السبت، 24 نوفمبر 2012

هنالك اشخاص ، وهناك

هنالكَ أشخاصٌ . وهناك.




وَجَلسَت أمامي ، تتفرس في وجهي الصمت والهدوء ،لم تفتَّر شفتاها عن بسمتها الآسِرَة ، والتي لطالما شدَّتني ، وانتظَرت.إنما كانت وبسكونٍ مُخوِف ، تحكي قصة عمرٍ طويلٍ لي ، يكاد أن يلتفت وجهه نحو لعالم جديد ، عاش معه في غالب وقته ، لكنه لم يره ، لكنه آت لا شك في ذلك ، أو ريب .



وجلسَت أمامي ، وامتدت يدي لتُرَبِّت على كتفها ، ليردد لساني بصمت ( لكل جهرٍ إذا ما تمّ نقصان ) ، وهاهي ساعة النقصان قد دَنت ، أو قاربتِ الدُّنُوّ ، فلا تخافي فحبي إليكِ باقٍ ، ولن أكون إلا مشتاقا" لك متيَّما"، راغبا" في أن يتسع صدرك لعالمي الذي كان قد أحبك ، ولم يفعلها لغيرك .

ثم لا تلبث يدي ، أن تأخذ بيدها ، كي تقرِّبها من شفتاي ليلثمانها ويشتمّا من فيضها الحبّ والحنان .

وَقطَعتُ قصة الصمت التي لَفّت عالمينا ، وقلت : وأنا أتصنّع البسمة : هنالك أشخاص نحبهم ، لكننا نستطيع أن نبتعد قليلا" عنهم . وهنالك أشخاص نحبهم ، لكنه ليس بمقدور لنا ولا بقدورنا ، أن نَتَحمَّلَ ولو لسويعاتٍ يغيبون فيها عن ناظرينا .

ونَظَرَت في عيوني مَلِيّا" ، ثم ما لبثت أن قالت : ومن هي التي جعلتك لا تطيق هنيهة على فراقها ؟ أهي أجمل مني ؟ ومنذ متى تعرّفت عليها؟ أو تفوقني جاذبية "ونضارة" وسحرا؟ . قلت لها :اطمئنّي .فأنت أولاهم وهم قليل ، وأنت أولاهم ، وليس عندي غيرك من أنثى .

وافترّ ثغرها عن بسمة تجمع جميع المزامير لتروي كلمات الحب والوجد الذي تعيش .وأنزلتُ يدها من قرب فمي وكأني أنعي سنواتي الثلاثة والستين ، كنت في أواخرها لا يفارق فكري ذلك المجهول القادم الذي لا يغيب ، ولا يُنسى أو ينسى . إنه الموت ، ذلك العالم الرهيب .ثم قلتُ لها : وغدا" في يومٍ قريبٍ أو بعيد ، سَيَنبِتُ التراب على دُمنَتي ، وأرجو أن تعشب الأرض باخضرار دائم ، وتظهر الأزهار باستمرار .

و في ذلك اليوم إن أحببتِ زيارتي ، فاقرئي عليّ السلام ، فأنا غائب حاضرٌ لم أزل أتوق إلى صوتك الجميل . وأنا الذي قد أترِعَ ، وأَترَعَ قلبه الشوق والحب ، والسلام والطيبة والحنان .

وهكذا تكونُ الحياة ، استمراريّة لمحبّةٍ واطمئنانٍ ورحمة" وذكرى .





