الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

نوار

وقالت : لماذا تنحني ؟
أَمِن ألمٍ
إنهض ،فأنا أريدك أن تكون صِنوِي .
قال : وكيف لي أن لا أنحني وأنا أخاف أن تلتقي عيني بعينيك .
قال : أهو الحب
قلت بل هو سوار يلف عنقي حتى يقطع النَّفَس مني ، فأستمد قوة حياتي من حُسنِ عينيك
-أهما جميلتان ؟
لله ما أروعهما حين تتكلمان
وحين تهمسان وحين تقولان
إروِِ يا احمدُ شعرا"
فأرويهِ لأني أخاف لقاء العيون
أخاف على الشعر إذا ما صار حرَا .
قالت :
وهل عشقت غيري
قلت آلاف النساء
كن يعلمنني العشق آلاف النساء ، حتى إذا جاء زمن أنت فيه تظهرين
غابت نساء الأرض لتكوني أنت جميع النساء .
قال: وهل علمت أن اسمي نور
قلتُ بل نُوار
قال نور
قلت بل نوار
ولو انني كدحت وآبائي الأولين
في الليل والنهار
وعدد السنين والسنين
لما جمعنا لها قيمةَ
خاتم أو سُوار
وقالت : اسمي نور
قلت كما تشائي وتريدي
نور
أما عندي فَنُوَار .
وظلَّت بعدي تُردِّد
بل نُوَار
بل نُوَار
بَل نُوَار

أحمد عاصم آقبيق
23/11/2010مِ

حماري وأنا

حماري وأنا

ونَطَقَت نَظّراتُ حماري . ولو كان لها صوتٌ لَقُلتُ : كلامٌ من ذَهب .وهو يوقفُ مَضغَ بعضا" من طعاِمه .
كانت نظراتٍ تحملُ كل ما كُتِب في علم الاجتماع وعلم الرجال ،من عهد سيدنا أريسطو ولما بعد عصرأبو العلاء المعري . ثمَّ هَمْهَمَ وَتَمْتَمَ ، ورفع ذَيلَهُ تحية لِمقدِم ربَة الصَونِ والعفاف ، الصابرة المُحتَسبَة على مغامرات زوجٍ زيرَ نساء
صاحبة الدُّرة التي تُزَيِّن بَنصَرَها ، ولست أدري أهي شراءٌ من حُرِّ مالِها ، أم هي شراءٌ من شركة بلاك ووتر حتى لا يُفتَح السِّجل ، وتطيرُ الصحائف فَيَصِل أوار نارها إلى فلسطين بفرعيها اليهودي ، والسُلطَوِي .هكذا قال التلفاز معلنا" بسعادةٍ عن هذهِ الزيارة إمعانا" في دراسة القضية ، والوقوف على وجهة نظر الأطراف في المنطقة . مع أخونا القائد الألمَعي والفَذِّ الملهم صاحب السجل الحافل بالغزوات والرَّوحَات والغَدَوات ، إلى بلاط سيده المحسوب على العرب باراك حسين أوباما . مَن قال لا للمجاهدين في الجنوب ، ورفاقه ومن حملوا معه السلاح . لا . لن تكونَلكمُ الكلممة في القضية .وقال ألف نعم لصاحب العُبوسِ والابتسامة ، الصهيوني الرعديد ، وأبو الإرهاب . نَتِن يَا هُو . ثم تبسَّم حماري ابتسامةً صفراء ، وكأنَّهُ مُستَغربا" حَالَ أمَّةٍ تجاوزت رقعةُ فتوحاتها بلاداً قالوا بأن الشمس عنها لا تغيب ،ونظرتُ إليه ، فأسرع قائلاً : بريطانية يا صاحبي .ولا تقل بأنك كنت تريد الجواب فَسَبَقتُكَ . ثم أردفَ يقولُ : لا عَجَب فنحنُ نعيشُ في عَصرٍ صار َفيهِ مَيدانُ الجهادِ للرجال صالاتِ عروض الأزياء النسائية في بلادنا ، ودور عرض ما تحتها في الخارج .و كذا أبنية الأسواق ذات الخمس نجوم ، وهنالك يمتَّعون النَّظر بِغُدُوِّ وَرَوَاحِ الفاتنات العابثات ، وبِمُواعدتهن .
أو في البنوك وصالات المزاد فهي في الوَجَاهةِ أََوْجَه .
ثم قال حماري : وعَجَبا" ثم عَجَبا" .يأخذها القيادةَ قَسرأً وإكراها"، ويقسمُ بأَغلَظِ الأَيمَانِ على الطاعة والإخلاص ، وعدَم الديمومةِ فيها وَمِنها الخَلاَص ْ ، وهاهو الشيبُ يغزو مفارقه و هو لا زال يقاتل دفاعا" عنها وفي سبيل امتيازاتها ، ثم نجدهُ لا يستسيغُ أن يراها خارجة عنه فيَقتَرحُ ترشيح ابنه لها . والأعجَب من ذلك وذا ك ،أن النظام الذي يرأسُه جمهوري ، لا يُورَثُ ، ولا يُوَرَّث .
وأخيرا" عَجبا" منكم بني الإنسان ، تلصقون كل خطأٍ بنا ، معشرَ الحمير . فمن قطَع الإشارة المرورية حمار ، ومن أَسرَف في الشراب فَبَاحَ بما لا يُبَاح حمار ، والذي صفعته امرأة لقلَة خبرته في الغزلِ حمار . نحن الحمير براء لأننا إذا وقعا بحفرةٍ لمرة واحدة ، تَجَنَّبنا كل الطرق المُؤَدِّيَة لها .
تَفَرَّستُ فيهِ وقُلتُ زِدني .ولم يُعَقِّب . لكني أحسب أني سَمِعتُهُ يقول : مسكينةٌ هكذا قَضِيَّة . مسئولَها ، ليسَ حِمَار

أحمد عاصم آقبيق
24/11/2010م
.

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

مات وطن ، وعاش الوطن

مات الوطن
وعاش الوطن



وَجَندَلوهُ
ووضعوا أُنشوطةَ الموت في عنقِهِ
وأَعدموهُ
بحِقدٍ
بِذَنبٍ كبيرٍ أو صغيرٍ
وَقَتَلوه
واستباحوا الأرض
زرعوا الحِقدَ
ونزعوا جلابيب السواد
وتركوا في القلب كلَّ السواد
وأعدموه
وقالوا :
لقد خان الوطن
وحَرَّض ضدنا جميع الأمم
واستجلب أسلحة الدمار
لِيَحمِيَ الوطن
لِيُحَصِّنَ الوطن
ضد أمريكا ، وحِقدَ الأمم.
وهكذا قالت أشباه الرجال
من فُرسٍ وَشُقرٍ وَبِيضٍ وعَجَم
وحَيَّ على القتال
وَلْتَزحَف كل الجيوش
جيوش الأمم .
فعدو الأرضِ لا زال في العراق
وهو عراقي
فكيف يحمي عربيٌّ ، وطن .
كيف يحمي عربيٌّ ، وطن

وجندلوهُ
دَقُّوا مسامير الأرض في قدميه
كي لا يتمكن من القرار
ومن الفرار
ليحمي الوطن .

