تُنهِكيني أكثَرَ يابنةَ الجنوب ، فأنا لم أََعُد استطيعُ أن ابتَعد عن لظى أنفاسك التي أنهكتني حتى أوصَلَتني إلى حال لم أعد فيه أميّزُ بينك وبيني ، هل أنت أنا، أم أنت روحي وأنا من انا .
لا تٌنهكيني بالابتعادِ عني فأنا لا أستطيع الحياة إلا بروحين ،أنت التي تلازمني حتى أنها طغَت على روحي ، فتلاعبت بدفقِ دمي ، فتوقف فكري عن الوعي ِبما حولي ، فاصبحت انظر بعينيك أنت ، وأتكلم بصدى وَحيُكِ واعيش أحاسيسكِ ونبضاتُ قلبكِ ن لا يفصلنا سوى حاجزٌ رقيقٌ شفّاف على وجهى الأول مكتواسمك ، وعلى وجهه الثاني مكتوب اسمك أيضا" .
وأحبك. لا تبتعدي ،
وأعشقُ فيك الدلال ، فلا تزيدي تِيها" أراهُ محرابَ مناجاةٍ وتأمُّل . ولا تبتعدي ، فالعمر ليس فيه كثير لمن كان في مثل عمري ، بل قليل أرجو أن يكبر مع الأيام كي يستطيع أن يزيد من حبه لك وحدك ، وكي يكبر قليلا" قليلا" لِيَهبك هذه الدقائق التي يكتسبها من العمر ، ليكون عمرك أطول ، ووجودك أبقى
ولا تنهكيني أكثر ،فأنا لم أعد استطيع أن اقاوم طغيان كراكِ ، ولم يعد جناحاي الواهنين بمستطيعان أن يحلقا من الشمال إلى الجنوب كي يوصلاني لواحة كتب عليها ، لجين .
سيدتي
واحببتك .قبلتُ جميع الأمور المجهولة عنك ، بدّلتُ جهلي بها برسوم ملونةٍ جميلة تُضفي على روحي الهائمة بسمة رضى وامل يهفو لِسُويعاتِ لقاء .
واحببتك ، جعلت فداكِ شعارا" بتُّ أردده حتى اصبح مناجاةٍ عُلوِيَّة تأخذني إلى عالم جميل ، قال من رآني هو الجنون . وما أحلى الجنون ، حينَ يكونُ حبا" ياخذ النظر من العيون ليبقيني حين نلتقي ، أتحسس اليد كي أرسم لمل بقي لوحة لا يفهمها أحدُ غيري . بلوني انا ، بتذوُّقي أنا ، بحبي لك أنا .
لا تنهكيني ، يامن لا زال اسمك ،
حبيبتي .

