الثلاثاء، 27 مارس 2012

الجمهورية العربية السورية

الجمهورية العربية السورية

يقول المثل عندنا في بلاد الشام ما معناه : ضع أمامك المجنون واشتم أهله . يتبيّن لك إن كان مجنونا" أم عاقلا" . وإني هنا لا أدافع عن أحد ، وإن كنت راسخ الاعتقاد بأنها مصالح متضاربة ، وصراع بين دول ترى كل واحدة منها رأيا" في الحوادث التي لا زالت تجري في الجمهورية العربية السورية ، وليس للعجب هنا مكان ، فجميعنا يعلم مداخلات الدول الغربية ، وخاصة في المنطقة وتطابق مصالحها وإن كانت تصب جميعها في عكس مصالح شعوب المنطقة وتطلعاتها .
أما العجب العجاب الذي بات من كثرة ترديده من إذاعات ومحطات فضائية مكتوب عليها بلغة عربية فهو الإشارة إلى الأحداث التي تقع في سورية على أنها بين فريقين أطلقوا على الأول اسم الثورة السورية ، وأطلقوا على الثاني اسم النظام ، أو جيش النظام ، أو عسكر النظام .
عمَّ يتكلمون ، إنهم يتكلمون عن دولة اسمها معترف به من قبل أن تكون لهم دول ، كان فيها رائحة فكر ومروءة عربية . قبل أن يغويها العزف على أنغام الشيطان الأكبر ، الولايات المتحدة الأمريكية . وفرنسا وكل من له مصلحة في هزيمة العرب . وعمَّن يتكلمون . أوَلم يعلموا بأن سورية في قيادتها الحالية ، هي الدولة الوحيدة التي عارضت المخططات التي لازالت تهدف إلى تقويض كيان كل شيء يحيي مقومات الكيان العربي ، من لغة وتاريخ ، وآمالٍ وألام .
أقول وأكرر ، نحن في سورية نسيج واحد يمزج بين الرئيس والمرؤوس . نحن في سورية دولة لها مقوّمات ، وإن تكاثرت عليها رياح تحمل نذير شؤم ، لا بشير خير . ولا خير في رياح مثلها تسوق غيوما" داكنة يحسبونها غيث ، وما فيها إلا خراب وتدمير ، لأن الخير يأتي من عند الله ، أما الريح العاصف التي تحمل الشر والخراب فهي رياح عليها ختم صغير يضعونه عادة على كل منتج ، ومنتجنا الثوري هذا الذي يتطلّع إلى الحرية والديموقراطية بمساعدة دول الاستعمار الجديد ، وبتمويل عربي فاضح ، مكتوب عليه اسم ثلاثي أضواء الموسم ( صنع تحت إشراف أمريكا وإسرائيل وبعض دول تعتقد بأنها عربية ) .

انتبهوا جميعا" ، إنكم تخاطبون شعبا" نيّرا" قد اختار الوقوف مع بلده ، مع قيادته ، مع تطلعاته إلى قيام تغيير قائم على المحاورة بين مختلف قطاعات الشعب وتوجهاته . وانتبهوا أيها السادة إلى أن توجيه الخطاب بجميع أطيافه إلى الناس ، له أصول . ولا تنسوا بأنكم تتكلمون عن دولة ، الدولة هي الجمهورية العربية السورية ، والرئيس هو فخامة الرئيس بشار الأسد . والشعب هو الشعب العربي السوري الكريم .

احمد عاصم آقبيق
27/03/2012م

الجمعة، 23 مارس 2012

أفضل صديق

أفضل صديق عندي
لا يخون
لا يعترض
لا يتدخل فيما لا يعنيه
لا يتدخل في السياسة ، وعنده رأي غالبا" ما يكون حصيفا" ، ولكن يحتفظ به لنفسه . ولا يبوح به
يود أن يبوح بما في صدره من ظلم الإنسان ، لكنه يقول :
( خليها جُوّا تجرح ، ولا تطلع برّا بتدبَح )
الكل عنده سواء ، ولا يعرف التّحَيُّز . فيقول هذا ابن بلد وهذا أجنبي .
لا يمتلك جواز سفر لأنه لا يؤمن بالانتماء الجغرافي ، عربي ويحمل الولاء لجميع البلاد العربية . ( أقول للبلاد العربية ) .
حمار صبور بامتياز ، كصبري على طائفة المديرين .و لنا عنهم حديث .
لا يعرف الاستغابة ، ولا النميمة ، ويرضى بما قسَمَهُ الله .