وجندلوهُ
ليسرقوا العراق
لِتَحيا هَمَجيَّة النفاق
ليجمَّعوا النَّضار
حيثُ لا دفاعَ عن الوطن
فالقاتل الرعديد
هكذا قالوا
مات
فليحيا الوطن .
( عَفواً )
حارسُ الوطن مات
وليحيا الوطن .

وإيهِ يا عراق الزمان
يا درّة التاج والسلطان
يا مرقد الرشيد
وأبو حنيفة النعمان
وأبو عُدَيّ
فَلنَقُم يا عَرَب فَلنَقُم لِلقِمَم

أحمد عاصم آقبيق

نور وأنا

نور وأنا

وقالت : أنا أقرأ نبضات قلب نبضات قلبك قبل أن أقرءَ مواضيعك .
فقال لها :
أنا أحبك بعد أن قرئيني وقبل أن تقرئيني
قال : منذ متى
فقال منذ أن أضحت في السماء غيوم تحجبُ أحيانا" شمس السماء، وأحيانا" لون السماء
وقد تعلق القلب بجمال السماء فصار يخاف أن تحجب في كل حين .
قالت : أهذا كل شيء ؟
فقال :
لا ورب السماء فقبل أن تولدين بألف عام
كَتَب القدر أن تكوني حبيبة عمري الذي لم يكن موجودا" ، بل والوجود
قالت: وإلى أي مدى تحبني
قال :
بعمق زرقة السماء ، وعمق زرقة البحر ، وعمق سكون الفضاء ، وهدير أمواج البحر .، وعدد من سبح الله
احبك ووالله أحبك ووالله .
قالت وماذا تريد مني فقال :
أريد أن أكون ظلا" أمينا" يحوم حولك حتى لا تقترب ضواري البشر منك .
وأريد أن أكون قريباً منك كالثوب الذي تلبسين حتى تلامس بشرتي نعومة نهديك
ورقة جيدك
فترى روعة العيون فيك
وابتسامة شفتيك.
قالت :
وكيف تحبني وأنت لم تراني ،وهل يمكن للحرف أن يبني حياة من الأوهام .
فقال :
أنت لست وهم
أنت نور
نور دخل شعاعترانيم عمري ،فأحالها إلى عبق أثيري لا يمكن أن يوصف إلا من قبلي ،لأن من أحب مثلي غير موجود
ومن عشق مثلي لا زال في العدم
وأنه لم تلد النساء مثلك ليكون لحبي شبهٌ عند الآخرين
قال : صِفني
قال أحبك
وصفني قالت .
وقال أعشق التراب الذي تسير خطواتك عليه حتى تصلي باب عمري
وقالت
أحبك .

أحمد عاصم آقبيق
23/11/2010م

ملحمة عراقية

ملحمة عراقية


وكان يا مكان ، ومن قديم الدهر والأوان .
أمةٌ نَقَشَ الأَبَدُ على ذُرى جبالها
وَرَسَمَ دِرعٌ وصَولَجان.
وصوراً لملوكٍ وأمراءَ وأسيادٍ وعبيدٍ وخدَّام .

أمَة ٌ كان اسمها عراق
ولم يزل
رغم تحريف المعاني
رغم تغيير الحروف .
نقرؤها : عراق
ستظل عراق
الأرض فيها عراقٌ والنفوس
وذُرى الجبال والوديان والسهول
ورغم الأعادي
ستبقى عراق .

ومهما غَزَتها هَجَماتٌ بربريَّة
كانت أمريكية أم بريطانية
أم من شُذَّاذِ الآفاق
من بني صهيون ملعونين بكل زمان ومكان .
وكان يا مكان .
عراقٌ عرَبيّ
خليجُه عربي
بالرغم من دعوى الفرُسِ والكائدونَ
عربي صميم .
بَصرَاهُ تُنادي
يا أنام .
العَلَمُ : الله أكبرُ
الشعار نُسُور .
وموطِني نشيد .
وليحيا النشيد .

كان يا مكان ، من قديم الزمان .
رجالٌ ظَلَّلُوا ارض العراقِ بالانتصار
بَنُوا وّركاءَ بالجنوب .
وأنشئوا إِذِينَ آنذاك في الشمال .
وَكِيشَ ، وَلاَرسَا ، وَأُرَ
وأَداب.
وكانوا من الساميين الآرام
بقيادةِ زعيمَهُم العظيم ِ سَرجون .
الذي سادَ جميع مدن العراق .من ما بين النهرين في الشمال
وجنوبا" وحتى الأهواز .
وشرقا" إلى سوريةَ وفلسطين .
وهكذا أحلامُ الرجال .
وهكذا أفعال ُ الرجال .
وَانقَضَت السنين .
وآل َ الأمر للكثيرين.
وبقيت أرض العراق
يَنقِشُ التاريخ على أرضها بِعِدَّةِ
سومريةٌ
بابلِيَّةٌ
وآشوريَّةٌ
وارامية
وشرقية وسريانيةٌ
تأريخٌ ، يُبَشِّرُ بأنَّ أمةً هكذا
لن تموت.
ولن تفوت
بالرغم من نوايا بُوش
وكونداليزا رايس
والمهرِّج توني بلير
وجَوقةَ الأعراب
من دخَلوا الحربَ وهم يتساءلون مَا هناك.

وكان يا مكان
من قديم الزمان
أن دّخَلَ الإسلام على العراق
وبنى أبو العباس وأخوه المنصورُ مدينة السلام
بغداد السلام .
وجاء هارونُ الرشيد
وَعَزَفَت القِيَان
لتغني نشيدا" للأنام .
صَدَحوا بهِ جميعا" منذ ذلك الحينُ ولم يزال
وكان منهم : ناظم الغزاليُّ وزهورُ حُسَين
ورياضُ أحمَد وعفيفةُ اسكندرٍ
ومائدة نزهت ، وأنوار
وستار جبارٍ وكاظمٍ
وكلهم قالوا سيبقى العراق .
وجاء عصرُُ من قيل عنه :
السيفٌ اصدَقُ أنباءً من الكُتُبِ
جاء المعتصم وَعُمَِرت العراق بالازدهار
والأَنَفَةِ وَعَمَّ الكبرياء .

وكان يا مكان من قديم الزمان
ويحكى أن هولاكو غَزَا العراق
ومن بعده تيمور
ولم تّمُتِ العراق
وجاءت بعده بعصور\ ٍ امبراطورية زعموا أنه عنها
لا تغيب الشمس
فدخلت مهوزمةً وجَلَت رغم أنفها
وأنفها مكسور .
عليهِ آثارُ طينٍ
من أرضِ إربيلَ
ومن بغداد
ومن البصرى
ومن كركوك .

وجاء النصرُ
وكان صدامُ
وَهَزَمَ الفُرسُ .صدام
وّهزَجَت الرُّمَيلَةُ
والزُّبَيرُ
وحقولُ مَجنُونَ
والّدُّجَيلَةَ
وحقلُ برزكان
وعَمَّ السلام .
وَحَيَّتِ السلام قلعةَ أربيل ، وقلعة كركوك ، وحُصنَ الأُخَيضِر ، وبابل ونينوى
وقلعة سُكَّر
أنشدوا جميعا"
نشيد موطني
وحملوا علم العراق
وعليه
الله أكبر
رغم دول الاحتلال
رغم ذِلَة أمريكا والإنجليز
رغما" عن من كان مُلهما"
هكذا قالوا : جورج بوش
ورغما" عن تابع مَهبول
قالوا اسمه توني بلير
ورغما" عن عَرَبٍ عقدوا معاهدات ٍ
مع العدوِّ الذي استباح مَسرى النبي محمد
قالوا أنها مكاتباتُ سلام
وهي صكوكُ استسلامٍ
وَهَوان .

