الثلاثاء، 21 فبراير 2012

وكان لقاء

وكان لقاء .

ونظرت إليه من بعيد وهو يعبر الطريق . كانت جالسة في ركن مقهى صغير يحتل شارعا" مميزا بالمدينة ، وأشارت عندما اقترب إليها ، وبإشارة أكدها بسؤال عندما مد إصبعه إلى صدره ، وكأنما يقول مستفهما" أنا؟ وهزت رأسها بنعم .
اقبل ليها وهو لا يعلم من تكون ، وماذا تريد ، وإن أضمر مع انه لا يحمل القليل من المال ، أن يساعدها .واقترب منها وانحنى انحناءة صغيرة تنم عن احترام بالغ ، وقال :سيدتي . فقالت : وأشارت إلى مقعد وثير أمامها ، أن تفضل . ثم أردفت : هل عرفتني ؟ وتفرّس في وجهها الذي تركت عليه السنين بعضا" من أثرها ، ث قال :من سوء طالعي لا . لم أتشرّف بعد .
قالت له : ألم تكن تسكن في شارع البارون ريشار ؟
قال : نعم
فتابعت : الم تكن تحب أن تزور كلية الملك لويس للعلوم الجمالية ؟
قال : بالتأكيد .
قال: فمن كنت تريد أن تشاهد من طالباتها ظ
ووضع يده على جبينه ، ثم افتر ثغره عن ابتسامة عريضة وصلاح يا الله ، هل تقصدين أنك كلود ؟ ما أروع أن نجتمع ثانية بعد أن تركتني من أجل الزواج برجل كهل ولكنه ثري .
قالت : نعم أنا هي ، وأنا من كنت تشتاق إليها ، وأنا التي تركتك لتتزوج رجل كهل وني . لكنني لست أنا التي نسيت ما يقولون عنه ، حبها الأول . وانا التي لم تبرح ذكراك فؤادها ن ولم تغيّبك السنوات من خيالها . وكانت بسمة منها صغيرة تترجم كل معاني التفاؤل بغد ، وكل معاني الألم المختزنة طوال سنين طويلة .
قال : لم تزالي جميلة يا كلود . حقا" لم تزالي ممن يتمنى كل رجل أن يحظى بمودتهن .
قلت : خاصة إذا كانت لم تتزوج
قال : هل تركته؟
قال لقد قضى .
قال : وكيف حالك ، ومن أين تعتاشين ، وهل أستطيع أن أساعد ؟
وأردفت : أنا بحال جد جيدة . فلقد أوصى إلي بمجوع ما يملك عربون شكر لأني أمضيت زهرة شبابي معه .
قالت : أتقبل دعوتي لتمضية سحابة يومك كي نكون معا"
قال : لسوء حظي فإني مرتبط بجدول عمل لا أستطع تجاهله .
مدت يدها إلى محفظتها الجلدية الفاخرة وأخرجت بطاقة أعطته وقالت هذه جميع المعلومات التي تتيح لك معاودة الاتصال بي .
شكرا. ونهض مسرعا" يحث خطاه.
قال: هل لي أن أراك .
ابتسم لها وأجاب : أمِن من شوقٍ ، أم من فراغ؟
قالت : بن من حب لم يمت ، بع
نهارك سعيد يا سيدتي
كلود .
والتفّه الزحام وهو يردد اغنية لميراي ماثيو ( بعض النساء عونهن جميلة ، وتكون أجمل عندما يبكينَ ) . وإذا بصوت بوق لسيارة مسرعة تتبعه شتيمة ساخنة من سائق عجول . .
تبسم ضاحكا" وهو يقول : تركتني عندما كنت أحتاج إليها واتركها وارجو أن اكون سعيد

أحمد عاصم آقبيق
21/02/2012
جدة .