حماري من حمار اصيل فهو من جنس الحصان وفصيلته وهو مستأنس ويحمل جنسية دوليه جامعة ، مثله كمثل مثل جميع المندوبين الأمميين الذين يجوبون أنحاء المعمورة ، منهم الفنان ومنهم المناضل ومنهم المرتدي أزياء الحشمة و الوقار ، ومنهم الراقصات والفنانات ( خاصة المطالبات بعدم تقنين حرية الإبداع من هَزَ وِسط كما يقول احبائنا المصريين ، إلى ارتداء آخر صيحات اللانجري النسائي ، أمام الكاميرا ، ولاحظوا العفّة والخجل ) . ليدرسوا القضايا ، وخاصة قضية فلسطين ، وقضية السلاح النووي الذي تحاول كوريا الشمالية وبعض الدول الأخرى تطويره ( وما في حدا أحسن من حدا ) مع أنهم يعلمون بأن الدولة التي تحوز الرضى من مَجمَع النصب والسرقة العالمي ، يمكن لها أن تطوّر ما تريد تطويره ما دامت تحافظ على أسرار السمع والطاعة . وتمهَر عليها بجميع أنواع الخطوط .
وحماري في شكله العام أصغر من الحصان ، واقرب إلى البغل ( نتاج تزاوج الحصان والحمير ) . له راس كبير يتسع لجميع قضايا السلام والحرب منذ عهد قابيل وهابيل ، إلى عهد طَيِّب الّذ كر بِن يَمين نَتِن ياهو .وله أذنان طويلتان تدخل فيهما الكلمات فتأخذ طريقا" طويلا" حتى تصل غلى مراكز الفهم والرأي . وغالبا" ما يكون رأيه مُتَّزِن .
وحماري عاقلٌ موثوق استخدمه الَمصريون قبل أربعة آلاف عام . ويوجد منه في مصر نوعان ، أحدهما البلدي ، وهو صغير الجسم ، سريع السير . أما النوع الثاني فهو القبرصي ، يتحمل الشدائد ، ولا ينبس ببنت شفَة . لذلك أوصي بأن يكون من مِلاك الدولة . أما أجود أنواع الحمير فتُجلَب من السودان . وهي كبيرة الحجم ، مفتولة العضلات ن سريعة الحركة ، وسهلة الركوب .
حماري لا يعرف مقولة لا .
اعتزّ بصحبته ، ويكرمني إن أعطاني من بعض سجاياه . وكثير من حكمته .

وكتبه أخوكم
أحمد عاصم آقبيق
الجمعة 23/03/2012

الخميس، 22 مارس 2012

وقال : قلها يا عماه

وقال قلها يا عماه

وقال قلها يا عماه أضمن لك بها الجنة ,فهز العجوز برأسه منكرا"ا ، ثم قال بصوت خفيض : أخاف أن تعيرني قريش .. ومات ، ولم تنفعه قرابته من رسول الله ، وهو في ضحضاح من النار .
نحن نقولها كل يوم خمس مرات ، منذ ان وعينا وتاهّلنا لدراك معالي الأمر والنهي ، ومع ذلك لا زلنا في جهل تام كيف نسير في عوالم معانيها .نحن نعلم بأنها أساس الاسلام ، ومن قالها عَصَمَ دمه ، وكذلك نعلم بأن أركانت الاسلام خمس ، لكننا وللأسف لا زلنا نجهل بل نفتقر إلى الساس في المر وراسه .إقرار التصديق بالعمل . دمج معاني الإيمان بأحداث الحياة اليومية المتجددة ، ومتى بلغنا هذه النقطة وصنا إلى أول طريق اكتمال الإ]يمان .
قالت الأعراب آمنا ، قل لن تأمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان في قلوبكم .، ولم يرسخ بعدُ ، ومتى تم الأمر اكتمل الإيمان .
إن المولى حين اختار دين الاسلام ورضي به دينا" قرن تحقيق ما شرّع بالعمل الصالح والأداء الصادق من يقين العبد المؤمن ..لتكتمل الغاية من التشريع وهي كمال العبودية لله ، وصلاح الأمة ، ورضا الله على عبادة بالجنة عرّفها لهم .
إننا لم نصل بعدُ إلى الايمان المتلازم مع معنى لا إله إلا الله ، لأننا لم ندرك بأن رأس الأمر هو العمل . وأن الكلانم عدا ذلك مهما كان بليغا" لن يجدي فتيلا"، وأننا مهما ذكرنا الله في المناسبات الدينية فلن يكون لذكرنا نتيجة ، ذلك بأننا رضينا بالسهل ، وتجنبنا ركوب الصعاب . ولم ندرك بأن لا إله إلا اللهعمل دؤوب قامه عدم انتهاك حرماته تعاى والخضوع لأوامنره تصديقا" وعملا" .
إن لا إله إلا الله استنهاض لهمم المؤمنون كي يعايشوا ما أمر الله به ، ويبتعدوا عما نهى عنه .
إن لا ‘له ‘لا الله دين وعلم وحياة ، نقتبس منها رضا الله وعون الله وتوفيق الله .
إن لا إله غلا الله ، إنكار للشرك ، وإفراد للعبودية ، وتنزيه للخالق على أن يكون معه ندٌّ أو شريك . وقد فعلنا عكس ذلك فبرعنا في إظهار الصور ، فلا تدخل مكانا رسميا" أو عام حتى تطالعك الصور ، بعضهم باسم وبعضهم مقطب الجبين ، وبعضهم يقول مهما فعلتم ، غليس لكم غيري .
إن لا إله إلا الله ، إكرم ضيف ، وحسن وِفادة .

