الخميس، 29 أبريل 2010

هل وَصَلَت ؟

يقولون : انه لا إمامة لمكروه .ولست في حال يستطيع من خلاله أن يفنِّد الأدلة والبراهين ، غير أني استعرت القول فقط لتقريب وجهة نظري.
إن الفرق لكبيرٌ بين أمرين ، نظرة الناس إلى المحبّةِ وتعلُّقهُم بمفرداتها ، حتى لو كانت حُلُما" ، ووعي الناس بأدوات الكره جميعها . وإني مؤيّد لوجهة النظر هذه ، بل وأرددها .فلا صلاة لإمامٍ مكروه .لأنه من الصعب جدا ًأن تمارس فعاليات المحبة لله الواحد المنعم ،في ذات الوقت الذي يعتلج فيه صدركَ بكَمٍّ كبير من الكره والاشمئزاز ، والرغبة في الابتعاد عن المكان والزمان . وصعبٌ جدا" أن نجد تعايشٌ بين فكرة الانتماء للزمان والمكان في تواجدِ من يمّثل فكرة التسلّط والجبروت .إذا أصل إلى نتيجة مفادها استحالة التواصل والبذل والتعاون . فمع من نتواصل ولمن ومن أي شيء نبذل؟ ونحن نعيش في مكان تعمُّ وتتأصلُ فيه نظرة حقودة ومُستعلِية لسان حالها يقول :لا أرى أحدا" غيري .ولا أرى أحدا" يٌماثِلُني .ومن هنا لا يمكن النظر بحياديّة إلى النتائج ، فلقد نُطِقَ بالحكم ، ولا استئناف ولا نقض .ولقد فسدت مع فساد المنطوق به ، النظرة للأمور، وخُرِقَ ميزان العدل نتيجة لاختلال معيار العدل عند من كان واجبه العدل في الحكم ، والعدل في الا ستماع ، والعدل في التقييم .فالحَكَمُ والجلاّدُ هنا واحد .والظن بافتقاد الحيادية والشفافية ليس مُحتمل هنا ،بل معدوم التواجد .
إن الزمن المتَقلِب الذي نعيشه ،والذي يعتمد على التزاوج المطلق بين فكرة أنا الكبير، إذ أنا المطلق ولا مطلقٌ غير أنا ، وبين فكرة الفوقية المتأطِّرة بمناصرة المال والمنصب والصلاحية ، يُضاف إليها مرضُ حب التشفي بالآخر وإذلاله والتشهير بضعفه ،لا يقود إلى نظرة متفائلة ، تكون منطلقا" لحراك التفاهم ، بغية الوصول على اُطُرٍ محددة يمكن من خلالها القيام بنصب قوس العدل الموصل للعدل الصافي القائم على البينة والحجّة . دون تفريق بين وزير أو تابع .
وأعود للقول : لا إمامةَ لمكروه ، القول عندي بأنه ليس قابلا" للنقاش .بل هو صدقٌ وحقيقة نعايشها كل يوم . فلقد استُضعِفَ الجميع ، وعلا في تفرّده على فرعون حين استخفَّ قومه فأطاعوه .

أحكم الأقوال :( إن الإنسان لَظلومٌ كفّار ) 1
احكم الأقوال: ( إن الإنسان خُلق هلوعا" إذا مسَهُ الشرُ جزوعا" وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعا" . ) 2
أحكم الأقوال : (فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى .)3 .
وآخر ما يقال : ( ولا تكن فظا" غليظ القلب ينفضوا من حولك ) .4

دمت سيدي . هل وَصَلت .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 29/04/ 2010