أحمد عاصم آقبيق

24/11/2012م

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

وكنت ولا زلت ثورتي وثورتي

قالت : وهل تؤمن بالثورة ؟ وعما يلقبونه بالربيع ؟ وبكل ما يرسمونه بألوان الطيف ؟


قلت وبطريقة بسيطة ممتزجة بالعفوية والسرعة ، بل بك اؤمن ، فأنت ثورتي على ذاتي ، ودنوّي من كل جمال كان قد وُجِدَ من قبل أن تخلَق حواء ، حتى توقف عند صورة سَكَب عليها عطر جاذبيته ، ونعومة طيفه ورواءهُ الذي ليس بعدهُ أي حديث يمكن أن يقال.فأنت الأمل الذي لا زال يعشعش في جوارحي ن ليحييها ، ويجعلها تمتزج مع حلم يدغدغ خيالي ، ليحيلني غلى حروف متناثرة ن يشكّلُ منها كل عاشق قصيدة تقول لمحبوبته : ( أحبك ) وأستعين بها أنا لوصف أروع وصف لأروع صورةيمكن أن أفتح عيها عيناي لأفتتح بها يومي ، ويكون عليها بدء رحلة التمني في بداية ليلي .

وأنا وإن بحت لك بكلمة احبك ، فالوجد عندي ينسكب من مآقيّ على أنه وجدي ، لأنك كنت عنديَ الاصطفاء ، وكنت عندي الإنتقاء ، وكنت عندي الأه والشوق والوجد، وكنت عندي الماني والتمنّي .

وتسألينني هل أحب الثورة ن واقول: نعم واعشقها لأنها اوجدت على واقعي ملامح تقول انها منك ولك ، ثم ما لبثت أن تحولت إلى مآلا" لي وتوجّها وفكرا" لخيالاتي لتكوني اللون والرسم والموضوع ، في جميع ساعات حياتي وأنا إن قلت أحبك ، يصمت الصمت ، وتدغدغ مسامعي أصوات لهديل حمام تعزف لك لحن رغبة وامنية تقول في مجموعها : أما انا فلا شيء . وأنت عندي كل شيء .

وتسألينني عن الثورة ، واقول : أحب الثورة لأنها حملتك إلى عالمي ، فكنت ثورتي على ذاتي ، وكنت ثورتي لتعديل مساري ، وكنت ثورتي لتغيير مسار حياتي ، وتسألينني : وأقول وكيف لا أحب الثورة ، وانت ن انت جميع ثوراتي ، وثورتي .



أحمد عاصم آقبيق

23/11/2012



الأحد، 18 نوفمبر 2012

أيها العرب . لو تعلمون




لله ، أيها العرَب ، لو تعلمون .



مصلوبون .

على اعمدة الإنارة في غزة

مجندلون

وهم يبتسمون .على وجوههم ، علا ئم الرضى .

بهذا المصير

يفتخرون .

ولو كانوا من المقهورين .



مهدّمة فوق رؤوسهم ، وأطفالهم ، ونسائهم

أسقف البيوت .

ويسخرون ،

من أمة العرب على الجانب المقابل من الحدود ،

ويهتفون : لله ما أروع العزّة والكرامة ، ويرددون

أن انهضوا من سباتكم

أيها العرب

أيها الخانعون



ميتون.

لكنهم مبتسمون .

دمّر اليهود بيوتهم

بعد أن سلبوهم أرضهم.

والروح

وما يمكن أن يكون .

لكنهم صامدون

وقد غُرِسوا كجذوع النخل

في قرار الأرض

ويهتفون

لله ما أسعد الشهداء

يا عرب .

لله ، يا عرب .

لو تعلمون .



مصلوبون.

مبتسمون .

وخالدون .



أحمد عاصم آقبيق

15/11/2012م





الخميس، 15 نوفمبر 2012

مرحى واشنطن

مرحى واشنطن




واشنطن ، ومن لم يسمع بهذا الاسم المعتّق بالصهيونية ، وربيبة الثوار ، وباعثة الهمم لإنضاج حركات الربيع العربي التي لم تستكمل فترة حضانتها ، فجاءت مشوهة ، ويا ليتها لم تأتِ .قالت قولها الحق ، ورأيها الفصل في الولاء المطلق لدولة اليهود ، تعليقا" على عمليتها التي لم تنتهي بعد في غزة ، ( من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ) .

