الاثنين، 31 يناير 2011

وهم وسحاب

وَهمٌ وَسَحاب


وتفاجئني كل يوم ، تنظرُ إليَّ من بعيٍد ، وبعيد . تهيمُ في كبد السماء، أحسَبُها تتجه صَوبي، سحابةٌ أحيانا" أرى فيها الوَقار، الهدوءُ ، والسكينة .
وتفاجئني كل يوم ، تتحدى بُعدَ الأفقِ السَّحيقِ ، وكأنها تُراودني على التحدي . من سَيَقدِمُ قَبلا" ، أنتَ أم أنا ، ثم لا تلبثُ أن تُدّمدِمُ ، وتُقسِم بل أنا.
أنا التي سَتَحتَويك
وّتُنَاجيكَ
وتَهيمُ فيكَ
من زمانٍِ وزَمانٍ
من قريبٍ وبعيد .

أنا الأفقُ الواسِع، أنا الخير العَميم ، أنا الرَّحمةُ، تُبعَثُ من خلالي أنارَحِمُ المطر ،
أنا السحابُ ، أنا الغمامُ .
وأنا النعيم .

وتفاجئني كل يوم ، في الصباحِ وعند الشروقِ ، تتحدى أمامي بزوغ الشمس ، تتحدى انتشار النور ، وكأنها تقول متجاهلة الزمان والمكان : من الأقوى؟، ثم لا تلبث أن تجُيبُ : أنا الأقوى . أنا الأجمل ، أنا السكون وأنا السكينةُ ، وأنا الشجن ، أنا دموعك ، أنا ذكراك ، أنا وجودك .وأنا الأفول .

سحابتي تحادثني من قريب ، ومن بعيد ، تقول لي لا ، لا تَثِق بسحابةٍ ،فالسحابة ليس لها صديق. هي تتجه حيث يريد الهواء ، حيث تناديها الرياح ، تزيد من تسارعها ، تبطىء ، تُقسِمُ على أن لا يكون لها ثبات .
ليس لها وعدٌ ، ولا عهدٌ ، ولا قلبٌ .ول حياة .
تقول أحبك ، بل وأحببتك من زمانٍٍ بعيد ،قرأتُك ، فَكُنتَ الأمل ، وأنت الوجود . ثم لا تلبث أن تهجرني ، وتعود ثانية في الصباح القريب.

تناشدني أن أعود إليها ، أو تعود ، بحق الوداد
بحق الحنين
بحق السُّهاد .
ثم لا لبث أن تقول :
إحضُنِّي من جديد
تَشبَّث بوهمي فأنا لك عهد
قرابين .
ليبقى الوفاء
ليبقى الصفا
وأناشيدَ
ومَزاميرَ
وَ وِهَادٍ ، ونُجُودٍ
أنا الزمنُ الأتي الذي صدّقت
أو الذي أحببت
أنا السرابُ
وأنا الوجود،
وأنا النُّسَيماتُ
وأنا الخلود
أنا هواك
أنا المُنى
أنا العَويلّ
وأنا النشيد
أنا الدموع السائلات عن الحبيب.
أنا عهود.
أنا سراب ، وَتَلاشٍ
أنا الحنين
أنا حنين
أنا الهروب
أنا الهروب
وأنا الشرقُ البعيد .

أحمد عاصم آقبيق
31/01/2011

الثلاثاء، 25 يناير 2011

كم انت جميلة

كم أنتِ

كم أنتِ جميلةٌ حينَ تَبسُمينَ
وحينَ تغضَبينَ
وحين تصُبِّينَ الزَّيتَ على النار ِ
وَتَضحَكِين
تَظُنِّينَ بِأنكِ قادرةٌ على هَزيمَتي
وأن تحيليني إلى سَرابٍ
هكذا تَتَوهمِينَ
وتهجُرين
تّزعُمين بأنكِ
ستُوا صِليني
وتتَّصلين
بي
ولا تَفعَلين

كم أنت جميلةٌ حين تَغضَبين
وحين تُقسِمينَ
بأنكِ لن تكوني لغيري
وَتَعشَقين
مِلءَ العيون
تَتَهَربينَ من أمسٍ مَضى
وتَقسِمين
بان غيري لن يَمُسّك
وتحَلفين
ثم تنكُثي بالعَهدِ
وَتَكّذبينَ
تتشاغلينَ
بالمراكبِ ، بالصواريِ
تَقسِمين
بالعيون
بأنَّ هذا لن يكون
وأن العهد ،
عَهدَكِ لن يخون
وَتَكذِبينَ