قبل أن يأتي الرحيل

و قبل أن يأتي الرحيلِ


وسيأتي يوم أطلب منك أن ترافقيني في حِلّي وترحالي ، وسيأتي يوم فيه أمسك يدك بقوّة لنجوب بحار العالم كي أغوص باحثا" لك عن لآلي تعادل قيمتها ألف مرة لعدد السنوات وما فيها من أجزاء للوقت ، كنت محروما" فيها من حتى التفكير بك ، وأين الثرى من الثريا . وسننطلق سويا أنت وأنا كي نبتعد عن أسئلة الناس أين ذهبتم وأين ستنامون ، ومن ذلك الكثير ، سنكون على سجيّتنا ، على راحتنا التي نحب ، سنخترق الجداول ، سنتراشق بماء البحيرا ت التي يصنعها تجمّع ا ماء المطر ، سنقتسم اللقمة لقمتين كي أسعد وأنا أرى بسمة الرضا على محيّاكِ . وسأبقى خائفا" عليك من سعادتي ، خوفي من نفسي أن تختزنها . وسنرقص سويا" ليس المهم على أي لحن ، لإننا سنرقص على شدو البلابل ، على صوت خرير المياه ، وسنرقص عندما نتأمّل أشعة الشمس وهي تخترق علي الأشجار كي تقول لنا ، أنا هنا .
ليس المهم أن ننام على ريش للنعام ، وليس مهم أن نسكن أفخر البيوت ، فيكفيني أن تنامي على حجري وأنا ساهر فقط كي أمتـّع ناظري في جمالك الذي أسرني ذات يوم فكان وشماً يزيّن جميع لحظات عمري . وسأجمع لك كل يوم ثلاث قرنفلات الأولى حمراء لتعبر لك عن حلاوة زخم الحياة وسيرها معك ولأجلك ، والثانية وردية اللون لتحكي لك عن شغفي وحبي ، أما الثالثة فبيضاء تشبه أماني جميع العاشقين لأن في لونها هدوء وأمل .
ونسير جلّ النهار ، وسنكون مع أشعة الشمس عندما تغفو ، وسأرسم لك عندها صورة أرجو أن تحتفظي بها كذكرى لرجل أحب من أجلك أن تطول حياته حتى لا يكون لها انتهاء ، وسأصنع لك عقدا الأصداف أوشوش كل واحدة منها على حدة ، أقول لها هامساً ( أنا أحبها ) كي تحتفظ بهذا السر حتى بعد رحيلي ، كل يوم تقول لك إحداها لا زال يحبك وهكذا ابد السنين .
وسيأتي يوم ستظهر خصلات من الشعر الأبيض على مفرقي ، سأقول لك في ذلك اليوم ضميني إلى صدرك فلقد اقترب الرحيل ، وضميني أكثر حتى اشتم منك طيوب العالم أجمع ، عندها سنتذوق أكثر طعم الحب ، وسنعيش حلاوة الوجد أكثر ، فأنا علمت بأن الأمر لن يطول .
حبيبتي
وسيأتي يوم يدنو فيه قطار الرحيل من محطتي ، أنا لا أهاب السفر وحيداً ، لأني ي كنا استمع إلى حكاياتٍ كانت تقولها الجدّات ، ينبئن الصغار بأن من يموت مكانه السماء ، فصعب أن يفهم الصغار فلسفة الرحيل . انا لا أهاب الرحيل لأني بِتُّ من هؤلاء الصغار ، مقتنع باني سأراك من علٍ وأنا هناك . في السماء ، مع النجوم ، ومع القمر ، ومع زخات المطر ، مع الريح سأكون موجودا ً أنّى تكونين . فقط كي أقول لك ، لا تنسي بأن الحب لن يموت .
حبيبتي
وسيأتي يوم .