وكان يا مكان .
وجاء النصرُ على الفرس
واهتزَّ طَرَبا" ضريحُ الإمام
وانشد مديحا" ضريحُ الحسينِ والإِمامَينِ .
وأبو حُذَيفَةَ النُّعمان
وّهلل من قبرهِ الصحابي سلمان
قائلاً : الله أكبر ياصدام
الله اكبرُ يا هُمَام .
وهنا في العراق بُلِّغ نوح ، وإبراهيم عليه السلام
وهود وصالح
وذي الكفلَ ويونُسَ
كلهم فرحوا بانتصارِ هُمام .

لكن الأمريكان وقد تواترتِ الأخبار أنهم
لم يَطرَبوا لِعزفٍ عربي مُنفَرِدٍ
فرفضَ النصر الأمريكان
وجاءوا بِقَضَّهِم وَقَضيضِهم
كي يسلوا نصر السلام
حرية الأوطان
وقام من قام معهم خَجَلاً ، أم إرغاما" كثير من البلدان
وقالوا قوات تحالُفٍ
بل عصابات نهبٍ وطغيان
جاءوا ليُعلنوا نهايةً لنصر صدام
فاجتاحوا صحارىً وبيوتٍ
وخيامٍ
تُسَبِّح الله أكبر
عليكم ,
والعراقُ محفوظٌ يا أنام .
وقتَلوا
وذَبَّحوا لِيَحرِموا أهل العراق من حق الحياة
ومن الوفاق.
لِيُرَمِّلوا
وّيُثَكَّلوا
وَلِيَحرِمُوا وليدا" في أيامه الأربعين
من نقطَةِ حليب
كي يموت
إذلالا" للعراق
وليس مثل العراقِ من يُذَلَ
يا شذاذا" للآفاق .
وليس مثل العراق يموت ويَبصِمُ بصمة الهوان
ويرضى بالاستسلام
فكل العراق أبو عُدّيَُ
وكل العراق يرفض الهَوان .

ويا أنتم . يا أشباهَ الرجالِ
من قُلتُم أننا نعمل من أجل العراق
كاذّبون أنتم
للفرسِ تعملون
وتصفقون
وتسرقون
مالَ العراق
رزق العراق
وشعب العراق

وكان يا مكان
من جديد الأيام
سيعود وجهُ بغدادَ الحزين للفرح
سيبقى ذكر صدام في الوجود
والنصر يلزمه رجال
وأهل العراق رجال
وأهل العراق رجال
وعَلَمُ العراق الله أكبر
ونَشيد العراقِ
موطني

وكان يا مكان في قَابِلِ الأياَم .

أحمد عاصم آقبيق
22/11/2010م

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

واشتكت لي

واشتَكَت لي .

واشتَكَت لَواعِجَ قلبَها المَكلُومُ بالحَسرة .
واشتَكت لي ، مِن صَدرٍ كَنَزَ كِنزأً من كنوز الذكرى ، فاستحالَ إلى مصدَرٍ للبَسمة . وقَلبٌ كابّدَ لَوعَةَ الافتراق ، فَصَارَ يقطُرُ بَدَلاً من الدماءِ أنين .
واشتَكَت ، شَوقاً .
وآه,
ومرارةً وهجراً وابتِعَاد.
واشتّكَت حنيناً يَمزِجُ وجودها ، بذكرى لا تغيب . فَيَختَلُّ عندها كل نَظَرٍ إلى كُنهِ الوُجود
لِيُرَجَّعَ الصدى ، إليها كلمةُ : أحبُّهُ.
لم أزل أعيشُ الحب فيه
أنا هكذا لا أستطيع إلا الحب .

واشتَكت حَنيناً يحيلُ كِيانَها لِعبَق طعمَ ذكرى
وَاشتَكَت ، أفولُ شمسٍ ، وانطِماسُ قَمَر .
وجّفافُ زَهرٍ
وانقطاعُ مَطَر
واشتكت إليَّ عَذَابَ ذِكرى ، وشَوقُ كَبِدٍ لعزيزِ ماءٍ
واشتكت ، دموعٌ لا تفارقُ الوجنات ، تودُّ لو أنها تحفِرُ ثَلْماً على الخدودِ ليراهُ الجميع .
واشتكت .

وقلت ُ لها :
إنَّ من هَجرَ لا يَستَحِقُّ منك هذا الذبول .
ولربما الآن يُمارس لعبةً أخرى ، يقولُ لها كلماتُ حب . ويمضي معها وقتٌ سَقيمٌ لفراغ يكتَنِف عالمَه. أو يُشبِع بظهورها معهُ رَغبَةَ تَمَيُّزٍ يجدها إكمالا" لهيبةِ مظهَرِهِ أمام الآخرين . أو لِسَوَادٍ حَجَب النور عن نفسِهِ وَلَّدتهُ تجربةٍ سابقة ، فأراد الانتقام عن طريق تمثيل دورِ مُحبّ. أو أنه اشتهاءٍ ورغبةٍ تحرق خياله المريضُ فتحيل جسده إلى أُوار

ثم اشتكت . فقلت ُ لها :

تَعَلي إِلَيَّ. فَلِكَثرةِ شكواكِ أَدمَنتُ عليك .
وتعبتُ من التِكرار .
وعشِقتُكِ .
فتعالي إلَيَّ .
تعالي إلي ، فمن الألمِ إلذي تَلَبَّسَ في حياتك، أحببتُكِ.
وتعالي . فلَقَد ذَكَّرتِني أن الأنثى يمكنهاُ أيضا" أن تعيش الإحساس ، فأحببتُ منكِ ذلكَ ، بعد أن اغتيل في حياتي منذ سنينَ وعُقود .
وتعالي إلي . اسجد للهِ شكرا" وعرفانا" انكِ دَخَلتِ عَتَبَة داري ، فوددت أن أقَبِّل التراب الذي مشّيتِ عليه حتى وصلت لقلب داري .

وتعالي إلي . أذوقُ من شفتيكِ طعمَ حياةٍ حَجَبتها عني نرجسية امرأةٍ عَشِقَت نفسها ، فَصَدّقَت بأن عشقَ الذات ، يُجَرِّمُ عِشقَ الآخرين بل ويُحَرِّم الحياة عليهم .
وتعالي إلي . أَجبُرُ كَسرِكِ ، وتُشيعِينَ فيَّ حياتي، أو فيما تبقى منها نَظرَةَ وَالِهٍ ، عاشقٍ ، يَشتَمُّ رائحتكِ من أقاصي الأرض، كي يركع لله شاكرا"على عطائه الذي لا ينضب ، وأحلى عطاؤهُ ، كان أنتِ .
وتعالي إليَّ . وخبِّئيني في عوالم عيناك ِ .
وتعالي إليَّ وخَبِّئيني بصدرك ، حتى أعيش ذكرى انتمائي إليك، ولأَقطِفَ ثمار الأمان لحياتي . وحتى أشعرُ أخيرا" بأني وصلتُ . وتعالي .

