الأربعاء، 6 مارس 2013

وكان شعارهم لا أقول ولا أسمع ولا أرى . هنيئا لهم فقد ربح البيع .وكان شعارهم لا أقول ولا أسمع ولا أرى . هنيئا لهم فقد ربح البيع .




أعجبُ من الذين يصفهم بعض المتطلّعين إلى المنصب واللقب ،بالسادة العلماء الأجلاء ، أو أصحاب الفضيلة المشائخ ، وهم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ، وزبد لا يسمن ولا يغني من جوع وزَخَمٌ بلا فعل ولا أثر. وهم يعيشون في البحبوحة والدّعَة ، وقد خرجوا من دائرة شظف العيش والملبس الخشن وقلّة الزاد . وقد وضع جميعهم شعار : لا أسمع لا أرى ولا أتكلم . ولم يحفظوا من الكتاب إلا سمعنا وأطعنا ، وبعض الأمور التي تبحث في الأحوال الشخصية والمعاملات . أما الأمور العقائدية فالكلام فيها غير مباح لأنها تتصل من قريب أو بعيد اتصالا" مباشرا"بالعدل والإنصاف والحق ومعرفة ما يجب وما لا يجب.

أعجب من هؤلاء الذين جعلوا من قضية الإفتاء أمر سهل ، وقد ملئت برامجهم الفضائيات العربية التي تستضيفهم وأخذوا يتصدون إلى مسائل صغيرة تتعلق بتمام الوضوء أو الغسل أو مشاهدة التلفاز وحقوق المرأة الحديثة ، إلى ما هنالك من المواضيع الفرع فرعية .

إن من يقرأ و يتعمق في سير الأنبياء الكرام صلوات الله عليهم وسلامه ، ومن تبعهم من الصالحين . يجد بأن جلّهم كان يتّخذ صنعة يعيش من إيرادها . فمن نجار إلى خياط إلى راع للغنم ،كل ذلك كان يظهر على خشونة أيديهم وبساطة ملابسهم . أما ساداتنا فقد درَّ عليهم الشعار الذي التزموا به حرفيا ، مقام مبجّل ونفوذ وكلمة مسموعة ، إضافة إلى التبرك بوجودهم في المأدب العامرة ، والاجتماعات الإعلامية ،التي يشارك بها عليّة القوم .يقول المولى عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالا تفعلون .



أحمد عاصم آقبيق

06/03/2013م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق