الاثنين، 10 ديسمبر 2012

انك لا تسمع الموتى الدعاء



( إنكَ لا تُسمِعُ المَوتى الدُّعاء )

مهدورة الكرامة . شعوبٌ ترَعرَعَت على جميع ما تحتويه المعاجم من معانٍ للاستكانة والضِّعَة والخضوع والانكسار ، مع وجوب التلقي لمتلازمة : لا تقل ، لا تعلّق ، وانظر وكأنك كفيف .
مُستباحة الرأي أيضا"، لم تعلم بأن فاقد الشيء ، لا يعطيه . وَلَعَمري لقد تجاوزت الستين حَولا"، لم أرى فيها إلا نجوما" عددهم أقل من أصابع الكف ، لَمَعت ثم اختفى وميض لمعانها فجأة" وكأنها غُيِّبت بفعلِ فاعل ،  أو ربما لأنها كانت تمتلك ناصية الإشعاعِ والإبهار ، بشكل يُجبِر من يرى ، بأن يُتابِع . مع وجود فرق وبَونٌ شاسِعَينِ بينها ، وبين عصا كانت تُعطى لأفراد الشعب، كي يتحسسوا من خلال ما بُرمِجَ فيها من أفكارٍ وتوجيهاتٍ ، هديَ طريقهم المرسوم ُ مُسبقا" . ظنا" منهم ، أو اقتناعا" بأنها الطريق السويّ الموصل للسلامة والسلام والأمن والأمان . لكن هيهات فهي كالمخدّر إن أعطي لمدمنٍ فإنه يعطيهِ بعضا" من سكون ، وإن أعطى لمُستَجِدٍ فإنه يفعل الأفاعيل وينقله من عالم الواقع المُستبدِّ ، إلى عالم الأحلام الكاذبة .

يرحمه الله ، الخليفة عمر الفاروق إذ قال ( متى استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ) . وأقول لمن استباحوا الرأي ، وامتهنوا الكرامة عند شعوبهم ، ولمن استطاعوا بِجُورِهم وتعسّفهم وامتلاكهم لأدوات الإكراه والاستطاعة : على رسلِكُم ، إن الشعب إذا أراد ، فمن الاستحالة على القدَرِ أن  لا يستجيب .
 وعلى رِسلكم مرة أخرى ، لربما قد قَرُب الزمن الذي سيأتي فيه الحلم  بفارس على حصان ابيض يّزِفُّ إلى الشعوب ، جميع الشعوب المتلهفة إلى الحرية والكرامة والهامة المرفوعة ، حتى وإن جاعت ، أو لم يبقَ لها إلا الرمق الأخير .  خبر شروق شمسٍ جديدة .
مسكينة شعوبنا العربية ، اَسلَمت ، لكنها لم تستطيع أن تمشي حتى بجوار الإيمان . وما كان منها إلا أن عَبَدت الصُّوَر ، وكرّمَت اللئيم ، ورَفَعَت الوَضيع ، وكل ذلك لقاءِ حفنَةٍ من شعير في أحسن الأحوال ، أو لقاء الاستمتاع بليل طويل مع راقصة أو غانية أو عاهر ، من خلال ما تُغسَل به الأدمِغَة ، وتُواري به العقول ، جميع القنوات الفضائية العربية بلا استثناء . مع شعار لا زال ساريَ المفعول :
يا قومَ  لا تتكلّموا
إنَّ الكلامَ مُحَرَّمُ
نامُوا ولا تستيقِظوا
ما فَازَ إلاّ النُوَّم.


أحمد عاصم آقبيق
10/12/2012م



السبت، 24 نوفمبر 2012

هنالك اشخاص ، وهناك

هنالكَ أشخاصٌ . وهناك.




وَجَلسَت أمامي ، تتفرس في وجهي الصمت والهدوء ،لم تفتَّر شفتاها عن بسمتها الآسِرَة ، والتي لطالما شدَّتني ، وانتظَرت.إنما كانت وبسكونٍ مُخوِف ، تحكي قصة عمرٍ طويلٍ لي ، يكاد أن يلتفت وجهه نحو لعالم جديد ، عاش معه في غالب وقته ، لكنه لم يره ، لكنه آت لا شك في ذلك ، أو ريب .



وجلسَت أمامي ، وامتدت يدي لتُرَبِّت على كتفها ، ليردد لساني بصمت ( لكل جهرٍ إذا ما تمّ نقصان ) ، وهاهي ساعة النقصان قد دَنت ، أو قاربتِ الدُّنُوّ ، فلا تخافي فحبي إليكِ باقٍ ، ولن أكون إلا مشتاقا" لك متيَّما"، راغبا" في أن يتسع صدرك لعالمي الذي كان قد أحبك ، ولم يفعلها لغيرك .

ثم لا تلبث يدي ، أن تأخذ بيدها ، كي تقرِّبها من شفتاي ليلثمانها ويشتمّا من فيضها الحبّ والحنان .

وَقطَعتُ قصة الصمت التي لَفّت عالمينا ، وقلت : وأنا أتصنّع البسمة : هنالك أشخاص نحبهم ، لكننا نستطيع أن نبتعد قليلا" عنهم . وهنالك أشخاص نحبهم ، لكنه ليس بمقدور لنا ولا بقدورنا ، أن نَتَحمَّلَ ولو لسويعاتٍ يغيبون فيها عن ناظرينا .

ونَظَرَت في عيوني مَلِيّا" ، ثم ما لبثت أن قالت : ومن هي التي جعلتك لا تطيق هنيهة على فراقها ؟ أهي أجمل مني ؟ ومنذ متى تعرّفت عليها؟ أو تفوقني جاذبية "ونضارة" وسحرا؟ . قلت لها :اطمئنّي .فأنت أولاهم وهم قليل ، وأنت أولاهم ، وليس عندي غيرك من أنثى .

وافترّ ثغرها عن بسمة تجمع جميع المزامير لتروي كلمات الحب والوجد الذي تعيش .وأنزلتُ يدها من قرب فمي وكأني أنعي سنواتي الثلاثة والستين ، كنت في أواخرها لا يفارق فكري ذلك المجهول القادم الذي لا يغيب ، ولا يُنسى أو ينسى . إنه الموت ، ذلك العالم الرهيب .ثم قلتُ لها : وغدا" في يومٍ قريبٍ أو بعيد ، سَيَنبِتُ التراب على دُمنَتي ، وأرجو أن تعشب الأرض باخضرار دائم ، وتظهر الأزهار باستمرار .

و في ذلك اليوم إن أحببتِ زيارتي ، فاقرئي عليّ السلام ، فأنا غائب حاضرٌ لم أزل أتوق إلى صوتك الجميل . وأنا الذي قد أترِعَ ، وأَترَعَ قلبه الشوق والحب ، والسلام والطيبة والحنان .

وهكذا تكونُ الحياة ، استمراريّة لمحبّةٍ واطمئنانٍ ورحمة" وذكرى .





أحمد عاصم آقبيق

24/11/2012م

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

وكنت ولا زلت ثورتي وثورتي

قالت : وهل تؤمن بالثورة ؟ وعما يلقبونه بالربيع ؟ وبكل ما يرسمونه بألوان الطيف ؟


قلت وبطريقة بسيطة ممتزجة بالعفوية والسرعة ، بل بك اؤمن ، فأنت ثورتي على ذاتي ، ودنوّي من كل جمال كان قد وُجِدَ من قبل أن تخلَق حواء ، حتى توقف عند صورة سَكَب عليها عطر جاذبيته ، ونعومة طيفه ورواءهُ الذي ليس بعدهُ أي حديث يمكن أن يقال.فأنت الأمل الذي لا زال يعشعش في جوارحي ن ليحييها ، ويجعلها تمتزج مع حلم يدغدغ خيالي ، ليحيلني غلى حروف متناثرة ن يشكّلُ منها كل عاشق قصيدة تقول لمحبوبته : ( أحبك ) وأستعين بها أنا لوصف أروع وصف لأروع صورةيمكن أن أفتح عيها عيناي لأفتتح بها يومي ، ويكون عليها بدء رحلة التمني في بداية ليلي .

وأنا وإن بحت لك بكلمة احبك ، فالوجد عندي ينسكب من مآقيّ على أنه وجدي ، لأنك كنت عنديَ الاصطفاء ، وكنت عندي الإنتقاء ، وكنت عندي الأه والشوق والوجد، وكنت عندي الماني والتمنّي .

وتسألينني هل أحب الثورة ن واقول: نعم واعشقها لأنها اوجدت على واقعي ملامح تقول انها منك ولك ، ثم ما لبثت أن تحولت إلى مآلا" لي وتوجّها وفكرا" لخيالاتي لتكوني اللون والرسم والموضوع ، في جميع ساعات حياتي وأنا إن قلت أحبك ، يصمت الصمت ، وتدغدغ مسامعي أصوات لهديل حمام تعزف لك لحن رغبة وامنية تقول في مجموعها : أما انا فلا شيء . وأنت عندي كل شيء .

وتسألينني عن الثورة ، واقول : أحب الثورة لأنها حملتك إلى عالمي ، فكنت ثورتي على ذاتي ، وكنت ثورتي لتعديل مساري ، وكنت ثورتي لتغيير مسار حياتي ، وتسألينني : وأقول وكيف لا أحب الثورة ، وانت ن انت جميع ثوراتي ، وثورتي .



أحمد عاصم آقبيق

23/11/2012



الأحد، 18 نوفمبر 2012

أيها العرب . لو تعلمون




لله ، أيها العرَب ، لو تعلمون .



مصلوبون .

على اعمدة الإنارة في غزة

مجندلون

وهم يبتسمون .على وجوههم ، علا ئم الرضى .

بهذا المصير

يفتخرون .

ولو كانوا من المقهورين .



مهدّمة فوق رؤوسهم ، وأطفالهم ، ونسائهم

أسقف البيوت .

ويسخرون ،

من أمة العرب على الجانب المقابل من الحدود ،

ويهتفون : لله ما أروع العزّة والكرامة ، ويرددون

أن انهضوا من سباتكم

أيها العرب

أيها الخانعون



ميتون.

لكنهم مبتسمون .

دمّر اليهود بيوتهم

بعد أن سلبوهم أرضهم.

والروح

وما يمكن أن يكون .

لكنهم صامدون

وقد غُرِسوا كجذوع النخل

في قرار الأرض

ويهتفون

لله ما أسعد الشهداء

يا عرب .

لله ، يا عرب .

لو تعلمون .



مصلوبون.

مبتسمون .

وخالدون .



أحمد عاصم آقبيق

15/11/2012م





الخميس، 15 نوفمبر 2012

مرحى واشنطن

مرحى واشنطن




واشنطن ، ومن لم يسمع بهذا الاسم المعتّق بالصهيونية ، وربيبة الثوار ، وباعثة الهمم لإنضاج حركات الربيع العربي التي لم تستكمل فترة حضانتها ، فجاءت مشوهة ، ويا ليتها لم تأتِ .قالت قولها الحق ، ورأيها الفصل في الولاء المطلق لدولة اليهود ، تعليقا" على عمليتها التي لم تنتهي بعد في غزة ، ( من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ) .

وشكرا" للغالية هيلاري التي لا زال زعماء كثر في المنطقة ، يرسلون أثوابهم وسراويلهم إلى محلات غسيل الملابس وكيّها ، ويتوضئون في اليوم تسعا" قبل أن يصافحوها ويهشّون ويبشّون في وجهها أمام وسائط الإعلام ، ليقبلوا اليد، ويبدوا الأسف والندم ، على أنهم لم يؤيّدوا تصريحاتها علانية ، وتصريحاتها دستور محفور في صدورهم ويسري في دمائهم . مخافة الملامة من شعوبهم ، وحفظا" لما تبقى من ماء كرامتهم المهدور .



واشنطن الحبيبة ، لم يرمِش لها جفن ، وهي تشاهد البطش والتنكيل بحق أطفال المسلمين من صبيةٍ وبنات ، في غزة ، ونساء المسلمين في غزة ، وحتى الرضّع ، تطبّق عليهم تعليمات التلمود الشيطانية التي تنادي بأن دم غير اليهودي مباح ، وقتله حلال ، وأينما حلّ يجب القضاء عليه ، بتأييد من دول الغرب المسيحية جمعاء ، لا حبّا" بالصهيونية بل شوقا" إلى أن تفتح خزائن الذهب التي تمتلكها لتعطي عطاء المُستَحقِرِ ، للحقير . ولتحفَظ لزعمائها مكانا" مستديما" في مناصب الحكم .



واشنطون ممثلة برئيسها القديم الجديد التي لا زالت تبحث عن أصله وفصله ومكان ولادته وهل هو أمريكي فعلا" أم هجين ، لازالت بإمرته وإدارته مكتفة ، عمياء ، أصابها الصمم ، والخَرَس ، أمام جميع الحوادث والجرائم التي يشمئز منها ضمير كل عاقل ، على وجه الخصوصية والتحديد . وستبقى كذلك حصنا" حصينا" وملاذا" آمنا" وحامية مناصرة للإرهاب اليهودي ولنرجسيّة بيني غنيتس رئيس أركان الجيش اليهودي ، ومن قبله من يستحي الارهاب من أن يُنسَب إلهم ، كشارون ، ودايان ، وشامير ، يهود ، يهود ، يهود .



واشنطن ، مرحى ليس على موقف منك فيه مجال للفخر ، بل على وقاحةٍ وبجاحةٍ وإصرار على مكافأة المعتدي البريء المسالم، وتجريم اطفال المسلمين ونسائهم وعجائزهم ، في غزة المسلمة ، لنهم مجرمون إرهابيون



وهمسة صغيرة في آذان ناقصي البصيرة ، والمفتقدون إلى صحيح الرؤيا من الثوار العرب الجدد المنادون بالربيع العربي .

إقرؤوا التاريخ .





أحمد عاصم آقبيق

15/11/2012م

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

حلول الحواجب الرفيعة

حلول للحواجب الرفيعة في موسم يحتفل بها عريضة" وكثيفة . سيدتي




الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، وأصلي وأسلم على المبعوث معلّما، ومُتمّما" لمكارم الأخلاق . أحمده تعالى وأشكره على أن أمدّ بالعمر حتى أرى زمنا" ترفع الناس فيه عن النقائص والتّرّهات، ونبذوا فيه الشوائبِ والمُنغّصات ، حتى ولجوا عوالم المثقفين الوَاعينَ لما يدور حولهم من العيوب والمؤامرات ،وهم يرفلون في حياة الفرح والمسرات شاكرين حامدين لما وصلوا إليه من رغد العيش وراحة واطمئنان البال ، وكثرة المال حتى أن أحدهم ليحتار أين يجد مصارف نافعة له . بعد أن ساروا في جنائز الفقر والجهل والمرض، وودّعوا العَوَزَ والتذلل والاستكانة ، ومنذ سنين عديدة سبقت الحكم العثماني لبلادهم . فأصبحوا أحرارا" بيض السمعة ، أصحاب شمائل . ودليلنا على ذلك والذي يكذب المارقين المتآمرين على سيرتنا ومسارنا ، الثورة البيضاء التي قامت في تونس مؤيدة لقائد العفاف والأمانة الرئيس البطل الزعيم إلى الأبد زين العابدين بن علي قدّس الله سرَّ أسراره ، والذي ضاق به الحال من انسيابية العدل والإنصاف الذي اتّسم فيه عهده ، فنادى الشعب أن يثوروا عليه طمعا" بالتغيير إلى الأفضل . إلى الثورة السّلمية التي اشتدّ أوار نارها لتشمل البلاد والعباد ، احتجاجا" على العدل السائد وشفقة على حال القائد الخالد ، والمعلم الرائد رئيس البلاد ، والذي لم يظلم العباد ، ففشا في عهده رغد العيش وأصبحت السجون والمعتقلات مستشفيات ومبرّات للقلّة من الشعب ، من أصحاب العاهات . وهو شرق وطننا العربي التليد الذي أينعت فيه رؤوسا" وحان قطافها لغير سبب سوى أن أصحابها آمنوا بمقولة الشاعر الجاهلي : زهير بن أبي سلمى عندما قال : ومن يعش ثمانين حولا" لا أبا لك يسئم . وكيف لا وقد خلَفَ عدل حكم أبناء العمة أمريكا الذي استعمرته بلا خجل ولا وجل لتخلع صدام ، حاكم الجورِ والظُلَم ، عدلٌ تفجّرَت منه حكمة أصحاب العمائم السوداء

الذين بكوا الحسين ، وأبكونا على حالنا وما وصلنا إليه . وانتقلوا بنا من أرض البصرة لنرى تأثير دعوتهم في البحرين وما سيجاورها .

هذه بعض السجايا الجميلة التي نحمد المولى على أنها صارت قصصا" من غوابر الأيام والتأريخ والعِبَر والتي نسوقها فقط ليعلم جيل الحالمين من أبناءنا وبناتنا ماكنا عليه من أخلاق فاضلة ، تجعل من الحليم حيران . أو أن تكون ترفا" من فضول الكلام ، ونوعا" جديدا" من النقد ساخر، أو مضحك ومبكي .



واليوم 12/11/2012 ، تطل علينا جريدة العرب الدولية ( الشرق الأوسط ) بصفحة كاملة مزينة بصورة الجميلات المليحات مثل أمبرهيرد ، وسلمى الحايك التي نفتخر ونتباهى بأصولها العربية ، وبريانكا شوبر ، لتبحث في موضع جلل ، الغرض منه تثقيف النساء ، والابتعاد بهن حتى لا تعكر أمزجتهن أخبار القصف والقصف ، المضاد بين الثائرين المطالبين بشيء من التجاوزات ، والذين ألفوا الهدوء والعدل وانتفاء الخلافات، كي يبقين سالبات لعقول الرجال وساحرات، والمحيلات ليلهم إلى جوى وشوقا" وأهات ، والموضوع له عنوان بخط عريض :

حلول لحواجبك الرفيعة موسم يُحتَفَل بها كثيفة ، مع بيان لمستحضرات أقلام تشذيب الحواجب وتحديدها .

وهنا لابد لي من التوقف والانحناء احتراما" وتبجيلا" لهذه الفلتة الأخاذة والمبدعة التي نقلتني من عالم التفكير بما هو غير مفيد إلى عالم جميعه فوائد ، وهو عالم أعترف بأنني مغرم به حتى الثمالة . عام النساء ، بعد أن تعبت من البحث عن مواضيع التبرج والأزياء وألبسة السهرات والبلاجات .

