الخميس، 7 مارس 2013

هوغو شافيز وزعماؤنا العرب

هوغو شافيز ، والزعماء العرب


قرأت في الصحف اليوم ، بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد نعى الراحل الكبير الرئيس الفنزويلي فقال عنه بأنه صديق الشعب الفلسطيني ، وحذت حذوه الفصائل الفلسطينية المتواجدة على التراب الفلسطيني وزادت بفتح ا لبيوت، أغلب البيوت في فلسطين لتقبّل العزاء ، وعنه قال الرئيس نجيب ميقاتي : إنه خسارة للقضايا العربية المحقة. ومع أني لا أؤيد السياسات الايرانية التي تعمل بالخفاء والعلانية لنشر المذهب الشيعي ، وبسط نفوذها على ما تستطيع من عقول الناشئة والمعوزين وأصحاب الحاجات أو النوايا المريبة ، إلا أنني احترم رأي السيد أحمدي نجاد حين قال عن شافيز : بأنه رمز حي للمقاومة . وكذلك فعلت أغلب دول أمريكا اللاتينية حين أعربت عن خسارتها وحزنها بوفاة هذا الرجل التي تدل آثاره على أنه عظيم . وكذلك الصين التي اعتبرته الصديق العظيم ، وفي سورية على الرغم مما أصابها نتيجة للمؤامرة الصهيونية العربية الآمريكية . أعربت عن شديد الحزن ولأسف لرحيل هوغو شافيز .

ومرحى لأغلب الدول العربية . مرحى لها أن زعمائها لم يسمعوا بهذا الاسم . أو لا يجرؤا على الوقوف دقيقة صمت احتراما لذكراه . وكيف ووكالة الاستخبارات الأمريكية تعد عليهم أنفاسهم من ساعات الفجر الأولى إلى ساعة وصولهم إلى غرف النوم .

طوبى لرجل سيدخل التاريخ فقيرا لكنه مناضلا" ، متواضعا" لكنه غنيا بمحبة الناس . وأخيرا" صاحب سيرة عطرة وشريف .



أحمد عاصم آقبيق

07/03/2013م

الأربعاء، 6 مارس 2013

وكان شعارهم لا أقول ولا أسمع ولا أرى . هنيئا لهم فقد ربح البيع .وكان شعارهم لا أقول ولا أسمع ولا أرى . هنيئا لهم فقد ربح البيع .




أعجبُ من الذين يصفهم بعض المتطلّعين إلى المنصب واللقب ،بالسادة العلماء الأجلاء ، أو أصحاب الفضيلة المشائخ ، وهم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ، وزبد لا يسمن ولا يغني من جوع وزَخَمٌ بلا فعل ولا أثر. وهم يعيشون في البحبوحة والدّعَة ، وقد خرجوا من دائرة شظف العيش والملبس الخشن وقلّة الزاد . وقد وضع جميعهم شعار : لا أسمع لا أرى ولا أتكلم . ولم يحفظوا من الكتاب إلا سمعنا وأطعنا ، وبعض الأمور التي تبحث في الأحوال الشخصية والمعاملات . أما الأمور العقائدية فالكلام فيها غير مباح لأنها تتصل من قريب أو بعيد اتصالا" مباشرا"بالعدل والإنصاف والحق ومعرفة ما يجب وما لا يجب.

أعجب من هؤلاء الذين جعلوا من قضية الإفتاء أمر سهل ، وقد ملئت برامجهم الفضائيات العربية التي تستضيفهم وأخذوا يتصدون إلى مسائل صغيرة تتعلق بتمام الوضوء أو الغسل أو مشاهدة التلفاز وحقوق المرأة الحديثة ، إلى ما هنالك من المواضيع الفرع فرعية .

إن من يقرأ و يتعمق في سير الأنبياء الكرام صلوات الله عليهم وسلامه ، ومن تبعهم من الصالحين . يجد بأن جلّهم كان يتّخذ صنعة يعيش من إيرادها . فمن نجار إلى خياط إلى راع للغنم ،كل ذلك كان يظهر على خشونة أيديهم وبساطة ملابسهم . أما ساداتنا فقد درَّ عليهم الشعار الذي التزموا به حرفيا ، مقام مبجّل ونفوذ وكلمة مسموعة ، إضافة إلى التبرك بوجودهم في المأدب العامرة ، والاجتماعات الإعلامية ،التي يشارك بها عليّة القوم .يقول المولى عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون .



أحمد عاصم آقبيق

06/03/2013م



الاثنين، 21 يناير 2013

,وكنا نتمنى

وكنا نتمنى أن ننتقل من عالم العَدَم إلى عالمٍ نعيشُ فيهِ كلمةَ الحب




وكنا نسير في الهزيع الأخير من الليل ، وحواري دمشق القديمة تكاد تكون ملكا" لنا ، خالية بكلياتها ،إلا من أمثالنا الساهرين ، العاشقين ، الهاربين من عالم الأمنية والتمنّي ، إلى عالم فيه بعض الإحساس بأن الواقع أيضا" يكون أحيانا" أكثر َ من ممتع .

كانت تتأبط ذراعي مستندة ًعلى كتفي ، وهي وإن لم تقلها ظاهرا"إلا أنها فعلت أكثر من مرة ن فقالتها ، وقالتها : خذني إليك . ضمني إلى صدرك ، فأنا لا أخجل إن فعلتِ، بل وأتمناه ، أن يكون شوقكَ لي أكثر وأعمَّ من شوقي أنا .

وكنا نسيرُ الهُوَينا. نتكلّم أحيانا"، نضحك أحيانا" ، نطارد راكضين بضع فراشات ربما كنَّ عاشقات مثلينا ، وهن ينَّجهن نحو مصابيح النور المتواترة الانتشار . وكنا نقف فجأة " لسويعاتٍ من الوقت ، ليقرء كل منا في وجه الأخر حكاية شوق ، وأمنية لقاء . كنا نحسَب بأننا لربما نكتشف في نظراتنا حب لا نريد البوح به . كنا لا نهتم لنظرات البعض إن مروا بنا ، أكانت نظراتهم استهجان أو استغراب ، أو نظرات مغلفة بأمنيات ، أنهم لو أنهم مثلنا . فعلوا .

ولم يطل للانتظار ، لأمسك بيدها ، أقبّل أناملها ، اقرّبها من عيوني متصنّعا" احتساب أعدادها ، فلربما أختلق عدداً ينهى إلى مسامعها ليخبرها كم أني تعشَّقت فيها كل شيء . أو ليقول لها عن الوجد والجوى ، والحب الذي يجتاح فيني حتى الجذور ليختلط مع الوجد والجوى والشوق ، ليخبرها عن عميق المكنون .

وكانت ترع الخطى أحيانا" ، تُهَروِلُ في حواري الباب الشرقي بدمشق ، تحاول أن تقول بأنها تريد أن تطير ، وتطير ، وتحلق انطلاقا" إلى عوالم الحرية ، بلا قيود و دون أي خوف ، وبلا استحياء من بعض المتواجدين بذات المكان آنذاك ، كانت تود بأن تقول لهم بأنها عاشقة مثلي ، وسعيدة ، بل وتزيد.

ومشينا ، وانتهى مشوارنا ، إلا أن الشعور الذي أصبح في عالم الكمون التخفي ، لم يزل قابعا" في أغوار نفوسنا ، وفي أعماق قلبينا . وكان ذلك في مدينة دمشق الشام ، في ليلة من لياليها الفاتنة في نيسان للعام 2008 . للميلاد .



أحمد عاصم علي آقبيق

21/01/2013م