أحمد عاصم آقبيق

10/10/2010م

في العيون ، يافلسطين

في العيون ، يا فلسطين

ليسَ بعسيرٍ ولا صعب لأن نفتح نوافذ الأمل ، لنرحل مع حُلَلٍ من البهجة والحبور ، ونحن نمتِّع ناظِرَينا بأمكنةٍ كانت مَرتعا" لخيولِ عربيةٍ ، كان عليها رجال . رجال كانت عندهم قضية ، ورجال صدقوا الوعد والعهد .
رجال لم يستنصروا بمن والى العدو ، بل حملوا السلاح وأطلقوا أعنَّةَ الجياد ، ميمِّمين وجوههم وهاماتهم إلى عدوِ ظنّ أنه على النصر لقدير وحَسِب أنها نزهةٌ لترويض الخيول وإمتاع الرجال . وإذا بها رحلة وبالٍ وخراب .
لَعَمري . ها هو صلاح الدين .وهاهم جنود الصليب بَقَضّهم وقضيضهم، ولَعمري أصحاب رايةِ مجيدةٍ وهَدَف .أمام أصحاب نزوٍِةٍ وعَظَمةٍ فارغةٍ وتَرَف .
ها هو صلاح الدين وقد اخذ به الغضب مأخَذَه عندما وصله خبرُ أرناطَ ورغبته بغزو المدينة ومكة . ثم بلغ السيل الزبى عندما علم أن أَرناطَ قد هاجم الحجاج المسلمين ، فقتل وسلَب وقفِل عائدا" وهو يخاطب الحجيج ( قولوا لمحمّدِ كم أن يخلِّصَكُم ) . وكأني بصلاح الدين وقد أراد أن يُنهي مسرحيةَ السخريةَ تلك ، وإذا به يُغَيّر خططه لينقلب إلى طبريا وهو ينادي بمقولته الشهيرة : جاءونا ونحن أولي قوّة وبأسٍ شديد . ثم ما لبث أن بدأها صاعقة حارقةً ماحِقة ، وأتم نصره في حطين ليسجد لله باكيا" فَرِحا" . فلقد كان عدد من معه قليل ، إثنا عشر ألفا" من الرجال ، وكان معهم عدد كبير تجاوز الخمسة والستين ألف مُدَّعٍ وطامع .
وليس بعسيرٍ أن نفتح أبواب بيوتنا ، نُجلس الأطفال أمام أفنِيَتِها حتى يَروا الشمس والحقيقة ساطعة كالشمس ، فالتعلّم نور ، والجهل وإغفال العقل ظلامٌ وَدَيجُور . هانحن نُعلّمَهُم أننا كنا في فلسطين ، في زمن ليسَ ببعيد حين قامت ثورة إسلامية عربية كبيرة عام تسعمائة وألف وواحد وعشرين وانتشرت كانتشار النار بالهشيم على كامل شمال فلسطين . ثم ما لبث أن أعلنها ثورة عربية أخرى المجاهد الشيخ عز الدين القسام عام تسعمائة وألف وتسعة وعشرين .فكانت الثورتان رمز للعزة والإباء العربي . ثم فلنُعَرِّج على ثورة البراق في القدس .
لقد كانت أياما" حلوة .لها طعم السؤدد الممزوج بالغار والمجبول بدم الشهداء .
وما أجملها من روحٍ معنَويّةٍ صمّم حاملها أن يتابع القتال ولو ببذل دمه ، وكان .لقد صنع طائرة يدوية شراعيّة نزل بها في معسكر جيبور الصهيوني فقتل ستة من جنود مُدَجّجين بالسلاح الأمريكي . ولكن خائفين .
هي في العيون فلسطين
بين الجفون .
في نَظَرات المقاوِمين
حينَ بها يَهيمُون
ويقسمون
بالصواري المُثقَلات
بانتفا ضات الحنين
وبالعيون
ويا فلسطين :
إن العهد لن يَخُون .

أحمد عاصم آقبيق
جدة في 09/10/2010م

وَلَو أننا

وَلَو أننا

ولو أننا تَمَرَّغنا في التراب ِ سبعينَ مرةِ
واغتَسَلنا في مياهِ النهار والبحورِ
والأوحالِ .
ما كفَرنا عن فداحةِ العار والشَّنارِ
ففلسطين مُنزَويَةٌ تبكي هناك
تستغيث عُربا" ضاع منهم المجد ومات .
وأَضَعنا فلسطين . و ها هي جحافل الضعفاء المتسارعين بقبول حلّ الدولتين يظهرون الواحد بعد الآخر على شاشات التلفاز مستنكرين نكوص إسرائيل عن وعودها ، ومقدمين الشكر لرئيس دولة عظمى على دعمه قضيتهم . وكان ما أتوا به سيعيد لنا ذهاب الوطن ، ونحيب الوطن ليس على تراب فلسطين الذي وطئته بنات يهوذا . بل على الشعب العربي ، كل الشعب العربي الذي صفّق ثم صُعقَ في عام السبعة والستين ، ثم صفَّق ثم صُعِقَ في عام الثلاثة وسبعين . وكأنما يريد له القدر أن يكون هكذا خانعا" أبد الدهر ، أو رهينا" لمحبس زعمائه وأولي النفوذ الذين لهم القرار أولا" وأخيرا" ، ومن لهم المصلحة في أن يبقى العرب هكذا . خانعين لا يحسنون غير تقديم ولاءات الطاعة والانصياع ، لا نهوض لهم ولا خروج من غيابات الجب الذين وضعوا فيها . ولاءات لقرارات اسمها أممية أراد لها كاتبوها أن تكون متسعة لادّعاءاتهم وأطماعهم وطموحاتهم . هم .
أما عن مصالحنا فنحن لم نزل نائمين ، نحلم بالعدل والحرية ، وقد تناسينا بأن العدل والحرية لا يوهبان . بل يؤخذان بقوة الكفاح ، وبحد السيف والعزيمة ووحدة النضال .
فكفانا يا سادة .كفانا العيش في الحلم الذي قدِّم إلينا وقد مُزِج بالمهدئات ، كفانا مصافحات ، وقبلات ، وابتسامات . كفانا وقد ألِفنا رائحة العطور التي تفوح من ثنايا ثياب السيدات الديبلوماسيات ، والتي تعودنا عليها فأحببناها ، وجعلنا من الديبلوماسية وسيلة لأن نشتمها دائما"، فلقد خلقت فينا عالما"رهيبا" من الرغبة أنسانا عما جئنا لنتحدث عنه .
كفانا أيها السادة العرب ن الذهاب إلى المساجد لحضور الموالد ن فالله يُعبد حتى في ساحات القتال ، والله يستجيب لنا في جميع الأوقات .
لكن . هل نحن مؤهلين للدعاء ؟
إن الله لا يُغيِرُ ما بقومٍ ، حتى يٌغَيروا ما بأنفسهم . وهذا هو الجواب .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 09/10/2010م