إن لا إله إلا الله إغاثة ملهوف ، واستجابة لنداء غرق .
إن لا غله إلا الله معاملة تكريم للأهل والولد .
إن لا إله ألا الله ، صدقٌ مطلق .
إن لا إله إلا الله نصرة المظلوم ، وأخذ على يد الظالم .عن لا إله إلا الله حجاب يمنعنا من دخول النار .
وأخيرا ، حَسَنا" أننا نعلم بأننا مسلمون . وحسنا نعمل لكي نكون مؤمنين .
إن في الايمان رحمة
زإن في الايمان حسن خلق
زإن في الايمان حسن جوار
وإن في الايمان مراعاة أهل الدمة وكفالة أمنهم ، وأن لا يروّعوا في أنفسهم وأموالهم وأهليهم .
وإن من الآيمان التحلي بالخلق الصالح ، ولقد كان لك في رسول الله أسوة حسنة .
فانكن دعاة . ولنكن قضاة ولكن قضاة يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويؤمنون بالله .

أحمد عاصم آقبيق
21/03/2012م

الأحد، 18 مارس 2012

الأقلام مطية الفطن

الأقلام مطيّة الفطِن

هكذا قيل ، وما أكثرها من أقلام بدأت تطغى على سطح الواقع المُعايَش في هذا العصر الذي أضحت فيه الكتابة المتنفس الوحيد لمن لا يستطيع ان يقول ، أو يفعل . ومع أن فيها الغث والسمين ، والممتع والمنفّر ، والآسِر والشجيَ ، إلا أنها جميعها مرآة لما ترسمه يد كاتبها من أحداث متنوعة ، والبعض يحكي ولو كان الكلام قيلا" عن قيل ، والبعض ياتي ببرهان ساطعِ مُفحِم . وهي في مجموعها لوحة تُصوّر بأمانة حالة الكاتب الثقافية والاجتماعية والأخلاقية ولا ريب .
إننا إذا نظرنا اليوم إلى عدد كبير لا يحصى من المنتديات والمواقع الاجتماعية ، ومواقع التحادث نجد بأن لغة القلم هي اللغة السائدة ،وهي تعكس أحد أمرين ،إما التوجيه والإيحاء بفكرة محددة ، مرسومة الهدف قبل ظهورها ، وفي هذا خطر شديد يهدد سلامة التحكم بالرؤية التي تقود إلى القرار بالمتابعة لمن عنده فسحة من التفكير والتروّي ، أو بالسمع والطاعة والانبهار بطريقة العرض، والإيحاء ، لمن يفتقر إلى الحذر من عواقب التسرّع ، وهذا متوفر في شريحة كبيرة من الناشئة . مما يقود أحيانا إلى التورّط بنتائج غير محمودة النتائج .وهنا تظهر أهمية التبصير أولا" ، ثم النصح ثانيا" و بطريقة مستوحاة من اللين والموعظة الحسنة .
أعود للأقلام وما تحتويه من سَمَة الكاتب وبصمته إن كان متمرّسا" بالكتابة وله بعض مواضيع مقروءة فإما أن يكون عطاؤه ملتهبا" بأوار التحدي دون وجَل ، وإما أن يكون لينا" في إيصال المأمول له أن يصل .
إن الكلمات نتاج يجب أن يتوخى فيه الكاتب أولا تقوى الله والخوف منه ، لأن الكلمة تترك أثرا" بليغا" عند قارئها ، وما يلفظ المرء أو يكتب إلا لديه رقيب عتيد ، وشهود ينطقهم الله يوم القيامة .
فلنكن دعاة خير ، ولنتخذ من البِلاغة والحصافة مركبا" يقودنا ومن يقرئنا إلى بر السلامة والأمان .