وعاشت كل خطوة تجعل من جمال المرأة والترغيب فيها من مواضيع الساعة الساخنة ، بعيدا" عن أراء واختلاف الإخوة المصريين بعد ثورتهم البيضاء بين حكم الإخوان وحكم الشيطان ، وعن اقتتال الاخوة السوريين وأراء الأخوة التونسيين في حكم الجماعات والفئات ، وانتحاب أهل العراق على ثروات بلادهم ، وعل أخلاق الحكام فيها ، والذين استشرت فيهم موضة الاختلاسات والسرقات.

وعاش . عاش. عاش .



أحمد عاصم آقبيق

12/11/2012م



الأحد، 4 نوفمبر 2012

خير النقاش احترام الآخر

ومع أني لا أرضى بالإباحية والانعتاق من مفاهيم الحشمة والأخلاق والفضيلة ، التي نشأت عليها ورضعت من لبنهاا ، واعتنقتها أسلوبا للحياة


ومع أني لا استسيغ ما وصلت إليه حال المرأة من انزلاقات فكرية جعلت منها بضاعة ذات مفهومين ، بضاعة تُستغل للترويج بكافة صوره وأنواعه، ومفهوم أوسع من ذلك يُظهرها على أنها هي بشخصها بضاعة وذلك من خلال إقرار ما هو ممنوعا" ، وإظهار ما ينبغي أن يكون محجوبا" . مما أوصلها للتحوّل من إنسان سوي إلى أداة للمتعة ن ونداء لأحلام المرضى ورغباتهم ، وما أكثر أن نجد صور عارية أو نصف عارية لنساء رضين بذلك في سبيل شهرة أو مال .



ومع أني لا أريد أن أدخِل الدين والشرع واستشهد الرأي والحكم منهما ، إلا أنني أود أن أنوّه وبإصرار على بعض محترفي الظهور بمظهر الدين بأنهم يمثلون في ادعاءاتهم الجانب الشخصي لهم . لأن على من يجعل نفسه مدعيا" في قضية عامة ، عليه أن يمتلك نواصي الادعاء ومبرراته وأن يتملك شهود الإثبات دعواه . حتى لا ينقلب به الحال إلى مُدّعى عليه .



من هؤلاء الشيخ الذي خرج علينا بموضوع اتهام خطير صال وجال من خلاله بموضوع غير اعتيادي في مجتمعاتنا ، والذي قال فيه : فلانة مع تحديد اسمها زانية مائة مرة مع فلان وحدد الاسم .

إن هذه الجريمة بالتحديد صعبٌ إثباتها إلا بالاعتراف الصريح ، أو بوجود أربعة من الشاهدين العدول ، شاهدوا وتيقنوا مما حدث دقيقة بدقيقة ، ومن حال إلى حال . واتفقت أراؤهم على الإدلاء بشهادة متماثلة دون بغي أو إثم ، ( والّتي يأتين الفاحشة من نساؤكم فاستشهدوا عليهن أربعة من رجالكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوافهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) . وهذا من الصعوبة بمكان ومن الصعوبة بالإمكان .



أعود لصاحب الدعوى لأقول له ، إن الله حليم ستّار ، وأعود له لأذكره بسحب دعواه ،و مع أني لآ أبرّء تصرفات نساء كثيرات في مجتمعنا العربي المحافظ كانت عاملا" محرضا" لأمثاله ، تصرفات لا يقبلها مسلم أو مسيحي محافظ ، ولا رجل عاقل ، ولا رشيد حليم ، ولا ذو مروءة ، إلا أنني أحب أن أنوّه إلى أن الله عز وجل قد حدد طريقة الدعوة عندما قال ( أدع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) . وهو القائل ( ولا تكن فظا"غليظ القلب ينفضوا من حولك ) . فيعي القول الرسول الكريم ليؤكد على انه ما بعث إلا بشيرا" ونذيرا" وأنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق .



إننا نعيش اليوم في عصر صار فيه الفساد من الأمور الاعتيادية ، وصار المنكر فيه مسموحا" به ، الإباحية أمرا" متعلقا" بالحرية الشخصية لا سلطان لأحد عليه . ومن هذه النقطة أقول للسادة الفضلاء والحكماء أن يتشاوروا ليضعوا أسسا" جديدة تُرغّب المبتعد ، وتدني الراغب في الأوبة وتدعوا إلى الدين والفضيلة بأسلوب يلين معه قلب المذنب ، ويستنير به عقل المخطأ الجاهل .للوصول إلى أول درجات الإيمان .

( إنك لا تهدي من أحببت ) ، إلا أنه سبحانه وتعالى لم يَنفِ الرحمة . وهو الذي يبسط يده في الليل والنهار ليتوب كل مسيء .

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا . ربنا ولا تحمل علينا إصرا" كما حملته على الذين من قبلنا . ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لما وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .



أحمد عاصم آقبيق

04/11/2012م



وأعجبُ اشدّ العجب

أعجب أشد العجب ، وأنا أراقب وأشاهد الانفلات الأمني ، وما يتبعه من اختلال سياسيّ يشمل القاعدة وصولاً إلى رأس الهرَم ، وما ينتج عن ذلك من تبعات ظهر أثرها على جميع نواحي الحياة ، في أغلب دول المنطقة . من دون أن أجد حكيما" واحدا" أو حتى ديكتاتورا" يأخذ الزمام ، ليلجم تلك الغوغائية المنتشرة ، وحكم الجهالة ، الذي نشأ عن الفراغ الكبير ، منذ قيام أول ثورة شعبية في تونس وما تلاها ،مرورا" في مصر واليمن والخروج عن القانون في سورية ، واستئثار القلّة في العراق على الكثرة ، والمذهبية على التعقل .وتفرّد الرأي والرأي المضاد ، دون أي اعتبار لسلاسة النقاش وتحكيم العقل ، والمنطق ، ووضوح الهدف




أعجب أشد العجب ، وأنا أعايش ما كان إلى فترة قريبة حلما" للعرب ، وهو الوصول للحرية و الكرامة . كرامة المواطن وكرامة الإنسان ، متحررة" من إرادة الآخر في القسر والإكراه والإجبار ، وبدون تصديق إعلام ٍ ما كان ليوجد إلا لتحويل كل حسنة لفخامة الرئيس ، ونَسبِ كل مفخرة لإلهام صاحب السمو . وكأن النساء العربيات قد أصبن بالعقم مذ أن تولى هؤلاء وأولئك مقاليد الأمر . فلم تلد الأمهات أي شبه لهم أو مثلهم أو حتى قريبين منهم .



أهي جهالة شعب ؟ أو خنوع شعب ، أو إيمان بما قاله أحد الشعراء:

يا قوم لا تتكلموا

إن الكلام محرّمُ

ناموا ولا تستيقظوا

ما فاز إلا النوّم

أم أنها قلّة من الفضلاء وجدت فلم يتعدى عددها عدد أصابع الكف الواحدة ، مما نتج عنه ، أنه لا وزن لها ، ولا يمكن أن يكون هنالك صدى لصوتها ،

أم أنها ضريبة الحياة ومسؤولية الحياة ، تدفع بالفرد إلى تمثل المقولات الثلاث وتلبّسها في جميع مرحل حياته وهي : لم أشاهد ولم أسمع ولم أتكلم . وأزيد عليها أنا لم أكن هناك .و بذلك ينجو مما يمكن أن يكون تزوير وتلفيق أو اتهام أو بهتانٌ وزور ، . وهنا تكمن الحكمة والبصيرة والرأي الحسن .

وأعجب أشد العجب وأنا استمع لخطب يوم الجمعة ، فما أكثر الناصحين ، وما أكثر بلغاء الكلام ، وما أكثرهم ، وهم ينهون عن كل منكرٍ ، وهم فاعلوه . وهم الذين حفظوا الدين ليأكلوا مما حفظوه ، لآ أن يعملوا ليطبقوا ما حفظوه ، لذا لا تجد لكلامهم تأثيرا على فكر الحاضرين ، أو تغييراً لواقع حياتهم. وبمجرد أن تنتهي الصلاة يعود الجميع ليغني كل على ليلاه .

والعجب العجاب ، يقي المتفائلين بأن هذه الحالة ستبقى في مهب الريح ، في أمة تنتشر على أرض ، حدودها من شاطىء بحر الظلمات ، إلى شاطىء دجلة .

أمة احترفت نعم وإلى الأبد ، فكانت بلا تأثير ، شأنها شأن الزبد يذهب هباءً ، أو كصوت ريحٍ في فلاة ، صفيرٍ خاوٍ لا يحمل معنى أو مفهوم .



أحمد عاصم آقبيق

04/11/2012م



الاثنين، 24 سبتمبر 2012

جرح لا يبرأ

جُرحٌ لا يَبرَأ






وتتشوَّقين إليَّ

ربما للقائي

ربما كي تسمحي للعيون بأن تتوه

في القريب وفي البعيد

أو ربما لاحتضان حكاياتي

لتعرية المعاني

أو تحلمينَ أن تجدي رسالة إلى امرأة أخرى

لتخلقي سرادق للعزاء .

أو ربما للعيش في دفئي

في قبلاتي

وهمسٍ خفيضٍ من عالمي

وأشعاري

تتشوّقين .



أما أنا فأنت لست عني بعيدة

بل في خاطري وشقوتي

وسعدي

فأنت معي مذ لم يكن هنالك حب

ووجد

وهيامٍ

وشجون

ولم هنالك طعمُ للأنين .

ولأنه لم يكن هنالك وجود لأي أنثى

فكنتِ

وكان الحب.

وإليك وحدك . فلقد كنتِ الرؤى ، بل كنت كل ما حَكَتهُ الأعوام وتطاير به الصدى ، ليصنع لك دوام الخلود.

فمنك ينبع ُ جميعُ الحنان وإليك يُهاجِرُ كلّ بديع

وتبقي في ناظري سيدتي .

وفي خاطري ورَوعي مالِكتي

وتبقي معي أثرا" دائما لعمري ، وللسنين.



وتتشـوقين .



أحمد عاصم آقبيق

24/09/2012م

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

سيدتي


وكتبت إليك ميمّماً وجهي قبالة بلدتك

كانت رياح البحر هادئة ، ثم ما لبثت أن أصبحت غاضبة

ربما مني

لنني لم أقل لها إني متوجه نحو سكناك

في جدة او ربما غيرها

لكني كنت أحتفظ ببوصلة قوامها دم يندفع في القلب ليدخل كوامن النفس متحديا وهو يقول

اينها تلك الناضجة

واليوم تحاورت معك من خلال هذا الحلم المعجز الذي لربما يستطيع ان يبدل العجوز غلى يلنعة والقبيحة الى اجمل الاقمار لأنه لا يعقل ، فقط هو يصدق ما يُقال له

سيدتي

الى اغوار الخيبة شيء لا يعقل . اما أن يصّعد التفكير الى تمنّي لقاء ولو من خلال نبضات الهواء فهذا شيء يبعث في النفس الرضى



انا سأكتب اليك لأنني أعنيك ولا أحد سواك .فأنا لا اجيد إلا لغة القلم ولا استطيع إلا أن أوحّد الحروف ليكون الناتج مني

بوح

ولكن على شكل كلمات هامسة لن أوجهها إلا اليك



سيدتي

لا زلت راغبا في البوح.

قلت لك في أول ما خططته لك انا لن أعدك بشيء لكني أعاهدك بأن أعطيك الأمان

سيدتي الناضجة

تعالي كي اعطيك المودة والعهد في ان تكوني محفوظة في قلبي ووعيي وحياتي





أحمد عاصم آقبيق

جدة 07/09/2012



الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الجيد أم عقد الياسمين

الجيدُ أم عِقد الياسمين




وكان طيفك يراود مخيلتي، يستحثها على سبر شواطىء الوجد، والدخول إلى كهوف الشوق العميق الذي لا زال يداعب مجامع نفسي، فيجعلها متألقة ، متجددة ، جاهدة للعثور على ما يمكن أن يكون بادرة لقاء .

وكان طيفك يستعجلني لأن أهرب إليك، وأبحث عنك في أنحاء الدنيا، ببحورها وأوديتها وذرى الشواهق فيها ، وكان لصوتي صدى يعانق السحاب ويهبط إلى بطون الوديان ، ينادي حينا" ، ويشدوا بأعذب كلمات الوجد حينا" آخر ، لعلّها إن سمعته بنات الجانِّ وهي في مكامنها أن تستجيب فتبحث معي عنك كي نلتقي بعد طول تجوال .

وكان طيفك يدندن بألحان أغنياتٍ تأخذ بمجامع عمري ، لأنها لم تكن سوى نبضات جوىً متيّم، وتواترٍ آت من الزمن القديم . وصولاً إلى زمانكِ حيث ينحني الشوق خاضعا" ومستسلما" أمام نور وضياء لجمالك الذي لم يخلق من قبلك ولن يكون بعدك .

وكان طيفك يراودني، يجبرني على الارتقاء لعوالم وردية ، بيضاء صافية ، كي أكون أهلا" لمخاطبة عقد الياسمين الذي يتجمَّل بإغفاءته ما بين جيدٍ ونَحر ، حتى أن الحِلمُ يحتارُ عندي ، أيلثمُ الجِيدُ أم عقد الياسمين .

الأحد، 2 سبتمبر 2012

نعم . وزاختصار يستوعب جميع المعاني

نعم ، وباختصارٍ يَستَوعِبُ جميع المعاني




وكَتَبتِ قصّةَ حياتي ،قصة لا تعرف الأفول ، لم يتغشّاها النضوب ، قصة لا بداية لها ولا انتهاء ، قصة وجدت مذ أن كان أول لقاء لرجل وامرأة ، وكنتِ أنتِ الآخرُ ، وكنت عندي تجسيدٌ للرضا والقبول ، منك استَقَيتُ الأحاسيسَ التي داعبت مكامنَ النفس فكانت كقطعة حلا تداعب مكامن النفس والجسمِ عبر ذوبانها ، لتستقر في الدمِ والقلب والفكر .



وكنت تمتلكين عندي كل أوقاتي ، تعبثينَ بِجَناني ، تمسكين جميع المعاني التي يحتويها يَراعي . تقولين وماذا بعد فلا أستطيع إلا أن استجيب لك لأكتب قصيدة ترتقي حروفها إلى بسمات تلامس عوالم الرضا ، ومنابع الفرح .



والتقيا على ضفاف نهر الواقع ، أنت في الشرق ، وأنا أسير قِبالتَكِ على الضفة الأخرى . والتقينا أمام نهر الحياة الذي لطالما جلسنا أمامه نحدث هدوءه عن شجوننا ، وعن شوقنا وعن فرحنا ، وعن رغبتنا في أن تتشابك أيدينا ، عن أمنيتنا في أن نركض كلينا علّنا نصل إلى نهاية رحلة المياه ، وعلّنا نتجاهل قهقهة النهر وسخريته باستحالة ذلك فنعيش في هنيهات نسيان ما عدانا . وكنتِ قصة حياتي ، كنتِ جذوة عمري ، وقصّة حرماني ، وأسباب نُضُوبي ، وكنتِ الخيالَ ، وكنتِ العمرَ ، وشدوَ الخاطرِ ، ومَكنونَ سريرتي وظاهري وكنتِ الحنين ، والأنين وأسباب الدموع لي .

ثم ترسلين لي قصاصة ورق صغير مكتوب عليها بقلم شفاه : هل تحبني ؟؟

نعم . وباختصار شديد تجتمع فيه جميع المعاني .

أحبكِ .

سيدتي …



أحمد عاصم آقبيق

جدة 02/09/2012م

السبت، 1 سبتمبر 2012

ويحملك الموج صوب الشمال




وَيحمِلكِ المَوجُ صَوبَ الشمَال.



ويتهادَى زَورَقٌ، يغشاهُ منكِ العطر والجمال ، مع احتواءٍ لبعضٍ من أنوثة النساء قاطبةً ، منذ بَدءِ الخليقة ، وحتى انتهاء أمر وجود البشر على ، وفي خصوصية كل واحدة منهن شكلٌ من أشكال الجَذبِ والمُناداةِ والفَوح..

وهاهي مُوَيجاتِ النهرِ تتراقص في ضحى هذا اليوم الذي قالت أنه عندها عيدٌ وبسمَةٌ ، وتراتيلَ لأناشيدَ مطلعَ كلماتها أنتِ ، وأنت فيها الانتهاء والانزواء والتلاشي . وياله من يوم تلمس فيه امرأة مفاتيح آلة موسيقية بلمسٍة كأنها هَمس ، وبعنف يجسّد ثورتها على الوجد والشوق والحرمان ، لِتُظهِر جميعها خلود الجمالِ ، وجمال الخلودِ وروعة إحساس اشتقَّ من وجودك جميع ما يحتويه من أحاسيس .



وتتراقصُ نسيمات الهواء لِتُسمِعَ بِتَسارُعِها ولهفتها أغصانَ شَجَرِ الحورِ لحناً من صفاءٍ تجعلها تتمايل طربا" ونشوةً وفرحا"لأنها بتطاولها ستكون ظلاً ظليلا" يكون رفيقا" لمركبك على امتداد النهر قبل أن تغيبين في مياه البحر البعيد .

ويتراقص الزورق مُتَماهيا" جَزلاً ، وهو يحتضن الأنوثة ، والبهاءَ والروعة ، روعة الأحاسيس ، وجمال الروعة ، وهو الذي إن نَطَقَ فستكون كلماته مزيجا" من الهمس والبَوحِ المُختَلِطِ مع وشوشاتٍ هادئةٍ ساحرة ، وكأنها قطراتُ ندى تنسكبُ من على وريقات زهرة في صباح يومٍ جميل .لتخاطب المشاعر والأحاسيس بروعةٍ وجمال ، وبما تحتويه المعاني من جمالٍ وروعة . وكأنها تتمنى أن يَضيعَ الحَزَن ، ويغيب الشَّجّن ، وتنتهي قصة ابتعادنا .



ويغيب الزورق الصغير ، بين ثنايا الضباب في بُكُرِ يومٍ جديد ، وهو يتجه صَوبَ الشمال ، وباتجاه أرض الصمت الأبيض .وقد حَمَل الجمالَ الذي أتمنى ، وامتلأ بالحلم الذي أريده أن يتحقق حين نلتقي في نهاية الترحال لِتَأوي إلى دِف ءِ صدري ، وأهربُ إلى عَوَالِمَ عِشقكِ. وَمَوطِني أنا ، هناك .

سيدتي.