عاهرٌ ولها أجرٌ كبير

عاهرٌ ولها ثوابٌ كبير ؟؟؟
هكذا ارتأى أحد اكبر حاخامات إسرائيل الذين لهم رأي ُ مسموعٌ لدى اليهود في فلسطين المحتلّة . بل مغفرةٌ وأجرٌ عظيم ٌ للتي تبيع جسدها لكل من لإسرائيل مصلحة في أن تأخذ منه معلومةٌ ولو واحدةٌ يمكن أن تخدِم في مصلحة البلاد . وتكريم للزوج الذي طلَّق زوجته مؤقتا" في سبيل تنفيذ هذا الأمر ، بعدم طلاقها منه بل وعودتها بدون عقدِ جديد .
وأيُّ تشريفٍ وثناءٍ وإعلاءُ ذِكر يريد أكثر من ذاك .
وإذا كان هذا حالُ وفكرُ رجال دينٍ لم يولدوا على أرض فلسطين ، بل جاءوها وقد حمَلوا أحقادهم ، بل ولم يكن لهم حق أصلا" في بلادنا . فما بالنا نحن الأمة العربية من محيطها إلى خليجها وقد سمعنا الخبر وقرأناه ، فهزَّ البعضُ منا رأسه استنكارا" ، ورفضه آخرون غير مصدقين تعجبا"، ما بالنا وقد مررنا مرور الكرام ولم نلتفت أ صلا" إلى القضية الأساسية التي مضى عليها قرابة إثنان وستون عاما"في نكبتنا في ضعفنا وإسهامنا في ضياع فلسطين .
إن المُتمَعِّن في حضارات وتاريخ الأمم التي سادَت ثم بادت ن لا يستطيع إلا أن يدرك كذب ادّعاء هؤلاء المدَّعين في أن لهم تاريخ لم يَعفِ عليه الزمان بعد ، وهم يطالبون بإعادةِ مجده في فلسطين .فأين هذا التأريخ الذي لا ترقى إليه صَحَةٌ في الرواية أو الإثبات .فلقد سكنت فلسطين في أول الأمر قبائل كانت تنتسب إلى مكان وجودها بوادي النطوف غرب القدس .كذلك القوام الذين سكنوا أريحا ، وكذلك الكنعانيون العرب واليبيسيّون الذين استقروا في القدس . وأين ذكرهم هؤلاء الذين جاءوها ثم عبروا منها إلى مصر قبل أن يعودوا ؟
إن أرض فلسطين لم تكن لهم . بل وكانت تسمى بأرض كنعا ن ، وقد ورد ذلك تأكيدا" في التوراة والإنجيل ، في حين لم يأتِ أي ذكرِ لليهود .
أين كانوا ، وكيف صار لهم الحق في نسبةِ فلسطين لهم .
قد يقول البعض منا هذه معلومات قديمةُ الجميع يعرفها . أما الجديد الذي لا يعرفونه . فهو أنهم وصلوا إلى هذا الدركِ الضّحل من الاستسلام واللامبالاة .
فلسطين لنا أيها السادة العرب .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 09/10/2010م