وكم أنت جميلة حين تهَرُبين
إلى خيالاتٍ مُؤَرِّقةٍ
تتفَائَلينَ
بما يَقُولُهُ المُنَجِّمُون
وَتَضحكينَ
وَتُقسِمين بأنَّ الحياةَ من غيري
داءٌ عُضَال
حُزنٌ دفين
وأنتِ تَبسُمين
تَتجمَّلينَ
تتهيَّئين لَتَضَعي اليد تحتَ إبطِهِ
لتَجُوبي عالم الغَدرِ
وتَضحَكين

وكم أنت جميلة حين تتَهربين
وَتهرُبين
من أسئلتي وتَبسِمينَ
ثم تضحكين
تظنين أن الغباءَ في طَبعي
ولا تَعلَمينَ
أني مُوقنٌ بأنَّ الكّذِبَ لم يخُلَق
إلا من خلالكِ
ولا تَعلَمينَ
أني لم أزل أحبك
وَلَيتَكِ تعلمين .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 25/01/2011م

الاثنين، 24 يناير 2011

وضميني

وضمّّيني إلى صدرِكِ
دَعيني أشعُر ُ بالدفءِ
انتَزِع الشوقَ .
من بينِ ضُلُوعَكِ
وأَتُوقُ .
أرنو إلى نبضاتِ قلبَكِ
حينَ نادَى: أحِبُّكَ
فَأجبتُ بجنون
وأنا أكثَرُ ، وأكثَرُ
أحبكِ وأعشقُ حُبَّكِ .
بجنونٍ ، وأنا أكثَر .
فابعثي بي إلى زوايا العَدَم
وقولي : كانَ وَعدِي .وكان عَهدِي
وكان حبِّي ، وَوَجدِي
ذَوِّبيني ،
بين ذكرى قد مَضت
بينَ عهدٍ قد أتى
واسحَقيني .

وتذَكّري همسَ الشفاه
سمعتها ، تردد بكل اللغاتِ
أَنتَ عمري
وحياتي ، وشجوني
فقلتُ وأنا أكثَرُ ، وأكثَرُ
أحِبُّكِ
فَاسمَعيني
واسمِعِيني

وضمِّيني إلى دفءِ الحنانِ
وَوَشوشيني
وبينَ ضُلوُع ِ صدرِكِ
خبِّئيني

وإلى مجاوَرَةِ الآهِ أرسمُها
وأشدو مع تَرَانيمَكِ
كلَّ التَرَانِيمِ

وضميني إلى صدرِكِ
وضميني
دَعِيني أعشَقَ الأَنفاس ، أحصيها .
فأنا لا أجيدُ الحِسَابَ
أعيديني كي أردد أنا أحبُّك
أحبيني
أعيديني كي أَضُّمَ صدركِ
واصهَري شوقي وَأَدنيني
لأحكي هَوَاجِسي ،
مخاوف قلبٍي
أدَندِنُ بالمواجعِ
وأَفضَحُ رَغبَتي الثَّكلى
فَاحتَوِني
قَرَّبيني
من لَمسِ الشفاهِ
وكَلِّميني
واذكري بأنكِ عشتِ البَوحَ
قالتهُ الشفَاهُ
فَصَلَّيتُ لِكُلِّ ما قُلتِ
وَضَيِّعيني
وقلتِ أحبُّكَ
وقلتُ أنا
أحبيني
أحبيني
أحبيني

أحمد عاصم آقبيق

24/01/2011م

الأحد، 23 يناير 2011

ا وأنزلوا نعشي بهدوء

وأنزلوا نعشيَ بهدوء، واكشِفوا عن وجهي ، اتركوني لهنيهاتٍ انظر إليها ، لعلي أراها ، أو لعلها تبتسم لي البسمة الأخيرة قبل أن يُسلِموني لمرقدي الأخير . حيث صمتٌ مطبق، حيث الوداع الأخير .حيث لا أنيس ، لا أحد ، سوى الصمت سوى الاغتراب الطويل .
وأنزلوا نعشي ، أَرفِقوا بي ، فلقد كنت عزيزا" محب . كنت أكتب الأشعار ، أروي حكايات الشوق ، أرقُب الأنثى من بعيد . أكَرِّمُها ، أحنُوا عليها ، أضيءُ لها عمري شموعا" لترى الطريق . لا تقولوا لها كان ، فأنا لا زلت بها الشفيق الرفيق وإن تركت المكان والزمان فأنا بها لا زلت خليق .
قولوا لها بأني كنت أحبها ، اعشقها أذوب شوقا" إليها . وعاتبوها برفق . أفهموها بأنها هي التي قتلتني برفضي ، وأنا الذي ما أحب يوما" أن يذوق طعم الأفول .
ذكِّروها أني كنت أنام على صوتها ، أصحو على همساتها ، أغفو على ترانيمها ، أذوب شوقا" كالأطفال لسماع حكاياتها ، عنها ، عن الأزهار، عن كل شيء ، فقط لأنها هي التي تدندن بها .وأنها نضرة كنضارة عودها ، وأنها لم تزل خضراء مثل حقول وهمي وفرحي بها .

وأنزلوا نعشي بسكينة ووقار ، فاليوم أَزمِعُ على الرحيل،إلى حقولٍ أرجو أن تكون خضراء ، لم يمشي عليها ، كعودِ الحياة عند حبيبتي ، عود طري أخضر . بها زهور ، بها فرح ، بها شوق لها ، شوقي لزهورها ، لبسمتها ، لحبي لها . لتأريخ أقاصيص كنت أحب أن أشدوا بها لها .
قولوا لها : لقد ترك لك كل شيء ، لقد ترك لك عناوين جديدة أولها حب دفين أشعلَ فيه نار الحب والرغبة والاشتياق لأنوثتكٍ ، لبسمتكِ ، لأملٍ في العيش أمام أعتابكِ .
قولوا لها لقد ترك لك الكلمات وعندما تصدق الكلمات، وما صدقت الكلمات إلا عندما بدأ الكتابة لك ,حدك .
واليوم رحل . لم يترك من المال إلا القليل ، لكنه ترك لك حبا" يتّسِع لأقطار السماوات والأرض .
اليوم ترك لك كلمة أحب أن يقولها هو ، أحبك ولا زال يرددها من الأعماق
لقد احبك بصدق
ولا زال يرددها من هناك
أحبك

أحمد عاصم آقبيق
23/01/2010

السبت، 22 يناير 2011

واشتقت إليك

وَاشتَقتُ إلَيكِ


واشتقت إليك خلال غيابك عني أربعة أيام ، ما يعادل شوقي للأنثى و الإنسانة فيك خلال ثلاثة عقود من الزَمَنِ . بل يزيد .
ثلاثة عقود أو أكثر ، كنت فيها واقفا" أمام نافذة غرفتي الزجاجية ، في زمن طال عَشعَشَ فيه الصقيع بأطرافي ونفسي ،ومن خلف زجاج غرفتي الذي غشيه البرد والدفء فانقلب إلى لَوحٍ أكتب عليه لكِ ما شئتُ ، لأعود فاكتبُ مرة أخرى بعد أن يمحُ الضبابُ كلامي الأوَّل.
كنتُ أكتُبُ بأني وَ لِهٌ للقاءَكِ ، وكنتُ أرسُمُ أزاهير َ
مُلونةٍ ، تَنبِضُ بالحياة . جَمَالُها لا ينتهي لأنه استَرَقَ البهاء ،كلَّ البهاءَ، منك .بل ,و أخذَ عَبقَ جميع الورود لِيشجي النفسَ لتُسافِرَ في إغفاءة ِ حُلمٍ كنت البداية فيها ، لا زلت ، وأرجو أن تبقي كي تسمعي
نَشيدَ السلامِ عندَ رحيلي .

واشتقتُ إليكِ . وخلال أربعة أيامٍ كنتِ فيها بعيدةٍ عني ، إلا أنني لم أقف وراء نافِذتي لأن التعب هَدّ في تَحَمُّلي الانتظار ، فسئمتُ معايشَةَ القَلَق ، وكرهت التكهُّن ، متى تظهرين .
واليوم ، ومنذُ شروقِ الشمس ، وحتى المَغيب،وطيلةَ سُكونِ الليل، وحتى الشروِقِ من جديد ، كنتُ َأراكِ بخاطِري ، ابتداء" من الأنثى التي حَلِمتُ بها ، وصلّيتُ لأجلها ، وانتهاء بروح الإنسان التي تسكَنَها
اليوم ، ومنذُ أن ودَّعَت ِ الشمسَ الأفُقَ لِتُتِيحَ مجالا" لِهَدأَةَ الليلِ وإلى الهزيع الأخير فيهِ ، ولتعطيني الفرصة بأن أجعلك عالمي ، ومَورِدي ، ودُنَيَتي ، وكل شيءٍ في وجودي ، وفي بهاءكِ ، في الرَّوعَةِ التي كنتِ تظهّرينَ فيها .
اليوم ، كنتُ احلَمُ بأننا سنَلتقي ،كنتُ معكِ أسائِلُ القمرَ ونجمَ الزمان عن ذلك الوميضض الساطع الذي يبهِر النظر ، فأجمعا التساؤل وهل يوجد غيرها ليطفىْء نورَها ما عدا نورها .