وأَتَيتِ لي ذات يوم .
وَقُلتِ :
هَجَرَني ، وأُحبُّهُ .

فَقُلتُ :
وإليكِ وأشتكي لك اليوم وكل يوم
وأمام جميع النساء ،
بأني أحبك يا أجمل النساء
أحبك يا أحلى النساء
أحبك يا أغلى النساء .
وأحبكِ .

أحمد عاصم آقبيق
22/11/2010م

الأحد، 21 نوفمبر 2010

واشتقتُ إليكِ

واشتَقتُ

واشتَقتُ ، لأَعُبَّ رضاب الحب
من بين شفتيكِ
وأن أَلثُمَ الأثوابَ من على عّاتِقَيكِ
وأن أَسأَلَ القميص عمَّن خَلفَهُ
عن الثديَينِ
وعن ترانيمَ عشقٍ
ورَوضِ بَوحٍ
عن الأشواق ِ
وكلاًّ لدَيكِ
وأَن أُقَبِّلَ الرَّاحَ أَلثُمُهُ
عَلِّي بذاكَ اللَّثم ألمسُ سَاعِدَيكِ
أَن أَكشِفَ السِّترَ َعنهُما .
وإني لأَوَّاهٍ إلى حُسنِ سَاعِدَيكِ
وأن أُطِيلَ الهِيامَ في عينَانِ
ضِمنِ عينَايَ ، هما عينيكِ
وأن ألمِسَ الشفاه
وأحرقَ القلبَ
وأنا مُتَيَّمٌ بكِ
وَمُولَعٌ بِشفَتَيكِ

أحمد عاصم آقبيق
21/11/2010
ِ

الخميس، 18 نوفمبر 2010

دَعيني ، وَدعيني

دَعيني

دَعِيني
دعيني أحبكِ
يا عَسَلَ بغداد
يا شَوقِيَ
يا عُيوني
يا قِصَّةَ اليوم
تحياها جفوني
يا صبابَة الشوق
يا عُمرَ المدى
أَدمَيتِ قلبي
فزيديني
يا عَسَل بغداد
أَدمِيني
وزيديني .

دعيني أحبكِ
ياشوقا" ، ُيضاجعُ فِيَّ القلبِ
والإحساسَ مِنزِلُهُ عيوني
يانَشوَةَ الآهِ
يا ليلي ويا قمري
يا حلما" أَبى إلا أن يختالَ
فاختار عيوني

دعيني أحبك
فانت حبي ويقيني
يا عسل بغداد
بل ولهفتي وحنيني
وشجوني
وجنوني
يا عسل بغداد
دعيني
ودعيني

أحمد عاصم آقبيق

مرحباً بي

ومرحباً بي
في بغداد
مدينة السلام
حضن التآخي والوئام
في البصرة الغالية
ومعانقتها لشط العرب
شط العرب
رغما" عن العِدا

مرحباً بي ارض تمنيت ان أزور
لأحفر مئات القبور
أهيلُ ترابها على كل من غزا العراق
بلد الودِّ والوفاق
في الموصل
في كربلاءحيث يقال بان التاريخ
شهد مذبحةً للطغاة من زمانٍ بعيد
قتل فيها سِبط الرسول
وسُبِبت النساء
اشرفَ النساء .

مرحبا" وانا احلم بأني اركب الحصان
وراء القواد والأعيان
وراء ثورات الأحراء
الذين استطاعوا الانتصار
وأن يقهروا الاستعمار

مرحبا" بي في جَيكور
حيث وُلَد السياب
وعانى السياب من ظلم جيع الأحباب
وارتقى كرسياً للمرضِ
ينظر منه إ‘لى العراق
ومات طريدٌ مطلوب
لم يُذنِب
غيرَ أنه أراد أن يكون العراق حبيب
فاغتالته الغيلان

مرحبا" بي في أرض العراق
احمل بيدي قرآنا" وأنجيلا"
ودعوةًإلى الجهاد
ضد الطغيان
وضد كل من يساند الطغيان
وإي أرى نفسي شهيد
تغني له صبايا العراق
مات الشهيد
لأجل العراق .
مات الشهيد لأجل العراق

أحمد عاصم آقبيق

لا بارك الله فيهم

لا بارك الله فيهم

من استحلوا دم إخوة لنا
في الأرض
والعرض
والمقاومة
والفداء

إخوة قُسِّمَت الأرض بيننا
والماء
والأديمُ والسماء

لا بارك الله بهم من قتلوا النساء
والأطفال
والشيوخ
والشباب
ومن اغتالوا الفرحة من على ثغور الصبايا
جميع براءات البراءة
من على ثغور اطفال يحلمون بالفرحة
بالأمن
يرسلُبها الله
من اعالي السماء

وباي حق تقتلون
باي شرع تسفكون
باي ذنبٍ تقتلون
إخوة لنا
يُقاسموننا الجوع والأمل
يكابدون معنا مرارة الحياة
يغنون للأمل

لا بارك الله بهم
أءهلنا يقتلون
إخوتنا
بناتنا
روعة الأمل في عيون الصبايا
ويجرحون

آهٍ لو عاش من مات
آهٍ لو يعود أبو العباس
ومن اُغتيلَ ظلما"
ليقهروا العراق
ليسرقوا البلاد
آهٍ لو عاد
فماذا يفعلون
لا بارك الله فيهم

مشاركة لكل أخ في الوطن مكلوم

أحمد عاصم آقبيق

الأحد، 14 نوفمبر 2010

بين الواجب والتمني

نُغمضُ أعيننا عن أشياء كثيرة ، كان من الواجبُ علينا أخذها بعينِ الاعتبار .

ونغمَ ٌ أعيننا عن أمورٍ تكاد أن تكون من أساسيات وجودنا وكياننا ، قد يحملنا على ذلك إما سوءُ تقديرٍ للعواقب ، أو لا مبالاةٍ مُفرطة ، أو كثير من حسنِ الظن ، والتواكل على رب غفورٍ رحيم .في حين أن المطلوب هو تَبصُّرٌ وبصيرةٍ نافذةٍ تقود إلى تَعَقُّلٍ ورؤيا صادقة لما يجب أن يكون .

ونغمض أعيننا عن مفاهيم يعتبرها المجتمع وخاصة العربي من الأساسيات الراسخة ، والثوابت التي لا مجال لتأويلها ، ومهما اختلفت تسمياتها فمن موروث ثقافي ، أو عادات وتقليد ، أو ما شابه . والنتيجة أننا نخطأ كثيرا" إذا سلمنا بهذا التأويل الذي ما كان لولا تواكُلُنا واتكالنا على الجوانب المُبَشّرَة لصفات المولى عز وجل أولا" . وعلى ضعف الإيمان والاعتقاد ثانيا" .

إن الإسلام قد جاء كُلاًّ متكاملا" غير منقوصٍ ، دعوة ودين لا يقبل التجزئة في الاعتقاد به ، إذ لا يمكن أن نقبل بهذا ونؤجّل ذاك ، أو نستعجل العمل بشِقٍّ ونهمل الشق الآخر . تدفعنا لذلك مصلحة أو منفعة خاصة وشخصية ربما تؤدي لكسبٍ غير متوقعٍ سريع .