الخميس، 7 أكتوبر 2010

وأعدّوا لهم

وَأَعِدُّوا لَهُم
لندافع عن عالمنا ،لأن في دفاعنا عن هذا الكيان ِ ذَودٌ عن العقيدةِ والعِرضِ والانتماء .
ولنقل لا . لكل مُتَلاعِبٍ تدفعه أفكاره الشاذة المُوَاربة إلى تنميق الكىم ن وتزيين الصورةليكون ذلك مُدخَلا"للطعنِ بهذا العالم .وبقدراته ، وبتاريخه العريض ِ الموغِل في القيم الرفيعة المتحضرة الني بناها هلى أرفع المبادىْ الأخلاقية الراقية .
لندافع عن هذا العالم العربي الكبير ،لنترك ترَّهاتِنا . فمن قتل تلك المغنّية ، او من حضر زفاف فلان في لندن . فهناك امورٌ امبر من هذه بكثير . أمورٌ هَربَ منها للأسَف أكثر من أصبحوا أغنياء بدون تعب يصرفون من أرصدتهم بجنون سفيهٍ أو بتبذيرِ مريض ،وبشكل ترفضه كل فطرةٍ سليمة ، في بيوت اللذة ومواخير المجون .
لندافع عن هذا العالم العربي الكبير ، من مغربه إلى عراقه ومن يمنه إلى أقصى شماله، فبنات يهوذا يَتَشَمَّتون بنا عبر رسائل إعلامية متلفَزة يُحاولن فيها إبراز اقصى درجات الأنوثة ، لاحبا" بنا ، بل لإيصال رسالة مفادها أننا نحن بنات يهوذا لزلنا وكل يوم ، نقهر مقاومتكم يا عرب .
لندافع عن هذا العالم العربي الجميل الآسِر ، ففلسطين لم تَكفِهِم بعدُ . فزحفوا على بلاد الرافدين ، سليلة مجد الرشيد وعروس بابل وأيقونة تشريع حمورابي . وقد تناسوا المجد الغابر ، وشواهد التأريخ التي لا زالت حاضرةً حتى اليوم .
لندافع أيها السادة العرب عن عالمنا ، لننسَ خلافاتنا ، لِنُحَيِّدِ صراعاتنا ،كي نتفرّغ غلى نجدةِ من يحتاج منا ، لنؤجل البَذخَ على افراحنا ومشاريعنا السياحية الشخصية ن ولندفع الوفر من ذلك لأسرِ كثيرة لا تّعدُّ ولا تُحصى لا زالت تعدُّ أصابع اليدين الإثنتين لتحتسب كم بقي من أيام حتى تستطيع أن تأكل اللحم .
لندافع عن هذا العالم العربي الذي أصبح حزينا" بوجود غالبيتنا ، لأن أغنيائنا إن لم نقل جميعهم ، فغالبيتهم لا زالوا يجهلون بأن في عالنا العربي لا زال الكثير مريضا" بالسلّ، وقد أصبح هذا المرض من ذكريات الماضي في دوا كثيرة . والشبب واضح . فقرٌ مُدقِعٌ ن وجوعٌ وعَوَزٌ ، وإجهاد . بينما الكثيرون من ابنائهم يتعمدون إلى مخالفة النظتم في كثير من دول أوروبا فقط ليلفتوا الأنظار إلى أنواع السيارات الفارهة النادرة التي بحَوزَتِهم ، وهم سوء سفراء لسوء عنجهية وتكبّر فارغ لنوع محدد من العرب ، لكن من يشلهدهم يقول عرب .
لندافع عن هذا العالم العربي الكبير ،
لنقتل الجهل في مهده، لنشرّد عادات دخلت بيوتنا لتمسح عاداتنا المتأصلة فينا كابر عن كابر ، كي تسلَخَناعن مجتمعنا بلا أصالة ولا مجد ولا انتماء .
لندافع عن هذا العالم . ففيه الزوجة والأخت والإبنة . لنذود عن حرماتهم قبل ان يأتي يوم تتعمّدُ فيه بنات الغرب تعليمهم بانه لا شيء عيب ، وأن مقولة حرامسادت في يومٍ من الأيام ثم بادت .
منذ زمن منظورٍ كانت فلسطين . وبالأمس القريب كانت العراق ، والصراع لم يكشف من المنتصر بين المتصارعين اليوم في لبنان .
لندافع عن وجودنا في هذا العالم العربي الكبير .
فهل من يسمع .؟.