واشتقتُ إليكِ . وإلى الدروب الترابية التي بدأتُ السيرَ فيها نحو الشرق البعيد ، والشرق القريب ، دروب ٌ كانت قطَرات المطر تداعبها برذاذها المتقطِّعِ ، لِتُطلِق رائحة الأرض ، رائحة التراب ، نبع العطاء ، ومورد النِّعَم ، وَرِمسٌ ، في نهاية العمر .
اليوم وددت أن أسجد لأقَبِّل التراب الذي تأخذني دروبهُ إليكِ ، لأَشتَمّ عَبيرَكِ، وَلأُقَبِّلَ كل شيىْءٍ يحمل بعضاً من عطرك .اليوم أجدُني أهِيمُ في دروبِ الأرضِ جميعَها ، أرفعُ ظُلامَةً لي . لا أريدُ غيرها .
فقط عودي .فلقد اشتَقتُ يا وردَتي إليكِ وقد قتلني الوجدُ ، وهَزمَتني ساعات الا نتظار .

عودي .فأ نا سأكتبُ لكِ في كلِّ ركنٍ قصيدةَ شَوق.
عودي لأني سأجعل من جميع ما تبقى لي من أيام ، حروفا" مُلوَّنة أوزِّعُها على جميع صفحات الحياة ، أقول فيها :بأني اشتقت لك ، وأني إن فعلت فلأنني أحبك .
عودي ،أنا سَأناشِدُ الهواء، أتوسل إلى الليلِ والنهار و سأناجي النجوم والأقمار . أن تنقِلَ إليك لحظَةَ حبٍّ واحدة مما أنا فيه . و تُسمِعكِ هَمسسَ وِدٍّ . كلمةَ عُودِي . تعالي إليَّ .
أنا لا أزالُ انتَظِرك .
أنا .
تَعَالي .


أحمد عاصم آقبيق
22/01/2011م

الجمعة، 21 يناير 2011

لا تذهبي

وأخاف ان تذهبي
ان تبددي بسمتي
واخاف ان لا تعودي
فاحمل خنجرا" يبقى آحر ما أتذكره من حياتي
واخاف ان تذهبي
ان تغمريني بعالم الحزن البعد والافتراق
بلا عناق
بلا دمعة تذرفها عيون
قلت لها
فداؤكِ عيوني
واخاف ان تذهبي
تخترقي ابعاد العدم
تدخليني عوالم الألم
عوالم الضياع
بلا اسف
على حياتي
على وجودي
فلا تذهبي
لا تسحبي البساط السحري الذي حملك لي
فكنت انا شهريار
وكنت أنت العمر المديد والسعيد له ولي
لا تذهبي
فانت الهوى من بعد طول غيابٍ
وانت الجوى
وانت الحياة
وانت الممات
وانت الذرى
وانت الحبيبة
لا تذهبي

أحمد عاصم آقبيق

الخميس، 20 يناير 2011

ولو اني

ولو أني كنتُ أعلم مدى اشتياقي إليك ، لتعمَّدت أن أشتاق إليك أكثر ، وأكثر . ولَرَسَمتُ لك صورة أستطيعُ أن أعشقها أكثر وأكثر ، لأطبع عليها في كل حينٍ قبلات حب ، ولأحكي لها في كل وقتي همساتُ شوق ، ولأَضُمَّها إلى فؤادي ، ففؤادي موئل أمان ، وفؤادي منزل صَون.
ولو أني كنتُ َأعلَمُ، بأن كل ما كتبتَه لكِ من أحرف وِدٍّ ، كان عليَّ أن أتنازل عليه كي أصنع منه طَوقَ محبة يتسع لتدوين كل أسماء من عشقوا ، ومن سيعشقون من بعد ، لفعلت راضياِ ، طا ئعا" مختارا" . لأني أحببتك حين كنت وهما" ، واستزدتُ من حبك حين أصبحت بدرا" ، تفوقين جمالا" وروعةً جميع ما خلق الله من أقمارٍ نناجي روعتها كل سكون ليل ، حين يَجن الشوق ،وتتصارع للظهور الرغبات .
ولو أني عرفتكِ من قبلُ ، وقد عرفتك الآن لاختزلت كل سنين عمري ، لأهدي لك كل ما فيها من حلاوِةٍ وجمال ، شبابٌ وعنفوان رجلٍ ، وشوقٍٍ وآه. لأنك غرست فيها شجيراتٍ مزهرة مختلفة الألوان ، تنادي فيك العِشقَ والوَلَهَ والوَجدَ والرَّغبَةَ والمحبة .