احمد عاصم آقبيق

السبت، 24 أبريل 2010

نتمنى ويصنعون

تمنَّينا ، وسيصنعون



نحن لا نريد أن نمنع أبناءنا وبناتنا من سبر أغوار أحدث ما تطلع به علينا العلوم كل دقيقة بل وكل ثانية من برامج تعليمية أو تطبيقية في سبيل رفع المستوى العلمي والفكري ، ليحصد ثماره المجتمع فيما بعد عطاء" وامتيازات كثيرة .
نحن لا نريد أن لا يطَّلع الجميع على ما يحلوا لهم من معارف ، أيّا" كانت ،بواسطة وسائل الإعلام بكافة صنوفها المرئية والمسموعة والمقروءة أو بواسطة حديث الزمان الجديد ، الشبكات الالكترونية .
لكن بشرط أن لا تنقلب هذه المعارف لتظهر بشكل صفاقة ووقاحة يتأثر بها السمع ، وتمجَُها الأخلاق السويّة .. ذلك لأننا أمة لا زالت تحافظ على ذلك الموروث الذي ورثته كابرا" عن كابر حتى أضحى سمةٌ من سماتها ، وقيمة غالية من قسمها ، وأقصد الفضيلة .
نحن لا نريد دروس وعظ من أئمة بعض المساجد الذين ألفوا كتابة النصوص واستظهروها ، فتارة زينوها بحديث ، وتارة دعَّموها بآية ، ليطلعوا علينا بخطبة جمعة تشوبها الركاكة والرتابة ، ولولا بعضٌ من تأثير أصوات بعضهم وقدرتهم على الخطابة، لنام المصلون الذين حضروا لأداء الفريضة .
نحن نريد خطبة جمعة تمس قلوبنا وتفرض علينا الخشوع من خلال تأثُّرنا بما يُطرح فيها من أمور تهم المجتمع وما أكثرها ، أمور بيَّنها الدين بشكل كامل ،وليس لأحد حاجة في أن يُذَكر بها . أمور تتصل بالتعاون والتكافل ومفهوم التواصل والتعامل الفاضل بين الناس ، في سبيل الوصول إلى إنشاء بناء اجتماعي يحافظ على أساسه وعراقته ، إن تزعزع منه حجر ، تزعزع البناء كله . وهذا هو مفهوم الدين .
نحن لا نريد أن نحيي الأتراح ، وفصول تراجيديا المناسبات الحزينة ، فغزة عند البعض بلد التضحيات والصمود ، وغزة عند البعض انفصال وتمرّد .
نحن نريد أن نتعلم كما علّم اليهود أبناءهم وبناتهم بأن العرب مجرمون ، أن يكون لنا تأثيرنا الخاص على أبناءنا وبناتنا بأن فلسطين عربية ، ولم تكن ذات يوم ليهود .
نحن نريد فلسطين عربية قوية بقوة أبناءها وبناتها وشيبها وشبابها ، امة تأبى الاستكانة ، وتتحمل الألم الموجع ، في سبيل الثبات الذي لا يعرفه بعضا" من العرب أعمتهم الأضواء المبهرة ، فانخدعوا بوعود السلام ، بل ودافعوا عن براءة العصابات الإسرائيلية التي تركت في غزة صورا" لا يستطيع التأريخ أن يتناساها ، والأجيال أن تمسحها من ذاكرتها . لا بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك ، فقالوا ببراءتها ورفضوا رفع تقرير دولي يدمغ المعتدي إلى مجلس الأمن ، بحجة أن ذلك يضر بعملية السلام ككل .
نحن نريد فلسطين قوية تؤمن بأنها صاحبة حق ، وأنها صاحبة قرار في أن الحق يجب أن يعود ، وصاحبة تقرير ينبع من إحساسها بالمسؤولية بأن المعركة لابد أنها آتية ، وأن النصر لم يكن ليهدى ، إنما النصر يسقى بالدماء .
وأخيرا" نحن نريد ونأمل . فهل يا ترى سيحقق لنا الجيل الجديد بأصالته العربية ، وإيمانه القومي العزيز في أن ما سلب بالقوة لا يعود إلا بنضال وجهاد تصنعه سواعد تعرف معنى البطولة ، وقيمة الحرية .
ونتمنى ، ونريد ، ونريد ونأمل .
فهل سيأتي يوم تقول فيه الأجيال الجديدة ، كان نصرنا حلم الآباء والأمهات . أرادوا وتمنّوا ، وأعددنا ، وأعدنا .

أحمد عاصم علي آقبيق

ياقوم لا تتكلموا

يا قوم ، لا تتكلّموا

أجدني يقينا" أحاول عدم الولوج في طريق الدعوة ، حتى لا أتَّهم بأني سلفي النهج والتفكير ، من بعض الذين اقسموا أن يكونوا مرشدين لسلوك العولمة ، والسير في دروبها، بل والانسلاخ عن كل قيمة تقرّبنا من نهج الفضيلة والرقي الفكري .
بالأمس تحديدا"، وعلى إشارة مرور ضوئية ، وقف أمامي شاب عادي الملامح ، في الثلاثينيات من العمر على أبعد تقدير ، والوقت ظهرا" يبعث على الملل من نظام مروري مات على يد سائقين استقدموا للعمل ، مؤكد أنهم عندما شاهدوا أرض الواقع تفنن كل منهم بقيادة مركبته حسب تفسيره الواقع الذي يعيشه . وعودة إلى هذا الشاب الذي يقود سيارة عادية ن ولكن بمواصفات مزاجية معدَّلة تروق لناظره، وقد لا يستسيغ منظرها هذا الكثيرين . المهم ليس في المركبة ، ولكن بكمية الضجيج غير المقبول ولا المعقول الذي تصدره مكبرات صوتية جبارة مثبتة فيها ، لموسيقا يمتزج فيها النغم والعويل والكلام الأجش وبعض ألفاظ سوقية بذيئة تترجم حال البيئة التي يغنّى لها، بيئة تحلل وانسلاخ عن كل مفاهيم التحفّظ .
والسؤال المطروح عليه أولا" ، هل هو مقتنع بجودة المادة التي يستمع إليها ، أو يستمتع بها ؟؟وأتدخل لأجزم بأنه لربما لا يعرف بأية لغة تؤدى . لكنها موجة تقليد أعمى لهذه النوعية لشاب همه وديدَنه من الحياة أن يعيش اللحظة الحالية برفقة صبية ، وجهاز خلوي يحقق له خلوة محرمة شرعا" من خلاله مع الرغبة والشهوة والضياع ..
ولعمري فلقد بلغ السيل الزبى ، وأضحت أمور كانت من الرذائل الممقوتة ، أفعال تزيّن حياة الكثيرين ، دون أدنى اهتمام لتأثيرها على البيئة الاجتماعية ، ودون الالتفات إلى ما قد تحدِث من متغيرات تنعكس على السلوك وبشكل عام .
وأخيرا" أجدني مندفعا" بشدة لأصل إلى منطلقات التوجه الديني في جميع الأمور التي قد تصادفني في الحياة .
وكيف لا ؟ وقد وجدت في ذلك كرامات أخلاق ، وإبداعات تعامل ، ورؤى ناصعة البياض ، وتصوّر كريم لحياة يتمحور فيها الفضل والتقدير الصائب للأمور ، والتأني بغية الوصول إلى السلامة في جميع الأمور .