إن الإسلام ذلك الدين الذي بني على خمس ، لم يأت إلا ليكون إيمانا" متكاملا" بالجزء مع الكل . إيمانا" مطلقا" بأن ما جاء به هو الحق ، وأن الحق لا تعلوا عليه مصلحة كبيرة كانت أو صغيرة تتعلق بالأخلاق أو التشريع أو المعاملة بين الناس. ومن الإيمان بهذا المفهوم بكل جوانبه ، تنعكس من النفس شموسا" نورانية تتحكم بأفعال من وصلوا ، وقدّروا الأمور حق تقديرها وَوَعوا بأن طول الأمل خسارة للمرء ، والعمل خير للعاجلة والعاقبة .

من خلال مراقبة شديدة للأمر ( لا ) ، أي من خلال معايشة مفهوم النهي الذي تترتب على مخالفته عواقب تتسلسل من الصغير إلى العظيم ولكل جزاؤه وعقابه .

من هنا نصل إلى القلل بأن إغماض العيون عن الصغائر قد يقود إلى أعظم الكبائر ، إذ لا صغيرة مع الإصرار .وهذا يقود بالضرورة إلى الاهتمام والتبصر بجميع الأمور التي تعترض حياتنا ، ونبذ التواكل والاتكال والفأل الحسن . فاليوم استطاعة على العمل الصالح واكتساب الأجر . وغدا" الشوق لاكتساب الأجر ، لكن للأسف لا يوجد عمل لنانستطيع أن نقدمه حتى نكتسب الجسنات ، بل حساب .

إننا لا ننادي بالقنوط من رحمة الله ، لكنا ننادي بالوعي لمعنى رحمة الله .

إن الله كما كان غفورا" رحيما" ، فهو شديد العقاب . وإننا كأمة عربية نزل كتاب الله بلغتها فَكَرّمها ، حري بنا أن نصول ونجول بتلك الآفاق الرحبة ، والبحور الزاخرة للمعرفة واستنباط الأحكام من ذلك الكتاب ، لنصل في النهاية لمفهوم واسع للإيمان .

( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . هذا قول الرسول لن يأتِ من فراغ ، إنما أتى من إيمان بتشريع كاملٍ متكامل ، نرجو أن نؤوب إليه . علها تقوم لنا قائمة مرة أخرى .



أحمد عاصم آقبيق

08/ذي الحجة 1431هـ

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

َلا مضقصِدي إكتُب لَجِل تِفهَم عناويني

ولا مَقصِدي أكتُب لَجِل تفهَم عناويني
أنا أكتُب لَجِلَْ قلبك يِتعَنا ، ويِقراني

أما أنا فإني أتعمد أن أكتب إليك يا زهرة حَوَت جميع ماتحتوي الزهور الساحرات من معاني .
أنا أكتب لأجل أن تفهميني ، وتعيشي معي نبضَ حروف صَفَفْتُها كي تكون عرس فرحة وبهجة لقاءٍ ، بعد شوق جارف ، وحرقة ابتعادٍ أحرقني ، فوددت أن أكتب إليك لغة حرفٍ يُظهِر بأنك أنثى تملك مالا تمتلكه الأنثى منذ أن كان هنالك نساء . نفسُ تواقةٌ لكل جميل ، ومشاعر ألوانها كقوس قُزَح ، يحار المرء كيف يغشى بعضها أو جميعها .
وأكتب إليك . ليس لغيرَكِ ، كلاما" ليس منظوما" ولا منثورا" كلام يصدر عن قلب مكلوم بصدك، ونفس جريحة بعزوفك ، وحياةً تمتلىءُ بالوجوم لأنك شئت أن تبقي بعِيدةً عنها .

احَلِّق ابسَما الآهات ولْحَدَن يسأل شِفيني
أموت بحالي وبغرّد نشيد الحزن بأفناني

وأناجيك كي لا تبقي وحيدةً مع سراب الأماني ولهفة الحنين وشوق الجسد والنفس . وأناجيكِ لأن في مناجاتي لكِ شفاء من كل جرحٍ أَوجَدتِه أنت بمعاندتك ، فترك ثَلما" لا يبرأ ، ومع ذا لا زلتُ أكتب إليك لن وجودك ما هو إلا رشفَة ماءٍ لمحروق حياته ترتكز علر سقيا واحدة للماء .
واكتب إليك . أتعمد أن أفصح عما يعتريني من حكاياتِ شَيِّقاتِ يسردن حكايتي مع جمالك ، وولع قلبي من الاشتياق إليك ِ. ومع الحكاياتِ ،زُهيراتٍ جميلاتٍ يعزفنَ للروح لحناً أوله كلمة أحبكِ ، وآخره كلمة عشقٍ يَقلْنَها ، ولكن كل زهرة بلون ونَغَمة .وأرددها وعمري وَلَهٌ واشتتياق .

و قرأتك ، ولا زلت أتَهَجَّى حروف اسمك ،و كيف أفرق بين روعة الأنثى وكنه َالاسم .
وقرأتك بقصيدك ِ ، بما تحتويهِ المعاني من لغات ا ، وبما تحتويه الحروف من ألوانِ.
وقرأتك سيدتي ، لا أستطيع إلا أن أقول لك ، أحبك.
فهل سيطول انبهاري وولهي ، حتى تقولين .

أحمد عاصم آقبيق
10/11/2010م

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

تُرَى

تُرَى
هل نكونُ أو لا نكون ؟
وهل نستطيعُ أن نَدحَرَ العدوان ؟
أَيَّا" كان
بالحجارة ، وبالسيوف وكل متاح لنا لصد ذِ كلّض عدوان
أن نصنعَ أسلحة
نَقَشَ الزمان عليها تأريخا" لثَورةٍ وَحُلُمٍ وبركان.
تُرى
هل نستطيع أن نهزِم
من يقتلون بناتها
صناديق ذكرياتِ نساءَنا
يُصَوِّبونَ رصاصهم لصدرِ الأمَّ
ويقتلون لنا أولادنا الصبيان .
في العراق وفلسطين وبلاد الأفغان

تُرى،
هل نكون أو لا نكون؟هل سنهزم جنودا"، من أممٍ فختلفة
بعضهن انجليزا"
وأغلبهم أمريكان
جاءوا ليتاجروا بثروات الوطن
ليقهروا أرضَ البلاد
يُدَمِّرون تالاتِ النخيل يُجَوِّعُوا الإنسان ؟

يُريدونَ أن يُركِعوا الصمود ، ويَقهُرونا
لِنُسَلِّم لهم
نصفِّقَلهم
نقول: أنتم غِياثنا ، فارحمُ الإنسان
وأجيرونا من ظُلمِ إخوة لنا
في أرضِ الوطنِ
من بني الإنسان .

لا ، ياغُزاةَاليوم
نحنُ شَعبٌ لا يُضام
سنَقهَركم ، سنَدحَرُ العدوان
سننثُرُ الطيوب
ونُعلي رايات العُربِ
في كل مكان
وسَيُدحَر العدوان
لِيَحيا كلُّ إنسان.