ويا من وددتُ لو أني أستطيع البوح باسمها ، أعلنُ اليوم انهزامي ، ثم انتصاري بوجودها ، يا من أردت ُ أن يراكِ جميع العاشقين وردة تُزَيِّن ما بقي من عمري ، يا من قلتِ لي أن الابتعاد ليس بالمسافات إنما في التفكير والقلوب ، وكم من بعيد قريب ،و قريب .
وأخاف أن أعلن اسمك ، لأني أخاف أن يسرقكِ مني غيري ، ولأني أخاف أن يبدد حبا" صَلَّيتُ لكي أجده ، ولقد وجدتهُ الآن فيك .
إنا ، وإن حال الزمان أن لا نكون لبعض ، نحنو على بعض ، ينام أحدنا ليحمي الآخر ، ليُدَندِنَ له لحن أمان ، لحن حب ليغفو على وقع أنغامه ، فأنا أناديكِ عبر جميع الأزمنةِ والأوقات : أن لا تصدّقي قصص الزمان ، فربما اصبح الزمان غيورا" إن علم بوَلهَي فيكِ، وشوقي إليك ، ورغباتي الجارفة التي تجعل من القرب منك طُقوسا" أشبهُ بطقوس العبادة في الخوالي التي لا يزورها إلا مُرِيد .

يا من أريد ولا أريد البوح باسمها ، وأنا إن أكتب إليها أفعل . دعيني أحبك ، على طريقتي ، دعيني أحتفل معك خيالا" بينما أمارس محبتي وحدي .
أحبك كي أعشقكِ كلما اشتقتُ إليك ، أو كلما لاح طيفك في خيالي ، زهرة" حتى ولو تقادَمت عليها الأيام ، تبقى حديقة" غَنَّاءَ في ناظري وقلبي وما تبقى لي من عمر ، ومروجا" في اخضرارٍ دائمٍ تُنبِتُ كل يوم ألف وردة وزهرة تحمل معنى من معانيك في عمري
وفي قلبي .
زهرة أَنظُمُ لها كل معانٍ جديدةٍ لمعنى الحنان ، وكل ألحان الفرح ، وكل أماني المودة ، وكل رغبةٍ تجتاح شوقي ، تؤرِّقُ عيوني ، وأنتِ محلها ومصدرها . لأنك أنتِ التي سكنتِ خاطري ، فتلاشيتُ بها وودتُ أن تزيد المسافات من ابتعادنا حتى اشتاق إليكِ أكثر ، فأمشي قاطعا" المسافات من أقصى الغرب لأقصى الشرق مهتديا" بعبقِ أنفاسكِ ، ومستهديا" بحروف رسائل َأحالتني إلى شباب وبسمة .
وأخيرا" دعيني قول أحبك .وأنت التي قلت ساكون معك .
دعيني أقول كم أنا مشتاقٌ ، يا واحة عمري ،إليكِ ، يا من قلبتِ سوداوية حياتي إلى أغنية متواترة الأصداء تنعم بوجودك في قلبي ونفسي .
و أحبك ، واعلمي أنك كنت وهمٌ و أصبحتِ الآن تصديقٌ وإيمان كما أردتك طائعا" ُمختارا" ، وكما أردتِ أن تكوني لنفسي وقربي حتى ينتهي عمري .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 20/01/2011م

,ونسيت انك حبيبتي

وَنَسيتُ أنها حبيبتي
خُلِقَت ، منذ الأزل .تخفيها الأيام عني ، تحبِسُها في خفاء، تحنوا عليها ، لتَرعاها ، وتكُبرا معا"، لِتَشيخَ الأيامُ ، ولتبقى حبيبتي ، طفلة في ناظري ، ثم صبيّةً جميلةُ أتفرَّسُ بها ، أحلم بقربها ، أشتهي أن أمسَّها وألمسَها وأعشقُها ما دامت فيَّ روح .
ونَسَيتُ أنها حبيبتي ، وتبّاً لتلكَ الأيام التي سَرَقتني منها ، أعمت عيوني كي لا أراها ، شغلت فكري فَسَلَوتُ عنها ، ثم عشتُ لغيرها ،مع أنها كانت ترسل لي بلغة الحروف ، تدعوني إلى الحب ، دون بوح ، وباشتياق .