أحمد عاصم آقبيق
18/03/2012

الاثنين، 12 مارس 2012

شكرا" لكم جميعا" إنكم أهلي

شكراً لكم جميعاً ، فأنتم أهلي

قالوا له : صِف لنا نفسك . أنا إنما أنا رجل يَقَعُ إذا طِرتُم . ويَطيرُ إذا وَقعتُم . ولو وافق طيراني طيرانكم ، سقطنا جميعا. ولا أعقِّب على ذلك فهو قول ربما يكون بالنسبة إليه أمرٌ مُصيبٌ ، كونه مؤسس لدولة دعائمها ملك عضود ، يرى مالا نرى ، ويسمع مالا نسمع ، والقول لأمير المؤمنين معاوية ابن أبي سفيان ، صحابي رسول الله ، وكاتب الوحي ، ومؤسس الدولة الأموية .
أما عني فأنا من العامة ، يريبني ما يُريبُ الناس ، ويُشقيني شقاؤهم ، وأفرح لفرحهم ، فأنا منهم أجوعُ إذا جاعوا ، واُطعَم إذا طَعِموا . نقعُ جميعاُ وننهض جميعا ، ونحلمُ جميعا" ونبكي عندما يكون هنالك لزوم للبكاء .
كشفُ حسابٍ ، راجعته ليل أمس الأحد ، بعد أن أردتُ تقديم نفسي لمن لا يعرف عني ، وكشف حسابٍ في يوم عيد ميلادي ،وجدت فيه بأنهم صدقوا حين قالوا في الأمثال : بأن الأرض الواطِئةَ ، تشربُ مائها ، وماء ما جاورها من الأراضي . وأفلحَ من قال : إذا ضربك أحدُ على خدِّك الأيمن ، فأدِر له خدَّك الأيسَر، ليس من ذلٍّ ولا مهانة ً، وليس استكانة أو وضاعة . لأنك إن فعلت فأنت المالك ، وإن كان من ضربك ملك ، وفرق كبير من يمتلك بحدود ، ومن يكون مالكاً لكل الحدود.
كشف حساب راجعته ليلة أمس ، قرأت ما كتبت عن نفسي ، حسبت أنها رسالة نعي وإعلان موت . ولربما تكون حقيقة رسالة نعي لنفس عاشت فترة سابقة ، ورسالة نعي لطريق ، ورسالة نعي لفكرة ، ولمَ لا تكون رسالة ميلاد لشخص جديد ( لما بقي لي من عمر ) هكذا قالت حرفيّاُ إحدى الأخوات الكريمات في ردها على موضوع عيد ميلادي ، في المنتدى .
إنني لم أتخصص في علوم النفس أو الاجتماع ، لكني من خلال مواريث كثيرة ، ثقافية واجتماعية وعلمية ومن خلال المشاهدة والرؤية والاعتبار وأخيرا" التجربة التي تصقل المرء ، وجدت بأن من يكون مع الناس ، هو ابن الناس، سعادة ً وشقاءً وفرحاً ، وأن من يميّز نفسه ليكون فوقهم ، فليس منهم . وهو لاشك من المُبعَدِين . فلنكن أمة واحدة نؤمن بالله وتدعوا إلى الخير المطلق ، لا يهم لمن سيذهب هذا الخير مادام في النهاية سيهبط على أرض هذا المجتمع ليؤتي أكلَهُ ، ويعم خيره على أجمع الناس ولنكن أمة واحدة متراصّة تدعوا إلى مكارم الأخلاق ، إن ما ينفع الناس يمكث في الأرض ، وأما الزبد فيذهبُ جفاء .

شكراً لمن شاركي بعد أن قرأ موضوعي بعنوان يوم ميلادي ، فتفاعل مع ألمي وفرحي وأملي ، فكتب يرجو الصحة والعافية والسعادة لي . وخص بالشكر من تواصل معي على هاتفي ، فكان كلامه نوعا" من الصدق العميق ، وشكرا" له من قلب رفيق . وشكرا للأخت الكريمة التي وإن كان حديثها مقتضبا" الآ أنها تجشّمَت عناء الاتصال ، شكرا" لهما من قلب أخ محب لكل من جعلني أشعر بأنني لا أزال أحيا ، ولا زلت قادرا"على العطاء ، لقد والله ببساطتها أدمعت العين ، وطيَّبتِ الخاطر ، وقسماً بالله لو أنني ملكت الأرض جميعها ، ما كنت سعيدا أكثر من سعادتي بسماع لهفة من حادثني من إخواني وأخواتي ، في هذا المنتدى العزيز .
وأخيرا" ، لن أذكر أياً من الأسماء الكريمة . لكني أقول لكم . أنتم أهلي . أنتم جميعا أهلي . وشكراً لكم ، أحبتي .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 12/03/2012
.