آخر الكلام قاله مجنون :

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب ن سوانا

وآخر الكلام قاله عاقل :

ياقوم لا تتكلموا
إن الكلام محرّم
ناموا ولا تستيقظوا
مافاز إلا النُوَم

لكم تحياتي واحترامي ،
إخوتي وأخواتي
...

احمد عاصم آقبيق

رحلة العمر

هام .. هام .. هام انظروا واقرء وا

جاءتني بطاقة دعوة الكترونية ، وكأنها بطاقة بريدية ، من سيدة المنتدى الأخت أم أسماء ، تدعوني فيها والإخوة أعضاء المنتدى النجباء ، على رحلة نتمتع فيها بصحو هذا اليوم وبصحبة الأحباب . وكان يوم خميس ، والأمر بالنسبة لها جدُّ هامٍ وقد حمي عندها الوطيس . وقد أزفت الساعة الموعودة ، وهاهو حميد الدين يشد خيطا" معلّقا" بالبوق الموجود خارج المركبة ، ليزعج الأنام ، معلنا" قدومه المعهود بنظام وانتظام .
هناك على الرصيف ، كانت تزرع الدرب جيئة وذهابا" ، أختنا أم أسماء . وما أن لمحتني حتى قالت : أين زوجتك؟؟ قلت في في البيت قابعة لا تريد صحبتي ، ومعي الوجود .

ومن بعيد أراه يحمل سلّة شامية ، ويضع منديلا" ابيض تحت طربوشه المائل ، وحبات العرق تنضح بفعل الصيف وشمسه ،وباليد الأخرى وسادة وبساط وآلة عود، وكان أول الطالعين علينا بحكم انه يعمل مدير ، والمدير أول من يطبّق الحضور والانصراف . وكان وجهه كالبدر المنير . ووصل ضجرا"، وقال لله درُّ العرب ، مساهمون دائما" بجلب الغضب . الطريق طويلة لا فيها راحة ولا استراحة ، مع الوقوف لأكثر من ساعة ، بانتظار أحد يقلّني من الجماعة .
ووقفت عربة فارهة ، نزل سائقها وانحنى أمام الباب ليفتحه بأدب جمٍّ واحترام ، وإذا بصاحبة المنديل السماوي ، درة المنتدى في تذوق وانتقاء الكلمات ، غاليتنا الأخت سمارة ، بادرته بإعطائه سلسلة فضيّة ، التف أقصاها على رقبة كلب صغير ذا أصالة بادية ، وشعر مجعّد أبيض كثير .
قالت ضجرة ، الطقس لا يطاق وسأجلس منتظرة في سيارتي الأحباب فهم السلوى في الطريق ، والمؤنسين عند احتياجي لرفيق . أما الصحبة فهي لغاليتي منار ، وأما الجار فهو الألمعي أبو الأفكار ، أخي احمد الأموي ، باعث العزيمة ، ومُشعل النار . وكانت تلك المذهلة صاحبة اليراع المتمكِّن ..
وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث . سمعنا جَلَبة ً وزمجرة وتهديد ووعيد ، وتهديد بقبضة من حديد ، وها هو شيخنا الشيخ سعيد ، الذي لا تعجبه هذه الأيام الأمور ، يدعو بالويل والثبور ، على كل من يعمل في إدارة الطرق ولا يساهم بردم الحفر وقد استند على ذراع خادم له ، وهو ممسك بسبحته الطويلة ، وعصى يتوكىء عليها ويهش بها عنه الضرر .
وما هذه الجَلَبة ؟؟ وردة الورود ورقيقة الأحلام ، وردة وبناتها الأربعة ، عهود ووعود وشذى ورحيق ، وها هو ابنها البكر وولي العهد يدفع أمامه زاد الطريق من كسكس وطعام غريب لآ نعرفه عندنا في الشام ، وقد فاحت منه رائحة نكهات غريبة ، وأطياب عجيبة .
قالت مهددة وقد أجهدها الحرّ والمسير ، مخاطبة السائق حميد: إحجز لنا الصف الأخير من مقاعد الباص ، فقد يصاحبنا في رحلتنا هذه عدد من الناس . واحرص على أن تكون قيادتك مريحة ، وها أنا ذا أقولها واضحة وصريحة .
وهذا أخي عويس عافاه الله ورزقه قوة صناديد الرجال يتأبط ذراع زوجته الجديدة ، وهو أشد ما يكون فرحا" ، في هذه الأيام السعيدة .

بعض من الجمع قادمين إلينا ،ابنتي منار ، وشقيقتها افتخار وقد رافقتاها ابنتاها نُوار وإيثار . وأمامهما تساق حقيبة عظيمة ، تتسع لأنفال حروب وألف غنيمة .

وهذه اختنا الغالية أم شهد، وقد لبّت الدعوة وأوفت بالعهد ، تمشي وراء بعلها العتيد ، صاحب الطالع السعيد ، وبصحبتهما الابنتان خلود ، وعهود .
وجلسنا في مقاعدنا الوثيرة ، وركب قبلنا السائق حميد وعلى وجههه قترة وغبرة ، كأنه حضر للتو من حرب الأيام العشرة ، ومات على يديه ألف شهيد وشهيد . وقد ركبت بجانبه مضيفة الرحلة والداعية لها السيدة نادية . وفي المقعد التالي أخي أبو نبوت ، وأنا . وبدأ عزف العود ، وإذا بشيخنا أبو أحمد ، يأمرنا بقراءة دعاء السفر ، وهو سنّة يقرؤها من سافر من البدو والحضر .

أحمدعاصم آقبيق
جدة

شذرات

شذرات
لماذا لا نتحلى بروح الشجاعة، فنبتسم حتى ولو كنا مهزومين.من الذين أنصفتهم الحياة ، أم لم تنصفهم . المهم أنهم مهزومين .
لماذا نقتّل بعضنا بسيوف شحذتها أنانيّة الغيرة ن والأثرة وحب الذات المطلق ، وكأن الأرض خلت من الناس .
لماذا لا نعطي لأصحاب الحقوق مع حقوقهم ، رسائل مودّة ملئت بأحاسيس محبة ، نثري في وجدانهم من خلالها بذكريات عنا خلاّقة تنعكس لديهم من خلالها عوالم بسمة صادرة من القلب ، تبعث فيهم العزيمة على المزيد من العطاء .
لماذا لا نمد أيدينا ، في محاولة أخيرة تخترق الأمكنة ، وتستمر على أبعد من الزمن ، لنتصافح بصدق وشفافية ، مجددين عهد الوفاء للإنسان مهما كان ، فهو إنسان . ومكوّنين عالما" من الإلفة تكون المحبة البيضاء المطلقة من كل غاية وقيد وشرط ، علما" برفرف أبدا" عليه .
لماذا نطلق الرصاص على عامة الذين يسيرون على الرصيف ؟دون أن نحدد هويّة الهدف . ومن هم الذين قتلنا ن أليسوا إخوة لنا ، أليس لهم أحباب ينتظرون بشوق وشغف عودتهم إليهم .أليس لهم فلذات أكباد يتلهفون إلى طعم قطعة حلوى جلّ أملهم أن تصل إليهم عندما يصل أحبابهم .
لماذا لا نعرف سوى لونين . اسود وأبيض ،فنطلق الأحكام ونفسر الأمور حسب رؤيا لنا قد تكون خاطئة مخطئة .
ألا توجد هنالك فرصة للتقرب ؟ ألا نحاول أن نجد للآخرين أعذارا" تعيد لنا ولهم الثقة ببعضنا في حال أيّا" منا كان المخطىء .بل ونتيح لبعضنا فرصة للنقاش والمحاورة .
لماذا لا نقوم دون الاستعانة بخادم لنا لنوقد السراج بأنفسنا ، فنكون بذلك قد نسبنا الفضل بإضاءة الدرب لنا ، وتركنا أثرا"يدلّ على أننا لم نزل نقدم عطاء" غير مشهود ، لكنه موجود ومشهود .
لماذا لا نتقن فن تعليم استعمال الحرف ،
لماذا لا نعلّم كيفية خلق الكلمة الحلوة الحانية ، التي تذيب الحديد ، وتخلق في النفس رؤى جميلة لا تستطيع مدارس العالم أن تعلّم فنون أسرارها .
لماذا لا نربي أ طفا لنا على ابتسامة خلاّقة جميلة، ونزرع فيهم فكرة أن الحياة حلوة ، وأن التكافل والتكاتف فيها أحلى ، لأن ما قد يصيب غيرنا اليوم ، قد يصيبنا نحن غدا" أو بعد غد.
لماذا نشهر السلاح في وجه العزّل منا، اعتزازا" بمنصب، وركونا" إلى قدرة ،وأمانا" بوجود مال قد نشتري به الشهود والشهود ، كي يقولوا أننا لم نحمل سلاح قط .
لماذا لا نجعل حياتنا سيرة عطاء تحكى بعد رحيلنا لينهل منها جيل جديد نشأ على قيم لم تكن موجودة في أيامنا .

ولماذا أحبك
وأذوب شوقا"
أشتاق لحروفك
أبحث عن سبب يقرّبني منك لأشمّ رائحة الياسمين من جيدك .
ولماذا أحبك
أتعلّق بحكايات من سبق من العشاق
أتخيّل بأني أحد أبطالها وأعيش ذكراها ، فتستحيل الذكرى إلى وشوشات ترسم على صفحات عمري حكاية عشق ليس فيها إلا أنت .
ولماذا أهفو إليك
ربما لأنك جميلة ،
وأنت في القلب أبدا" جميلة
وفي العين جميلة أو لربما كنت رمزا" ومنبعا" للنعومة ، فسرقت النعومة بعضا" منك فوجدت منذ الأزل إلى حين الزوال .
أو لربما لأني عاشق متيّم ، أحبّك فرسم لنفسه صورة في عالم أنت السماء فيه ،
والنجوم
وضوء القمر .
وأنت ، أنت القمر .
لماذا أحبك .
أسألك أ نت
لماذا أحبك .