وهكذا السنوات ، كانت في أقصى المشارق ، وأنا في الغرب البعيد . كنتُ أناديها كل يوم من خلال عشقي الأنثى ومن قديم الزمان ، كنت أهاجمها أحيانا"، كنت أحاربُ ذكراها ، وإذا أجِدُني ذات يوم أعود لها ، لأحبها ، لأعلم متيقنا" بأن العتاب ليس كُرها"متأصّلا" لها . وأعني عشت انتظارها ، رغبتها ، قولها الآهَ بصمت ولأني عشت أنفاسها التي قلبت كياني فحالته إلى حروف غزل ، وكلماتُ وِصال .وآهٍ ثم آه ، على تلك الأيام التي أَضَعتُ ، فضاعت مني ، ثم أضاعتني .
وَنَسيتُ أنها حبيبتي ، خلِقَت منذ الأزَل من ألي ، أنا ، كي تبقى معي ، وليفتي ، حبيبتي ، روعة الاطمئنان في حياتي . َيراعي الذي كتب عنها منذ زمن طويلٍ طويل . يناجيها ، يتوق إليها ، يرعاها ،
ويحكي لها قصةُ هُيام بها ولها وحدها .
وكيف أنسى أنها الحب عندي ، وأنها الأمل عندي ، وأنها مناجاتي ووشوشات حبي . كيف أنسى وهي التي مدت يدها الحانية لتحتوي كهولتي ، تنتظرني ، تودّ عودتي لتعود روعة ابتسامة ثغرها لتحكي لي بأنها ترغب بي ، وأنها لا زالت تهواني كما كانت من قبل ، ولن تحيد .

هي حبيبتي ، لم تعد وهما" ، بل هي حبا" يواعدني ، هي شوقا" يكابدني ، هي مهجة القلب عندي ، أعيش فيها أبصر منها ، وأضع الأماني كي أصل إلى أعتابِ سُكناها ، أنحني بأثقال السنين والأيام. أنظر لها نظرات متلاحقات ، بعين مُرِيدٍ وعاشقٍ وشَغُوف .
فيا من أنستني نفسي فأحببتها حبا" ليس له ابتداء وليس له انتهاء ، هل تشعرين ببعض ما أعيش ؟ هل تحدثكِ دقات قلبك بان هناك في البعد السحيق ، على شاطىء البحر عند الغروب عاشقٌ متيَّم بك ، يناجي ربه شاكرا" حامدا" أنه خلق الأرض وجعل فيها زينة تزينها . وزينة سماواتي وأرضي هي أنت ، يا وردتي البيضاء ، يا من أحببتك وكتبت فيك ولكِ ، ولجميع العاشقين أبجدية حب لا تزول . تدوم وتدوم ، حتى ولو انتهت دقائق عمري
وأحببتك ، . مالكتي

أحمد عاصم آقبيق
21/01/2011م

الأربعاء، 19 يناير 2011

انا لن اقول

وانا ارجو ان لا تتركيني
لنك وردتي
زاد عمري
ولفة شوقي وحزني الطويل
انا لن اتركك لنك ماء يحييني يبعث في الوجود
انا لن اقول لك اقبِلي ، فالشمس لا تُدعى غلى افشراق
وانت شمسي وفرحي الكبير
فلا تذهبي ، فلربما تجدي في صحراء عمري القاحلة زهرة بيضاء تحيي فيك قصة عطاء انثى
وانت الأنثى وانت العطاء .

وانا ارجوك ان لا تذهبي
فانت الفرح
انت الغيوم
انت الرياح
وانت المطر .
وانت الربيع وانت الزهيرات
وانت اليراع
وانت الفِكَر

سنوات عمري الطويلة تناجيك
تطلب منك التوقف
الالتفات عليَّ
عدم السفر
لأن في السفر
وجومُ وحزنُ ولربما احتضار
ولربما سفر
يا سيدتي
ياسيدة النساء في عمري
انتِ السَّحَر
وانتِ القمر
وينبوع للروح
وانتِ القََمر
وانت الحديث لروحي
انت مناجاتي لفرحتي
لذهاب آلامي
وانتِ اللقاءُ
وانتِ السَّمَر

فلا تذهبي
قد أسّستِ أحلامي
زيّنتِ جدران عمري
قلبي
وفكري
بأحلى الصور

احمد عاصم آقبيق
20/01/2011

إلى امراة كانت وهما"

إلى من كان اسمها وهم ، فوجدتها حقيقة

إلى التي جَعَلَت الألم يخترق بي حتى مَسَامَ جلدي، حين قالت سأقرأ ما تكتب من بعيد ،
إلى من لا زلتُ أخافُ عَليها حتى من نفسي كي لا تحبها
خواطر َ وُمناجاةٍ لرُوحِ جميع ما خلّق الإله من أُنثى فَتَجمَّعت فيها ، وانَحنت أمَامَها .
ها أنَا ، أركَع .