صبيحة يوم الثلاثاء
21/02/2012
أحمد عاصم آقبيق

الاثنين، 20 فبراير 2012

ماتت حبيبتي

وماتت حبيبتي

وركضنا معا"، يدي بيدها ،أنظر إلى وجهها الذي علته حمرة من خجلها وأنا أقول لها : أحبك يا شِقوتي ، ويا سعادتي . وجُبنا سهولا" مكسوة بسنابل خضراء تتمايل جذلة على لحن كلمات كنت أرددها لها ، خضراء ليس لها مدى ولا انتهاء ، كانت السنابل فيها شاهدة على أني أحببتها فوق كل حب ، وعشقتها أكثر من أي عشق .
كنا معا" نعيش الحلم ، حلما طالما انتظرناه سويا"كي ننطلق إلى هذا المكان الفريد الذي كان يدفعنا لأن نجوب امتداده ، حيث لا حدود له ، كفرحتنا لا خدود له ، وحيث اخضرار يشبه اخضرار عينيها اللتان كانتا تظهران فرحة كفرحة طفل صغير كان يسابق المكان ليلتقط فراشة ،وما هو بمستطيع أن يفعل .
وأحببتها حبا" ليس كمثله حب ، كانت دنيتي ، وكانت سعدي ، وكانت فرحتي ، وكانت نصيبي من الحزن، وكانت أ ملي ، وأحببتها حبا أوله افتتان ، وأوسطه افتتان ، حبا ليس له حدود ، حبا يسابق الريح في يوم ربيعي أحب الريح أن يداعبه فيها فسبق الحب الريح ، وصار الريح يحمل طعم ولون الحب .
وركضنا ، كنت أحسب بأن الكون ملكي ، والأرض ملكي ، كنت أسبقها حينا" فتغضب ، وأتيح لها أن تسبقني فيفتر الثغر عن لآلىء باسمة ، وينطلق اللسان لتردد معي لحنا لا زال أثيرا" بالنسبة إلي ولو مضى وقت طويل ، لحن تصدح كلماته التي تقول ( أي دمعة حزن . لا ) فتهيج فينا طعم السعادة ، وتشعل في قلبينا آه الوجد ، وتدفعني كي أصطنع التعب داعيا إياها أن نجلس بين السنابل الخضراء التي شركتنا فرحتنا مذ أن وصلنا . وجلسنا، و اقتربت منها قلت لا تخافي ، قالت أمنك أخاف؟ ، أَمِن حب قديم زرع في قلبي لظى الشوق ، ونار لوعة البعد ، أم من حب ملك علي حياتي فأصبحت لأجله فداء" لحبيبي . وأردفت : وهل تحبني مثل الذي سمعت مني ؟ فقلت : كل ما أدريه أني لست أدري أ خلقتُ لأجلك قبل أن يكون الحب لأصنعه لمن بعدي ؟ أم أنه من خلق قبلي ومن أجلي كي يُعلِمَني الكثير عنك ، كي أحبك ، وتحمّلينني أكثر من طاقتي كي أجاهد لأجد مشاعر تستطيع أن تحتويك .لكي تعلّم من سيأتي بعدنا، كيف تسمع الحبيبة ممن يذوب فيها وإليها ، كلمة أحبك .
ووضعتُ رأسي في حضنها ، وددت لو أنني أغيب لبعض وقت في دفء عالمها ، ولكي أعيش رغبة الرغبة في أن أمسك يدها لأعلِمَها بأن عدد بنان أصابعها يقلّ من عن عدد دقائق شغفيبها وشوقي لها . وفجأة سقطت دمعة دافئة على وجهي من مآقيها . مددت يدي لأمسحها أبعدتها بصمت وأشاحت بوجهها عني ، وقالت ليس في هذه الساعة .و قلت قد يكون دلع أنثى ، وإذا بي أشعر برودة في أطراف أصابها ما لبثت أن امتدت إلى يديها ، قمت جالسا، فقالت : هل لك أن تضمني ، كنت أظنها تترجم بعض خجل يسكن في طبعها ، واقتربت منها ووضعت رأسها على كتفي . وساد صمت عميق . كنت أحسبها في غفوة محببة . وبعد وقت ، ناديتها ، فهي وقد التفت يدها على عنقي في سبات لن يفيق .
وماتت حبيبتي. بين صدري ونحري ، وآن للفؤاد الذي ذاق المرض لسنين معدودة أن يستريح .
ليس أصعب من أن نعيش الموت ، مرتين ، مرة عندما يموت الحبيب ، ومرة عندما يصل الموت إلينا .

أحمد عاصم آقبيق
20/02/2012
جدة .