الأحد، 11 مارس 2012

جاردينيا ورحلة اول يوم في العيد

رحلة أول يوم العيد

في ساعة متأخرة من الليل ، رنّ منبه هاتفي الجوال ، فتوجّست شرا" ، وتبعه جرس الهاتف في منزلي ، فانقلب صمت الليل والناس نيام ، إلى جَلَبةٍ وصراخ وخصام .
هذا مصباح ابني الكبير، وهذه أخته ربيعة التوأمين ،وهذه سارة على عجل دلفت إلى غرفتي مع أمها ، وهذه صغيرتي فتون تسأل ما بكم وبصوت حنون . ووقفت زوجتي صائحة مؤنبة كعادة جميع النساء يلزمهن أن ينبّهن على حصافتهن وبعد نظرهن في الأزمات والويلات ، وعاجلتني ألم تتعظ من طول لسان زوج الحاجة رتية ، مختار . ذاق من الويلات ما ذاق بسبب طول لسانه الذي يشبه المنشار ، ألك جلّدٌ على سهر الليالي وإرهاق السئلة والاستفسار إلى أخر مقام التنبيه ولتعذير .ورت سماعة الهاتف وهي سبب البلاء والانذار . قلت من : وجائني صو أخي كبير مرفي المنتدى طال الله عمره ن وأحسن إليه وأبرَّه قائلا" : هاتفتني السيدة الخكيمة ، مديرة المنتدى ، وصاحبة الرأي فيه الحصيف ، قال لي : اتصل بأبو مريم ، وأوصه واكد عليه وجوب حضوره بعد صلاة العيد لإلى موقف سفريات الأحلام ، فالجميع منتظرون . فهدا سرّي ، وافتر ثغري عن ابتسامة رضا ، وأردفت قئلا" لزوجتي لإخا السيدة جاردينيا تدعوني إلى رحلة أل المنتدى في أول أيام العيد. نبتعد فيها قليلا" عن متاعب الربيع الذي يعم الأرض العربية ولكل بلد عيده ، ونبهتني إلى أن اصطحاب الزوجة والولاد ممنوع . وأن المكان المنشود موقف مكتب سفريات الأخلام ن بعد صلاة العيد بالتمام . وابشري يا أم مصباح سترتاحين طيلة يوم غد مني ومن متطلباتي .
ووصت أول الواصلين في حقيبتي زوادة مقننة ن اوصتني زوجتي بان لا أدعي بسط اليدين واطعم منها السادة الأعضاء ، وخاصة منهن النساء . ومن يكون هاذا سألته فأجاب :أنا باشا محمد بحش سائق الحافلة التي ستاخذكم في رحلة العيد .
ههي السيدة الفاضلة مؤسسة المنتدى ومديرته السيدة جردينيا وقد تخلّت قليلا عن بعض وقارها وارشاداتها وتنبيهاتها ، وهبي تتأبط ذراع زوجها سي السيد بعد أن نزلا من السيارة خاصتهما . قالت له من غير مقدمات حرص على العودة إلى المنزل من أقرب الطرق إليه ، وراقب حركات وسكنات الخادمة الأندونيسية ، ومرها بأن تحرص على إطعام فاطمة ، وأن تدخلها إلى الحمّام بانتظام ، وتغير لها ملابسها عند الضرورة الاختياج .ولا تنسى أن توقظ امجد في العاشرة إن عنده مشوار مع رفاقه ، وخذ عبد العزيز وعبد الرحمن وابو أيوب بعد أن تلبسهم الخادمة ثياب العيد معك إلى عند العمة الوالد . ولا تثقلوا في المآكل والمشارب . اما عن سعاد فستكون معي لتعينني على الحزم والعزم . ولم أسمع من المسكين لا كلمتين قبل أن يدلف عائدا: سمعت وأطعت .
وبعد دقيقتن تقريباط توقفت انامنا عربة فارهة ، وإذا بصدمة العمر تترجل ومها سلال مليئة بالأطايب من الفواكه والخضار والحلويات والمكسرات ، وقالت خذ عني يا بو مريم . ألا ترى بأن الحمل ثقيل ؟ويقترب مني ولدي وأخي الشامخ ليدفعني إلى الوراء قليلا ليتولى عني حمل ما احضرته ، ولسان حاله يقول اللهم اطعمنا من جميع هذا ولا تحرمنا منه يارب العالمين .
وبعد قيل أطلت علينا السيدة الغاليىة ميرا وفي يدها بعض زاد وفي عينيعا بعض دمع ولما سالناها قالت : لقد نزلت من سيارة الأجرة واغلقت الباب ، وإذا بالسائق يمشي مسرعا" ولم استطع أن انزل حاجتي ، ولإذا بام الجميع السيدة جاردينيا تقول : محل الضيق يتسع لألف صديق ، نزلت أهلا" وللت سهلا" حبيبتي ميرا ، لقمة هنية بتكفي مية . وصعدنا جميعا إلى الحافلة واغلق باشابخش الباب وقادها بتمهل إلى خارج موقف السيارات ، فانتبهت إلى أن المركز الثاني في المنتدى يتحسس شيئا" تحت الكرسي ، فتشهدت وسلمت امري إلى الله وقلت سبحان الله الحي الذي لايموت اخرتك يا بو مريم عمل ارهابي ، ثم رأيته يخرج من تحت الكري عودا" بدأ ياعب أوتاره ، ثم صدح يبصوته الأجش اغنية فيروز : طِلعِت يَا مَحلَى نُرها شمس الشموسة . وكأن بي سائقنا الهمام يردد من طربه بصوت اخي تكش تمام يا فندم ، أمن الله أمان .أكلنا ، وشربنا ، وتبادلنا الطرائف والحديث ، وفي أخر النهار دنا ، وقد امضينا يوما من أسعد أيام العمر . وتوتة توتة ، خلصت الحتّوته