وشكرا" للغالية هيلاري التي لا زال زعماء كثر في المنطقة ، يرسلون أثوابهم وسراويلهم إلى محلات غسيل الملابس وكيّها ، ويتوضئون في اليوم تسعا" قبل أن يصافحوها ويهشّون ويبشّون في وجهها أمام وسائط الإعلام ، ليقبلوا اليد، ويبدوا الأسف والندم ، على أنهم لم يؤيّدوا تصريحاتها علانية ، وتصريحاتها دستور محفور في صدورهم ويسري في دمائهم . مخافة الملامة من شعوبهم ، وحفظا" لما تبقى من ماء كرامتهم المهدور .



واشنطن الحبيبة ، لم يرمِش لها جفن ، وهي تشاهد البطش والتنكيل بحق أطفال المسلمين من صبيةٍ وبنات ، في غزة ، ونساء المسلمين في غزة ، وحتى الرضّع ، تطبّق عليهم تعليمات التلمود الشيطانية التي تنادي بأن دم غير اليهودي مباح ، وقتله حلال ، وأينما حلّ يجب القضاء عليه ، بتأييد من دول الغرب المسيحية جمعاء ، لا حبّا" بالصهيونية بل شوقا" إلى أن تفتح خزائن الذهب التي تمتلكها لتعطي عطاء المُستَحقِرِ ، للحقير . ولتحفَظ لزعمائها مكانا" مستديما" في مناصب الحكم .



واشنطون ممثلة برئيسها القديم الجديد التي لا زالت تبحث عن أصله وفصله ومكان ولادته وهل هو أمريكي فعلا" أم هجين ، لازالت بإمرته وإدارته مكتفة ، عمياء ، أصابها الصمم ، والخَرَس ، أمام جميع الحوادث والجرائم التي يشمئز منها ضمير كل عاقل ، على وجه الخصوصية والتحديد . وستبقى كذلك حصنا" حصينا" وملاذا" آمنا" وحامية مناصرة للإرهاب اليهودي ولنرجسيّة بيني غنيتس رئيس أركان الجيش اليهودي ، ومن قبله من يستحي الارهاب من أن يُنسَب إلهم ، كشارون ، ودايان ، وشامير ، يهود ، يهود ، يهود .



واشنطن ، مرحى ليس على موقف منك فيه مجال للفخر ، بل على وقاحةٍ وبجاحةٍ وإصرار على مكافأة المعتدي البريء المسالم، وتجريم اطفال المسلمين ونسائهم وعجائزهم ، في غزة المسلمة ، لنهم مجرمون إرهابيون



وهمسة صغيرة في آذان ناقصي البصيرة ، والمفتقدون إلى صحيح الرؤيا من الثوار العرب الجدد المنادون بالربيع العربي .

إقرؤوا التاريخ .





أحمد عاصم آقبيق

15/11/2012م

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

حلول الحواجب الرفيعة

حلول للحواجب الرفيعة في موسم يحتفل بها عريضة" وكثيفة . سيدتي




الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، وأصلي وأسلم على المبعوث معلّما، ومُتمّما" لمكارم الأخلاق . أحمده تعالى وأشكره على أن أمدّ بالعمر حتى أرى زمنا" ترفع الناس فيه عن النقائص والتّرّهات، ونبذوا فيه الشوائبِ والمُنغّصات ، حتى ولجوا عوالم المثقفين الوَاعينَ لما يدور حولهم من العيوب والمؤامرات ،وهم يرفلون في حياة الفرح والمسرات شاكرين حامدين لما وصلوا إليه من رغد العيش وراحة واطمئنان البال ، وكثرة المال حتى أن أحدهم ليحتار أين يجد مصارف نافعة له . بعد أن ساروا في جنائز الفقر والجهل والمرض، وودّعوا العَوَزَ والتذلل والاستكانة ، ومنذ سنين عديدة سبقت الحكم العثماني لبلادهم . فأصبحوا أحرارا" بيض السمعة ، أصحاب شمائل . ودليلنا على ذلك والذي يكذب المارقين المتآمرين على سيرتنا ومسارنا ، الثورة البيضاء التي قامت في تونس مؤيدة لقائد العفاف والأمانة الرئيس البطل الزعيم إلى الأبد زين العابدين بن علي قدّس الله سرَّ أسراره ، والذي ضاق به الحال من انسيابية العدل والإنصاف الذي اتّسم فيه عهده ، فنادى الشعب أن يثوروا عليه طمعا" بالتغيير إلى الأفضل . إلى الثورة السّلمية التي اشتدّ أوار نارها لتشمل البلاد والعباد ، احتجاجا" على العدل السائد وشفقة على حال القائد الخالد ، والمعلم الرائد رئيس البلاد ، والذي لم يظلم العباد ، ففشا في عهده رغد العيش وأصبحت السجون والمعتقلات مستشفيات ومبرّات للقلّة من الشعب ، من أصحاب العاهات . وهو شرق وطننا العربي التليد الذي أينعت فيه رؤوسا" وحان قطافها لغير سبب سوى أن أصحابها آمنوا بمقولة الشاعر الجاهلي : زهير بن أبي سلمى عندما قال : ومن يعش ثمانين حولا" لا أبا لك يسئم . وكيف لا وقد خلَفَ عدل حكم أبناء العمة أمريكا الذي استعمرته بلا خجل ولا وجل لتخلع صدام ، حاكم الجورِ والظُلَم ، عدلٌ تفجّرَت منه حكمة أصحاب العمائم السوداء