السبت، 18 فبراير 2012

ترى هل ستضحك لنا الأيام

ترى هل ستضحك لنا الأيام


وجلسَت أمامي ، ربما بغير قصد ، فلا زال في الحافلة أماكن شاغرة ، في رحلةٍ تنقل الراغبين في السفر من ماضٍ قريب مُضن ٍ أو ماضٍ موغلٍ في القِدَمِ سحيق ، إلى بلاد ليس فيها كلمة ( كان هناك ) . وكل ما فيها ، سيكون غدا" أو بعد غد.كل شيء يرتكز على الأمل ، على بسمة الرضا وعلى ما يمكنُ أن يكونَ خير .
م نكن متقاربين ، حتى ولو جلسنا في مقعدٍ واحد ، فلقد كانت تستغل رشاقتها لتنزوي في أقصى ما يمكنها في مقعدها ، تفرك راحتيها أحيانا"، تضع يديها على ركبتها حينا" ، تمسك بخصلات من شعرها الحريري المتطاير بفعل الهواء القادم من نافذتي ، تدمدمُ وكأنها تزجره بأن لا يفعل
ولكَم رَجَوتُه بأن يعيد مسَّ وجهي ، يعاندها بعصبيّة رافضة ، يحاول أن يخبرها أنه بفعلته يدغدغ فيّ إحساس شوق ، أو إيقاظ لِكُمُون رغبة . ويشجيني بلهفة صبابة مكبوتة في نفسي ، فهو وإن باح ، فليس بمقدوري أن أفعل .. كنت أقول لعطرها إ بقَ بقربي ، فلقد أصبحتَ جزءا" من كياني ، تسرّبت إلى رئتاي ، وامتزجت بدمي . ولكم قلت له بصمت : لا تبتعد عن وجهي ، عش بي ، تحرّق لتعيش في وجداني ، فأنا لك ، عفوا ، لها قطرة حب ، وقطرة قرب ، ,قطرة تحمل كل معاني الحنان ، وأجمع معاني الأمان .وقطع صوتها اغتراب أحلامي في عالمها ، فقالت : هل عندك قليل من الماء ؟ قلت لها مداعبا" ومحاولا" أن ألفت بعضاً من اهتمامها : جل ولكن ليس بصافِ ، وأبدت دهشتها وقالت أكمل ، فقلت : يخالطه مزيج من الوَلَهِ والسؤالِ لمعرفة قصة الصمت والقلق التي تعيشين والتي ترتسم على محيّاكِ .
قال إسمع ا صديقي ، أنا غدرُ الأحبة ،وهروب شوق ، ووله للهروب ، أنا مجافاة للثقة في قصص الحب والشوق والصبابة ، أنا مجافاة الركون إلى الناس ، كل الناس .أنا الافتتانُ الحائر من معنى الجمال ، وأنا نظرة عشق يَلُفّها الشك والريبة وعدم الاطمئنان وإذا بمآقيها مليئة بالدموع ، وآه مكبوتة ضمن نغمة صوت حزينة تسكن في معاني كلماتها .
قلت لها : وما دمت تحملين كل هذا الكم من الأسى، فهل تعتقدين بأنك ستأوي إلى مكان لا يوجد فيه معنى للألم ؟أو حتى ستجدينه . قلت احسبه موجود . قلت لها : وأين . قال: على صدر رجل .ويد حانية تمسح على رأسي ن كي تخفف من غلوّ الألم ، لتشعل بي بعد ذاك إحساس امرأة ترغب أن تعيش . وتهفو لأن تعيش الأمان مع من يستطيع أن يعطيها أمن وأمان ، لا أن يبيعها بعد أن ينتهي منها .
نظرت إلى عينيها وأشعة الشمس تنزوي خلف الأفق البعيد ، وطلبت منها أن تلقي برأسها على كتفي ، وهكذا كان .عربة النقل الكسلا كان تسير الهوينا ، وكأنها تفسح لنا الوقت للحديث ، أو تمنحنا بعضا" من أمل اللقاء ريثما نصل إلى وجهتنا . لنسير معا" في طريق مرسوم .
سألتها ماسمك ظ
قالت لمَى .