أحمد عاصم آقبيق
جدة
2010/10/07

السبت، 2 أكتوبر 2010

وقالت :

( وأعدك ، بأن أكون دوما" هنا ) .

هكذا قالت .وقد كنت احسَبُ بان الزمان لن يجودَ عليَّ بامرأة أَستَحوِذُ من عَطائِها على مالا أَحَارُ في فَهمِهِ لِيّسّعّني ، ثم لِيَتَّسِعَ فَيَكتَنِفَني كي أكونَ كَنِقطَةِ حِبرٍ ، تتحَلَّلٌ كلما داعبتها موجَةُ من بحرٍ لُجِّيٍ عميق ، لتعودَ من جديد كي تَتَشَبَّثّ بأمل في الاستمرار والبقاء ، ولكي تَقوى على أن تُسَطِّرَ لكِ كلماتُ وَجدٍ وشوقٍ كل صباح ومساء ، تقولُ لكِ فيها . معَ أني لم أَلتَقِيكِ ، غيرَ أَني . أُحِبُّك ، وأرجو أن تكوني لي .

وكنتُ أَحسَب ُبانَّ الزمانَ لن يَحنُو عليَّ ليسعِد ما تَبَقى لي من عمرِ حين أراكَ بِجانبي ، أَمسِكُ بيَدَكِ ، أّستَشعِر مِنها روحا" ننطلقُ بها إلى أعماقِ الكَونَ الواسِع ،كي نبحثّ عن نُجَيمَةٍ لا تعكِسُ وهجَ الشمس ، لأنها تستمدُّ ضَوئَها ولَمَعانَها من كِلَينا .أنتِ وأنا . كي يَرانا الناسُ باسِمَينِ ، ضاحِكَينِ ، تَشِعُّ من روحينا نَفَحاتُ نورٍ ، ومن قلبَينا ، نَغَماتُ وِصالٍ لنكوِّن عالماِ نكون فيهِ وطنا" للمحبة ، وموئلا" لذكرى حُلوَة طالما بقيَ عالَمٌ للمحبّين .

وأَعِدُكَ أن أكون هنا .
وأَعِدُكِ ، أن أكونَ فِداء" لكِ ، تابِعا" قَيَدَ نَفسَهُ بِسَلاسِل لا انعِتاقَ لها ومنها ، كي يَشعُرَ بِأنهُ بينَ يَدَيكِ ، وطوعُ أمرَكِ ، من قبلِ أن تقومي أو يرتد إليك طرفُك .
وأَعِدُكِ أن أُطيلَ الدعاء كي تُعذِبيني وتستزيدي من عذابي لأشعر بالحب والجَوى وأَمل في الانعتاق من حب صغير إلى هوى" جارِفا" يأخُذُني إلى لا هناك ، إلى حيثُ لا فَضاء ، على حيث لا اتجاه . فالآهناك تعني لي انتِ ، واللافضاء يعني لي أنت ، واللااتجاه يعني أنه لا وِجهَةً لي إلا حُلوُ عبيرَ أضنفَاسَكِ وَشَفافيَة روحَكِ ، وجمال ما تَبتَدعين من كلمات .
وقات: اعدك أن اكون هنا
,انا اعدك أن تكوني قشبلَتي ، وحيَ روحي ، جمالَ خَفَقات ُ قلبٍ يُدَندِنُ في كلِ ثانيةِ باحرفِ لأغنِيَةٍ لا يُغنّيها لسواكِ .
فافعلي ماشئتِ ، واذهبي إلى حيثُ تُريدين ، وَغِنبي طَويلا" ، وكلّمي من استطعتِ وتَمَنّي أن تَري دموع شوقي وغيرتي .
فانا لا أستطيعُ إلاّ أَن أَعِدَكِ إلا أن تكوني مالِكَتي .
فالعبدُ الأَسِيرُ ليسَ لهُ خَيَار.
والتَابعُ المُحِبُّ . ليسَ لهُ اختيار .


أحمد عاصم آقبيق
02/10/2010م
جدة