الذين بكوا الحسين ، وأبكونا على حالنا وما وصلنا إليه . وانتقلوا بنا من أرض البصرة لنرى تأثير دعوتهم في البحرين وما سيجاورها .

هذه بعض السجايا الجميلة التي نحمد المولى على أنها صارت قصصا" من غوابر الأيام والتأريخ والعِبَر والتي نسوقها فقط ليعلم جيل الحالمين من أبناءنا وبناتنا ماكنا عليه من أخلاق فاضلة ، تجعل من الحليم حيران . أو أن تكون ترفا" من فضول الكلام ، ونوعا" جديدا" من النقد ساخر، أو مضحك ومبكي .



واليوم 12/11/2012 ، تطل علينا جريدة العرب الدولية ( الشرق الأوسط ) بصفحة كاملة مزينة بصورة الجميلات المليحات مثل أمبرهيرد ، وسلمى الحايك التي نفتخر ونتباهى بأصولها العربية ، وبريانكا شوبر ، لتبحث في موضع جلل ، الغرض منه تثقيف النساء ، والابتعاد بهن حتى لا تعكر أمزجتهن أخبار القصف والقصف ، المضاد بين الثائرين المطالبين بشيء من التجاوزات ، والذين ألفوا الهدوء والعدل وانتفاء الخلافات، كي يبقين سالبات لعقول الرجال وساحرات، والمحيلات ليلهم إلى جوى وشوقا" وأهات ، والموضوع له عنوان بخط عريض :

حلول لحواجبك الرفيعة موسم يُحتَفَل بها كثيفة ، مع بيان لمستحضرات أقلام تشذيب الحواجب وتحديدها .

وهنا لابد لي من التوقف والانحناء احتراما" وتبجيلا" لهذه الفلتة الأخاذة والمبدعة التي نقلتني من عالم التفكير بما هو غير مفيد إلى عالم جميعه فوائد ، وهو عالم أعترف بأنني مغرم به حتى الثمالة . عام النساء ، بعد أن تعبت من البحث عن مواضيع التبرج والأزياء وألبسة السهرات والبلاجات .

وعاشت كل خطوة تجعل من جمال المرأة والترغيب فيها من مواضيع الساعة الساخنة ، بعيدا" عن أراء واختلاف الإخوة المصريين بعد ثورتهم البيضاء بين حكم الإخوان وحكم الشيطان ، وعن اقتتال الاخوة السوريين وأراء الأخوة التونسيين في حكم الجماعات والفئات ، وانتحاب أهل العراق على ثروات بلادهم ، وعل أخلاق الحكام فيها ، والذين استشرت فيهم موضة الاختلاسات والسرقات.

وعاش . عاش. عاش .