السبت، 10 مارس 2012

رحلوا لكنهم معنا

رحلوا ، لكنهم معنا

ليس من عادتي النكوص على عقبي ، ونسيان ما أقوله ، أو أكتبه . وليس لي أن أخرج عن ثوابتي التي ترى بأن الحشمة عند النساء القاسم المشترك الأعظم في كل ما يفعلنه في رحلة حياتهن ، إلا من بعض اللمم . فالاحتشام هو رأس الأمر كله ، وفيه خلاص هذا المجتمع الذي كثرت فيه التحديات التي تستهدف العقل أولا" ومتى استهدف العقل ، تبعه الاعتقاد والإيمان ، حتى نصل في النهاية إلى حالة من العبث ، كالتي وصلنا إليها اليوم تقريبا" ، إلا من رحم ربي .
كثير من الناس يؤدون أعمالا" نحسبها مفيدة لخدمة المجتمع ، وبعض منهم يزيدون على هذه الأعمال بعض من المَلَكَة الإبداعية والتفنن ، ليكون ناتج عملهم منافسا" لأسماء عالمية مشهورة . بذلك يكون أمر نسيانهم ، وما قدموه من فوائد أمر عسير ، وإن هذا لا يشمل الأعمال الحرفية المادية التي نستعملها في حياتنا ، يدوية كانت أم آليّة فقط ، بل يَطالُ أعمالا خلاقة تبعث في النفس ، درجاتٍ من الحبور والطمأنينة ونوعا"من التواجد في عالم أقرب إلى الحالِم ِ منه إلى الواقع الذي نحياه ونتأذى فيه . ومن هذه الأعمال التي برع العاملون فيها بتجسيد الخير والشر ، والنفع والضر ، والحقيقة والحلم .أعمال تركت في وجدان الأمة أثرا" لا يُمحى .بحيث رفعت بل زادت بشكل واضح لمستوى التفكير والإحساس بالمسؤولية في المجتمع .
أذكر مثالا" لهؤلاء ، و كثير منهم رحلوا ، لكنهم باقون في الوجدان عند من يذكرهم. ومنهم حسين رياض ، يوسف وهبة ، فؤاد المهندس ، استيفان روستي ، يحي شاهين ، ماري منيب ، عبد الوارث عسر ، عبد السلام النابلسي ، سراج منير وفاتن حمامة والقصبجي وزكريا أحمد ، ورياض السنباطي ، من مصر الخالدة ، وشوشو من لبنان ، وعبد اللطيف فتحي من سورية . وهذه كلمة وفاء .
واليوم ونحن نعيش في عالم بيعت فيه الفضيلة بأبخس الأثمان ، تظهر على السطح فقاعات تنسب إلى الأعمال الفنية ، تقدمها ثلّة من النساء اللاتي فقدن الحياء ، وماتت عندهن الفضيلة ، لا شك أن مصيرهذه الأعمال إلى زوال لأنها تحاكي المتعة الجسدية أولا" وأخيرا" . وهي لا تنتمي أصلا" إلى ثوابت مجتمعنا ، لأنها تسترخص الموضوع ، وتؤمن بأن التحرر من الحياء هو الوسيلة الوحيدة لغاية أرخص منها تكمن في الوصول إلى الشهرة والمال وبئس الهدف إذا كان على حساب التعرّي والتلوّي والعفّة والكرامة والشرف .أمام جميع الناس دون وازع أخلاقي بحجة أنه فن .
أهمس في أذن فنانة لبنانية مشهورة متزوجة ومقيمة في مصر أقول لها : اتق الله ، إن كنت تعرفين الله . فلقد ملأ الماء الكأس ، واتق يوما" ترجعين فيه إليه .

أحمد عاصم آقبيق
10/03/2012م

الجمعة، 9 مارس 2012

إبداع أم دِعارة

إبداع أم دِعارة



لقد خلق الله البشر مختلفين في أشكالهم والوانهم وشخصياتهم ، وأودع فيهم المواهب ، وجعل هذه المواهب تختلف من شخص لآخر ، رغما" عن أنهم يعيشون على أرض واحدة ، أو لربما كانوا يقطنون منظقة واحدة ، وقد تعود الناس على أن يطلقوا على صاحب الموهبة كلمة مبدع ، مع أن الابداع يختلف عن الموهبة ، فالمبدع هو الذي يبتكر افكارا" جديدة غير مالوفة، أو يطور فكرة موجودة لم يسبقه للبحث بها احد . وإنه من الواجب علينا أن نطور أفكارنا حتى نستطيع تحفيز عقلنا لينتج أفكارا" جديدة ، بطريقة إبداعية .

لقد تطرقنا في المقالتين السابقتين في هذه النافذة من المنتدى ، منتدى بحر العسل عن الابداع ومفهومه ، وعن الحرية . ولقد وجدنا أنه ليس من باب المصادفة أن تنتشر في هذه الأيام ظاهرة جديدة في مضمونها ، خبيثة في مقاصدها ، روّج لها الكثيرون من مثقفون وممثلون وشخصيات اجتماعية معروفة لها وزنها وتأثيرها . وهي ظاهرة تردد صداها في كافة مايمكن أن يكون إعلانا" سريعا" ودعوة لها ، في مجلات دورية ومقابلات تلفزيونية وإذاعية وكذا وسائط الاتصال من شبكات تواصل ومنتديات . وأعني بهذه الدعوى ( المحافظة على حرية الابداع ) التي تكفل المناداة لها جميع من كانوا مبتعدين عن الشرع الحنيف سابقا" ، والذين هالهم وصول التيار الاسلامي لسدة الأمر في مصر . وأنا هنا لا اهلل لهذا الوصول ن لنني وإن كنت إسلامي النزعة ، إلا أن الاسلام عندي ليس إشهار ، إنما عقيدة وعمل وجوهر .

( لا لوقف حرية الابداع ) ، فما هي حرية الابداع ، وهل تكمن في الإباحة لما أمر الله به أن يُستَر ويحجب ، أم مناداة للتبرء مما دعى الله إليه ، والانطلاق إلى عالم سابق من الجاهلية والتصحُّر الفكري والوجداني .فحرية الابداع كما هي واجبة هي الحرية التي تندرج تحت رؤية الشرع ، وما كان لأحد من الناس أن ياتي برأي من عنده إذا كان الله ورسوله قدبينوا حكم الشرع فيه .

( لا لوقف حرية الابداع ) ، وهل تكمن حرية الابداع في نشر الفاحشة والرذيلة ، وإبداء ما أراد الله في كتابه الكريم له أن يكون مكنونا"، لا يحل لأحد أن يتمتع به غير الذي يحل له شرعا" ، وفي ذلك محافظة على الخصوصية الشخصية ، ودرءا" لتأثير المفاتن على العامة .