أحمد عاصم آقبيق
18/02/2012
جدة

الجمعة، 17 فبراير 2012

حماري وانا

حماري وأنا
وصَمَتَ حماري . صَمتَ الفلاسفة والمفكرين ، ثم جال بناظريه وكأنه يبحث عن شيء في المكان ،ثم هَمهَم وَتَمتَمض وشخص إليّ وقال : يوم امس وبفعل عاصفة رملية ، تعطّلّت طائرة صاحبة الصَّونِ والعفاف ، وزيرة خارجية دولة عظمى ، ( ولا عظيم إلا الله ) فانبرى وزيرا الدفاع ووزير الطيران تحديدا"والمواصلات ، بإصدار بيانين منفصلين للصحافة ، كانا اقرب إلى صلاة الشكر من البيان الرسمي ينوّهان من خلالهما على أريحيّة الفنيين المتواجدين في المطار تلك اللحظة والذين قبل أن ينبروا إصلاح العطب ، استدعوا رئيس شركة بوينغ ومجلس إدارتها وكبير مهندسيها ، ليكونوا لهم ردفاً وسندا" ، علّ معرفتهم ومهارتهم لم تسعفهم لمعرفة السبب . وبالفعل هبطت المكافئات والثناءات على من اكتشف سبب المعضلة ، ووعِد بمكافئة يسيل لها اللعاب ، وكيف لا والسيدة الصابرة على هواية زوجها في اكتشاف من يُرِدنَ تعزيز معلوماتهن الواقعية التي تزيد من امكانيات شغرهن الوظائف الرفيعة في الدولة . وتبوّئهن سلَّم الترفيعات التي قد تصل لمواقع حساسة . وكيف لا وهناك أزمة متمردين في واقع انظمة الحكم العربية تستدعي وصولها للقسطنطينية على جناح السرعة . خاصة وأنها أولا" وأخيرا" لن تناقش قضية آلاف وألاف القتلى الذين لم يقتلوا إلا لأنه ليس لهم من الأمر شيء . بل المر كله والاهتمام بأن لا تنجح ثورة عربية يكون ديدنها إقلاق راحة دويلة العنصرية وقرن الشيطان الأخر في المنطقة . إسرائيل .
وفي موعد المغادرة إصطف اصحاب المعالي والوزراء ، والسادة ممثلوا الدول جميعها مع تخصيص الدول التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة كي يلمسوا واحدا بعد آخر سلَّم الطائرة العتيدة التي تحمل علم أكبر دولة عنصرية وإرهاب ، فقط للتبرّك والتقاط الصور والأفلام معه عل ذلك يشفع عند السيدة المصون لتستكشف من خلال مشاهدتها للصور فيما بعد أيهم كان لدولتها أكثر تأييدا ,
وبقي الجميع في المطار منتظرين ، وفي الداخل كان أصحاب الدعوات المستجابة يجئرون إلى المولى أن تصل الطائرة غلى القسطنطينية بسلام ، حتى لا يقال إذا كان في الأمر جديد لقد دّرّسَ بعض الثوريين العرب الطائرة خلال تواجدها في بعض دولهم جميع معاني الإرهاب والرفض وشجب جميع معاني السياسات التي ترسمها دولة السيدة الوزيرة بل زادوا على العود وَترا"يقول ليت الطائرة تتعطل إلى الأبد كي يستطيعوا بمَلاحتهم ووسامتهم أن يبحثوا مع السيدة الوزيرة كافة السبل المؤدية لتعزيز جميع العلاقات معها . وفجاة صمت حماري ووقع أرضا" ، فلقد كان يتمنى أن يكون واحدا" منهم ، ولكن بمواصفات خاصة جدا. لعلّها .......
أحمد عاصم آقبيق
جدة 25/02/2012

الاثنين، 13 فبراير 2012

فحات محزنة أدت إلى أن يكون الواقع العربي على ما هو حاله اليوم .

صفحات محزنة أدت إلى أن يكون الواقع العربي على ما هو حاله اليوم .