أحمد عاصم آقبيق

12/11/2012م



الأحد، 4 نوفمبر 2012

خير النقاش احترام الآخر

ومع أني لا أرضى بالإباحية والانعتاق من مفاهيم الحشمة والأخلاق والفضيلة ، التي نشأت عليها ورضعت من لبنهاا ، واعتنقتها أسلوبا للحياة


ومع أني لا استسيغ ما وصلت إليه حال المرأة من انزلاقات فكرية جعلت منها بضاعة ذات مفهومين ، بضاعة تُستغل للترويج بكافة صوره وأنواعه، ومفهوم أوسع من ذلك يُظهرها على أنها هي بشخصها بضاعة وذلك من خلال إقرار ما هو ممنوعا" ، وإظهار ما ينبغي أن يكون محجوبا" . مما أوصلها للتحوّل من إنسان سوي إلى أداة للمتعة ن ونداء لأحلام المرضى ورغباتهم ، وما أكثر أن نجد صور عارية أو نصف عارية لنساء رضين بذلك في سبيل شهرة أو مال .



ومع أني لا أريد أن أدخِل الدين والشرع واستشهد الرأي والحكم منهما ، إلا أنني أود أن أنوّه وبإصرار على بعض محترفي الظهور بمظهر الدين بأنهم يمثلون في ادعاءاتهم الجانب الشخصي لهم . لأن على من يجعل نفسه مدعيا" في قضية عامة ، عليه أن يمتلك نواصي الادعاء ومبرراته وأن يتملك شهود الإثبات دعواه . حتى لا ينقلب به الحال إلى مُدّعى عليه .



من هؤلاء الشيخ الذي خرج علينا بموضوع اتهام خطير صال وجال من خلاله بموضوع غير اعتيادي في مجتمعاتنا ، والذي قال فيه : فلانة مع تحديد اسمها زانية مائة مرة مع فلان وحدد الاسم .

إن هذه الجريمة بالتحديد صعبٌ إثباتها إلا بالاعتراف الصريح ، أو بوجود أربعة من الشاهدين العدول ، شاهدوا وتيقنوا مما حدث دقيقة بدقيقة ، ومن حال إلى حال . واتفقت أراؤهم على الإدلاء بشهادة متماثلة دون بغي أو إثم ، ( والّتي يأتين الفاحشة من نساؤكم فاستشهدوا عليهن أربعة من رجالكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوافهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) . وهذا من الصعوبة بمكان ومن الصعوبة بالإمكان .



أعود لصاحب الدعوى لأقول له ، إن الله حليم ستّار ، وأعود له لأذكره بسحب دعواه ،و مع أني لآ أبرّء تصرفات نساء كثيرات في مجتمعنا العربي المحافظ كانت عاملا" محرضا" لأمثاله ، تصرفات لا يقبلها مسلم أو مسيحي محافظ ، ولا رجل عاقل ، ولا رشيد حليم ، ولا ذو مروءة ، إلا أنني أحب أن أنوّه إلى أن الله عز وجل قد حدد طريقة الدعوة عندما قال ( أدع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) . وهو القائل ( ولا تكن فظا"غليظ القلب ينفضوا من حولك ) . فيعي القول الرسول الكريم ليؤكد على انه ما بعث إلا بشيرا" ونذيرا" وأنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق .



إننا نعيش اليوم في عصر صار فيه الفساد من الأمور الاعتيادية ، وصار المنكر فيه مسموحا" به ، الإباحية أمرا" متعلقا" بالحرية الشخصية لا سلطان لأحد عليه . ومن هذه النقطة أقول للسادة الفضلاء والحكماء أن يتشاوروا ليضعوا أسسا" جديدة تُرغّب المبتعد ، وتدني الراغب في الأوبة وتدعوا إلى الدين والفضيلة بأسلوب يلين معه قلب المذنب ، ويستنير به عقل المخطأ الجاهل .للوصول إلى أول درجات الإيمان .

( إنك لا تهدي من أحببت ) ، إلا أنه سبحانه وتعالى لم يَنفِ الرحمة . وهو الذي يبسط يده في الليل والنهار ليتوب كل مسيء .

