الاثنين، 21 يناير 2013

,وكنا نتمنى

وكنا نتمنى أن ننتقل من عالم العَدَم إلى عالمٍ نعيشُ فيهِ كلمةَ الحب




وكنا نسير في الهزيع الأخير من الليل ، وحواري دمشق القديمة تكاد تكون ملكا" لنا ، خالية بكلياتها ،إلا من أمثالنا الساهرين ، العاشقين ، الهاربين من عالم الأمنية والتمنّي ، إلى عالم فيه بعض الإحساس بأن الواقع أيضا" يكون أحيانا" أكثر َ من ممتع .

كانت تتأبط ذراعي مستندة ًعلى كتفي ، وهي وإن لم تقلها ظاهرا"إلا أنها فعلت أكثر من مرة ن فقالتها ، وقالتها : خذني إليك . ضمني إلى صدرك ، فأنا لا أخجل إن فعلتِ، بل وأتمناه ، أن يكون شوقكَ لي أكثر وأعمَّ من شوقي أنا .

وكنا نسيرُ الهُوَينا. نتكلّم أحيانا"، نضحك أحيانا" ، نطارد راكضين بضع فراشات ربما كنَّ عاشقات مثلينا ، وهن ينَّجهن نحو مصابيح النور المتواترة الانتشار . وكنا نقف فجأة " لسويعاتٍ من الوقت ، ليقرء كل منا في وجه الأخر حكاية شوق ، وأمنية لقاء . كنا نحسَب بأننا لربما نكتشف في نظراتنا حب لا نريد البوح به . كنا لا نهتم لنظرات البعض إن مروا بنا ، أكانت نظراتهم استهجان أو استغراب ، أو نظرات مغلفة بأمنيات ، أنهم لو أنهم مثلنا . فعلوا .

ولم يطل للانتظار ، لأمسك بيدها ، أقبّل أناملها ، اقرّبها من عيوني متصنّعا" احتساب أعدادها ، فلربما أختلق عدداً ينهى إلى مسامعها ليخبرها كم أني تعشَّقت فيها كل شيء . أو ليقول لها عن الوجد والجوى ، والحب الذي يجتاح فيني حتى الجذور ليختلط مع الوجد والجوى والشوق ، ليخبرها عن عميق المكنون .

وكانت ترع الخطى أحيانا" ، تُهَروِلُ في حواري الباب الشرقي بدمشق ، تحاول أن تقول بأنها تريد أن تطير ، وتطير ، وتحلق انطلاقا" إلى عوالم الحرية ، بلا قيود و دون أي خوف ، وبلا استحياء من بعض المتواجدين بذات المكان آنذاك ، كانت تود بأن تقول لهم بأنها عاشقة مثلي ، وسعيدة ، بل وتزيد.

ومشينا ، وانتهى مشوارنا ، إلا أن الشعور الذي أصبح في عالم الكمون التخفي ، لم يزل قابعا" في أغوار نفوسنا ، وفي أعماق قلبينا . وكان ذلك في مدينة دمشق الشام ، في ليلة من لياليها الفاتنة في نيسان للعام 2008 . للميلاد .



أحمد عاصم علي آقبيق

21/01/2013م