أحمد عاصم علي آقبيق

ويطالبوننا ايها السادة

ويطالبوننا .......

ويطالبوننا كل يوم بشيء جديد ، ولم يدركوا بعد ن باننا شعوب قالت كلمتها في الدين ، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا" رسول الله إيمانا واعتقادا" ، وأننا شعوب اتخذن الوسطية والانفتاح فكان ذلك ثوابت و مبادىء قالتها ، ولا يوجد بعد ذلك مزيد .
ويطالبوننا كل يوم بشيء جديد ، وفريد ، ولم يدركوا بعد بأنه يوجد فرق كبير بين ما يؤمنون وينادون به وبين ما رسخ في أفكارنا فكان ثباته كالطود العظيم وبين رؤيتهم وتطلعاتنا وما نرى وما نعيش من حلم وعمل .
ويطالبوننا كل يوم بشيء جديد ، يرددون أقوال سابقيهم من بني جلدتهم ، في الحرية وكرامة الإنسان والمساواة والعدل وحسن معاملة الجوار . ولم يعلموا بأننا أمة عربية رضعت لبان العزة ، وحفظت العهد حتى مع الأعداء ، التزاما" ووفاء" بعدها . وأننا امة كانت الحرية ديدنها ، وان العدل تعلم العدل منها ، وأن العروبة حجاب كتبته بحروف لغتها فأضحى الدستور والعهد عندها .
تقول كتب التاريخ ، أن وفدا" من يهود دخل على السلطان عبد الحميد يطالبه مستغلا" ضعفه ببيع فلسطين ، على أن يساعدوه ويرسخون دعائم حكمه إن فعل . وببساطة قالها وهل أمتلك فلسطين حتى أبيعها ، أو أتصرَّف بها ؟؟ . فناصبوه العداء حتى الممات .
واليوم يعودون لا بسين ثياب الضأن بوجوه جديدة ، يتباكون على التقدم والحرية والعدل والمساواة ، منادين من يهمه الأمر للاجتماع في عاصمة الاستعمار ، أمريكا ، بدعوى تحريك القضية . وكل يريد تحريكها ، بوقاحة المغتصب وظلم القهر والتعذيب والتنكيل ، أو بذر الرماد في العيون واستجداء الدموع لاستجلاب الحنان والنصرة . أو بخنوع واستكانة وضعف ، بغية المحافظة على الشكل ، لا المضمون .
فلسطين يا سادة لا تردُّ بالتفاوض . فلسطين يا سادة لا ترد بالقبلات والمصافحة . فلسطين ياسادة لا ترد بوعد رؤساء أمريكا ، وكلهم يعمل بوحي من يهود . فلسطين ياسادة عربية عربية عربية ، ولم تكن وإن دنَّس ترابها شذَاذُ الآفاق لهم . وعهد علينا وعلى من سيأتي بعدنا من الأجيال . أن تكون لنا . عربية ، عربية ، عربية ، شاء من شاء ، وأبى من أبى .
ولا زالوا ، يطالبوننا .
أحمد عاصم آقبيق

ولأننا نحبكم


ولأننا نحبكم ، نكتب إليكم ، الأبيض منكم ، والأسمر . وحتى إن كان بينكم من ينحدر من العرق الأصفر . المهم ، المهم انتماءكم العربي الحر . ولا فرق ، فالجميع من خلق الله ، والجميع مما برأ الله . وفي الحديث الشريف : أن الله عندما أراد خلق آدم أرسل عدد من الملائكة ليحضروا له من تربة الأرض . فكانوا يعودون كما ذهبوا، لأن الأرض استعاذت بالله منهم . وكان آخرهم ملك الموت إذ احضر من جميع أنحاء الأرض تربة مختلفة الألوان ، فخلق من ذاك المزيج آدم .
إذا" لا فرق بيننا ، وما كانت علامة الفرق لتوجد إلا لتظهر مقدار التقوى ، وكم العمل الصالح ، ومقدار تفاني الناس لخدمة الناس بل ومقدار جهودهم لإعمار الأرض والأنفس بالخير والعطاء .

ولأننا نحبكم ، نكتب لكم أينما أنتم بلغة الضاد ، لا مكان فيها للتأويل والتفسير، في الشام ‘ في عُمان ، في الجزائر، في المغرب ، في مصر الكنانة ، في دار السلام ، بغداد . كلَّكم إخوة لنا ، ورحِمٌ وقربى . إن شكا أحد منكم وفِدنا إليه نناجز عدوا" واحدا" لنا ، وله . وننتصر له ، نأخذ على يده إن كان مسرفا" بحق الغير .
والأهم من ذلك هي وقفة صدق تترجم واقع والله في عون العبد ، مادام العبد في عون أخيه .

ولأننا نحبكم . نفترش معكم الأرض ، نأكل معكم خبز الشعير والزيتون والبصل .
نشرب من جرار مليئة بمياه ينابيع أوجدها الله من أجلكم لتقوم بكم معالم الحياة .