إني لا أريد أن أثير الموضوع من وجهة نظر شرعية ، بل سأتحدث عنه من وجهة نظر المجتمع المحافظ ونظرته إلى الأسس الأخلاقية كطابع يترك بصمته على الأفعال والأعمال التي يقوم بها الأفراد والجماعات فيه ، متى بَلَغوا الحُلُم . والتي تراقبها السلطة الممثلة للجماعة وتحدد ضوابطها وحدودها ، بل وتصدر الأوامر الرادعة التي تضرب بيد من القسوة لكل من يحاول الخروج عنها ، بما تمتلكه من قوانين ، سُنَّت من أجل ذلك .

إننا إذا أردنا أن ننطلق من مفهوم لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ، فالقول في نقاشنا قول يتحدث عن كبيرة ومع الاصرار . وإذا كان الحجاب قد أنزل من لدن عزيز حكيم بقوله : (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ). [الأحزاب: 59] ،فكيف لهؤلاء الذين يُعتبرون نجوما" في المجتمع أن يجاهروا بالمعصية ، ألم يقرؤوا قوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).

وإذا خرجنا من مفهوم الشريعة لهذا الأمر ، ورجعنا قليلا" إلى أنفسنا وضمائرنا وقد فُطِرنا على الفطرة السليمة التي لا ترضى بالفُحش ، فهل يرضى أحدنا أن تكون الفضيحة والعار مَعلَما" يُمَيِّزه في مجتمعه ؟ إني لا أعتقد شخصيا" ، ولا أعتقد بأن الفطرة السليمة لأخّواتنا وبناتنا وزوجاتنا في مجتمعنا يَرضين غضب الله ورسوله ، وسخط المجتمع عليهن .

إن الفضيلة رأس الأمر ، وإن الرسول صلى الله عليه إنما بُعِث َ ليتمم مكارم الأخلاق ، ولا أظن أن ذو عقل ولُبٍّ يرى عكس ذلك .

أعود للقول ، بأن الابداع أمر مباح لا غبار عليه لكن ليس للإبداع أن يعلوا فوق سقف الشرع .

إن الدعوى التي يسوقها هؤلاء ، دعوة مبنية على الشك والريبة ، دعوى قوامها إشاعة الفاحشة بين بناتنا وأخواتنا ‘ عن طريق إظهار حالات خاصة جدا" لا ينبغي أن تُعرض على العامة من خلال تمثيل الأفلام بحجة ان ذلك من سياق الدراما ، وأن المشاهد الإباحية ، هي شيء ضروري ، لا مُكَمِّل .

وأخيرا نعود للموضوع الذي نبحث في هل ( لا لدعوى وقف الإبداع ) ؟ وهل هذا الذي أراه دِعارة ، يدخل ضمن الابداع

أحمد عاصم آقبيق

09/03/2012

الخميس، 8 مارس 2012

خواطر عاشق

خواطر عاشق
وبينما كنت مصادفة ًابحث عن نبأ يثلج الصدور ، أو عن خبر اسَرِّي به عن خاطري الكسير ن في ظل هذه الأجواء غير عادية التي تحيق بأمتنا العربية ، و مع أني نادرا ما أهتم بغير البرامج ذات الصفة الجادّة ، فلقد لفت نظري أثناء البحث ، صِبا أحّاذ ، وأجساد غَضّةً بَضّة تتمايل بدلال مقصود ، فتمهلت قليلا وقلت لا بد أنها هي القناة التي دأبت منذ افتتاحها على خلط الحابل بالنابل ، والغث والسمين ، بغية الوصول إلى حالة من التعوّد عند المتابع ، للنظر إلى لقطات التكشف غير المحمود لمفاتن المرأة بغية محاكاة الغرائز وهدم الأخلاق ، وإخراج عن التهذيب لجيل كامل اصبح ما يسمى بالعالم الافتراضي وما يحتويه ، إضافة إلى النت ، شغله الشاغل الذي قد يمضي من أجله البعض ، قرابة نصف يومه وهو يتقلب فيه من موقع لأخر . بغية إثارة الغريزة أولا ، والوصول إلى حالة من الخمول الذهني ثانياً .
وبعد أن مضت بضع دقائق وأنا أستعر أسماء ل عبي الأدوار ، تبين لي خطئي ، وأدركت بأني ظلمت الاخوة الأمريكان ،بافترائي عليهم ونسبة هذا الذي أاشاهده إليهم . فالمسلسل سوري عربي بامتياز ، اسمه : صبايا ، وهن فعلاً صبايا .
إن قلت مجازاً كالحور العين ، لا أكذب ، فأنا لم أشاهد الحور العين ، ولكني أرجو . وإن قلت أحلام خيال ، فما هي إلا تهيئات لمشتاق ، وإن قلت جماٌل لافِت ، فإنها خبرة محترفٍ وتجربة حاذق . وأزيد على ذلك عالم محترف للغنج والدلال ، وعرض لتيهٍ أقرب إلى الخيال . وما أصعب على رجل مثلي عاش مع النساء قرابة العقدين وبضع سنين ، يكتب إليهن ويغازلهن ، ويهفو إليهن، أن يتابع هجرهن . ولكنها هموم الوطن ، ومشاغل الأمة تبعدني عن عالم آسر ، ساحر اسم عالم النساء ، وليس فيه إلا نساء ، ونساء ، ونساء . ولعله عالم أتعشق كل شي فيه . ولعن الله التلفاز ، فقد أخرجني عن الرصانة بامتياز ، بعد إذ عزمت على التوبة منه والاستغفار ، وترك ما يجعلني متيم به ، والعودة إلى عالم الغفور الغفار .

أحمد عاصم آقبيق
08/03/2012

اراك أوباما والمرض المزمن

أوباما – نَتِن يَا هو . الزهايمر المطلَق

في كل يوم تقريبا" تتعرض الأمة العربية لمزيد من الضغوط والتهديدات التي لا توجّه لا للدول النامية التي لا حول لها ولا قوة ، في أن قدَها وضعها في عين الحدّث . ولعل خير مثال على صفاقة هذه التهديدات ، أنها لا تصدر إلا ممن يقال عنها أنها دول عظمى لها ثقلها وتاريخها وموقعها على الخريطة العالمية ، وبشمل مؤثّر . ومنها الولايات المتحدة الأمريكية ، ويمثل نظرتها المُعوَجَّة دائما" رئيسها الموقر . وصاحبنا اليوم أخرَق ، لا يعرف ماذا يقول ولا يحفظ إلا ما يردده على مسامعه عبيد ما يطلق عليه الإيباك ، وهي تجمع حقود لنظرية حقودة تقول بأن كل من غير يهودي مسخر وبعبودية ، لخدمة اليهود . ونعود للظريف باراك أوباما الذي أجِلُّ أنا منصبه كرئيس لدولة أحادية تقريبا" في هذا العصر ، ولا أحترم السَّفه التي يسيطر على تفكيره والذي لم يقده بعد إلى انعدام الأهلية ، وسيفعل ، مادام متلبّسا" بشكل مذهل بالفكر الصهيوني العنصري ،الذي صَبَغَ حضوره بشكل كامل حتى بات الناظر إلى صور الحدَ ث التي نقلته وكارت الأنباء في جميع النشرات الإخبارية ، لا يستطيع التفريق بين الصهيونيين العريقين السيدين شيمون بيريز رئيس الكيان المٌغتَصِب ، ورئيس وزرائه البغيض بن يمين نَتِن يَا هو .ولست أدري كيف انتخِب هذا الرئيس المُهتَزُّ البنيان ، من قبل أمة بكاملها ، فاتَها أن تُنَقّب في أهليته ، قبل أن تنقب في خصاله و مغامراته ، إضافة لجمهرة كبيرة من النواب والشيوخ الذين صدق فيهم قول الشاعر العربي : في كل كرسيٍّ تَسَنَّد نائبٌ ، مُكَتًّفٌ ، أعمى ، أصمُّ وأخرَسُ .
إن المتمعن في هذا الحدث وللكيفية التي يبتزُّ فيها رئيس الكيان المغتصب كل ذّرّة في كيان هذه الدولة ليدعم إسرائيل ، و,أنا أخجلُ من الذلة والاستكانة والمهانة التي رضيها رئيس دولة عظمى، في سبيل أن يحظى برضى ومباركة هذا التجمّع الصهيوني الذي بلغ حد أن المشاركين فيه من غير اليهود ، كانوا أ كثر عنصرية وانحيازا" ، من أبناء يهوذا أنفسهم .وإذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العَجَب .فالأيام التالية أيام انتخابات تمهيدية على منصب الرئاسة ، وضمان تأييد يهود أمريكا ، ومن شايعهم وناصرهم من بسطاء أو غلاة الأمريكيين عنصرية ، أمر يُرَجِّح كفّة الميزان ، حتى ولو كان هذا الترجيح على حساب الكرامة ، كرامة السيد المبجل الرئيس الشخصية ، أم على حساب كرامة أمة بكاملها .
بالأمس خرج علينا السيد أوباما رئيس دولة كانت إلى عهد جدّ قريب دولة أحادية القطب تتحكّم بكامل العالم إلا من رحم ربي من الدول ، وكان في حديثه يسرح ويمرح ، ويحيي ويميت ، ويتهدد ويتوعّد ، يشاطره في رأيه المنحرف كثير من نظرائه الذكور الذين اثبتوا ذكوريتهم بالنضج الجسمي وضّنَّ عليهم العقل بالنضج الفكري ، فأيّدوه حتى قبل أن ينهي كلماته وعلى وجوههم بسمة رضى ، وهم راكعون خانعون ، لسان حالهم لا يجرؤ إلا أن يقول ( سمِعنا وأطَعنا ). بل ويزيدن على ذلك الابتهال إلى المولى أن يحفظ دولة إسرائيل ، وأن يهلِكَ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن يدمِّر كورية الشمالية ، وأن ينصر العصابات التي اشترتها أجهزة طويل العمر أوباما ، على السلطة الشرعية في سورية . وكيف لا وقد تعهدت بنسيان كلمة العروبة ، والممانعة ، والكرامة .

أحمد عاصم آقبيق
جدة في 07/03/2012