أحمد عاصم آقبيق
09/11/2010م

الأحد، 7 نوفمبر 2010

وَ حادثتني

وَحَادَثَتنِي

وحادَثَتني . قالت : هَلُمَّ إليَّ . دَعني أشعِرُكَ بِلَحظاتِ دفءٍ لم ولن تشعر فيها مع امرأةٍ قبلي ولا بَعدي . أداعبُ شَعرَكَ بأصابعي النَّحيلة كي نَعزِف سويَّة لحن خلود الحب ، وابتعاد جميع المعاني التي ترتبطُ بالرحيل .
مسكينةٌ حبيبتي . لم تكن لتعلَم بأني لا أنتظر منها دعوة ، فهي عندي أحلى ما وعى القلب ، وجَال بالخاطر من حديث ، و من خَفَقاتِ قلب ٍ ، وبعضٌ من تخاطُرِ شجون بعيد ،خوفا" من ظنونِ وداع .
مسكينةٌ هي . لم تعلم بأنها دخَلَت عالمي ، من خلالِ عبقٌ لطيبها ، ومن شذاها ، ومن نعومة الحنَّةِ وقد نَقَشت ، كلمة أحِبُّكَ ، على راحة كَفَّيها وهي لم تعلم بأني رَأيتَها .، ومن لحظِ الجُّفونِ ، وغّزَلٍ للعيون .
مسكينةٌ هي . لم تتخَيَّل باني وبهذهِ السُّرعةِ قد انتهيتُ من تّمّلٌّكِها ، فهي ليست الآن لشخصها حتى ، بل هي لي أنا ، أغازلها متى أهوى أ أضمها بعنفٍ إلى صدري ، وَلأُلاَمِسُ ثغرَها بِشدوِ حنيني . وأنا أدّندِنُ لها ، ثلاثية العشق ، أحبكِ أولا" ، وتاليها أحبكِ أنا ، وأحبك ثالثها ، و أبَدِ السنين .
وحادَثَتني من بعيد . تقولُ تَعالَ إليَّ . مسكينة هي , لم تكن لتدرك أني في قلبها وجَسَدها نِسمَة َ روح ٍ ، وَدَفقَةَ دمٍ ، وحياة ،وحياة .
مسكينةٌ هي لم تعلم بعد بأني سرقت منها القلب والروح ، وزيادةً عن ذلك قوارير من عطر فريد ، كان العطر يَتَجَمَّل منها لأنها بعضٌ من أنفاسِ حبيبتي التي أحب . والحُسنُ يَغار ، وزِرقَةُ السماءِ والبحر تغار لأن لونها بَدَءَ يَغارُ من ثوبٍ ارتدتهُ ، لي . حبيبتي .

أحمد عاصم آقبيق
07/11/2010م

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

وَتتَتّهمينني بالحب

وتَتَّهمينني ، بالحب

وأقول : لكِ زيدي من اتهامي ، و تَمَلَّكي في نفسِ الوقت ، قلبي وكياني ، وسُويعاتِ هناءٍ ، وشَجوٍ وأمَاني
فلقد سَعِد قلبي باتهامِك لي، فَدَفَعتِني لأَِن ُأغرقَ نفسي في بحورٍ من الأوهام ، أمواجُها بعضا" من مشاعرِ أنثى ، وبَعضَها الآخر رُؤىً ، تحكيها أمنياتُ امرأة تَسبَح في آفاقِ امرأةٍ وُجِدَت آفاقُها وتَحَددَت مَعَالمِها منذ الساعةَ التي شَعرَت فيها بأنني ليسَ فقط أحبها ، بل غَارقٌ في حبِّها حتى الثمَالة .
وتَتَّهمينني بالحب ، لَيتَكِ لم تفعلي لأنك شَارَكتِني ، في آفَاقِ أَبعادٍ ليسَ لها وُجُودٌ بَعدُ ، آفاقٌ نَحَتَ كُلٌ مِنَّا أول حرفٍ من اسمه على مداخلها حتى يُخَلِّدُنا عالَم الحبِّ ، وعوالِم ِالعاشقين .
وتتهمينني بالحب . لا تُغضِبينني بذلك ، فأنا لا أخافُ أن اُتهّمَ بجريمةِ حبٍ ، لَولاكِ لم يكن هنالك عالم للحبِّ أجوب فيهِ بِسَعدي وَشَقائي ضمنَ عَوالِمَها التي تَجَمَّلَت حين عَلِمَت بأنكِ أنتِ سَبَبَ وجودها .
وتتهمينني بالحب ، ألم تعلمي بأن اتهامكِ أَوجَد َ لي سبَباً لكي أحترفَ حبٌّ من نوع جديد من الجمال أنتِ سَبَبُهُ ، حبٌّ يَهتَمُّ بمزجِ الألوان . كي أستطيع أن أرسُمَ جمالَ لون عينيكِ واخضرارهُ الأحلى ؟ أو لون شعرك المغرِق في السواد ،كعَالَمِ ناسِكٍ معتزِلٍ لجميع ما يُمكِنُ أن يكون موجودا" ، حتى لا يُلهيهِ الوجودُ ، عن تعبُّد اللون الأسودِ لأنه بعضٌ من لَون شعَرَكِ يا فاتنتي .
وتتهمينني بحبك ،ولهفتي إليك ، فأنا لو احترفت حفر الأخاديد وأوقدتُها نارا" لما وجدت أطيب من طعم العذاب ، لأن عذابي كان مُجمَلُه بِسَبَبَكِ أَنتِ .
وَتَتَّهِمينني 0

أحمد عاصم آقبيق
02/11/2010م

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

بدر شاكر السياب

)
بدر شاكر السياب
بدر شاكر السياب (24 ديسمبر 1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.