ولأننا نحبكم ، نقبِّل اليد التي تمسك بالمحراث ، والجسد الذي ينحني ليزرع الأرض بالحب والصلاح والنفع والخير . في الوقت نفسه نشدُّ على أياد لشباب وكهول ويافعين ، نساء" ورجال ،وهم يبذلون وقتهم وراحتهم وصحَّتهم ليصنعوا لنا قطعة قماش ، أو سوار ذهب ، أو رغيف خبز أو أدوات تعيننا على إكمال مسيرة الحياة . ختم عليها بعبارة : صنعت بأيدٍ عربية .

ولأننا نحبكم ، ناصَبنا أعداءكم العداء ، خضنا حروب كل على نيَّته ، والقصد منها جميعها الذود عن حياض نساءنا وأطفالنا وبناتنا ، وعجائزنا . وعن أرض الآباء والأجداد ، وعن شجر الزيتون والنخيل والرمان والأعناب . وعن ثرى ضم أجساد بليَت لكنا لا زلنا نفتخر بأصحابها رجالا" ونساء" ، فلقد كانوا جميعا" مثلا" يحتذى ، ويفُتَخر ُ به .

ولأننا نحبكم ، نعيش أفراحكم ، نشارككم أعراسكم ، وأحزانكم . ونحتوي ابتساماتكم ، نمسح الدموع عن مآقيكم ، لأن ذلك يشكل لنا مخزون عاطفة ومحبة لا تزول .

ولأننا نحبكم ، سنحمل السلاح ، ندافع عن الوطن ، ندفع جنيها" من احتياجاتنا اليومية ، لنقتل صهيونيا"غاصبا" ، ينكِّل بكم أو عدوا" حاقدا" دخل أرضنا ليسرق خيرنا بدعوى ضلال باهت ، وهي أننا نمتلك القوة لندافع بها عن أنفسنا وأوطاننا .

والحكاية طويلة يا أحبتي . فاسألوا عنها : انتماء صلاح جاهين ، اسألوا عنها عذابات بدر شاكر السياب . اسألوا عنها نازك الملائكة اسألوا عنها عذابات أهل فلسطين ، اسألوا عنها محمود درويش اسألوا عنها فدوى طوقان .
وليس المهم أن تسألوا . سيجيبكم جميعهم : بأننا نحبكم .
نحبكم
نحبكم

أحمد عاصم آقبيق

جدة/

وطوبى للغرباء

وطوبى للغرباء

وبدأ الإسلام غريبا" وسيعود غريبا"،وبُشرى مؤكّدة من الذي لا ينطق عن الهوى ، سيد الخلق ، لكل من بقي على المر وتمسَّك بالعروة الوثقى .وطوبى للغرباء الذين علموا الحلال فعملوا به ، وعرفوا الحرام فاجتنبوه جاهدين .فمنهم من قضى نحبه ن ومنهم من ينتظر ، وما بدَّلوا تبديلا".
وطوبى للغرباء ، الذين أضحوا قلَّة في كثير ، أولئك الذين تتنزل عليهم الملائكة بالبشرى ، لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون جزاء" لصبركم على غربتكم في مجتمع أصبح المرء يُمسي مؤمنا" ويصبح كافرا . الوعد وعد الله ، ولن يخلف الله وعده .
وبدأ الإسلام غريبا"، ويعود غريبا" ، هي نبوءة محمد رسول الله ، وليس من قلّة عدد ، فالمسلمون كثير ، ولكن لقلَّة عِدَّة ، ولضعف في الإيمان ، ولانعدام التفكّرٍ والتدبُّرٍ ، إلا من رحم ربي .
إن المتبصّر والمتدبّرُ لا يحتاج إلى سراجٍ ليهتدي إلى السبب . فالأمر واضح (نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) . ونتيجة لذلك ساد الهرجُ والمرجُ وعلا السوقةِ والسَّواد ،فظهر حكمُ الجَهَلةِ ،وَوِسِّدَ ت النساء الأمر، وأعجِب كل ذي رأيٍ برأيه .
لقد أخذت مظاهر القوة والمنَََعةِ تنزوي بعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس . وافترَّ ثغر الجهل عن ابتسامة شامتَ ، ابتسامة تنعي الأمة المسلمة ، وتعمل على إكمال نهجها في سلخ الفكر الإسلامي وتحويل الناشئة الجديدة إلى حراكِ علماني منطقه كلمة راجت وسادت على اللسان . عادي . غذّى ذلك تاثير المدارس الوافدة ، وتاثر الذين درسوا بالغرب عموما"بالمجتمعات غير الإسلامية ، ومحاولة محاكاة ذلك الواقع في مجتمعاتهم .
لقد رضي الناس بالحرام واستمرؤوه . لقد شاعت الفاحشة ، وشاع الربا ، ولم يعد الزنا جريمة إذا كان بين بالغَين متوافقين على فعله ،وأبيح الخمر، وزاد على ذلك الموافقة على أن ما يظهر تحت ستار الفن ، شيء مُبدع وخلاّق .
والسؤال الآن . هل نحن مسلمون؟؟؟ وهل يصدق فينا قوله تعالى ( يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمُنوا علي إسلامكم قل لا تمُنّوا علي إسلامكم بل الله يمُنّ عليكم أن هداكم للإيمان عن كنتم صادقين ) .
فهل نحن الآن صادقين . أجزُمُ بلا .
وبدا الإسلام غريبا" ، ويعود غريبا" ، فطوبى للغرباء .