أحمد عاصم آقبيق

جدة في 01/09/2012م

الخميس، 30 أغسطس 2012

رغداء آقبيق




وتطالبينني أن أتوقّفَ عند حدود عهودي والتزاماتي ، فأطلب ُ منك أن ترجعي إلى جميع مصنّفاتِ التخفيف والأعذار ، لتجدي بأن المسلوب لُبَّه لا يخضع لعهود والتزامات . وكيف بي وأنا الذي سَلَبتِ منهُ العقلَ وتركتِ له الرّغبة تضجّ في وجوده ، وتطغى على حياته ، وكيف به أن يفعل ، وهو الذي لم يقوَ على الكتمان ، ولنم يحتمل ابتعادك عنه طيلة أزمانٍ وأزمان ، فقالها كلمة ، في ليلٍ ونهارٍ وفي غربةٍ وحَضَر ، سرّاً وعلانية وبينه وبين نفسه ، ولم يجد أحلى وصولا" لها إليكِ ، من الضجيج والصخب والمجاهرة ، ليعلم جميع الناس ، القاصِيَ منهم والدّاني ، بأنه يحبك .ويحبك ، ويحبك .

وقالوا لي بعد أن أعيَيتَهم في الاستيعابِ ، اسمها رغداء . وبحث في جميع قصص الحب ، وقواميس المعاني ، وفي كتب الوجد ، والافتتان والحب ، فلم أقوَ على احتمال وَلهي بك ، وصبابتي إليكِ ، فأعلنتها ، احبك ِ ،وهي تساوي في أعداد معانيها ، ومقادير استيعابها جميع ما يمكن أن يقوله جميع العاشقين من كلمات الغزَل ، وجميع ما استشفّه من الجمال من جمال وسِحِر . حتى وصلت إلى عوالم متفرّدة من وجدٍ وأمل . ومن فرحٍ والم ، ومن صمتٍ وبَوح . ومن تأمّل وضَياع ، لتعيدينني إلى المربع الأول الذي أذكر بأنك سلبتِ فيه مني الروح والعقل ، لتُحوِّلينني إلى مُبتَلى بعشقك وهائم يبحث عنك ، ومشتاقٌ قد هَدَّه الشوق إليك . ومجنون لم تتركي له إلا ترداد اسمك ، رغداء .

وأمنّي النفس في أن نجلس معا" . كي تزيدي من رغبتي للانطلاق في عوالم الوَلَه ، وفي فضاءات التألق بمتعة الانصهار بجمالك ،ولأكتوي بشوقٍ لم يكابده أحد من قبلي ، ولن يكون لأحد من بعدي ، ولأعيش بجميع ألوان الحَلَى أستقيها من هنيهات وجودك معي .

حبيبتي . رغداء آقبيق .



أحمد عاصم آقبيق

جدة 30/08/2012م





الجمعة، 27 يوليو 2012

وتعالوا

وتعالوا




قد نفرح برسائل التشجيع ، وبثناء المعجبين . فالنجاح جميل ، واجمل ما في أيامنا ، ،أننا نعيش الذكريات .

فتعالوا لنغيّر الوجهة ،تعالوا لنتعالى فوق القاب التفخيم والتعظيم ، تعالوا لنحسب حساباتنا بطريقة صحيحة فلعمري بان الفرد منا لن يكون منصورا" إلا بالآخرين

يؤازرونه ، وينصرونه ، ويكون الناتج في اليوم الخير انتصار للجميع .

تعالوا لنصنع أياما" للنصر ، لا يكتب التاريخ عنها إلا بمداد من نور . وتعالوا لنترك أثرا" يُدعى لنا بعد بروزه عيانا" ، من خلال ثمراته وعطائه ، وقد بدت بذور الخير فيه تعطي أكلها وخيرها للجميع .

تعالوا لننبذ الكذب ، نحارب الفجور ، نبحث عن كافة الطرق لإحياء الفضيلة ، والتمسك بأهداب الترفع الأخلاقي عن كل ذميمة ، نعرفها بأنها كذلك .

تعالوا لنتحد لأن اليد الواحدة لا يظهر صوت تصفيقها منفردة ، تعالوا لنتحد في إعادة تأصيل الخلق الرفيع الذي لم نتعلمه أول ما تعلمناه من المدارس ، إنما آمنا به واستوعبناه ونحن بعد لم نزل رضّع ، نجده في قطرات الحليب التي كانت أمهاتنا ترضعنا إياه .

تعالوا لنحيي مكارم الأخلاق ونجعلها فاشية في اسَرِنا ، في حاراتنا ، وفي مجتمعاتنا .

تعالوا لِنُمِط كل ما من شانه يؤذي في طريق مسيرتنا ، وتعلوا لنشدّ على ايدي بعضنا لنعمم السلام ، لنجعل المن شيئا" ملموسا" فلا تخاف أَمَةٌ لله على نفسها ولو مشت وحدها ليلاً أو نهارا .

تعالوا لنزرع الحب ، لنؤجِّج نار الوحدة والإلفة بيننا ، وتعالوا لنعلّم أولادنا بان الله لم ينزل فاحشة" او أمرا" بالظلم في جميع الأديان ، مسيحيّها ومسلمها ، بل أمر بالعدل والإحسان .

وتعالوا لنقف في وجه الظالم ، كان من كان ، فالظلم إن لم يوقف ن كانت عاقبته وخيم . أيا" كان الظالم ، مستطيع أو متجاوز ، أو صاحب افتراء يستند على قرابه أو يعتز بمال ، أو عوّدناه نحن بخنوعنا وخوفنا على مراكزنا وامتيازاتنا أن يكون هو الأعلى .

وتعالوا...



أحمد عاصم آقبيق

27/07/2012م

مكروهٌ ، وعند الجميع

مكروه ، لا ترتفع قيمتك عند الناس عن قيمة جرذ يبحث في حاوية قمامة ، عن صيد ثمين . ومكروهٌ حتى ولو جمعت أموال الدنيا ، ومنبوذ .


مكروهٌ بطلعتك ، بتصنّعك العلم وأنت أكثر من جاهل ، ومكروه وأنت تتشدق بجمَلٍ يحفظها الجميع ، والفرق بينك وبين الجميع ، أنك تتظاهر باحترام المعنى ، وتأبى جميع المعاني إلا أن تزدريك .

مكروه بكل صوت ، بكل رأي ، بكل نَظَر حتى ولو كنت تمتلك خزائن ذهب لا تنضب ، مكروه في عيون كل من يعرفك ، وفي كل عيون الناس ، وفي قلب ولسان أبناءك ، فأنت رجل تبحث عن العَلِيَة ، والعلية أخلاق ن ولقد أنكرت َ انت الأخلاق ، والعليّة إباءٌ وشموخ ، ولقد كانت أفعالك وأقوالك تندى خجلاً منك فابتعدت بقر كره الناس لك عن الإباء والشموخ .

ومكروه وإن كان الجميع يستمعون إليك وهو توزع النصائح يمينا" وشمالا" ن ومكروه وأنت تتصنع الغضب وتتبرأ من جميع النقائص ، وأنت الوحيدة التي وجدت في عالم من يعرفوك .

ومكروه ، بأنانيتك ، بتكالبك على أن تكون الفائدة لك ، وعلى أن تكون أنت وحدك المستفيد ، لا يهم بالعدل أم بالظلم ، بالكرامة أم بالمهانة ، بالرشوة ، المهم أن تكون أنت الرابح الوحيد .

ومكروه يا مريض القلب والعقل والجنان ، مكروه يامن تخجل الوضاعة بكل معانيها أن تقترب منك ، وأنت الذي ظهرت وضاعتك بإيقاع من ساعدوك على الظهور والتعالي ، فكانوا أول ضحاياك .

هناك رجال تنبهرون برقة أحاديثهم وقدرتهم على تحويل الكلمات لصالحهم ، وهناك اشخاص موجودون يتمنى الناظر إلى ترف الحياة التي يعيشون فيها ، أن يكون من حاشيتهم . ومع ذلك فهم مكروهون .

مكروه ، وستبقى إلى يوم مماتك . لا تُذكَر بخير .

ومكروه .



أحمد عاصم آقبيق

27/07/2012م




الثلاثاء، 17 يوليو 2012

أنا أحبك كثيرا

الجمعة، 29 يونيو 2012

ولا زلت اعيشها

وكنا نعبر حقول القمح من خلال سنابلها الباسقة ، بملء قوتنا ، وكانت تسبقني ، أو هكذا كنت اتصنّع فيفترُّ ثغرها عن ايتسامة ممهورة بخاتم الروعة . وكنت أرى السعادة في عينيها ، وهي تردد ألم أقل لك بأنك لن تسبقني فانا الأولى دائما" ، مع أني كنت ألمح في عينيها حزنا" عميق حين كنت أتجاوزها ، فتتصرخ بي وهي ورائي ، لا ، لا أقبل أنت غششتني حين قلت لي تمهلي قليلا كي أتحدث إليك . فسبقتني .


كنا نركض ، نفتح ذراعينا قدر استطاعتنا ، نحاول أن نحاكي ارتفاع نسرٍ يجوب عنان السماء ، حتى تنقلب محاكاتنا تلك إلى حلم نتيه به فتنقلب الحقيقة إلى خيال . ولم أكن لأعلم بأن الأيام الجميلة شحيحة ، وأن القدر من طلعه عدم الثبات ، ولم أكن باني سأفتقد بسمتي ذات يوم ، فأيام الهناء . لا تدوم .

قالت : بل بك من شيء ؟ قلت وإمارات الحزن تطبع آثارها على ُمحّياي : لا . فقالت بل بلى . واحتضنتني وارتاح رأسي بين الجيد والترائب . وضعت في عالم سحري من عطر شذاها



وكنا نركض بملء قدرتنا ، نعبر حقول القمح الذهبية ، في وقت تكون فيه الشمس فتيّة ، لم تسطع لتترك بصماتها على وجهينا .وكنت أجلس معها دقائق ، كنت أحسبها دهورا" طويلة ، اترك في خلالها أترك يدي تتسلل إلى مكان يدها وهي تستند برأسها عليها ، كي أتحسسها ، ثم أضع رأسها على صدري ، أهدهده ، كطفل أريده أن ينام . وكنت أنظر في عينيها وكأن قلبي ينبئني بأن سعادتي لن تدوم .

قلت لها ذات مغيب ، وقد ألقت أو كادت الشمس أن تلقي ستائرها على كل نور ، ونحن نجلس أمام جدول صغير يخترق الحقول ، خريره سعادة عمر ، وانسيابه حنان يبحث عن حنان ، بلهفة وترقب: هل ترى تطنين بأن سعادتنا ستبقى لنا كبسمة للزمان ؟ أجابت بعفوية : طبعا" ما دمت معك . وانتهى موسم الصيف ، وكررنا لقاءنا في اليوم أكثر من مرة . وحان وقت الرحيل .

كنت أنظر إليها وهي تركب المقعد الخلفي للعربة . كانت دموعها تنسال على خدودها وكأنها تقول : وكيف تخبُ النار في مقلتنينا .

وغابت في الطلرق الطويل .

وفي صبيحة يوم غير ببعيد ، وأنا أمشي في ذات الطريق الذي تفتحت به أزاهير حبنا ، رأيت صفحة جريدة تتقاذفها النسمات . أمسكت بها ، وإذا بخبر يقول : ( تم الأمس زفاف نجل السيد …… ، على كريمة الوجيه …… ) .

وسقطت الصحيفة من يدي .

الحبُّ غنّانا فأسعدنا

حتى إذا اللحن هَزَّ القلبَ أبكانا

يامن أراه لقلبي واحدا أبدا"

لا أرتجي غيره في الكون إنسانا

يامن حفظت له عهد الهوى أبدا"

هل أنمت باقٍ على ودّي وذكرانا

أم استحلتَ على الأيام ِ نسيانا.

إن غبتَ عني طول العمر مغتربا"

فَوِدُّ القلب.

باقٍ ، حيثما كانا .





أحمد عاصم آقبيق

228/06/2012م

الخميس، 28 يونيو 2012

وقالت . . .






وقالت : أنا لن يستطيع ملوك الأرض وجبابرتها ، ولا عامة الناسِ ، الغنيُّ منهم والفقير ، أن يكرهونني على أن أنساك .

فأنتَ المنى ، وأنتَ الحبور ، وأنتَ الرضا ، وأنتَ الحياة ، و دمعة الشوق عندي ، وأنتَ بوحُ الروح مني ، وهمسات جَناني ، فَلساني إن تحرَّك بِذكرٍ فباسمَك، ومشاعري إن شاركتِ البسمةَ جمالَها فمن أجلك ، وأنت النعيمُ ، وأنت الأمل ، وأنتَ الجمالُ وأنت البهاءُ وأنت الرُّؤى .



وقالت باسمة ً، كأنها لم تترك فرحةً إلا أحضرَتها : اقتَرِب مني ، ومنيَ أكثر .

واقترب أكثر وأكثَر ، حتى استمعُ إلى نشيدِ الخلودِ تنبعثُ َنغَمَاته من خفقاتِ قلبك ، والتي تغنّي على ألحانها مخاوفك التي لا تقوى على البوح :

لماذا أنا؟ ولماذا تَعَمّدتني ، و وضعتني في مكامن النور والضوء؟

ولماذا أنا ، ومن أنا ، وكيفَ لي أن أقفَ لأنظرَ في عينيها ، وتداعبني الأماني وأنا أسمعُ نَداوَة همسِها ، وأنا أتحرّق لِلَمسها ؟ ومن أنا حتى أقترب منها ، وأتقرَّب إليها ، ألكي أريها خوفي وخضوعي ، وريبتي وشكوكي ولماذا أنا ، وأنا أعرف من أنا ، ومن أكون ، وهيهات ، هيهات أن تتساوى مواقع النجوم ، مع مواقع التراب الذي يملىْء البوادي والوديان .



يومذاك . اقتربت منها ، ونزلت سريعا" ساجدا" أقبل موطأ أقدامها على التراب ، أعفّر وجهي بآثار مشيتها عليه ، وطلبت مني أن أقف ، بينما يد حانية تربت على كتفي ، ويد أخرى تمتد كي تمسك بساعدي كي نعينني على الوقوف .

وتلتقي العينان ، وأدركت بأنني في تلك اللحظة ، أعطيها جميع أوراقي وكلّ عناويني . وتطيل النظر العيون ، وتظمأ الشفاه للكلام ، ويبوح قلبينا بكلام ، وما أحلاه من بوح وكلام .

لم أقل شيئا" ، إنما تاهت العيون في بحر اخضرار العيون .

ولامست الشفاه الشفاه .

َوسَادَ صَمتٌ.



وقالت .......





أحمد عاصم آقبيق

28/06/2012م

الأربعاء، 27 يونيو 2012

وَشَـدِّدي . . .




مُرِيهم بأن يُشدِّدوا على وضع القيود بمعصمي . ، فلقد عشِقتُ العبودية منذ الدقيقة التي وقع ناظري على صورتك التي اختلطت بدمي وتسرّبت إلى شراييني ، فكان كلُّ ما عداها أمرٌ غيرَ ذي بال ، . وكرهت أن أكون حرّاً ، في القرار، وفي المآل ، وفي الحلِّ والترحال ِ فمآلي هو أنتِ ، وبغيتي هي أنتِ .وتوجّهي هو إليك و لا فرق عندي أن تختلف الأمكنة والاتجاهات ، طالما أن جميع أحوالي تنبعُ وتصُبُّ جميعها عند قدميك .أنتِ ، لأنك أنتِ .

إني برحيلي وأنا الذي لا يحب السير في الظلام ، إنما أفعل لأرى هل تتبعني الشمس لتنير لي عتمة الطريق ، فأجد أنني أعود أدراجي عاتبا" عليها ، لأرى جوابها قد سبق استهجاني : إنك لست الوحيد الذي لا يستطيع الهجر والابتعاد ، وكيف افعل ونوري من عندها ، وضيائي لأجلها ، وأنا هي والنور الذي يضيء للناس نهارهم ، بعض من خيوط جمالها . فلا تعتب ، فأنا اخترت ، وكرّست اختياري .



وشددي على معصمي ، واجعلي الدماء تنزف بغزارة فأنا أحب أن أرى دمي مراقا" يلوّن أساور السر التي أهديتُها ، لتكون وشما" لا يفارق ناظري ، لكي أعيش في الذكرى يوم تعلق الفؤاد بمرآك فأصبحت بغيتي ومرامي ، فأضعتُ نفسي ، ووجدتك أنت بدلا منها .

وشددي على أسري ، عذبيني ، نكّلي بي ، فأنا أجد في أسرك لي خلاصي ، وفي تعذيبك لي كل راحة لي ، وفي تنكيلك بي ذوبانُ حالٍ في حال ، واضمحلالُ لعاشق في معشوق .



وأحبك بعدد قطرات الندى ، وأنت الندى ، ومنبعه أنتِ .

وأتوق إليك يقد شوقي لأن تكون عيناي مُحوِّمةً أبدا على عينيكِ .

وأهوى فيك الحنان ، وأنت منبع الحنان ،

وأحبك .

وشَدِّدي .





أحمد عاصم آقبيق

جدة 27/06/2012م

الأربعاء، 13 يونيو 2012

هيلاري الحزينة ، هيلاري المتأسفة ، ومكيالين




طلعت علينا السيدة وزيرة الخارجية الولايات المتحدة الأمريكية ،

بنزعاتها الإنسانية التي تحن لها قلوب الصخر الأصم ، مستنكرة على ، وساخطة من . أما الأولى فمستنكرة الأنباء التي تداعت إلى أسماع دائرة الرصد والجاسوسية العالمية وكالة الاستخبارات الأمريكية ، من أن روسيا زوّدت النظام السوري بمروحيات متقدمة الصنع . أما سبب الاستنكار فالخوف من أن يستعمل النظام السوري هذا السلاح لقصف الشعب السوري .

أقول عجبا" . أما تسمية الجمهورية العربية السورية ، فلقد اختصرت إلى ( نظام ) ،إمعانا " في إضرام النار في الموقف العالمي المتآمر ضد سورية العربية ، ليزيد من أوارهِ ويمتد أكثر ليحرق الزرع والضرع . ولا يهم من يموت ومن يحيا من الشعب العربي السوري ، طالما أن الاعتداء سيقع على سورية وشعبها بتأييد من بعض أذناب الاستعمار من الحكام العرب ، وبمباركة دول غربية بعينها ، وكلا الجانبان معروفان . والسبب وجيه جدا" وهو حماية الشعب السوري من تنكيل السلطة الحاكمة ، والجيش السوري . أو يصدّق عاقل ذلك؟



أقول من يعيش رجبا" ، يرى عجبا" ، ألهنا بلغت السخرية بالعقل الإنساني ، والعالمي . ألهذه الدرجة من الحقارة والدونيّة ، يطالب العرب وعلى رأسهم أمين عام جامعة الدول الرجعية ، ومعه مجلسها الموقر. ورئيس المجلس الثوري السوري ولا يهمني أبدا" صحة اسم هذه المنظمة التخريبية المتآمرة أن يتحدوا جميعا"ضد سلامة وسيادة الوطن السوري بنظامه وأرضه ، ودعم دعواهم كما يقولون وبتأييد دولي . إلى ضرب الجمهورية العربية السورية ، تحت مفهوم البند السابع كي يعطوا الغطاء الشرعي لتلفيقاتهم وحقدهم .



السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية والعازفون العرب في جوقتها نسوا أو تناسوا بان الولايات المتحدة الأمريكية ، رأس الشيطان الأكبر لا زالت الشريك الأكبر والراعي المنظّم لكل مؤامرة تحاك ضد الأمم التي تتمسك بدعواها إلى السلام والحرية وعدم التبعية لأحد . ونسوا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لها في كل خراب يقع ، يد وباع . ونسوا بأن الولايات المتحدة الأمريكية زودت بعد حرب الثلاثة والسبعين ، العدو الاسرائيلي بمروحيات مقاتلة ، لم تضرب الجبش المصري ، إنما ضربت مدرسة أطفال في بحر البقر ، ليستشهد الكثيرون منهم جاء ذلك . نسوا بأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لازالت ترسل طائرات لها بدون طيار ، لتضرب بها القرى الأفغانية المسالمة ، وفيها نساء وأطفال ، وشيوخ ، بحجة مكافحة الإرهاب .

وأخيرا" لا عجب ، ولا عجب من كانت سياسته هكذا أن يتآمر لضرب التراب السوري ، وإسقاط الحكم الوطني فيه .

لا عجب من أن تغضب الحكومة الأمريكية من تزويد الجمهورية العربية السورية بالسلاح .



أحمد عاصم آقبيق

13/06/2012

وَنَسيتُ أنها حبيبتي


خُلِقَت ، منذ الأزل .تخفيها الأيام عني ، تحبِسُها في خفاء، تحنوا عليها ، لتَرعاها ، وتكُبرا معا"، لِتَشيخَ الأيامُ ، ولتبقى حبيبتي ، طفلة في ناظري ، ثم صبيّةً جميلةُ أتفرَّسُ بها ، أحلم بقربها ، أشتهي أن أمسَّها وألمسَها وأعشقُها ما دامت فيَّ روح .

ونَسَيتُ أنها حبيبتي ، وتبّاً لتلكَ الأيام التي سَرَقتني منها ، أعمت عيوني كي لا أراها ، شغلت فكري فَسَلَوتُ عنها ، ثم عشتُ لغيرها ،مع أنها كانت ترسل لي بلغة الحروف ، تدعوني إلى الحب ، دون بوح ، وباشتياق .



وهكذا السنوات ، كانت في أقصى المشارق ، وأنا في الغرب البعيد . كنتُ أناديها كل يوم من خلال عشقي الأنثى ومن قديم الزمان ، كنت أهاجمها أحيانا"، كنت أحاربُ ذكراها ، وإذا أجِدُني ذات يوم أعود لها ، لأحبها ، لأعلم متيقنا" بأن العتاب ليس كُرها"متأصّلا" لها . وأعني عشت انتظارها ، رغبتها ، قولها الآهَ بصمت ولأني عشت أنفاسها التي قلبت كياني فحالته إلى حروف غزل ، وكلماتُ وِصال .وآهٍ ثم آه ، على تلك الأيام التي أَضَعتُ ، فضاعت مني ، ثم أضاعتني .

وَنَسيتُ أنها حبيبتي ، خلِقَت منذ الأزَل من ألي ، أنا ، كي تبقى معي ، وليفتي ، حبيبتي ، روعة الاطمئنان في حياتي . َيراعي الذي كتب عنها منذ زمن طويلٍ طويل . يناجيها ، يتوق إليها ، يرعاها ،

ويحكي لها قصةُ هُيام بها ولها وحدها .

وكيف أنسى أنها الحب عندي ، وأنها الأمل عندي ، وأنها مناجاتي ووشوشات حبي . كيف أنسى وهي التي مدت يدها الحانية لتحتوي كهولتي ، تنتظرني ، تودّ عودتي لتعود روعة ابتسامة ثغرها لتحكي لي بأنها ترغب بي ، وأنها لا زالت تهواني كما كانت من قبل ، ولن تحيد



هي حبيبتي ، لم تعد وهما" ، بل هي حبا" يواعدني ، هي شوقا" يكابدني ، هي مهجة القلب عندي ، أعيش فيها أبصر منها ، وأضع الأماني كي أصل إلى أعتابِ سُكناها ، أنحني بأثقال السنين والأيام. أنظر لها نظرات متلاحقات ، بعين مُرِيدٍ وعاشقٍ وشَغُوف .

فيا من أنستني نفسي فأحببتها حبا" ليس له ابتداء وليس له انتهاء ، هل تشعرين ببعض ما أعيش ؟ هل تحدثكِ دقات قلبك بان هناك في البعد السحيق ، على شاطىء البحر عند الغروب عاشقٌ متيَّم بك ، يناجي ربه شاكرا" حامدا" أنه خلق الأرض وجعل فيها زينة تزينها . وزينة سماواتي وأرضي هي أنت ، يا وردتي البيضاء ، يا من أحببتك وكتبت فيك ولكِ ، ولجميع العاشقين أبجدية حب لا تزول . تدوم وتدوم ، حتى ولو انتهت دقائق عمري

وأحببتك ، . مالكتي



أحمد عاصم آقبيق

الأحد، 10 يونيو 2012

وفي اثناء المسير ، يا رغداء

وفي أثناءِ المَسير ، يا رغداء




وكنت أتعمّدُ السير معها ، فلقد كان طلبُ والدها من أبي في أن أوصلها إلى بيتها في قريتهم المجاورة ،بعد المدرسة كل يوم امر لي واضح . ولقد كنا يافعين ننظر إلى كل شيء بلون وردي ، وكنت أزيد على ذلك ولو من باب مديح كاذب ، حكايات عن تصارع شخصي أصوِّره على أنه أمرٌ خطير ، مع أبناء القرى المجاورة ، ردا" على انتقاد ، أو تباهٍ أمام فتاة، بغية لفت نظرها والاستحواذ على اهتمامها .

كنت أتعمد أن أبطىء المَسِير ، كي أجعل بداية مشوارنا في الهزيع الأخير من عصر اليوم . حيث كنت أعلم بأن البنات يَخَفنَ أكثر من الفتيان عندما يسرنَ عبر البساتين والأودية خاصة حين يكُنَّ فرادى وخاصة إذا كان الجوُّ جوّا" خريفيا تكتنفه الكآبة ، وكنا نسير الهُوَينا ، أحمل لها ما أحضرته من الكتب والكراريس ، نضحك حينا ، نغني حينا" ، نحكي بعضا" من نكات تخرج عن المألوف أحيانا" كنا بعدها لا نتكلم لدقائق خجلاً .

كنت أترجّل القوة والسيطرة فأنا رجل ، وقيادة الركب عادةً ما تكون للرجال . وكنت أتعمَّد جذبها من ذراعها نحوي ، لأعيش شعور ملامسة ذراع رجل لبعض من ثدي امرأة ، يساعدني في ذلك استئذان الشمس للرحيل ، وإسدال الليل بعضا" من ستائر الظلام على المكان ليتيح لي ويساعدني على جعل حلمي َ ذاك ، أمرا" واقعا".

كانت تسير مسرعة أحيانا" ، تتعثّر بوعورة الطريق ، لتتكىء عليَّ حينا" وتنشب أصابعها في ساعدي ، في محاولة لاستعادة توازنها المهتزّ ، وكانت تتوجّسُ من أصوات ما يخرج من حيوانات في الليل . وبينما كان الوضع كذلك سحبت يدها من على ساعدي وجذبتها إلى أمامي لنصبح متقابلين ، ووقفنا حائرين ، كل منا مشدوهٌ بالآخر ، وكان هنالك حديث من نوع جديد ، شوق وجوع تعبر عنه عينان والهتان ، ورغبة جارفة أذنت للشفاه أن تغفو على الشفاه في استراحة مُحارِبٍ متعب . ومسكت يدها ، فأدركت أني أريد من ساعداها أن يلفّا جسدي ،لأُجذَب بما بقي من قوة فيها إلى صدرها ، لنغفو كلانا في صدر كلينا .

عند ذاك ، تذكرت بأن هزيع الليل الأول بنجومه وأفلاكه ، وطيوره وكل حياة فيه يشاهدوننا . وتذكرت حكايات جدتي عن أن بنات الجنّ يؤذين كل من يسير وحيدا في الليل عبر البساتين والحقول ، أو يفعل شيئا" غير مألوف ، وابتعدت عنها .

قلت لها : هل أنت خائفة يا رغداء . لم تجب وهزت كتفيها علامة النفي ، ثم قالت : سحرتني اليوم كما لم يسحر رجل امراة قبل ذلك ثم أردفت قائلة بصوت خفيض ، لقد أذقتني عالما" من السحر لم أتذوقه من قبل , لقد تعمَّدتَ لأن تسكن الفؤاد ، ولقد تعمَدتُ أنا أن أساعد على ذلك .

صوتٌ عالٍ خشنٍ بلهجة قروية قاسية ، يصيح من قريب غير بعيد : من هناك؟ . وعرفت أننا وصلنا . وأخذت بيدها ، وقرّبتها من شفتايَ لألثمها بنعومة حرير ، ثم قلت لها : ما دمت أني وصلت إلى قلبك ، أحب أن تستَمعي إلى ما يسكن في جوارحي من كلام

قالت ، وما هو :

قلت : أحبك يا رغداء .

وقفلت عائدا" ونسيت عشقي لأن غناء" من نوع آخر بدأ يظهر .وكنت خائفا" من عتمة المسير ، أشُدُّ على عصاي الكبيرة . وأتعمد أن أطرقها على الأرض ، لأفهم المجهول ، أني هنا .

وكنت أتعمد تقليد حارس القرية حين يقول بصوته القوي المرعب : ها . من هناك .

ووصلت رغداء لبيتها . ولا زلت أنا في مَسير . …





أحمد عاصم آقبيق

جدة في 10/06/2012م

السبت، 9 يونيو 2012

هكذا نساء ، أو لا اعتزّ بسيدة ماجدة فاضلة ، ربَّت أجيال متتالية ، فغدَوا شبابا" وصبايا ، آباءً وأمَّهات صالحين فاعلين لإنتاج حكمةٍ وأثر يخدم مجتمعهم . لهذه السيدة الماجدة أيادي فضلٍ وآثار نفع ، لأنها استطاعت أن تؤسس الفضل والخلق الرفيع ممتزجةً مع الفباء العلم والأدب والتأريخ والمعارف الأخرى . فبذا استطاعت مزاوجة التربية والترفَع والعلم والمعرفة .فنشأ من تأثير ذلك النبوغ العلمي ، والسموّ الأخلاقي . أنحني احتراماً وإجلالاً للسيدة التي قيل فيها : من علمني حرفا" كنت له عبدا" ، الماجدة الألمعية معلمة الأجيال : حليمة الأوسطة . ابة صيدا اللبنانية التي انتشر عطرها وروائها فلم تستوعبه الحدود ، ففاض إلى الجوار . وههي الان قد تجاوزت مرحلة التعليم لتجلس في هدود تسترق من الوقت أجمله لتكون سميرة الجميع . تحية إكبار واعتزاز ، لابنة صيدا مع انحناءة احترام وتبجيل وافتخار بأنا عرفنا فيها العلم والأدب والرفعة والدين والعروبة . تحية مودة ممزوجة بمحبة للسيدة الماجدة حليمة أوسطة إمرأة تفتخر بها بلادي . وتحية محبة للسيدة الفاضلة منى الغريب التي عرفناها من نافذة شَرَّعتها لتوزع منها الحكمة ولذيذ المقال ، والحب والولَه مقترنين برزانة ووقار ، مع رسالة عثلويَّة المفهوم مفادها بان الحكمة تؤتي لمن جدّ في التعلّم والتحصيل ، واستفاد من تجارب كثيرة اقتطفها من هنا وهناك ، حتى وصل إلى درجة العطاء . تحية لحالة من الطَّرح المتجدد الخلاّق ، أبدعتها ملهمتنا السيدة الشاعرة منى الغريب ، التي عرفناها باسم نور الحرف ، فكانت لنا نورا" يضيء لنا دروبنا بقلمها البارع الذي إن كتب عن الحب جعلنا نهيم في دروب من الذكريات ومع من أحببنا ، وإن كتب عن المجد جعلنا نستحيل غلى علماء ومفكرين وشعراء وفقهاء ادركوا عظمة دولة بني أمية ، وازدادوا ثراء" ورفاهية وكأنما عاشوا في دواوين وقصور دولة بنو العباس . انوّه بهذه الصفحة الرزينة التي كانت نتاجا" لتفكير عميق من السيدة الشاعرة نور الحرف ، وقد أثرَت فيها الفكر والعقل ، وداعبت المشاعر والأحاسيس ، بكلمات ولّدَت فينا كوامن اعتزاز بأصالتنا وعروبتنا وديننا السّمح المتسامح ، فكان مدادها فيما كتبت كتحرك المويجات الصغيرة وتلاحق بعضها حتى يدرك ما قبله لتصل إلى حالة تواجدنا لترتدّ وتنقل منا طيوبأ وأهزيج أخرى . إنها إبنة مصر ، وعطاء النيل ، عطاءً خيرا" ، وحُلُما لا ينفذ ، وأماني تتوسل أن تكون واقعا" ذات يوم ، فمرحى ومرحى للسيدة الشاعرة أختنا أم أحمد ، ونرجو أن تسمح لنا الأيام بلقاء . اما إن أردت أن أبحر في عالم مكوّن من أصالة المنبت والأخلاق والفضل ، فلعي أعني محرابا" آوي إليه ، محراب تأمّل ، ومحراب كلمات جميلات ، ومحراب تبتّل وغزل إنه بيت الحب والمحبة ، والعمل الدؤوب لرفعة الشأن ، وتنويع مصادر العلم ، والترقي للوصول إلى اعلى الدرجات ، معتمدة على جهد فردي عصامي ، ومتوكلة على من خلقها كي تكون ركنا يتلهف الكثيرين للانضواء في سكونه وطيب أريج عطره . السيدة رغداء آقبيق ، حالةٌ من التبتَل ، وضوء شمعة كله رضى ، لأنه آثر وارتضى أن يوزَع نوره بتساوٍ لينعم بضوءه الرائح والغاد . وليعيش يستمع إلى لحنه كل من سار في طريق اللهفة والايثار، والمودة والمحبة . سيدة اتوق إلى تواصلها ، لأستقي منها خلود الابتسامة ن وسمو التعامل ن وحكمة الصمت ، وصمت التفكير .هي ابنة بلدي . اما من ينحني لها ، فهو أنا فقط ، فأنا رجل لا أحب بأن يشاركني أحد بكلماتي وعواطفي واشعاري ووصفي لهذه السيدة ، رغداء وهي رغداء سيدة يشار لرقتها بالبنان . اما مسك الختام فهي أخت فاضلة ن وماجدة كريمة ، وأما" رؤوم حنون ، تعرف الإلفة والتواضع والشَمم . رأيت فيها وإن كان وصلنا نادرا" أو كاد أن يكون ، رحابة وحب الشام فهي صورة لتألق مجد هذا البلد ، وهو صنو للتواضع الممزوج بأنفة المحبة لشيء كبير كبير . وهذا السر ليس بخاف على أحد ، إنه التراث الدمشقي ، الشامي الذي نبتت منه هذه الأخت الغالية ، والسيدة الكريمة ابنة الشام التي تغنت بالشام ، وافتدت الشام بوجودها ، فكان حقا" على أهل الشام أن يردوا لها بعضا" من فضلها بذكر هذا البلد ، والتغني بأمجاده . إنها ابنة الميدان ، ابنة القنوات ، ابنة الصالحية ، ابنة القيمرية ، ابنة المزة ، انها ابنة حي الأكراد ، إنها ابنة المهاجرين ، إنها ابنة حي القصاع ورقيّه وحضارته . . انقم جميعا" نصفق للأخت الكريمة ، السيدة هناء سعد الدين . أحمد عاصم آقبيق 09/06/2012

الخميس، 3 مايو 2012

واحتار

وأحتارُ ، كيف لي ،ومن أين سأختار الكلمات ، حين أعلم بأن الشوق يجبرني أن أعتلي دفّة سفينتي ، كي أيمّم وجهي نحو أعالي البحار ، فلربما أستطيع أن أبلغ حدود جزرك التي قالوا أنها محروسة بكثير من بنات الجان اللائي علِمنَ من قديم الزمن بأني سأحاول أن التحق بركب الأعوان في ساحات مليئة بمن يريدون أن يقدموا همسات ، وكلمات ، تعبر عن الشوق واللهفة والشجون . وأحتار كيف أكتب الكلمات ، وأنا أعلم بأن الكلمات التي سأكتب سوف تتجاوز مسرعة جميع الحدود ، لكي تصل كاملة بدون رقيب وهي تنضح بالبسمة والاشتياق والجوى وتحمَلُ جميعها إلى أنثى لم يُخلَق مثلها في الوجود . كلماتي تختلف عن باقي ما يريده العاشقون ، لأني قبل أن أكتبها وَشّحتُ أطرافها باسم من ستصل إليها ، وأشبعتها ، بعد أن تركتها لدهور وعصور مغموسة بطيبي وافتتاني وعبيري ، وفوق كل ذلك كلماتي هي أنا . وأنا ليس له مثيل ، ليس له مثيل . فقد كنت في قديم الأزل ، بعضا" منك ، ثم أصبحت من قديم الأزمان بعض من حياةٍ أنت منبعها ، وأنت بدايتها ، وأنت المعاد ُ إليها . وكلماتي إليك ، لا أستطيع إلا أن أكتبها لأنها جزءا" من جنوني بك وبها بعض من حناني إليك ، وشيئا" من عالم لهفة كتب على جميع اللوحات التي تدل عليه ، أنتِ ، وأنتِ ، ولا أحد سواك . أنا لست أدري ، أأقول سيدتي، و السيد من مَلَك ، أما أنت فقد امتلكت ، وكنت بعد ذلك مملوكة لعواطفي ورغباتي وجنوحي وجنوني ، وأمنياتي وشوقي وصبابتي ولهفتي .وفوق ذلك كلّه ، رغبتي أن أكون من بعض الجنود الذين أحبوا مهنة الهيام في عالم من العيون أنت شمسه وقمره وليله ونهاره . , وإن قلت حبيبتي ، فأنا أخاف أن لا أترك للعاشقين بعدي حروف ود فتنقطع بذلك كلمات الحنين والأنين والأشواق والشجون . سيدتي وملكت القلب ، وتملكت فيَّ ناصية العشق ، وما كان افتتاني بك إلا رسول يناديني كل يوم أن ، أبحِر ، وَابدَءِ التجديف ، فبحار الشوق لم تزل في كمون وتكاسل بعيدة عن الانتباه ، مما يجعل الليل باسم حالم يكشف عما يحتويه من عشق العاشقين ، لتنكشف النجوم تبث عبر أضوائها الخافتات البعيدات اللائي يتلئلئن دلالا"وتيها" ومجونا" وجنونا"، ليكشفن عن عالم لا يُرى فيه إلا همسٌ يحمل نداء من بعيد من بعيد ، ومع الهمس تأتي من أعماق البعيد البعيد وشوشات ترشد إلى جزر سَمِعت فيها مَالكتي ندائي وترانيمي ومناجاتي ، وجملة لا زالت تقول ، سيأتي حبيبك كم بعيد . سيأتي حبيبك من بعيد . أحمد عاصم آقبيق 02/05/2012 مقدمة إلى سيدة وصديقة غالية ( ل . ع )، كان يوم ميلادها الأول من شهر أيار . كل عام وأخصها بخير .