إن المتمعن في حال الأمة العربية اليوم بشكل عام ، وما آل إليه هذا الحال المحزن ، لا بد له من أن يتذكر حدثين جدّ مهمين ، كان لهما تأثير مدمِّر وهدام في حوادث قلبت موازين لأوضاع كانت مستقرة وهادئة في عموم المنطقة العربية .
اما الحدث الأهم فهو المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل بسويسرا عام ألف وثمانمائة وسبعة وتسعين للميلاد ، وجاء انعقاده بعد خيبة أمل كبيرة لحاييم هيرتزل بعد أن أحجم كثير من أغنياء اليهود المساهمة في تمويل جهوده لا نشاء وطن قومي لليهود في الأرجنتين ، أو في فلسطين عن طريق ربطهم بالحركة الصهيونية ، التي عملت بجهود جبارة لجمع المال وتشكيل طلائع هجرة وجدت لتصبح بعد ذلك الركيزة الأولى لشراء الأراضي في فلسطين وتوزيعها على القادمين الجدد . وقد وجدت هذه الدعوة القبول لدى اليهود حتى جاوز عدد أعضائها الستمائة عضو في فترة وجيزة ، كان منهم عضو الحزب الشيوعي في روسيا القيصرية آنذاك ، دان رابونيشتن ، الذي استبدل اسمه ليكون ليون تروستكي، و هكذا سرت هذه الفكرة سريان النار بالهشيم عند اليهود وبجهود الحركة الصهونية ليصبح عدد أعضائها ما يزيد عن المليون ونصف عضو ،عام ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين ، في عهد رئيسها آنذاك حاييم وايزمان .
تأثرت المنظمة الصهيونية كثيرا" بالحرب العالمية الأولى إذ أخذ الركود يسري في أوصالها ، مما تنبه إليه حاييم وايزمان فبدء على الفور إلى بعث روح الحمية وولاء الانتماء ، ولم يكتف بذلك بل وضع أهدافا" صمم على تحقيقها وأولاها ضرورة انتصار الحلفاء أولا" ، ثم العمل على تهيئة المناخ المناسب المدعوم لهجرة حوالي مليون يهودي وأكثر إلى فلسطين . وقد أثرت مناصرته للامبراطورية البريطانية آنذاك ومساندته لها ماديا" ومعنويا" على أيجاد حظوة كبيره لها ، مما نتج عنه ولادة فكرة تطورت تصبح حدثا" جلا" أصاب الأمة العربية في صميم قلبها ، ألا وهو صدور ما يسمى بوعد لفور وكان ذلك في سنة ألف وتسعمائة وثمانية للميلاد . في وقت عمل فيه الكثير من اليهود والانكليز على بدء الهدم في كيان الدولة العثمانية المترنحة ، إبتداء من هدم الخلافة الإسلامية ، ووصولا" إلى جلب النظام الغربي الدخيل لهذه المنطقة ، حتى قام مصطفى كمال أتاتورك الضابط البغيض في الجيش العثماني بالثورة بمساعدة أعوانه اليهود ، وكذلك المنتفعين المستفيدين من حركته ، تم له النصر وهاهو يخطب في أول جلسة للبرلمان التركي سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين ليعلنها انسلاخا" تاما" عن العقيدة الإسلامية بقوله : ( نحن الآن في القرن العشرين ، ولن نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون ) . ثم ما لبثت أن انتقلت ذيول أفكار أتاتورك إلى العالم العربي المحاذي لتركيا ، لتنقلب إلى أفكار مشوّشة وباهتة عن الاسلام ، حتى برزت فئة تعتقد بأن بعض معطيات ادين الاسلامي ، لا تنسجم مع مدنية القرن العشرين، ولا ننسى اصابع الماسونية العالمية التي أخذت تساعد على تنمية وانتشار هذه الأفكار المدمرة . وهذا مايفسره المنشر في دائرة معارفها ىنذاك ، إذ يقول ( إن الانقلاب التركي الذي قام به الأخ العظيم صطفى كمال أتاتورك أفاد العالم أجمع ، فلقد أبطل السلطنة ، وألغى الخلافة الإسلامية ، وابطل المحاكم الشرعية ، وألغى دين الدولة الرسمي وهو الإسلام . مما حدا بالقيادة الجديدة إلى توجيه الدولة إلى وجهة قومية ، وهذا ما كان يرمي له اليهود من قبل انعقاد مؤتمرهم الأول