سيرته الأدبية
اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الإنسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي وما زال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة، ومن ثم بينهما وبين شاذل طاقه والبياتي.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السيات موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي". سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
حياته
عاش بدر طفولة سعيدة غير إنها قصيرة سرعان ما تحطمت إذ توفيت أمه عام 1932 أثناء المخاض لتـترك أبناءها الثـلاثة وهى في الثالثة والعشرين من عمرها. وبدا بدر الحزين يتساءل عن أمه التي غابت فجأة، وكان الجواب الوحيد: ستعود بعد غد فيما يتهامس المحيطون به: أنها ترقد في قبرها عند سفح التل عند أطراف القرية وغابت تلك المرأة التي تعلق بها ابنها الصغير، وكان يصحبها كلما حنت إلى أمها، فخفت لزيارتها، أو قامت بزيارة عمتها عند نهر بويب حيث تملك بستانا صغيرا جميلا على ضفة النهر، فكان عالم بدر الصغير تلك الملاعب التي تمتد بين بساتين جيكور ومياه بويب وبينها ما غزل خيوط عمره ونسيج حياته وذكرياته وما كان أمامه سوى اللجوء إلى جدته لأبيه (أمينة) وفترة علاقته الوثيقة بأبيه بعد أن تزوج هذا من امرأة أخرى سرعان ما رحل بها إلى دار جديدة بعيدا عن بدر وأخـويه، ومع أن هذه الدار في بقيع أيضا، غير أن السياب أخويه انضموا إلى دار جده في جيكور القرية الأم، ويكبر ذلك الشعور في نفس بدر بأنه محروم مطرود من دنيا الحنو الأمومي ليفر من بقيع وقسوتها إلى طرفه تدسها جدته في جيبه أو قبلة تطبعها على خده تنسيه ما يلقاه من عنت وعناء، غير أن العائلة تورطت في مـشكلات كبيرة ورزحت تحت عبء الديون، فبيعت الأرض تدريجيا وطارت الأملاك ولم يبق منها إلا القليل يذكر بالعز القديم الذي تشير إليه الآن أطلال بيت العـائلة الشاهق المتحللة ويذهب بدر إلى المدرسة، كان عليه أن يسير ماشيا إلى قرية باب سليمان غرب جيكور لينتقل بعدها إلى المدرسة المحمودية الابتدائية للبنين في أبي الخصيب التي شيدها محمود جلبي العبد الواحد أحد أعيان أبي الخصيب، وكان بالقرب من المدرسة البيت الفخم الذي تزينه الشرفات الخشبية المزججة بالزجاج الملون الشناشيل والتي ستكون فيما بعد اسما لمجموعة شعرية متميزة هي شناشيل ابنة الجلبي- الجلبي لقب للأعيان الأثرياء- وفى هذه المدرسة تعلم أن يردد مع أترابه أهزوجة يرددها أبناء الجنوب عند هطول المطر، ضمنها لاحقا في إحدى قصائده :
يا مطرا يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطرا يا شاشا عبر بنات الباشا
وفى هذه المرحلة المبكرة بدأ ينظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة في وصف الطبيعة أو في السخرية من زملائه، فجذب بذلك انتباه معلميه الذين شجعوه على النظم باللغة الفصيحة، وكانت العطلة الصيفية التي يقضيها في جيكور مجلبة لسروره وسعادته إذ كان بيت العبيد الذي غدا الآن مهجورا، المكان المحبب للعبهم برغم ما يردده الصبية وخيالهم الفسيح عن الأشباح التي تقطنه وكانت محبة جدته أمينة تمنحه العزاء والطمأنينة والعطف غير انه سرعان ما فقدها إذ توفيت في أيلول 1942 ليكتب في رثائها قصيدة:
جدتي من أبث بعدك شكواي؟ طواني الأسى وقل معيني أنت يا من فتحت قلبك بالأمس لحبي أوصدت قبرك دوني فقليل على أن اذرف الدمع ويقضى على طول أنيني

وتفاقم الأمر إذ باع جده ما تبقى من أملاكه مرغما، إذ وقع صغار الملاك ضحية للمالكين الكبار وأصحاب مكابس التمر والتجار والمرابين وكان بدر يشعر بالظلم واستغلال القوى للضعيف وكانت طبيعته الرومانسية تصور له مجتمعا مثاليا يعيش فيه الناس متساوين يتعاون بعضهم مع بعض بسلام هذه النظرة المثالية عمقها شعور بدر بأن أسرته كانت عرضه للظلم والاستغلال فضلا عما لحق به إذ فقد أمه وخسر أباه وأضاع جدته وسلبت حبيبته منه وكان قد بدأ يدرك انه لم يكن وسيما هذا كله احتشد في أعماق روحه ليندلع فيما بعد مثل حمم بركان هائج تدفق شعرا ملتهبا في مدينة بغداد صيف 1943 أنهى بدر دراسته الثانوية، وقـبل في دار المعلمين العالية ببغداد (كلية التربية) وكان في السابعة عشرة من عمره ليقضى فيها أربعة أعوام وعثر (محمود العبطة) على درجات الشاعر في الصف الثالث من الدار المذكورة في مكتبة أبي الخصيب وبحيازة مأمورها الأستاذ عبد اللطيف الزبيدي، وهي من جملة الوثائق التي أودعتها زوجة المرحوم السياب ففي المكتبة عندما زار وفد من مؤتمر الأدباء العرب السادس ومؤتمر الشعر العربي، أبي الخصيب وقرية الشاعر جيكور وهي وريقة بحجم الكف مطبوعة على الآلة الكاتبة تشمل المعلومات التالية
نتائج الطلبة 1946 - 1947
اسم الطالب : بدر شاكر السياب
الصف والفرع : الثالث – اللغة الإنكليزية
اللغة العربية 97 / اللغة الإنكليزية 91/ اللغة الفرنسية 90/ الأدب الإنكليزي 76 /التاريخ الإنكليزي 72/ علم النفس 89/ التعليم الثانوي 84/ الترجمة 88/ المعدل 86
النتيجة : ناجح الثاني في صفه عميد دار المعلمين
كتب السياب خلال تلك الفترة قصائد مترعة بالحنين إلى القرية والى الراعية هالة التي احبها بعد زواج وفـيقة ويكتب قصائده العمودية أغنية السلوان وتحية القرية.. الخ
ويكسب في بغداد ومقاهيها صداقة بعض من أدبائها وينشر له ناجي العبيدي قصيدة لبدر في جريدته الاتحاد هي أول قصيدة ينشرها بدر في حياته تكونت في دار المعلمين العالية في السنة الدراسية 1944-1945 جماعة أسمت نفسها أخوان عبقر كانت تقيم المواسم والحفلات الشعرية حيث ظهرت مواهب الشعراء الشبان، ومن الطبيعي تطرق أولئك إلى أغراض الشعر بحرية وانطلاق، بعد أن وجدوا من عميد الدار الدكتور متى عقراوي، أول عميد رئيس لجامعة بغداد ومن الأساتذة العراقيين والمصريين تشجيعا
كان السياب من أعضاء الجماعة، كما كانت الشاعرة نازك الملائكة من أعضائها أيضا، بالإضافة إلى شاعرين يعتبران المؤسسين للجماعة هما الأستاذان كمال الجبوري والدكتور المطلبي، ولم يكن من أعضائها شعراء آخرون منهم الأستاذ حازم سعيد من مواليد 1924 وأحمد الفخري وعاتكة وهبي الخزرجي ويتعرف بدر على مقاهي بغداد الأدبية ومجالسها مثل مقهى الزهاوي ومقهى البلدية ومقهى البرازيلية وغيرها يرتادها مع مجموعة من الشعراء الذين غدوا فيما بعد (رواد حركة الشعر الحر) مثل بلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم ويلتقي امرأة يحبها وهي لا تبادله هذا الشعور فيكتب لها

أبي.. منه جردتني النساء وأمي.. طواها الردى المعجل ومالي من الدهر إلا رضاك فرحماك فالدهر لا يعدل
ويكتب لها بعد عشرين عاما- وكانت تكبره عمرا- يقول
وتلك.. لأنها في العمر أكبر أم لأن الحسن أغراها بأني غير كفء خلفتني كلما شرب الندى ورق وفتح برعم مثلتها وشممت رياها؟
غلام ضاو نحيل كأنه قصبة، ركب رأسه المستدير كحبة الحنظل، على عنق دقيقة تميل إلى الطول، وعلى جانبي الرأس أذنان كبيرتان، وتحت الجبهة المستعرضة التي تنزل في تحدب متدرج أنف كبير يصرفك عن تأمله العينين الصغيرين العاديتين على جانبيه فم واسع، تبز (الضبة) العليا منه ومن فوقها الشفة بروزا يجعل انطباق الشفتين فوق صفي الأسنان كأنه عما اقتساري وتنظر مرة أخرى إلى هذا الوجه الحنطي فتدرك أن هناك اضطرابا في التناسب بين الفك السفلي الذي يقف عند الذقن كأنه بقية علامة استفهام مبتورة وبين الوجنتين الناتئتين وكأنهما بدايتان لعلامتي استفهام أخريين قد انزلقتا من موضعيهما الطبيعيين وتزداد شهرة بدر الشاعر النحيل القادم من أقصى قـرى الجنوب، وكانت الفتيات يستعرن الدفتر الذي يضم أشعاره ليقرأنه، فكان يتمنى أن يكون هو الديوان

ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل أنفاسي الحرى تهيم على صفحاته والحب والأمل وستلتقي أنفاسهن بها وترف في جنباته القبل
يقول محمود العبطة: عندما أصدر الشاعر ديوانه الأول أزهار ذابلة في 1947 وصدره بقصيدة من الشعر العمودي مطلعها البيت المشهور(ديوان شعر ملوْه غزل بين العذارى بات ينتقل)
اطلع على الديوان الشاعر التقدمي الأستاذ علي جليل الوردي، فنظم بيتا على السجية وقال للسياب، (كان الأولى لك أن تقول ديوان شعر ملوْه شعل بين الطليعة بات ينتقل)
وفى قصيدة أخرى يقول:
يا ليتني أصبحت ديواني لأفر من صدر إلى ثان قد بت من حسد أقول له يا ليت من تهواك تهواني ألك الكؤوس ولى ثمالتها ولك الخلود وأنني فاني؟
ويتعرف السياب على شعر وود زورت وكيتس وشيلى بعد أن انتقل إلى قسم اللغة الإنجليزية ويعجب بشعر اليوت واديث سيتويل ومن ثم يقرأ ترجمة لديوان بودلير أزهار الشر فتستهويه ويتعرف على فتاة أضحت فيما بعد شاعرة معروفة غير أن عائق الدين يمنع من لقائهما فيصاب بإحباط آخـر، فيجـد سلوته في الانتماء السياسي الذي كانت عاقبته الفـصل لعـام دراسي كامل من كليته ومن ثم سجنه عام 1946 لفترة وجيزة أطلق سراحه بعدها ليسجن مرة أخرى عام 1948 بعد أن صدرت مجموعته الأولى أزهار ذابلة بمقدمة كتبها روفائيل بطي أحد رواد قصيدة النثر في العراق عن إحدى دور النشر المصرية عام 1947 تضمنت قصيدة هل كان حبا حاول فيها أن يقوم بتجربة جديدة في الوزن والقافية تجمع بين بحر من البحور ومجزوءاته أي أن التفاعيل ذات النوع الواحد يختلف عددها من بيت إلى آخر وقد كتب روفائيل بطي مقدمة للديوان قال فيها نجد الشاعر الطليق يحاول جديدا في إحدى قصائده فيأتي بالوزن المختلف وينوع في القافية، محاكيا الشعر الإفرنجي، فعسى أن يمعن في جرأته في هذا المسلك المجدد لعله يوفق إلى أثر في شعر اليوم، فالشكوى صارخة على أن الشعر الربي قد احتفظ بجموده في الطريقة مدة أطول مما كان ينتظر من النهضة الحديثة إن هذه الباكورة التي قدمها لنا صاحب الديوان تحدثنا عن موهبة فيه، وان كانت روعتها مخبوءة في اثر هذه البراعم - بحيث تضيق أبياته عن روحه المهتاجة وستكشف الأيام عن قوتها، ولا أريد أن أرسم منهجا مستقبلا لهذه القريحة الأصيلة تتفجر وتفيض من غير أن تخضع لحدود والقيود، ولكن سير الشعراء تعلمنا أن ذوي المواهب الناجحين، هم الذين تعبوا كثيرا، وعالجوا نفوسهم بأقصى الجهد، وكافحوا كفاح الأبطال، حتى بلغوا مرتبة الخلود ويتخرج السياب ويعين مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في مدينة الرمادي التي تبعد عن بغداد تسعين كيلومترا غربا، تقع على نهر الفرات. وظل يرسل منها قصائده إلى الصحف البغدادية تباعا، وفى يناير 1949 ألقي عليه القـبض في جيكور أثناء عطلة نصف السنة ونقل إلى سجن بغداد واستغني عن خدماته في وزارة المعارف رسميا قي25 يناير 1949 وافرج عنه بكفالة بعد بضعة أسابيع ومنع إداريا من التدريس لمدة عشر سنوات، فعاد إلى قريته يرجو شيئا من الراحة بعد المعاملة القاسية التي لقيها في السجن ثم توجه إلى البصرة ليعمل (ذواقة) للتمر في شركة التمور العراقية، ثم كاتبا في شركة نفط البصرة، وفى هذه الأيام ذاق مرارة الفقر والظلم والشقاء ولم ينشر شعرا قط، ليعود إلى بغداد يكابد البطالة يجتر نهاراته في مقهى حسن عجمي يتلقى المعونة من أصحابه اكرم الوتري ومحي الدين إسماعيل وخالد الشواف، عمل بعدها مأمورا في مخزن لإحدى شركات تعبيد الطرق في بغـداد وهكذا ظل يتنقل من عمل يومي إلى آخر، وفى عام 1950 ينشر له الخاقاني مجموعته الثانية (أساطير) بتشجيع من أكرم الوتري مما أعاد إلى روحه هناءتها وأملها بالحياة، وقـد تصدرتها مقدمة لبدر أوضح فيها مفهومه للشعر الجديد الذي يبشر به ويبدأ بدر بكتابة المطولات الشعرية مثل أجنحة السلام واللعنات وحفـار القـبور والمومس العمياء وغيرها ويضطرب الوضع السياسي في بغداد عام 1952 ويخشى بدر أن تطاله حملة الاعتقالات فيهرب متخفيا إلى إيران ومنها إلى الكويت بجواز سفر إيراني مزور باسم (على آرتنك) على ظهر سفينة شراعية انطلقت من عبادان في يناير 1953، كتب عنها فيما بعد قصيدة اسمها فرار 1953 وهناك وجد له وظيفة مكتبية في شركة كهرباء الكويت حيث عاش حياة اللاجئ الذي يحن بلا انقطاع إلى أهله ووطنه، وهناك كتب أروع قصائده غريب على الخليج يقول فيها:
مازلت اضرب، مترب القدمين أشعث في الدروب تحت الشموس الأجنبية مـتخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب بين العيون الأجنبية بين احتقار، وانتهار، وازورار.. أوخطيه والموت أهون من خطيه من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية قطرات ماء.. معدنية
دواوينه
• أزهار ذابلة 1947م.
• أعاصير 1948
• أزهار وأساطير 1950م.
• فجر السلام 1951
• حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
• المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
• الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
• أسمعه يبكي
• أنشودة المطر 1960.
• المعبد الغريق 1962م.
• منزل الأقنان 1963م.
• شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
• سفر أيوب.
• في المستشفى.
نشر ديوان إقبال عام 1965م، وله قصيدة بين الروح والجسد في ألف بيت تقريبا ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة ديوان بدر شاكر السياب 1971م، وقدم له المفكر العربي المعروف الأستاذ ناجي علوش. وله من الكتب مختارات من الشعر العالمي الحديث، ومختارات من الأدب البصري الحديث. ولم مجموعة مقالات سياسية سماها "كنت شيوعيا".