يَطُولُ الوهمُ
وأنتِ السَّرَابُ
وَأنتِ الغيابُ
وَأَنتِ الأماني
وَأنتِ الأَمَل .

يَطوُلُ الوَهمُ
وأَنتِ الغديرُ
وأنتِ سَمائي
وأَنتِ صفائي
و ماذ ا العَمَل
فَلقد آنَ وقتُ الرَّحِيلُ
واقترَبَ الأَجَل
وأنتِ الأَمَل
وأنت الرّبيعُ
وأَنتِ الفَرَح
عِندِي .
أنت شَقَائي
وأنتِ الوَجَل
وأنت الضَنَى
وأنتِ انتظاري
وأنتِ الشوقُ
وَأَنتِ القُبَل

ويَطُولُ الوَهمُ

يَطُولُ الغِيابُ
وأنتِ اغترَابي
وأنتِ عَزائي
وأنت فَضائي
سَكِينَةُ البَيتِ
وَأنتِ الرَّجَاءُ
وأنتِ الأُفُولُ
وأنتِ الغُيومُ
وأنتِ البَعيدة
و القَريبةُ
وأنتِ السَّرابُ
وَعِندي أَمَل
وأنتِ الأمَل

وأنت وَهمِي
والعمرُ مَاضٍ
والمَوتُ غَادٍ
وأنتِ العِتَابُ
وأنت الرُّوحُ
وأنتِ الجَّفَاءُ
وأنت الصَّفَاءُ
ولَيسَ غَيرَكِ من أَمَل

فَاعطِ الّحيَاةَ لي
هَبينِي الهّنَاءَ
اعطِني البَسمَةَ
والعَطاءَ
واعطِني ا لشِّفَاه
أَعُبُّ الرِّضَابَ
أَرسُمُ عليهَا
وَلَو بالوَهمِ
بَعضا" مِنَ القُبَل .