وكتبه/ أحمد عاصم آقبيق
10 جمادى الأولى 1431

الجمعة، 23 أبريل 2010

الطريق الواضح

(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك . قال إني أعلم مالا تعلمون .) وخلق الله آدم ، ونفخ فيه من روحه ، وعلمه الأسماء الحسنى ، وأدخله الجنة . فعصى أدم ربه فغوى . وكان الأمر الإلهي قلنا اهبطوا منها جميعا" .
لقد نزل آدم على الأرض ، ليتم أمر الله في استخلافه ، ويرى أمر هذا المستخلف وهو أعلم بأمره ، بعد أن أعطي الاختيار والقرار ، وهُديَ النجدين.و قبلت توبته .
ترى هل سيكون خليفة يأمر بما أمر الله ، وينهى عما نهى الله ؟؟ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويدعوا إلى عبادة الواحد القهار ؟ .
عَود قليل للنظر إلى الجانب الآخر الصورة (.وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا .إلا إبليس أبى واستكبر أن يكون مع الساجدين . وقال لن أسجد لبشر خلقته من تراب ، وكان من الكافرين , ولئن أخّرتني لأحتنكنّ ذريته إلا قليلا" . وتأتي الإجابة الربانية واضحة صريحة تبشره ولمن تبعه منهم بجهنم مأوى" وملاذا " .
وهكذا تدور عجلة الأيام ، ليصارع الحق والباطل ، فيمكث ما ينفع الناس في الأرض ، ليشيع العدل ولتتم كلمة الله صدقا وعدلا " .
ويمضي آدم ، ويتبعه نوح ، ليصدح بدعوة الحق ، ويدعوا إلى إله واحد لا شريك له ، وتبعه قليل ، أما الكثير فاعرضوا وتولوا عنه ، بل وجعلوا منه مادة للسخرية والتندّر . سخرية من غوى ، وتندُّرُ من أضله الله ، من رأى أن الأمر مُبعدٌ عن السلطان والهوى ، وعن خاصية المتعة في تملّك الثراء من أرض ومال وناس .
وهكذا تمضي الأيام ، وتتوالى الرسل ومع كل رسول خصوصية دعوة ، وسبب أرسل من أجله . ليعلوا الحق ويسود الأمان والسلام ، وليعبد الله في الأرض .
إن سلطان الشيطان واتباعه لم يمت ، وكيف وقد أنظره الله إلى يوم البعث ؟سلطان يمتلك المال عصب الحياة ، سلطان له أتباع من الجن والإنس ، ينزعون إلى إشعال نار الفساد والإفساد في الأرض ، ليأخذوا بيد هذا الإنسان إلى طريق مطلعها حلو المذاق ، طريق ملئت بالشهوات والملذات ، تعطي العنان للنفس كي تترع كأس كلما نقص زاده الشيطان ونفخ فيه ، كي تعمى الأبصار، وتزيغ العقول .
لقد اتسعت رقعة الفاحشة اتساعا" كبيرا" ، حتى أصبحت معلما" كبيرا" ، يرى من كل مكان ، بعد أن تفتق الفكر اليهودي ، متكاتفا" مع رؤوس الضلال والفتنة ، لتتكشف وسائل الإعلام عن الدعوى إلى رؤى واجتهادات ، تزين الباطل والرذيلة ، وتهوّن المعصية وتزينها ، بشكل يستهوي كل ضعيف نفس ، ومهزوز تفكير . إذ تفتحت مغاليق الأبواب ، فبات المرء يرى مثيله يؤدي عملا" مفيدا" ، وآخر يمارس الرذيلة ، في الجانب الثاني من الأرض في نفس الوقت.
لقد بدأها قوم لوط ، وأتمّها قوم بنو إسرئيل ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه , ولبئس ما كانوا يفعلون . ليأتي وعد الله ، خسف وغضب وذلة .
من هنا نصل إلى خلاصة القول ، هل سيبقى استمراء ما حرّم الله حلالا" ، وهل سنستمر على عدم الشعور بعظم المعصية .
قول أراده الله لنا طريقا" ومنهاجا" ، سيرة وحياة" ، وحياة .
(قد افلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون . والذين هم للزكاة فاعلون . إلى أن يقول : أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .)
اللهم علّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ,