أنتِ ، ولا أحدٌ سواك .

أنتِ ، ولا أحدٌ سواك . وكانت مستلقيةً مستسلمة على فراشها الذي كانت تفوح منه بعض من عطور خلَقَها جسدها لتزداد بدائعه في نفسي وعيوني . على فراشها الأبيض في مستشفى خاص . أنا لم أكن لأعلم بأن من ملكَت القلبَ وعَبَثَت بالفكر ، كانت منهلا" لمرض خبيث يأخذ في كل دقيقة تمرُّ من جسدها وروحها ذكرى . قلتُ لها : لو أن المرض كان أمنية ، لأكثرتُ الصلوات والأماني كي أكون بدلا" منك في هذا المكان ، فقط لأشعر بأنفاسك وأنت تقتربين من وجهي كي تتفرسي فيما فعله الوله من معجزات لتقول لي أنت البقية الباقية من عمري . قلت لها : وأخذت بها كي تلامس شفتاي ،أستشعر منها جميع معاني أن يفنى كلٌ من كلينا في عالم واحد ، كي ننعم بحلاوة ودفء عالمٌ لم يكن لنا يد في صنعه فقبلناه وآثرنا أن يكون تلاشينا برغبتنا فيه . واقتربي مني اكثر واكثر ، فأنا لم أنهل بعدُ من حلاوة الحب ، واهمسي في مَسمَعي ، قولي بأنك لم تزالي تؤثرين البقاء في شراييني . وأحبيني أحبيني لأن كل من أحببتُ قبلك ، ما أَحبّوني . ولم تجبني ، لم أكن لأوقن من إجابتها إلا بشعوري بقطرات من دموع تلامس راحة كفي لأتحسَّسَها بأصابعي وهي تبكي افتراق من أحببت عني . وكانت مستلقية" مستسلِمَة على سريها ، كانت أروع ما تكون ، كالعروس قبل أن ترحل ، وحتى بعد الرحيل . قلت لها : هل تسمحين أن أستلقي بجانبك ، وأن أخذ برأسك لضمه إلى صدري كي استشعر منه معنى الحياة . قال : أولا تخاف الموت ، إنه هنا يغار من أحاسيسنا ، ومن كلماتنا ومن أنفاسنا التي تترى ، قلت : معكِ ، لا . وأمسَكت بيدي . كنت أشعر ببرودة بطيئة تسري في أصابعي ، وأدنتها من شفتيها ، ثم ارتسمت على وجهها ابتسامة رضى ، ثم أشاحَت بنظرها إلى بعيد ، بعيد . وأغمضت عيناها حبيبتي . ماتت . أحمد عاصم آقبيق 03/05/2012 جدة

الأحد، 15 أبريل 2012

أنا لن ابوح باسمك

ولن أبوح
ولن أبوح باسمك يا من تعلّقتِ بنياط القلب وتسللتِ إلى الروح فكنت صدى لأغنية جميع حروفها نسجت بصمت ، قصة اسم سيدة أحبها قلبي .
أنا لا أريد أن أبوح باسمكِ الذي كتبته لي على قصاصة من نور ، فقلتُ عنه مرة لضوء القمر ، ومرة للزهيرات وهن يرقصن على نسمات فصل الربيع ، ومرة على ريح الخريف يقلن : لقد أحب رجل سيدة اسمها أنتِ ، ولم يَخُنَّ أملي في أن لا يقلن من أنت . ومرة واحدة لأوراق الشجيرات وهن ينشدن لحن الربيع ، ولحن الخلود ، ولحن قصيدة حب بنيناها بكلمات فكانت أروع ما حكت الكلمات عن دقائق شغف وشوق ولوعة وحب .
أنا لآ أريد أن أكتب اسمك على المواقع ، على المشاهد وقرب تجمع الناس
فإني أخاف أن يعشقك رجل حالم يفوق الحلم عنده ما أحمله من أحلام فيطير بك إلى دنيا أجمل من دنيتي ، وإلى حقول أكثر اخضرارا من حقولي ، وإلى ورود تصاحبها طيوب جميع كلمات الحب التي يمكن أن لا تخطر لي على بال .
أنا أريد أن أخبؤك من ضوء الشموس
بين حنايا الشوق
ومن بحثهم عن أنثى تمتلكين أنت صفاتها .
أنا لا أريد أن أبوح باسمك حتى في قصائدي
ومناجاتي مع بناتِ الجن ، وهن يعلمن بعض الحكايات كي لا يفاجئنني بأنهن قد علمن عنك كل شيء ، فينسجنَ حكايات تفضح ما بيننا من شغف بالعيون ، وتمتمات بالشفاه ، وأهٍ وشوقٍ وألف أه ، وما يتبعها من ظنون .
فأنت لي قصيد أوله أحببتك ، وأوسطه أن ابقي في خاطري ، وآخره دمعة حَرّى تذرفها العيون
أنا يا أميرتي لن أبوح باسمك ، وكل الذي اطمح إليه بعضٌ من الغفران فالإنسان هو الإنسان . وأنا إنسان ، وقد جبل بعض منّي على الخطأ والنسيان
فلا تلومي ، ولا غضبي ، ولا تعاتبي ، فأنا أعلم بأن الحب قد سرق منك بعضٌ منك .
ولا تحاربي واجنحي إلى طوفان الحب الذي أغرق عالمي وانقذيني كي لا اغرق ، وكي ييقى الحب الذي أحياه كلانا بعد أن كان في سباتٍ عميق . منه
وانقذيني

أنا احبك ، وقلتها وأريد أن أكون قريبا.
فلا تخذليني .
حتى ولو.
فأنا لن أبوح باسمك
لأني أعيش من أجل ثانية لقاء


أحمد عاصم آقبيق
15/04/2012م

الخميس، 12 أبريل 2012

وترجل الفارس

وَتَرَجَّلَ الفارِس .
ورحل البطل عن ثلاثة وتسعين سنة وقليل . بصمت ، فلقد سئِمَ ظلم ذوي القربى من إخوته الثوار الذين ضحدوا نظرية فرنسا العظمى في يوم من الأيام ، وتوّجوا ليل الجزائر أمة المليون شهيد ، بقناديل تتدلى من السماء ملوّنة ، كل منها يؤرخ لفصل من الجهاد ، ومن النضال .
وترجل الفرس الذي بكى بحرقة وصدق لمرتين ولنفس السبب ، الأولى يوم النصر حين خطب بالفرنسية ، والثانية حين استقبل القائد الخالد حليفه في الثورة الجزائرية وعضده ومسانده حين قدِم غلى الجزائر زائرا مهنئا" بانتصار الأمة ورفعها علمها العربي الوطني . عندما انتصر وفاؤه للعربية وهو الذي لا يتقنها ، فأبكاه وبحرقة الم الجهل بها .
وترجل البطل الذي لم تحني السنين هامته ، ولم تطفىء رياح المؤامرة نور ناره ، فبقي في السجن لمدد تفوق المدد التي سجنته فيها فرانسة اثناء احتلالها للجزائر .
ورحل شيخ المجاهدين ، هكذا طلبته المنون ن اراد ان يحلم بزعماء عرب يفدون قضايا اممهم بالروح . فلم يجد غير هامات تنظر إلى الأرض بخنوع وذلَّة ، وكيف لا وأموالهم وجنودهم علّقوا قطعة معدن كالتي يضعها الجندي بسلسلة في رقبته كي يعرف إن استشهد . مكتوب فيها : ( مبرمج ومصمم في الولايات المتحدة الأمريكية ). وهكذا هم أغلب الزعماء العرب الحاليون .
اللهم ارحم كل من نطق باللغة العربية ممن كتب لهم أن يقارعوا الاستعمار والتبعية ، وعن يقين مطلق بها. حتى من اساء منهم ، فهم إن اخطئوا لن إنسان ليس معصوما" عن الخطأ . لمنهم عاشوا وماتوا وهاماتهم مرفوعة ، يعلمون أنهم بحق . عرب .

أحمد عاصم آقبيق
13/04/2012

الخميس، 5 أبريل 2012

مائة وثمانية وثلاثون الف" وخمسمائة دولار أمريكي . لاغير

( مائة وثمانية وثلاثون ألف وخمسمائة دولار أمريكي )

وَدَمٌ عربي أبيٌّ يُسفك في معارك جانبية خاسرة ، أطرافها كثيرون منهم بُسطاء ليس لهم في العير أو النفير ، يعيشون حياة عادية فيها تعبٌ وَنصَبٌ ، وفيها أملٌ ورجاء ، وفيها ألمٌ ودموع . ومنهم من ارتضوا أن يكونوا عبيدا" أذلاّء ولائهم لمن يدفع أكثر ، مهما كانت جنسيته أو أغراضه ومَراميه . حازوا رضا أسيادهم من الحكام الذين تنطق أسماؤهم وتكتب ، بلغة عربية فصيحة . أما الكينونة والانتماء ، فمكتوب عنها في قصاصة صغيرة مزروعة في مركز الفؤاد بصدورهم ، صنع في أمريكا . ومنهم عملاء بكل ما تعنيه الكلمة ، حفظوا من الكتاب فقط كلمتي ( سمعنا واطعنا ) فكان مثلهم مثل الشيطان حين حَفِظ كلمتي ( لا تقربوا الصلاة )، يحاربون الترهيب من على شاشات التلفاز المناصرة لشياطين الإعلام ، وهم ممن صنعوا الإرهاب ، ينادون بالحرية وينددون بمن يقمعها ، وهم الذين لم يعطوا الحرية لكثير من أبناء شرائح مجتمعاتهم ، فدامت لهم كراسي الحكم وأدوات السلطة والتحكّم .
ودم عربي يسفك ، وسيد سعودي كريم دفع اول ليل أمس فقط ( مائة وثمانية وثلاثين ألف دولار أمريكي ) قيمة زجاجة خمر فرنسي معتّق قيل أنه صنع في عام ألف وتسعمائة وتسعون للميلاد وأين في دولة مسلمة كتابها القرآن وولاؤها لسنّة الحبيب صلى الله عليه وسلم . وفي دبي تحديدا" . وهذا الخبر ذكره موقعا ياهو وميكروسوفت تحديدا ، ليلة أمس .
مائة وثمانية وثلاثون ألف دولار . وماذا لو أنفق على اليتامى و والأرامل من النساء ممن شتتت أسرهم آلة الحرب اليهودية التي موّلتها وأرسلتها قوى التحالف الشيطانية في بلاد الشيطان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيون . أو أنفقت على الجائعين المشردين في بلاد الأفغان ، أو أنفقت على العراة الجائعين في السودان أو الصومال .أو على الفقراء الذين تعجُّ بهم بلاد كثيرة .
إننا لا نطالب بملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، ولا لملكية الدولة للثروات كبيرها وصغيرها ، فلقد جّرَّ هذا المعتَقَد الويل والثبور على الكثيرين . لكننا نطالب بالحُسبَة ، أو بما يسمى الحجرُ على كثير من السفهاء من الأثرياء العرب، إذ أن ليس للسفيه أن يتصرف بماله ، ولا بد له من وليّ شرعي مؤتمن يراعي مصلحته ومصلحة الناس .
ودم عربي يسفك ، لا فرق بين انتمائه أو معتقداته ، والمهم دم عربي ، والنتيجة فرح وسرور عند أبناء يهوذا في فلسطيننا العربية وسعادة دفعت حاخام كبير لهم ليقول : إن ما نعيشه اليوم من ربيع إسرائيلي لم يكن ليكون إلا نتيجة لانتشار الربيع العربي ، الذي كان من ثمراته الأمن والأمان للشعب الإسرائيلي ولم و يكن ذلك إلا في الأحلام ، وقد تحقق الآن .
ودم عربي يسفك في سبيل مقولات الحرية والتحرر التي كان من أبرز علاماتها تهتك الصف العربي وانعداما ، بفضل دور الولايات المتحدة الأمريكية ، لا نقول حليف الشيطان ، بل نصرّ على أنها الشيطان بعينه فيها ، وبتوجهاتها الآنية والمستقبلية .
مرحى الربيع العربي ، في تونس . ومرحى للربيع العربي في ليبيا ومرحى للربيع العربي في مصر . ومرحى للولايات المتحدة الأمريكية ، ففيها الإعداد ، ووفيها الممثلين ،وفيها الإخراج .
نرجو أن لا ينبت للربيع زهر ولا اخضرار في بلادنا ، الجمهورية العربية السورية . مهما حاولت أمريكا ، ومهما دفع العُربان .

أحمد عاصم آقبيق
05/04/2012م

الثلاثاء، 27 مارس 2012

الجمهورية العربية السورية

الجمهورية العربية السورية

يقول المثل عندنا في بلاد الشام ما معناه : ضع أمامك المجنون واشتم أهله . يتبيّن لك إن كان مجنونا" أم عاقلا" . وإني هنا لا أدافع عن أحد ، وإن كنت راسخ الاعتقاد بأنها مصالح متضاربة ، وصراع بين دول ترى كل واحدة منها رأيا" في الحوادث التي لا زالت تجري في الجمهورية العربية السورية ، وليس للعجب هنا مكان ، فجميعنا يعلم مداخلات الدول الغربية ، وخاصة في المنطقة وتطابق مصالحها وإن كانت تصب جميعها في عكس مصالح شعوب المنطقة وتطلعاتها .
أما العجب العجاب الذي بات من كثرة ترديده من إذاعات ومحطات فضائية مكتوب عليها بلغة عربية فهو الإشارة إلى الأحداث التي تقع في سورية على أنها بين فريقين أطلقوا على الأول اسم الثورة السورية ، وأطلقوا على الثاني اسم النظام ، أو جيش النظام ، أو عسكر النظام .
عمَّ يتكلمون ، إنهم يتكلمون عن دولة اسمها معترف به من قبل أن تكون لهم دول ، كان فيها رائحة فكر ومروءة عربية . قبل أن يغويها العزف على أنغام الشيطان الأكبر ، الولايات المتحدة الأمريكية . وفرنسا وكل من له مصلحة في هزيمة العرب . وعمَّن يتكلمون . أوَلم يعلموا بأن سورية في قيادتها الحالية ، هي الدولة الوحيدة التي عارضت المخططات التي لازالت تهدف إلى تقويض كيان كل شيء يحيي مقومات الكيان العربي ، من لغة وتاريخ ، وآمالٍ وألام .
أقول وأكرر ، نحن في سورية نسيج واحد يمزج بين الرئيس والمرؤوس . نحن في سورية دولة لها مقوّمات ، وإن تكاثرت عليها رياح تحمل نذير شؤم ، لا بشير خير . ولا خير في رياح مثلها تسوق غيوما" داكنة يحسبونها غيث ، وما فيها إلا خراب وتدمير ، لأن الخير يأتي من عند الله ، أما الريح العاصف التي تحمل الشر والخراب فهي رياح عليها ختم صغير يضعونه عادة على كل منتج ، ومنتجنا الثوري هذا الذي يتطلّع إلى الحرية والديموقراطية بمساعدة دول الاستعمار الجديد ، وبتمويل عربي فاضح ، مكتوب عليه اسم ثلاثي أضواء الموسم ( صنع تحت إشراف أمريكا وإسرائيل وبعض دول تعتقد بأنها عربية ) .

انتبهوا جميعا" ، إنكم تخاطبون شعبا" نيّرا" قد اختار الوقوف مع بلده ، مع قيادته ، مع تطلعاته إلى قيام تغيير قائم على المحاورة بين مختلف قطاعات الشعب وتوجهاته . وانتبهوا أيها السادة إلى أن توجيه الخطاب بجميع أطيافه إلى الناس ، له أصول . ولا تنسوا بأنكم تتكلمون عن دولة ، الدولة هي الجمهورية العربية السورية ، والرئيس هو فخامة الرئيس بشار الأسد . والشعب هو الشعب العربي السوري الكريم .

احمد عاصم آقبيق
27/03/2012م

الجمعة، 23 مارس 2012

أفضل صديق

أفضل صديق عندي
لا يخون
لا يعترض
لا يتدخل فيما لا يعنيه
لا يتدخل في السياسة ، وعنده رأي غالبا" ما يكون حصيفا" ، ولكن يحتفظ به لنفسه . ولا يبوح به
يود أن يبوح بما في صدره من ظلم الإنسان ، لكنه يقول :
( خليها جُوّا تجرح ، ولا تطلع برّا بتدبَح )
الكل عنده سواء ، ولا يعرف التّحَيُّز . فيقول هذا ابن بلد وهذا أجنبي .
لا يمتلك جواز سفر لأنه لا يؤمن بالانتماء الجغرافي ، عربي ويحمل الولاء لجميع البلاد العربية . ( أقول للبلاد العربية ) .
حمار صبور بامتياز ، كصبري على طائفة المديرين .و لنا عنهم حديث .
لا يعرف الاستغابة ، ولا النميمة ، ويرضى بما قسَمَهُ الله .