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا . ربنا ولا تحمل علينا إصرا" كما حملته على الذين من قبلنا . ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لما وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .



أحمد عاصم آقبيق

04/11/2012م



وأعجبُ اشدّ العجب

أعجب أشد العجب ، وأنا أراقب وأشاهد الانفلات الأمني ، وما يتبعه من اختلال سياسيّ يشمل القاعدة وصولاً إلى رأس الهرَم ، وما ينتج عن ذلك من تبعات ظهر أثرها على جميع نواحي الحياة ، في أغلب دول المنطقة . من دون أن أجد حكيما" واحدا" أو حتى ديكتاتورا" يأخذ الزمام ، ليلجم تلك الغوغائية المنتشرة ، وحكم الجهالة ، الذي نشأ عن الفراغ الكبير ، منذ قيام أول ثورة شعبية في تونس وما تلاها ،مرورا" في مصر واليمن والخروج عن القانون في سورية ، واستئثار القلّة في العراق على الكثرة ، والمذهبية على التعقل .وتفرّد الرأي والرأي المضاد ، دون أي اعتبار لسلاسة النقاش وتحكيم العقل ، والمنطق ، ووضوح الهدف




أعجب أشد العجب ، وأنا أعايش ما كان إلى فترة قريبة حلما" للعرب ، وهو الوصول للحرية و الكرامة . كرامة المواطن وكرامة الإنسان ، متحررة" من إرادة الآخر في القسر والإكراه والإجبار ، وبدون تصديق إعلام ٍ ما كان ليوجد إلا لتحويل كل حسنة لفخامة الرئيس ، ونَسبِ كل مفخرة لإلهام صاحب السمو . وكأن النساء العربيات قد أصبن بالعقم مذ أن تولى هؤلاء وأولئك مقاليد الأمر . فلم تلد الأمهات أي شبه لهم أو مثلهم أو حتى قريبين منهم .



أهي جهالة شعب ؟ أو خنوع شعب ، أو إيمان بما قاله أحد الشعراء:

يا قوم لا تتكلموا

إن الكلام محرّمُ

ناموا ولا تستيقظوا

ما فاز إلا النوّم

أم أنها قلّة من الفضلاء وجدت فلم يتعدى عددها عدد أصابع الكف الواحدة ، مما نتج عنه ، أنه لا وزن لها ، ولا يمكن أن يكون هنالك صدى لصوتها ،

أم أنها ضريبة الحياة ومسؤولية الحياة ، تدفع بالفرد إلى تمثل المقولات الثلاث وتلبّسها في جميع مرحل حياته وهي : لم أشاهد ولم أسمع ولم أتكلم . وأزيد عليها أنا لم أكن هناك .و بذلك ينجو مما يمكن أن يكون تزوير وتلفيق أو اتهام أو بهتانٌ وزور ، . وهنا تكمن الحكمة والبصيرة والرأي الحسن .

وأعجب أشد العجب وأنا استمع لخطب يوم الجمعة ، فما أكثر الناصحين ، وما أكثر بلغاء الكلام ، وما أكثرهم ، وهم ينهون عن كل منكرٍ ، وهم فاعلوه . وهم الذين حفظوا الدين ليأكلوا مما حفظوه ، لآ أن يعملوا ليطبقوا ما حفظوه ، لذا لا تجد لكلامهم تأثيرا على فكر الحاضرين ، أو تغييراً لواقع حياتهم. وبمجرد أن تنتهي الصلاة يعود الجميع ليغني كل على ليلاه .

والعجب العجاب ، يقي المتفائلين بأن هذه الحالة ستبقى في مهب الريح ، في أمة تنتشر على أرض ، حدودها من شاطىء بحر الظلمات ، إلى شاطىء دجلة .

أمة احترفت نعم وإلى الأبد ، فكانت بلا تأثير ، شأنها شأن الزبد يذهب هباءً ، أو كصوت ريحٍ في فلاة ، صفيرٍ خاوٍ لا يحمل معنى أو مفهوم .



أحمد عاصم آقبيق

04/11/2012م