أحمد عاصم آقبيق

بين الواقع وبين مايجب أن يكون

بين الواقع وبين ما يجب أن يكون

موروثات أخذت تسود في مجتمعاتنا العربية ، وأقول العربية لأني عشت شطرا" لا باس به من عمر هذه المجتمعات المتشابهة البنية الأخلاقية والاجتماعية . ولأني أصبحت على مقدرة للتمييز والفصل بين الماضي بعراقته المحافظة ، وبين الوهم الجديد الذي غزا هذه المجتمعات ، وبدأ ينتقل من جيل إلى جيل ، وكل جيل يزيد عليه بعضا" من جديده الذي اكتسبه من علاقاته بالآخرين ، أو عبر وسائط الإعلام ، لتصبح في النهاية ظاهرة، ومشكلة .
ظاهرة لأنها سرت في المجتمع سريان النار في الهشيم ، ومشكلة ، لأننا كمجتمع نعلم ، ونعلم أننا نعلم، لكننا نتغاضى أو نتجاهل ، بحجة الالتفات إلى مشاكل ومصاعب الحياة المستجدة والتي نعتبرها أكثر جوهرية من هذا الموضوع . مع أن هذه الظواهر السلبية أخذت تتخذ منحى خطير ، ألا وهو الاعتراف بها كموجود وأساس في حياتنا .
أرجو أن لا أتهم ( بضم الألف ) بأنني رجعي المشرب ، لكن الذي أنادي إليه هو وقفة تصحيح ، ووقفة انتباه ، ووقفة مراجعة ، في أمور لا يراها كل ذي لب ، اتجاه نحو الصحيح .
موروثات سادت مجتمعنا ترينا على أرض الواقع أن هنالك بون شاسع بين ما ماهو كائن ، وما يجب أن يكون ، بين جيل أخذ على عاتقه المناداة بالفضيلة والأصالة ، وبين من آمن بالتواصل بينه وبين عادات العالم الغربية عنا ، ليوجد حالة من التميع والانحلال يقوده في النهايىة إلى الانسلاخ عن جسم مجتمعه . لا محالة .
فلماذا لا نعي من نحن؟ لماذا نحتسب ( بضم النون ) على عقيدة جوهرها التوحيد وركيزتها الفضائل ومكارم الأخلاق ؟ لماذا نقف صامتين أمام استشراء هذا السرطان الذي أخذ يطا لنا في تجمعاتنا التجارية والسكنية والعلمية ؟ وأين مسؤوليتنا التي حددها رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حين قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وحينما أكد أن كلنا راع وكل راع مسؤول عن رعيته .
إني إذ طرحت موضوعا" ، لم أطرح موضوعا" للمناقشة ، لأن الثوابت ثوابت لا جدال فيها . وهي الثوابت التي يجب علينا كمجتمع مسلم المحافظة عليها أولا" ، ثم محاولة بلورتها وتطويرها بشكل يناسب الواقع الحياتي الجديد .
أيها الناس . وقبل أن نناقش التطوير والتطبيع ، علينا أن نرجع إلى ديننا ، علينا أن نعي بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليس أمنية ورغبة ، أليس الله تعالى هو القائل : كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله؟
وأخيرا" ، إن من يؤمن ، عليه أن يعمل لترجمة هذا الإيمان بالحكمة والموعظة الحسنة .

أحمد عاصم علي آقبيق

الخميس، 22 أبريل 2010

عندما تصدق الكلمات

عندما تصدق الكلمات

ونكتوي كل يوم بنار لوعة الافتراق .
تحملنا مشاعرنا من خلال الإبحار في عوالم تجاربنا ، ميمّميِن وجوهنا لنسبر طعم عوالم لغة الافتقاد ، بكل ما تحتويه معانيها من كلمات ومفردات صدق ، لا يرقى لها الشك ، لأنها لا يمكن لها إلا أن تجافي لغة العصر السائدة والمنضوية تحت مفاهيم المجاملة والنفاق .

ونعيشُ ألم الحُرقة التي يسببها يقيننا بالافتراق ، لننطلق إلى ربوع ذكريات جميلة كانت أو حزينة ، تذكرنا وتربطنا بأشخاص جعلوا منا جذوةً متقدةً لشعور أخّاذٍ لا يحتمل الكذب ، ألا وهو شعور المحبة المطلقة للإنسان ، لضعفه ، لاستكانته ، لتسليمه المطلق الذي لا يعتريه أو يُخالجهُ ، أي معنى من معاني الرفض أو المعاندة أو حتى النقاش .حين يؤون الأوان .

ونكتوي بجمر القلق والخوف ، نَخال أحيانا" ، أن جبروتنا وكبريائنا ، وما أوتينا من قوة ومال وسلُطة ، يستطيعوا أن يجعلوا منا منتصرين على عظمة الصمت ، وقَهرِ الموت . لكننا نكتوي مُرتَدِِّينِ ، خاسئ بصرنا ، متحسِّرين . لنوقن بأننا لا شيئ مجرَّد روح وجسد ، مخلَّدين في النعيم ، أو غارقين في الجحيم . لا حول لنا ولا قوة ، إلا ماقدَّره الله لنا بعد علمه المُسبَقِ بأفعالنا .

ونقف عاجزين مستسلمين أمام عظمة لحظة الافتراق وصمت الموت ،متوجِّسين ربما من غموض المجهول ، ومستبشرين بالتأكيد من سعة رحمة الله .
واليوم ، نقف إجلالا" ، لا قُدرة لنا إلا على التسليم لأمر الله ،نشارك الأخ والصديق خليل محمد سليم الحمصي ، بمصابنا جميعا" في فقد إنسانة عزيزة غالية على قلوبنا ،رحلت لتتركنا نعيش عالم الحزن واللوعة ، والشوق . ( الحاجة : مهج محمد سليم الحمصي ).
إنا لله وإنا إليه راجعون .

وكتبه/ أحمد عاصم بن علي آقبيق الدمشقي
جدة في 05/05/1431هـ