حماري من حمار اصيل فهو من جنس الحصان وفصيلته وهو مستأنس ويحمل جنسية دوليه جامعة ، مثله كمثل مثل جميع المندوبين الأمميين الذين يجوبون أنحاء المعمورة ، منهم الفنان ومنهم المناضل ومنهم المرتدي أزياء الحشمة و الوقار ، ومنهم الراقصات والفنانات ( خاصة المطالبات بعدم تقنين حرية الإبداع من هَزَ وِسط كما يقول احبائنا المصريين ، إلى ارتداء آخر صيحات اللانجري النسائي ، أمام الكاميرا ، ولاحظوا العفّة والخجل ) . ليدرسوا القضايا ، وخاصة قضية فلسطين ، وقضية السلاح النووي الذي تحاول كوريا الشمالية وبعض الدول الأخرى تطويره ( وما في حدا أحسن من حدا ) مع أنهم يعلمون بأن الدولة التي تحوز الرضى من مَجمَع النصب والسرقة العالمي ، يمكن لها أن تطوّر ما تريد تطويره ما دامت تحافظ على أسرار السمع والطاعة . وتمهَر عليها بجميع أنواع الخطوط .
وحماري في شكله العام أصغر من الحصان ، واقرب إلى البغل ( نتاج تزاوج الحصان والحمير ) . له راس كبير يتسع لجميع قضايا السلام والحرب منذ عهد قابيل وهابيل ، إلى عهد طَيِّب الّذ كر بِن يَمين نَتِن ياهو .وله أذنان طويلتان تدخل فيهما الكلمات فتأخذ طريقا" طويلا" حتى تصل غلى مراكز الفهم والرأي . وغالبا" ما يكون رأيه مُتَّزِن .
وحماري عاقلٌ موثوق استخدمه الَمصريون قبل أربعة آلاف عام . ويوجد منه في مصر نوعان ، أحدهما البلدي ، وهو صغير الجسم ، سريع السير . أما النوع الثاني فهو القبرصي ، يتحمل الشدائد ، ولا ينبس ببنت شفَة . لذلك أوصي بأن يكون من مِلاك الدولة . أما أجود أنواع الحمير فتُجلَب من السودان . وهي كبيرة الحجم ، مفتولة العضلات ن سريعة الحركة ، وسهلة الركوب .
حماري لا يعرف مقولة لا .
اعتزّ بصحبته ، ويكرمني إن أعطاني من بعض سجاياه . وكثير من حكمته .

وكتبه أخوكم
أحمد عاصم آقبيق
الجمعة 23/03/2012

الخميس، 22 مارس 2012

وقال : قلها يا عماه

وقال قلها يا عماه

وقال قلها يا عماه أضمن لك بها الجنة ,فهز العجوز برأسه منكرا"ا ، ثم قال بصوت خفيض : أخاف أن تعيرني قريش .. ومات ، ولم تنفعه قرابته من رسول الله ، وهو في ضحضاح من النار .
نحن نقولها كل يوم خمس مرات ، منذ ان وعينا وتاهّلنا لدراك معالي الأمر والنهي ، ومع ذلك لا زلنا في جهل تام كيف نسير في عوالم معانيها .نحن نعلم بأنها أساس الاسلام ، ومن قالها عَصَمَ دمه ، وكذلك نعلم بأن أركانت الاسلام خمس ، لكننا وللأسف لا زلنا نجهل بل نفتقر إلى الساس في المر وراسه .إقرار التصديق بالعمل . دمج معاني الإيمان بأحداث الحياة اليومية المتجددة ، ومتى بلغنا هذه النقطة وصنا إلى أول طريق اكتمال الإ]يمان .
قالت الأعراب آمنا ، قل لن تأمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان في قلوبكم .، ولم يرسخ بعدُ ، ومتى تم الأمر اكتمل الإيمان .
إن المولى حين اختار دين الاسلام ورضي به دينا" قرن تحقيق ما شرّع بالعمل الصالح والأداء الصادق من يقين العبد المؤمن ..لتكتمل الغاية من التشريع وهي كمال العبودية لله ، وصلاح الأمة ، ورضا الله على عبادة بالجنة عرّفها لهم .
إننا لم نصل بعدُ إلى الايمان المتلازم مع معنى لا إله إلا الله ، لأننا لم ندرك بأن رأس الأمر هو العمل . وأن الكلانم عدا ذلك مهما كان بليغا" لن يجدي فتيلا"، وأننا مهما ذكرنا الله في المناسبات الدينية فلن يكون لذكرنا نتيجة ، ذلك بأننا رضينا بالسهل ، وتجنبنا ركوب الصعاب . ولم ندرك بأن لا إله إلا اللهعمل دؤوب قامه عدم انتهاك حرماته تعاى والخضوع لأوامنره تصديقا" وعملا" .
إن لا إله إلا الله استنهاض لهمم المؤمنون كي يعايشوا ما أمر الله به ، ويبتعدوا عما نهى عنه .
إن لا ‘له ‘لا الله دين وعلم وحياة ، نقتبس منها رضا الله وعون الله وتوفيق الله .
إن لا إله غلا الله ، إنكار للشرك ، وإفراد للعبودية ، وتنزيه للخالق على أن يكون معه ندٌّ أو شريك . وقد فعلنا عكس ذلك فبرعنا في إظهار الصور ، فلا تدخل مكانا رسميا" أو عام حتى تطالعك الصور ، بعضهم باسم وبعضهم مقطب الجبين ، وبعضهم يقول مهما فعلتم ، غليس لكم غيري .
إن لا إله إلا الله ، إكرم ضيف ، وحسن وِفادة .

إن لا إله إلا الله إغاثة ملهوف ، واستجابة لنداء غرق .
إن لا غله إلا الله معاملة تكريم للأهل والولد .
إن لا إله ألا الله ، صدقٌ مطلق .
إن لا إله إلا الله نصرة المظلوم ، وأخذ على يد الظالم .عن لا إله إلا الله حجاب يمنعنا من دخول النار .
وأخيرا ، حَسَنا" أننا نعلم بأننا مسلمون . وحسنا نعمل لكي نكون مؤمنين .
إن في الايمان رحمة
زإن في الايمان حسن خلق
زإن في الايمان حسن جوار
وإن في الايمان مراعاة أهل الدمة وكفالة أمنهم ، وأن لا يروّعوا في أنفسهم وأموالهم وأهليهم .
وإن من الآيمان التحلي بالخلق الصالح ، ولقد كان لك في رسول الله أسوة حسنة .
فانكن دعاة . ولنكن قضاة ولكن قضاة يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويؤمنون بالله .

أحمد عاصم آقبيق
21/03/2012م

الأحد، 18 مارس 2012

الأقلام مطية الفطن

الأقلام مطيّة الفطِن

هكذا قيل ، وما أكثرها من أقلام بدأت تطغى على سطح الواقع المُعايَش في هذا العصر الذي أضحت فيه الكتابة المتنفس الوحيد لمن لا يستطيع ان يقول ، أو يفعل . ومع أن فيها الغث والسمين ، والممتع والمنفّر ، والآسِر والشجيَ ، إلا أنها جميعها مرآة لما ترسمه يد كاتبها من أحداث متنوعة ، والبعض يحكي ولو كان الكلام قيلا" عن قيل ، والبعض ياتي ببرهان ساطعِ مُفحِم . وهي في مجموعها لوحة تُصوّر بأمانة حالة الكاتب الثقافية والاجتماعية والأخلاقية ولا ريب .
إننا إذا نظرنا اليوم إلى عدد كبير لا يحصى من المنتديات والمواقع الاجتماعية ، ومواقع التحادث نجد بأن لغة القلم هي اللغة السائدة ،وهي تعكس أحد أمرين ،إما التوجيه والإيحاء بفكرة محددة ، مرسومة الهدف قبل ظهورها ، وفي هذا خطر شديد يهدد سلامة التحكم بالرؤية التي تقود إلى القرار بالمتابعة لمن عنده فسحة من التفكير والتروّي ، أو بالسمع والطاعة والانبهار بطريقة العرض، والإيحاء ، لمن يفتقر إلى الحذر من عواقب التسرّع ، وهذا متوفر في شريحة كبيرة من الناشئة . مما يقود أحيانا إلى التورّط بنتائج غير محمودة النتائج .وهنا تظهر أهمية التبصير أولا" ، ثم النصح ثانيا" و بطريقة مستوحاة من اللين والموعظة الحسنة .
أعود للأقلام وما تحتويه من سَمَة الكاتب وبصمته إن كان متمرّسا" بالكتابة وله بعض مواضيع مقروءة فإما أن يكون عطاؤه ملتهبا" بأوار التحدي دون وجَل ، وإما أن يكون لينا" في إيصال المأمول له أن يصل .
إن الكلمات نتاج يجب أن يتوخى فيه الكاتب أولا تقوى الله والخوف منه ، لأن الكلمة تترك أثرا" بليغا" عند قارئها ، وما يلفظ المرء أو يكتب إلا لديه رقيب عتيد ، وشهود ينطقهم الله يوم القيامة .
فلنكن دعاة خير ، ولنتخذ من البِلاغة والحصافة مركبا" يقودنا ومن يقرئنا إلى بر السلامة والأمان .

أحمد عاصم آقبيق
18/03/2012

الاثنين، 12 مارس 2012

شكرا" لكم جميعا" إنكم أهلي

شكراً لكم جميعاً ، فأنتم أهلي

قالوا له : صِف لنا نفسك . أنا إنما أنا رجل يَقَعُ إذا طِرتُم . ويَطيرُ إذا وَقعتُم . ولو وافق طيراني طيرانكم ، سقطنا جميعا. ولا أعقِّب على ذلك فهو قول ربما يكون بالنسبة إليه أمرٌ مُصيبٌ ، كونه مؤسس لدولة دعائمها ملك عضود ، يرى مالا نرى ، ويسمع مالا نسمع ، والقول لأمير المؤمنين معاوية ابن أبي سفيان ، صحابي رسول الله ، وكاتب الوحي ، ومؤسس الدولة الأموية .
أما عني فأنا من العامة ، يريبني ما يُريبُ الناس ، ويُشقيني شقاؤهم ، وأفرح لفرحهم ، فأنا منهم أجوعُ إذا جاعوا ، واُطعَم إذا طَعِموا . نقعُ جميعاُ وننهض جميعا ، ونحلمُ جميعا" ونبكي عندما يكون هنالك لزوم للبكاء .
كشفُ حسابٍ ، راجعته ليل أمس الأحد ، بعد أن أردتُ تقديم نفسي لمن لا يعرف عني ، وكشف حسابٍ في يوم عيد ميلادي ،وجدت فيه بأنهم صدقوا حين قالوا في الأمثال : بأن الأرض الواطِئةَ ، تشربُ مائها ، وماء ما جاورها من الأراضي . وأفلحَ من قال : إذا ضربك أحدُ على خدِّك الأيمن ، فأدِر له خدَّك الأيسَر، ليس من ذلٍّ ولا مهانة ً، وليس استكانة أو وضاعة . لأنك إن فعلت فأنت المالك ، وإن كان من ضربك ملك ، وفرق كبير من يمتلك بحدود ، ومن يكون مالكاً لكل الحدود.
كشف حساب راجعته ليلة أمس ، قرأت ما كتبت عن نفسي ، حسبت أنها رسالة نعي وإعلان موت . ولربما تكون حقيقة رسالة نعي لنفس عاشت فترة سابقة ، ورسالة نعي لطريق ، ورسالة نعي لفكرة ، ولمَ لا تكون رسالة ميلاد لشخص جديد ( لما بقي لي من عمر ) هكذا قالت حرفيّاُ إحدى الأخوات الكريمات في ردها على موضوع عيد ميلادي ، في المنتدى .
إنني لم أتخصص في علوم النفس أو الاجتماع ، لكني من خلال مواريث كثيرة ، ثقافية واجتماعية وعلمية ومن خلال المشاهدة والرؤية والاعتبار وأخيرا" التجربة التي تصقل المرء ، وجدت بأن من يكون مع الناس ، هو ابن الناس، سعادة ً وشقاءً وفرحاً ، وأن من يميّز نفسه ليكون فوقهم ، فليس منهم . وهو لاشك من المُبعَدِين . فلنكن أمة واحدة نؤمن بالله وتدعوا إلى الخير المطلق ، لا يهم لمن سيذهب هذا الخير مادام في النهاية سيهبط على أرض هذا المجتمع ليؤتي أكلَهُ ، ويعم خيره على أجمع الناس ولنكن أمة واحدة متراصّة تدعوا إلى مكارم الأخلاق ، إن ما ينفع الناس يمكث في الأرض ، وأما الزبد فيذهبُ جفاء .

شكراً لمن شاركي بعد أن قرأ موضوعي بعنوان يوم ميلادي ، فتفاعل مع ألمي وفرحي وأملي ، فكتب يرجو الصحة والعافية والسعادة لي . وخص بالشكر من تواصل معي على هاتفي ، فكان كلامه نوعا" من الصدق العميق ، وشكرا" له من قلب رفيق . وشكرا للأخت الكريمة التي وإن كان حديثها مقتضبا" الآ أنها تجشّمَت عناء الاتصال ، شكرا" لهما من قلب أخ محب لكل من جعلني أشعر بأنني لا أزال أحيا ، ولا زلت قادرا"على العطاء ، لقد والله ببساطتها أدمعت العين ، وطيَّبتِ الخاطر ، وقسماً بالله لو أنني ملكت الأرض جميعها ، ما كنت سعيدا أكثر من سعادتي بسماع لهفة من حادثني من إخواني وأخواتي ، في هذا المنتدى العزيز .
وأخيرا" ، لن أذكر أياً من الأسماء الكريمة . لكني أقول لكم . أنتم أهلي . أنتم جميعا أهلي . وشكراً لكم ، أحبتي .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 12/03/2012
.

الأحد، 11 مارس 2012

جاردينيا ورحلة اول يوم في العيد

رحلة أول يوم العيد

في ساعة متأخرة من الليل ، رنّ منبه هاتفي الجوال ، فتوجّست شرا" ، وتبعه جرس الهاتف في منزلي ، فانقلب صمت الليل والناس نيام ، إلى جَلَبةٍ وصراخ وخصام .
هذا مصباح ابني الكبير، وهذه أخته ربيعة التوأمين ،وهذه سارة على عجل دلفت إلى غرفتي مع أمها ، وهذه صغيرتي فتون تسأل ما بكم وبصوت حنون . ووقفت زوجتي صائحة مؤنبة كعادة جميع النساء يلزمهن أن ينبّهن على حصافتهن وبعد نظرهن في الأزمات والويلات ، وعاجلتني ألم تتعظ من طول لسان زوج الحاجة رتية ، مختار . ذاق من الويلات ما ذاق بسبب طول لسانه الذي يشبه المنشار ، ألك جلّدٌ على سهر الليالي وإرهاق السئلة والاستفسار إلى أخر مقام التنبيه ولتعذير .ورت سماعة الهاتف وهي سبب البلاء والانذار . قلت من : وجائني صو أخي كبير مرفي المنتدى طال الله عمره ن وأحسن إليه وأبرَّه قائلا" : هاتفتني السيدة الخكيمة ، مديرة المنتدى ، وصاحبة الرأي فيه الحصيف ، قال لي : اتصل بأبو مريم ، وأوصه واكد عليه وجوب حضوره بعد صلاة العيد لإلى موقف سفريات الأحلام ، فالجميع منتظرون . فهدا سرّي ، وافتر ثغري عن ابتسامة رضا ، وأردفت قئلا" لزوجتي لإخا السيدة جاردينيا تدعوني إلى رحلة أل المنتدى في أول أيام العيد. نبتعد فيها قليلا" عن متاعب الربيع الذي يعم الأرض العربية ولكل بلد عيده ، ونبهتني إلى أن اصطحاب الزوجة والولاد ممنوع . وأن المكان المنشود موقف مكتب سفريات الأخلام ن بعد صلاة العيد بالتمام . وابشري يا أم مصباح سترتاحين طيلة يوم غد مني ومن متطلباتي .
ووصت أول الواصلين في حقيبتي زوادة مقننة ن اوصتني زوجتي بان لا أدعي بسط اليدين واطعم منها السادة الأعضاء ، وخاصة منهن النساء . ومن يكون هاذا سألته فأجاب :أنا باشا محمد بحش سائق الحافلة التي ستاخذكم في رحلة العيد .
ههي السيدة الفاضلة مؤسسة المنتدى ومديرته السيدة جردينيا وقد تخلّت قليلا عن بعض وقارها وارشاداتها وتنبيهاتها ، وهبي تتأبط ذراع زوجها سي السيد بعد أن نزلا من السيارة خاصتهما . قالت له من غير مقدمات حرص على العودة إلى المنزل من أقرب الطرق إليه ، وراقب حركات وسكنات الخادمة الأندونيسية ، ومرها بأن تحرص على إطعام فاطمة ، وأن تدخلها إلى الحمّام بانتظام ، وتغير لها ملابسها عند الضرورة الاختياج .ولا تنسى أن توقظ امجد في العاشرة إن عنده مشوار مع رفاقه ، وخذ عبد العزيز وعبد الرحمن وابو أيوب بعد أن تلبسهم الخادمة ثياب العيد معك إلى عند العمة الوالد . ولا تثقلوا في المآكل والمشارب . اما عن سعاد فستكون معي لتعينني على الحزم والعزم . ولم أسمع من المسكين لا كلمتين قبل أن يدلف عائدا: سمعت وأطعت .
وبعد دقيقتن تقريباط توقفت انامنا عربة فارهة ، وإذا بصدمة العمر تترجل ومها سلال مليئة بالأطايب من الفواكه والخضار والحلويات والمكسرات ، وقالت خذ عني يا بو مريم . ألا ترى بأن الحمل ثقيل ؟ويقترب مني ولدي وأخي الشامخ ليدفعني إلى الوراء قليلا ليتولى عني حمل ما احضرته ، ولسان حاله يقول اللهم اطعمنا من جميع هذا ولا تحرمنا منه يارب العالمين .
وبعد قيل أطلت علينا السيدة الغاليىة ميرا وفي يدها بعض زاد وفي عينيعا بعض دمع ولما سالناها قالت : لقد نزلت من سيارة الأجرة واغلقت الباب ، وإذا بالسائق يمشي مسرعا" ولم استطع أن انزل حاجتي ، ولإذا بام الجميع السيدة جاردينيا تقول : محل الضيق يتسع لألف صديق ، نزلت أهلا" وللت سهلا" حبيبتي ميرا ، لقمة هنية بتكفي مية . وصعدنا جميعا إلى الحافلة واغلق باشابخش الباب وقادها بتمهل إلى خارج موقف السيارات ، فانتبهت إلى أن المركز الثاني في المنتدى يتحسس شيئا" تحت الكرسي ، فتشهدت وسلمت امري إلى الله وقلت سبحان الله الحي الذي لايموت اخرتك يا بو مريم عمل ارهابي ، ثم رأيته يخرج من تحت الكري عودا" بدأ ياعب أوتاره ، ثم صدح يبصوته الأجش اغنية فيروز : طِلعِت يَا مَحلَى نُرها شمس الشموسة . وكأن بي سائقنا الهمام يردد من طربه بصوت اخي تكش تمام يا فندم ، أمن الله أمان .أكلنا ، وشربنا ، وتبادلنا الطرائف والحديث ، وفي أخر النهار دنا ، وقد امضينا يوما من أسعد أيام العمر . وتوتة توتة ، خلصت الحتّوته