أحمد عاصم آقبيق
جدة في 19/01/2011م

الأربعاء، 12 يناير 2011

مشوار

مُشوار
وأمسكَ بيدها .قَرَّبها في لحظةِ ضَعفٍ إلى شفاهه،بينما كانا سائرين في طريق ترابية ضيّقَة .ثم تلفَّت وكأنه يسبر أغوار وحدة الطريق ,ثم قبلها . لم يفكر آنذاك أنه لربما كان يجسد انهيار قواه ، أو قوة انهياره . لم يكن ليفكر في تلك اللحظة بالذي اعتراه فدفعه إلى ذلك التصرف .كل الذي كان يعلمه ، أو كان يعيشه حلاوة الحدث ، ومنطق الرغبة ، والتأمل بجمال تلك اللحظة . فلقد سَعِدَ بالحلاوة جميعه ، وبأقصى ما تحتمل من تفسيراتٍ ومعانٍ .صارع الضراوة التي كانت تمنعه من فعل ذلك ، فهو رجل . والرجل يتحكم بعواطفه ، ويترجم ذلك صرامة على تصرفاته . وكانت في النهاية ضراوة الشوق اشد وقوى ، من أن تهزمها خيالات وأحلام القوة والاعتزاز .
هناك على الطريق الترابية ، كان يرافقهما في المسير صوت حفيف لبعض من شجر ، أو صوت تغريدةٍ من طير الحب ، هناك ، وفي لحظة الصمت تلك ، وكأنه كان يمارس صنعة الاعتكاف مع نفسه ، تأنيبا"لها ، أو تيها" بنصره المؤزَّر وهو لا زال يمسك بيدها . كان غالب مسيره بدون كلام . لعله كان في عتاب مع ذاته ، أو لعله كان ساهما" بتلك اللحظة الجريئة التي ربما كانت أحداثها مجرد أمنية عابرة ، أو شوق قديم .
أما هي . فكانت صامتة أيضا" لم تحاول أن تسحب يدها من قبضته ، كانت بين الفينة والأخرى تدندن بلحن أغنية تحبها ، يقول مطلعها :( أنا لك على طول )
وإن كان صوت دندنتها خفيض ربما كانت تحاول أن تكسر واقع الصمت ، أو أنها تحاول أن تلفت انتباهه إلى شروده ، وكأنها غير موجودة معه . او أنها كانت تسير معاني الصمت المطبق في ذلك الذي أمسك بيدها وقبلها ، تفترض أجوبة لأسئلة تتزاحم متصارعة في أفقها .
وكان يسير بصمت ، كانت تصدر عنة لثانية زفرة ضيق . تشاركها الضيق تعمده ركل ما وجده من حصى" صغيرة كان مختبئة بين تراب الطريق . لكنه في الواقع كان في ملء ذاته يحن إلى تلك التي لا زال يمسك بيدها .والوقت قد قارب المغيب .
وقف وكأنه قد سُمِّر إلى حائط . أدارتها إلى قُبالَتَه بعد أن كانت تسير بجانبه تفرَسَ في عينيها الخضراوين ،ثم ما لبثَ أن اقترب منها ، واقتربت هي بغريزتها التي كانت ترتضي هذا اللقاء.
ترك يدها ثم أحاط كتفاها بمعصميه ، ثم انحنى ليقبل هاتين العينين الرائعتين وكان لسان حاله يترجم سعادته وفرحته بترديد ما يعيش : كم أنت جميلة ، وتسود هنيهة لحظة صمت جديد ، كانت تريد أن تكسره بذكر اسمها الذي لا زال يعيش في معانيه ، إلا أنه يضع أصابعه على شفتيها ، وبردُّ بدلا" عنها : بل حبيبتي .
أشعة الشمس كانت تخترق بعض الأغصان حينا" لتمنح للضوء بعضا" من فرص التمتع بحالة رجل وامرأة . وأشعة الشمس كانت في أحيان أخرى تمنح حالة الحب هذه فرصة جديدة باختفائها وراء بعض الغيوم المبعثرة في السماء ، فيزيد توهجا" وجلالة" ورهبة" ولمعانا" ، أو لربما لتزيد من صوت خفقات قلبيهما التي شهد عليها حضور المكان .
طريقا" ترابية" ، وبعض من أغصان الشجر التي تعيش حالة عناق مستمر ، وحزمة من أشعة الشمس ، يزيد المكان روعة استثنائية جدول صغير أوقف مسيره ليوقع مباركا" ما كان من قبلات لحبيبين .
وقالت :
وأنت حبيبي .


أحمد عاصم آقبيق
12/01/2011م

الاثنين، 10 يناير 2011

كلمتها فقالت :

وقالت : أنتَ كَونِي
قلتُ وأنتِ أَكوَانِي
وَلَحنُ الكلامِ عندي
وَمَوطني وجميعُ أرضي
وكل أوطاني .
قالت : أُحِبُكَ بكل ما
احتوى العمرُ من لحنٍ وأوزانِ
وأنتَ عالمي ، وِعُمرِي ، ورَسمِي
قلتُ: وأنتِ جميعُ أَلواني .
جميع جميعُ إِيمَاني .

وقالت : أنتَ كَوني
قُلتُ : قولي : قيثارتي
وأنتِ لحني وألحاني
وكلام ُ غَزَلي، وروعتي
وكل الثِّقّةَ عندي ،
وإيماني
وأنت الحب عندي
وكل ما احتوى وجداني

وقالت : أنتَ كَونِي
هَمَستُ :وأنتِ أَكوَاني
وأنتِ عُيونُ القَصِيدِ عندي
وأنتِ كلامي وشِعري
وتَركِيبَةَ اللونِ عندي
وأنتِ روعةُ الإشراقَ
وجميع ما غَنُّوهّ في الأغاني
وأنت بعضٌ من لحُوني
وأنتِ ، أنتِ جميعُ أَلحاني

وقالت : أنت حبي
وأنتَ سَعدِي
وَاَشجَاني
وأنتَ لحنٌ من لُحونِ العشقِ عندي
أنتَ البهاءُ
وأنتَ جميعُ أَكوَاني
وقُلتُ : وأنتِ بيتُ القصيدِ عندي
وكلُّ اتجاهاتي ـ تطلّعاتي ، وميداني
وكلماتٌ من ديوانُ حبي
أتوقُ إليكِ
يا عَوالِمي
يا دفءُ أكوَاني

أحمد عاصم آقبيق
10/01/2011م