الحدث الجلل الثاني هو نجاح الحركة الصهيونية في أخذ ما لم تكن تتصوره من تأييد أوروبي متمثل آنذاك في الامبراطورية البريطانية ، الذي انقلب إلى عملا" دؤوبا لتحقيق الحلم إلى واقع ، وكان ذلك من خلال العمل المضني الذي ساهمت به الدولتين الاستعماريتين آنذاك بريطانية وفرنسا إلى حد كبير في تحقيق الحلم الصهيوني بعد أن نشرت الحكومة الروسية بعد الثورة الشيوعية ما تم بالخفاء بينها من تفاهم لا قتسام دول المنطقة العربية فيم يعرف بمعاهدة سايكس بيكو في السادس عشر من شهر أيار سنة ألف وتسعمائة وستة عشر للميلاد ، والتي سارعت بريطانية إلى طمئنة حلفائها العرب أن الأمر لا يعدوا أن يكون أمرا" لاغيا فور انتهاء الحرب ، في الوقت نفسه التي بعثت رسائل تؤكد فيها للزعماء الصهاينة بأن مسألة التدويل وموضوع فلسطين فلسطين ، من المسال التكتيكية أملاها موقف فرانسا وروسية . وأنهم سيعمدون إلى إلغائه ، بل وأطدوا مناصرتهم لتطلعات الصهيونية العالمية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطن ، برسالة اللورد آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر روتشيلد بتاريخ الثاني من شهر ديسيمبر عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر ونصها : (إ ن حكومة صاحبة الجلالة ترى بعين العطف بيت قومي يهودي للشعب اليهودي بفلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ) .

وكتبه : أحمد عاصم علي آقبيق الدمشقي
جدة في 13/02/2012م

ولا يهمني

ولا يهمّني
ماذا يقولون عني
عاقل أو مجنون
أو ماذا يصرّحون
بأنها ليست من بني الإنسان
وهي من بنات جان ، أخذتني
فأصبحتُ عندها مرهونٌ
ومسجون
وبها مُستهام إلى درجة الهذيانِ
وربما صحيح ما يقولون.

فلقد أحببتك يا سيدتي
بكل أطياف ما عَرفتُ من الوجد
ومن أطياف ِ شوقٍ
وكم كان إليك شوقي حنون .
ودعيهم يقولون
أنا لا أغضب من قولهم بل افرح
لغيرتهم وما به يهذون
فعشقي قد وصل إلى مخ العظم عندي
أنا لا أصاب أصواتهم ، لا أستحي مما ينشرون
بأني أحببت امرأة دمشقية الأهداب
واسمها رغداء
وهي عندي فوق ظنونهم
ي حبيبتي نقشت اسمها على جدران شراييني .
رغداء
لماذا يغارون .
لماذا يقولون عني بأني أحببت رغداء
وأصبحت بعد ذلك مجنون
ولله ما أروع الجنون
لله ما أحلى أن ينزّ في القلب جرحك
لله ما أروع أن يتفجّر لك المكنون


أحمد عاصم آقبيق الدمشقي
جدة 13/02/2012م

السبت، 11 فبراير 2012

قولوا لها

قولوا لها
بأني امضيت اغلب عمري
باحثا" عنها في زوايا الوطن او خارج الوطن
لم يعد مهما عندي أن تكون سلالتها عريقة
أو أنها كانت صديقة
لكثير من الرجال .
قولوا لها بانني لم أزل أذكرها
طريدة
سريرها رصيف
ولحافها سماء
وفي أحسن احواها نزيلة لليلة واحدة
بين النساء
في سجن النساء .

قولوا لها باني مهتمٌّ بها
ومتيَّمٌ بها
وكل شوقي ولهفتي اهديهما لها .
فهي أنثى
وبمفهومي انا
سيدة للنساء
مع اعتذاري لجميع النساء
هي لي من حريمي
ومن خدمي
وفي المساء
تكون انثى
وما أحلى أنوثتها
بين النساء
وقولوا لها لقد مضى نصف العمر
وانا باحثا عنها
هائما بها
اوليست امرأة
بلى هي امرأة تهوى التشرد
تهوى التنوّع
تهوى الضياع
لكنها بالنسبة لي سيدة تقول الحرف فيخرس القصيد
هنا في الشام
وكل البلاد
وقولوا لها إن رأيتموها
نصفك في جدة
ياعالماطمتفرّدا
من عوالم النساء

أحمد عاصم آقبيق
11/02/2012م
جدة