السبت، 10 مارس 2012

رحلوا لكنهم معنا

رحلوا ، لكنهم معنا

ليس من عادتي النكوص على عقبي ، ونسيان ما أقوله ، أو أكتبه . وليس لي أن أخرج عن ثوابتي التي ترى بأن الحشمة عند النساء القاسم المشترك الأعظم في كل ما يفعلنه في رحلة حياتهن ، إلا من بعض اللمم . فالاحتشام هو رأس الأمر كله ، وفيه خلاص هذا المجتمع الذي كثرت فيه التحديات التي تستهدف العقل أولا" ومتى استهدف العقل ، تبعه الاعتقاد والإيمان ، حتى نصل في النهاية إلى حالة من العبث ، كالتي وصلنا إليها اليوم تقريبا" ، إلا من رحم ربي .
كثير من الناس يؤدون أعمالا" نحسبها مفيدة لخدمة المجتمع ، وبعض منهم يزيدون على هذه الأعمال بعض من المَلَكَة الإبداعية والتفنن ، ليكون ناتج عملهم منافسا" لأسماء عالمية مشهورة . بذلك يكون أمر نسيانهم ، وما قدموه من فوائد أمر عسير ، وإن هذا لا يشمل الأعمال الحرفية المادية التي نستعملها في حياتنا ، يدوية كانت أم آليّة فقط ، بل يَطالُ أعمالا خلاقة تبعث في النفس ، درجاتٍ من الحبور والطمأنينة ونوعا"من التواجد في عالم أقرب إلى الحالِم ِ منه إلى الواقع الذي نحياه ونتأذى فيه . ومن هذه الأعمال التي برع العاملون فيها بتجسيد الخير والشر ، والنفع والضر ، والحقيقة والحلم .أعمال تركت في وجدان الأمة أثرا" لا يُمحى .بحيث رفعت بل زادت بشكل واضح لمستوى التفكير والإحساس بالمسؤولية في المجتمع .
أذكر مثالا" لهؤلاء ، و كثير منهم رحلوا ، لكنهم باقون في الوجدان عند من يذكرهم. ومنهم حسين رياض ، يوسف وهبة ، فؤاد المهندس ، استيفان روستي ، يحي شاهين ، ماري منيب ، عبد الوارث عسر ، عبد السلام النابلسي ، سراج منير وفاتن حمامة والقصبجي وزكريا أحمد ، ورياض السنباطي ، من مصر الخالدة ، وشوشو من لبنان ، وعبد اللطيف فتحي من سورية . وهذه كلمة وفاء .
واليوم ونحن نعيش في عالم بيعت فيه الفضيلة بأبخس الأثمان ، تظهر على السطح فقاعات تنسب إلى الأعمال الفنية ، تقدمها ثلّة من النساء اللاتي فقدن الحياء ، وماتت عندهن الفضيلة ، لا شك أن مصيرهذه الأعمال إلى زوال لأنها تحاكي المتعة الجسدية أولا" وأخيرا" . وهي لا تنتمي أصلا" إلى ثوابت مجتمعنا ، لأنها تسترخص الموضوع ، وتؤمن بأن التحرر من الحياء هو الوسيلة الوحيدة لغاية أرخص منها تكمن في الوصول إلى الشهرة والمال وبئس الهدف إذا كان على حساب التعرّي والتلوّي والعفّة والكرامة والشرف .أمام جميع الناس دون وازع أخلاقي بحجة أنه فن .
أهمس في أذن فنانة لبنانية مشهورة متزوجة ومقيمة في مصر أقول لها : اتق الله ، إن كنت تعرفين الله . فلقد ملأ الماء الكأس ، واتق يوما" ترجعين فيه إليه .

أحمد عاصم آقبيق
10/03/2012م

الجمعة، 9 مارس 2012

إبداع أم دِعارة

إبداع أم دِعارة



لقد خلق الله البشر مختلفين في أشكالهم والوانهم وشخصياتهم ، وأودع فيهم المواهب ، وجعل هذه المواهب تختلف من شخص لآخر ، رغما" عن أنهم يعيشون على أرض واحدة ، أو لربما كانوا يقطنون منظقة واحدة ، وقد تعود الناس على أن يطلقوا على صاحب الموهبة كلمة مبدع ، مع أن الابداع يختلف عن الموهبة ، فالمبدع هو الذي يبتكر افكارا" جديدة غير مالوفة، أو يطور فكرة موجودة لم يسبقه للبحث بها احد . وإنه من الواجب علينا أن نطور أفكارنا حتى نستطيع تحفيز عقلنا لينتج أفكارا" جديدة ، بطريقة إبداعية .

لقد تطرقنا في المقالتين السابقتين في هذه النافذة من المنتدى ، منتدى بحر العسل عن الابداع ومفهومه ، وعن الحرية . ولقد وجدنا أنه ليس من باب المصادفة أن تنتشر في هذه الأيام ظاهرة جديدة في مضمونها ، خبيثة في مقاصدها ، روّج لها الكثيرون من مثقفون وممثلون وشخصيات اجتماعية معروفة لها وزنها وتأثيرها . وهي ظاهرة تردد صداها في كافة مايمكن أن يكون إعلانا" سريعا" ودعوة لها ، في مجلات دورية ومقابلات تلفزيونية وإذاعية وكذا وسائط الاتصال من شبكات تواصل ومنتديات . وأعني بهذه الدعوى ( المحافظة على حرية الابداع ) التي تكفل المناداة لها جميع من كانوا مبتعدين عن الشرع الحنيف سابقا" ، والذين هالهم وصول التيار الاسلامي لسدة الأمر في مصر . وأنا هنا لا اهلل لهذا الوصول ن لنني وإن كنت إسلامي النزعة ، إلا أن الاسلام عندي ليس إشهار ، إنما عقيدة وعمل وجوهر .

( لا لوقف حرية الابداع ) ، فما هي حرية الابداع ، وهل تكمن في الإباحة لما أمر الله به أن يُستَر ويحجب ، أم مناداة للتبرء مما دعى الله إليه ، والانطلاق إلى عالم سابق من الجاهلية والتصحُّر الفكري والوجداني .فحرية الابداع كما هي واجبة هي الحرية التي تندرج تحت رؤية الشرع ، وما كان لأحد من الناس أن ياتي برأي من عنده إذا كان الله ورسوله قدبينوا حكم الشرع فيه .

( لا لوقف حرية الابداع ) ، وهل تكمن حرية الابداع في نشر الفاحشة والرذيلة ، وإبداء ما أراد الله في كتابه الكريم له أن يكون مكنونا"، لا يحل لأحد أن يتمتع به غير الذي يحل له شرعا" ، وفي ذلك محافظة على الخصوصية الشخصية ، ودرءا" لتأثير المفاتن على العامة .

إني لا أريد أن أثير الموضوع من وجهة نظر شرعية ، بل سأتحدث عنه من وجهة نظر المجتمع المحافظ ونظرته إلى الأسس الأخلاقية كطابع يترك بصمته على الأفعال والأعمال التي يقوم بها الأفراد والجماعات فيه ، متى بَلَغوا الحُلُم . والتي تراقبها السلطة الممثلة للجماعة وتحدد ضوابطها وحدودها ، بل وتصدر الأوامر الرادعة التي تضرب بيد من القسوة لكل من يحاول الخروج عنها ، بما تمتلكه من قوانين ، سُنَّت من أجل ذلك .

إننا إذا أردنا أن ننطلق من مفهوم لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ، فالقول في نقاشنا قول يتحدث عن كبيرة ومع الاصرار . وإذا كان الحجاب قد أنزل من لدن عزيز حكيم بقوله : (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ). [الأحزاب: 59] ،فكيف لهؤلاء الذين يُعتبرون نجوما" في المجتمع أن يجاهروا بالمعصية ، ألم يقرؤوا قوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).

وإذا خرجنا من مفهوم الشريعة لهذا الأمر ، ورجعنا قليلا" إلى أنفسنا وضمائرنا وقد فُطِرنا على الفطرة السليمة التي لا ترضى بالفُحش ، فهل يرضى أحدنا أن تكون الفضيحة والعار مَعلَما" يُمَيِّزه في مجتمعه ؟ إني لا أعتقد شخصيا" ، ولا أعتقد بأن الفطرة السليمة لأخّواتنا وبناتنا وزوجاتنا في مجتمعنا يَرضين غضب الله ورسوله ، وسخط المجتمع عليهن .

إن الفضيلة رأس الأمر ، وإن الرسول صلى الله عليه إنما بُعِث َ ليتمم مكارم الأخلاق ، ولا أظن أن ذو عقل ولُبٍّ يرى عكس ذلك .

أعود للقول ، بأن الابداع أمر مباح لا غبار عليه لكن ليس للإبداع أن يعلوا فوق سقف الشرع .

إن الدعوى التي يسوقها هؤلاء ، دعوة مبنية على الشك والريبة ، دعوى قوامها إشاعة الفاحشة بين بناتنا وأخواتنا ‘ عن طريق إظهار حالات خاصة جدا" لا ينبغي أن تُعرض على العامة من خلال تمثيل الأفلام بحجة ان ذلك من سياق الدراما ، وأن المشاهد الإباحية ، هي شيء ضروري ، لا مُكَمِّل .

وأخيرا نعود للموضوع الذي نبحث في هل ( لا لدعوى وقف الإبداع ) ؟ وهل هذا الذي أراه دِعارة ، يدخل ضمن الابداع

أحمد عاصم آقبيق

09/03/2012

الخميس، 8 مارس 2012

خواطر عاشق

خواطر عاشق
وبينما كنت مصادفة ًابحث عن نبأ يثلج الصدور ، أو عن خبر اسَرِّي به عن خاطري الكسير ن في ظل هذه الأجواء غير عادية التي تحيق بأمتنا العربية ، و مع أني نادرا ما أهتم بغير البرامج ذات الصفة الجادّة ، فلقد لفت نظري أثناء البحث ، صِبا أحّاذ ، وأجساد غَضّةً بَضّة تتمايل بدلال مقصود ، فتمهلت قليلا وقلت لا بد أنها هي القناة التي دأبت منذ افتتاحها على خلط الحابل بالنابل ، والغث والسمين ، بغية الوصول إلى حالة من التعوّد عند المتابع ، للنظر إلى لقطات التكشف غير المحمود لمفاتن المرأة بغية محاكاة الغرائز وهدم الأخلاق ، وإخراج عن التهذيب لجيل كامل اصبح ما يسمى بالعالم الافتراضي وما يحتويه ، إضافة إلى النت ، شغله الشاغل الذي قد يمضي من أجله البعض ، قرابة نصف يومه وهو يتقلب فيه من موقع لأخر . بغية إثارة الغريزة أولا ، والوصول إلى حالة من الخمول الذهني ثانياً .
وبعد أن مضت بضع دقائق وأنا أستعر أسماء ل عبي الأدوار ، تبين لي خطئي ، وأدركت بأني ظلمت الاخوة الأمريكان ،بافترائي عليهم ونسبة هذا الذي أاشاهده إليهم . فالمسلسل سوري عربي بامتياز ، اسمه : صبايا ، وهن فعلاً صبايا .
إن قلت مجازاً كالحور العين ، لا أكذب ، فأنا لم أشاهد الحور العين ، ولكني أرجو . وإن قلت أحلام خيال ، فما هي إلا تهيئات لمشتاق ، وإن قلت جماٌل لافِت ، فإنها خبرة محترفٍ وتجربة حاذق . وأزيد على ذلك عالم محترف للغنج والدلال ، وعرض لتيهٍ أقرب إلى الخيال . وما أصعب على رجل مثلي عاش مع النساء قرابة العقدين وبضع سنين ، يكتب إليهن ويغازلهن ، ويهفو إليهن، أن يتابع هجرهن . ولكنها هموم الوطن ، ومشاغل الأمة تبعدني عن عالم آسر ، ساحر اسم عالم النساء ، وليس فيه إلا نساء ، ونساء ، ونساء . ولعله عالم أتعشق كل شي فيه . ولعن الله التلفاز ، فقد أخرجني عن الرصانة بامتياز ، بعد إذ عزمت على التوبة منه والاستغفار ، وترك ما يجعلني متيم به ، والعودة إلى عالم الغفور الغفار .

أحمد عاصم آقبيق
08/03/2012

اراك أوباما والمرض المزمن

أوباما – نَتِن يَا هو . الزهايمر المطلَق

في كل يوم تقريبا" تتعرض الأمة العربية لمزيد من الضغوط والتهديدات التي لا توجّه لا للدول النامية التي لا حول لها ولا قوة ، في أن قدَها وضعها في عين الحدّث . ولعل خير مثال على صفاقة هذه التهديدات ، أنها لا تصدر إلا ممن يقال عنها أنها دول عظمى لها ثقلها وتاريخها وموقعها على الخريطة العالمية ، وبشمل مؤثّر . ومنها الولايات المتحدة الأمريكية ، ويمثل نظرتها المُعوَجَّة دائما" رئيسها الموقر . وصاحبنا اليوم أخرَق ، لا يعرف ماذا يقول ولا يحفظ إلا ما يردده على مسامعه عبيد ما يطلق عليه الإيباك ، وهي تجمع حقود لنظرية حقودة تقول بأن كل من غير يهودي مسخر وبعبودية ، لخدمة اليهود . ونعود للظريف باراك أوباما الذي أجِلُّ أنا منصبه كرئيس لدولة أحادية تقريبا" في هذا العصر ، ولا أحترم السَّفه التي يسيطر على تفكيره والذي لم يقده بعد إلى انعدام الأهلية ، وسيفعل ، مادام متلبّسا" بشكل مذهل بالفكر الصهيوني العنصري ،الذي صَبَغَ حضوره بشكل كامل حتى بات الناظر إلى صور الحدَ ث التي نقلته وكارت الأنباء في جميع النشرات الإخبارية ، لا يستطيع التفريق بين الصهيونيين العريقين السيدين شيمون بيريز رئيس الكيان المٌغتَصِب ، ورئيس وزرائه البغيض بن يمين نَتِن يَا هو .ولست أدري كيف انتخِب هذا الرئيس المُهتَزُّ البنيان ، من قبل أمة بكاملها ، فاتَها أن تُنَقّب في أهليته ، قبل أن تنقب في خصاله و مغامراته ، إضافة لجمهرة كبيرة من النواب والشيوخ الذين صدق فيهم قول الشاعر العربي : في كل كرسيٍّ تَسَنَّد نائبٌ ، مُكَتًّفٌ ، أعمى ، أصمُّ وأخرَسُ .
إن المتمعن في هذا الحدث وللكيفية التي يبتزُّ فيها رئيس الكيان المغتصب كل ذّرّة في كيان هذه الدولة ليدعم إسرائيل ، و,أنا أخجلُ من الذلة والاستكانة والمهانة التي رضيها رئيس دولة عظمى، في سبيل أن يحظى برضى ومباركة هذا التجمّع الصهيوني الذي بلغ حد أن المشاركين فيه من غير اليهود ، كانوا أ كثر عنصرية وانحيازا" ، من أبناء يهوذا أنفسهم .وإذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العَجَب .فالأيام التالية أيام انتخابات تمهيدية على منصب الرئاسة ، وضمان تأييد يهود أمريكا ، ومن شايعهم وناصرهم من بسطاء أو غلاة الأمريكيين عنصرية ، أمر يُرَجِّح كفّة الميزان ، حتى ولو كان هذا الترجيح على حساب الكرامة ، كرامة السيد المبجل الرئيس الشخصية ، أم على حساب كرامة أمة بكاملها .
بالأمس خرج علينا السيد أوباما رئيس دولة كانت إلى عهد جدّ قريب دولة أحادية القطب تتحكّم بكامل العالم إلا من رحم ربي من الدول ، وكان في حديثه يسرح ويمرح ، ويحيي ويميت ، ويتهدد ويتوعّد ، يشاطره في رأيه المنحرف كثير من نظرائه الذكور الذين اثبتوا ذكوريتهم بالنضج الجسمي وضّنَّ عليهم العقل بالنضج الفكري ، فأيّدوه حتى قبل أن ينهي كلماته وعلى وجوههم بسمة رضى ، وهم راكعون خانعون ، لسان حالهم لا يجرؤ إلا أن يقول ( سمِعنا وأطَعنا ). بل ويزيدن على ذلك الابتهال إلى المولى أن يحفظ دولة إسرائيل ، وأن يهلِكَ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن يدمِّر كورية الشمالية ، وأن ينصر العصابات التي اشترتها أجهزة طويل العمر أوباما ، على السلطة الشرعية في سورية . وكيف لا وقد تعهدت بنسيان كلمة العروبة ، والممانعة ، والكرامة .

أحمد عاصم آقبيق
جدة في 07/03/2012

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

وكان لقاء

وكان لقاء .

ونظرت إليه من بعيد وهو يعبر الطريق . كانت جالسة في ركن مقهى صغير يحتل شارعا" مميزا بالمدينة ، وأشارت عندما اقترب إليها ، وبإشارة أكدها بسؤال عندما مد إصبعه إلى صدره ، وكأنما يقول مستفهما" أنا؟ وهزت رأسها بنعم .
اقبل ليها وهو لا يعلم من تكون ، وماذا تريد ، وإن أضمر مع انه لا يحمل القليل من المال ، أن يساعدها .واقترب منها وانحنى انحناءة صغيرة تنم عن احترام بالغ ، وقال :سيدتي . فقالت : وأشارت إلى مقعد وثير أمامها ، أن تفضل . ثم أردفت : هل عرفتني ؟ وتفرّس في وجهها الذي تركت عليه السنين بعضا" من أثرها ، ث قال :من سوء طالعي لا . لم أتشرّف بعد .
قالت له : ألم تكن تسكن في شارع البارون ريشار ؟
قال : نعم
فتابعت : الم تكن تحب أن تزور كلية الملك لويس للعلوم الجمالية ؟
قال : بالتأكيد .
قال: فمن كنت تريد أن تشاهد من طالباتها ظ
ووضع يده على جبينه ، ثم افتر ثغره عن ابتسامة عريضة وصلاح يا الله ، هل تقصدين أنك كلود ؟ ما أروع أن نجتمع ثانية بعد أن تركتني من أجل الزواج برجل كهل ولكنه ثري .
قالت : نعم أنا هي ، وأنا من كنت تشتاق إليها ، وأنا التي تركتك لتتزوج رجل كهل وني . لكنني لست أنا التي نسيت ما يقولون عنه ، حبها الأول . وانا التي لم تبرح ذكراك فؤادها ن ولم تغيّبك السنوات من خيالها . وكانت بسمة منها صغيرة تترجم كل معاني التفاؤل بغد ، وكل معاني الألم المختزنة طوال سنين طويلة .
قال : لم تزالي جميلة يا كلود . حقا" لم تزالي ممن يتمنى كل رجل أن يحظى بمودتهن .
قلت : خاصة إذا كانت لم تتزوج
قال : هل تركته؟
قال لقد قضى .
قال : وكيف حالك ، ومن أين تعتاشين ، وهل أستطيع أن أساعد ؟
وأردفت : أنا بحال جد جيدة . فلقد أوصى إلي بمجوع ما يملك عربون شكر لأني أمضيت زهرة شبابي معه .
قالت : أتقبل دعوتي لتمضية سحابة يومك كي نكون معا"
قال : لسوء حظي فإني مرتبط بجدول عمل لا أستطع تجاهله .
مدت يدها إلى محفظتها الجلدية الفاخرة وأخرجت بطاقة أعطته وقالت هذه جميع المعلومات التي تتيح لك معاودة الاتصال بي .
شكرا. ونهض مسرعا" يحث خطاه.
قال: هل لي أن أراك .
ابتسم لها وأجاب : أمِن من شوقٍ ، أم من فراغ؟
قالت : بن من حب لم يمت ، بع
نهارك سعيد يا سيدتي
كلود .
والتفّه الزحام وهو يردد اغنية لميراي ماثيو ( بعض النساء عونهن جميلة ، وتكون أجمل عندما يبكينَ ) . وإذا بصوت بوق لسيارة مسرعة تتبعه شتيمة ساخنة من سائق عجول . .
تبسم ضاحكا" وهو يقول : تركتني عندما كنت أحتاج إليها واتركها وارجو أن اكون سعيد

أحمد عاصم آقبيق
21/02/2012
جدة .

قبل أن يأتي الرحيل

و قبل أن يأتي الرحيلِ


وسيأتي يوم أطلب منك أن ترافقيني في حِلّي وترحالي ، وسيأتي يوم فيه أمسك يدك بقوّة لنجوب بحار العالم كي أغوص باحثا" لك عن لآلي تعادل قيمتها ألف مرة لعدد السنوات وما فيها من أجزاء للوقت ، كنت محروما" فيها من حتى التفكير بك ، وأين الثرى من الثريا . وسننطلق سويا أنت وأنا كي نبتعد عن أسئلة الناس أين ذهبتم وأين ستنامون ، ومن ذلك الكثير ، سنكون على سجيّتنا ، على راحتنا التي نحب ، سنخترق الجداول ، سنتراشق بماء البحيرا ت التي يصنعها تجمّع ا ماء المطر ، سنقتسم اللقمة لقمتين كي أسعد وأنا أرى بسمة الرضا على محيّاكِ . وسأبقى خائفا" عليك من سعادتي ، خوفي من نفسي أن تختزنها . وسنرقص سويا" ليس المهم على أي لحن ، لإننا سنرقص على شدو البلابل ، على صوت خرير المياه ، وسنرقص عندما نتأمّل أشعة الشمس وهي تخترق علي الأشجار كي تقول لنا ، أنا هنا .
ليس المهم أن ننام على ريش للنعام ، وليس مهم أن نسكن أفخر البيوت ، فيكفيني أن تنامي على حجري وأنا ساهر فقط كي أمتـّع ناظري في جمالك الذي أسرني ذات يوم فكان وشماً يزيّن جميع لحظات عمري . وسأجمع لك كل يوم ثلاث قرنفلات الأولى حمراء لتعبر لك عن حلاوة زخم الحياة وسيرها معك ولأجلك ، والثانية وردية اللون لتحكي لك عن شغفي وحبي ، أما الثالثة فبيضاء تشبه أماني جميع العاشقين لأن في لونها هدوء وأمل .
ونسير جلّ النهار ، وسنكون مع أشعة الشمس عندما تغفو ، وسأرسم لك عندها صورة أرجو أن تحتفظي بها كذكرى لرجل أحب من أجلك أن تطول حياته حتى لا يكون لها انتهاء ، وسأصنع لك عقدا الأصداف أوشوش كل واحدة منها على حدة ، أقول لها هامساً ( أنا أحبها ) كي تحتفظ بهذا السر حتى بعد رحيلي ، كل يوم تقول لك إحداها لا زال يحبك وهكذا ابد السنين .
وسيأتي يوم ستظهر خصلات من الشعر الأبيض على مفرقي ، سأقول لك في ذلك اليوم ضميني إلى صدرك فلقد اقترب الرحيل ، وضميني أكثر حتى اشتم منك طيوب العالم أجمع ، عندها سنتذوق أكثر طعم الحب ، وسنعيش حلاوة الوجد أكثر ، فأنا علمت بأن الأمر لن يطول .
حبيبتي
وسيأتي يوم يدنو فيه قطار الرحيل من محطتي ، أنا لا أهاب السفر وحيداً ، لأني ي كنا استمع إلى حكاياتٍ كانت تقولها الجدّات ، ينبئن الصغار بأن من يموت مكانه السماء ، فصعب أن يفهم الصغار فلسفة الرحيل . انا لا أهاب الرحيل لأني بِتُّ من هؤلاء الصغار ، مقتنع باني سأراك من علٍ وأنا هناك . في السماء ، مع النجوم ، ومع القمر ، ومع زخات المطر ، مع الريح سأكون موجودا ً أنّى تكونين . فقط كي أقول لك ، لا تنسي بأن الحب لن يموت .
حبيبتي
وسيأتي يوم .

صبيحة يوم الثلاثاء
21/02/2012
أحمد عاصم آقبيق

الاثنين، 20 فبراير 2012

ماتت حبيبتي

وماتت حبيبتي

وركضنا معا"، يدي بيدها ،أنظر إلى وجهها الذي علته حمرة من خجلها وأنا أقول لها : أحبك يا شِقوتي ، ويا سعادتي . وجُبنا سهولا" مكسوة بسنابل خضراء تتمايل جذلة على لحن كلمات كنت أرددها لها ، خضراء ليس لها مدى ولا انتهاء ، كانت السنابل فيها شاهدة على أني أحببتها فوق كل حب ، وعشقتها أكثر من أي عشق .
كنا معا" نعيش الحلم ، حلما طالما انتظرناه سويا"كي ننطلق إلى هذا المكان الفريد الذي كان يدفعنا لأن نجوب امتداده ، حيث لا حدود له ، كفرحتنا لا خدود له ، وحيث اخضرار يشبه اخضرار عينيها اللتان كانتا تظهران فرحة كفرحة طفل صغير كان يسابق المكان ليلتقط فراشة ،وما هو بمستطيع أن يفعل .
وأحببتها حبا" ليس كمثله حب ، كانت دنيتي ، وكانت سعدي ، وكانت فرحتي ، وكانت نصيبي من الحزن، وكانت أ ملي ، وأحببتها حبا أوله افتتان ، وأوسطه افتتان ، حبا ليس له حدود ، حبا يسابق الريح في يوم ربيعي أحب الريح أن يداعبه فيها فسبق الحب الريح ، وصار الريح يحمل طعم ولون الحب .
وركضنا ، كنت أحسب بأن الكون ملكي ، والأرض ملكي ، كنت أسبقها حينا" فتغضب ، وأتيح لها أن تسبقني فيفتر الثغر عن لآلىء باسمة ، وينطلق اللسان لتردد معي لحنا لا زال أثيرا" بالنسبة إلي ولو مضى وقت طويل ، لحن تصدح كلماته التي تقول ( أي دمعة حزن . لا ) فتهيج فينا طعم السعادة ، وتشعل في قلبينا آه الوجد ، وتدفعني كي أصطنع التعب داعيا إياها أن نجلس بين السنابل الخضراء التي شركتنا فرحتنا مذ أن وصلنا . وجلسنا، و اقتربت منها قلت لا تخافي ، قالت أمنك أخاف؟ ، أَمِن حب قديم زرع في قلبي لظى الشوق ، ونار لوعة البعد ، أم من حب ملك علي حياتي فأصبحت لأجله فداء" لحبيبي . وأردفت : وهل تحبني مثل الذي سمعت مني ؟ فقلت : كل ما أدريه أني لست أدري أ خلقتُ لأجلك قبل أن يكون الحب لأصنعه لمن بعدي ؟ أم أنه من خلق قبلي ومن أجلي كي يُعلِمَني الكثير عنك ، كي أحبك ، وتحمّلينني أكثر من طاقتي كي أجاهد لأجد مشاعر تستطيع أن تحتويك .لكي تعلّم من سيأتي بعدنا، كيف تسمع الحبيبة ممن يذوب فيها وإليها ، كلمة أحبك .
ووضعتُ رأسي في حضنها ، وددت لو أنني أغيب لبعض وقت في دفء عالمها ، ولكي أعيش رغبة الرغبة في أن أمسك يدها لأعلِمَها بأن عدد بنان أصابعها يقلّ من عن عدد دقائق شغفيبها وشوقي لها . وفجأة سقطت دمعة دافئة على وجهي من مآقيها . مددت يدي لأمسحها أبعدتها بصمت وأشاحت بوجهها عني ، وقالت ليس في هذه الساعة .و قلت قد يكون دلع أنثى ، وإذا بي أشعر برودة في أطراف أصابها ما لبثت أن امتدت إلى يديها ، قمت جالسا، فقالت : هل لك أن تضمني ، كنت أظنها تترجم بعض خجل يسكن في طبعها ، واقتربت منها ووضعت رأسها على كتفي . وساد صمت عميق . كنت أحسبها في غفوة محببة . وبعد وقت ، ناديتها ، فهي وقد التفت يدها على عنقي في سبات لن يفيق .
وماتت حبيبتي. بين صدري ونحري ، وآن للفؤاد الذي ذاق المرض لسنين معدودة أن يستريح .
ليس أصعب من أن نعيش الموت ، مرتين ، مرة عندما يموت الحبيب ، ومرة عندما يصل الموت إلينا .

أحمد عاصم آقبيق
20/02/2012
جدة .

السبت، 18 فبراير 2012

ترى هل ستضحك لنا الأيام

ترى هل ستضحك لنا الأيام


وجلسَت أمامي ، ربما بغير قصد ، فلا زال في الحافلة أماكن شاغرة ، في رحلةٍ تنقل الراغبين في السفر من ماضٍ قريب مُضن ٍ أو ماضٍ موغلٍ في القِدَمِ سحيق ، إلى بلاد ليس فيها كلمة ( كان هناك ) . وكل ما فيها ، سيكون غدا" أو بعد غد.كل شيء يرتكز على الأمل ، على بسمة الرضا وعلى ما يمكنُ أن يكونَ خير .
م نكن متقاربين ، حتى ولو جلسنا في مقعدٍ واحد ، فلقد كانت تستغل رشاقتها لتنزوي في أقصى ما يمكنها في مقعدها ، تفرك راحتيها أحيانا"، تضع يديها على ركبتها حينا" ، تمسك بخصلات من شعرها الحريري المتطاير بفعل الهواء القادم من نافذتي ، تدمدمُ وكأنها تزجره بأن لا يفعل
ولكَم رَجَوتُه بأن يعيد مسَّ وجهي ، يعاندها بعصبيّة رافضة ، يحاول أن يخبرها أنه بفعلته يدغدغ فيّ إحساس شوق ، أو إيقاظ لِكُمُون رغبة . ويشجيني بلهفة صبابة مكبوتة في نفسي ، فهو وإن باح ، فليس بمقدوري أن أفعل .. كنت أقول لعطرها إ بقَ بقربي ، فلقد أصبحتَ جزءا" من كياني ، تسرّبت إلى رئتاي ، وامتزجت بدمي . ولكم قلت له بصمت : لا تبتعد عن وجهي ، عش بي ، تحرّق لتعيش في وجداني ، فأنا لك ، عفوا ، لها قطرة حب ، وقطرة قرب ، ,قطرة تحمل كل معاني الحنان ، وأجمع معاني الأمان .وقطع صوتها اغتراب أحلامي في عالمها ، فقالت : هل عندك قليل من الماء ؟ قلت لها مداعبا" ومحاولا" أن ألفت بعضاً من اهتمامها : جل ولكن ليس بصافِ ، وأبدت دهشتها وقالت أكمل ، فقلت : يخالطه مزيج من الوَلَهِ والسؤالِ لمعرفة قصة الصمت والقلق التي تعيشين والتي ترتسم على محيّاكِ .
قال إسمع ا صديقي ، أنا غدرُ الأحبة ،وهروب شوق ، ووله للهروب ، أنا مجافاة للثقة في قصص الحب والشوق والصبابة ، أنا مجافاة الركون إلى الناس ، كل الناس .أنا الافتتانُ الحائر من معنى الجمال ، وأنا نظرة عشق يَلُفّها الشك والريبة وعدم الاطمئنان وإذا بمآقيها مليئة بالدموع ، وآه مكبوتة ضمن نغمة صوت حزينة تسكن في معاني كلماتها .
قلت لها : وما دمت تحملين كل هذا الكم من الأسى، فهل تعتقدين بأنك ستأوي إلى مكان لا يوجد فيه معنى للألم ؟أو حتى ستجدينه . قلت احسبه موجود . قلت لها : وأين . قال: على صدر رجل .ويد حانية تمسح على رأسي ن كي تخفف من غلوّ الألم ، لتشعل بي بعد ذاك إحساس امرأة ترغب أن تعيش . وتهفو لأن تعيش الأمان مع من يستطيع أن يعطيها أمن وأمان ، لا أن يبيعها بعد أن ينتهي منها .
نظرت إلى عينيها وأشعة الشمس تنزوي خلف الأفق البعيد ، وطلبت منها أن تلقي برأسها على كتفي ، وهكذا كان .عربة النقل الكسلا كان تسير الهوينا ، وكأنها تفسح لنا الوقت للحديث ، أو تمنحنا بعضا" من أمل اللقاء ريثما نصل إلى وجهتنا . لنسير معا" في طريق مرسوم .
سألتها ماسمك ظ
قالت لمَى .

أحمد عاصم آقبيق
18/02/2012
جدة

الجمعة، 17 فبراير 2012

حماري وانا

حماري وأنا
وصَمَتَ حماري . صَمتَ الفلاسفة والمفكرين ، ثم جال بناظريه وكأنه يبحث عن شيء في المكان ،ثم هَمهَم وَتَمتَمض وشخص إليّ وقال : يوم امس وبفعل عاصفة رملية ، تعطّلّت طائرة صاحبة الصَّونِ والعفاف ، وزيرة خارجية دولة عظمى ، ( ولا عظيم إلا الله ) فانبرى وزيرا الدفاع ووزير الطيران تحديدا"والمواصلات ، بإصدار بيانين منفصلين للصحافة ، كانا اقرب إلى صلاة الشكر من البيان الرسمي ينوّهان من خلالهما على أريحيّة الفنيين المتواجدين في المطار تلك اللحظة والذين قبل أن ينبروا إصلاح العطب ، استدعوا رئيس شركة بوينغ ومجلس إدارتها وكبير مهندسيها ، ليكونوا لهم ردفاً وسندا" ، علّ معرفتهم ومهارتهم لم تسعفهم لمعرفة السبب . وبالفعل هبطت المكافئات والثناءات على من اكتشف سبب المعضلة ، ووعِد بمكافئة يسيل لها اللعاب ، وكيف لا والسيدة الصابرة على هواية زوجها في اكتشاف من يُرِدنَ تعزيز معلوماتهن الواقعية التي تزيد من امكانيات شغرهن الوظائف الرفيعة في الدولة . وتبوّئهن سلَّم الترفيعات التي قد تصل لمواقع حساسة . وكيف لا وهناك أزمة متمردين في واقع انظمة الحكم العربية تستدعي وصولها للقسطنطينية على جناح السرعة . خاصة وأنها أولا" وأخيرا" لن تناقش قضية آلاف وألاف القتلى الذين لم يقتلوا إلا لأنه ليس لهم من الأمر شيء . بل المر كله والاهتمام بأن لا تنجح ثورة عربية يكون ديدنها إقلاق راحة دويلة العنصرية وقرن الشيطان الأخر في المنطقة . إسرائيل .
وفي موعد المغادرة إصطف اصحاب المعالي والوزراء ، والسادة ممثلوا الدول جميعها مع تخصيص الدول التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة كي يلمسوا واحدا بعد آخر سلَّم الطائرة العتيدة التي تحمل علم أكبر دولة عنصرية وإرهاب ، فقط للتبرّك والتقاط الصور والأفلام معه عل ذلك يشفع عند السيدة المصون لتستكشف من خلال مشاهدتها للصور فيما بعد أيهم كان لدولتها أكثر تأييدا ,
وبقي الجميع في المطار منتظرين ، وفي الداخل كان أصحاب الدعوات المستجابة يجئرون إلى المولى أن تصل الطائرة غلى القسطنطينية بسلام ، حتى لا يقال إذا كان في الأمر جديد لقد دّرّسَ بعض الثوريين العرب الطائرة خلال تواجدها في بعض دولهم جميع معاني الإرهاب والرفض وشجب جميع معاني السياسات التي ترسمها دولة السيدة الوزيرة بل زادوا على العود وَترا"يقول ليت الطائرة تتعطل إلى الأبد كي يستطيعوا بمَلاحتهم ووسامتهم أن يبحثوا مع السيدة الوزيرة كافة السبل المؤدية لتعزيز جميع العلاقات معها . وفجاة صمت حماري ووقع أرضا" ، فلقد كان يتمنى أن يكون واحدا" منهم ، ولكن بمواصفات خاصة جدا. لعلّها .......
أحمد عاصم آقبيق
جدة 25/02/2012