الثلاثاء، 20 يوليو 2010

وحلمتُ بأني سلطان

وحلمت بأنني سلطان
وكان ذلك من زمان ، وزمان ،
أجلس على أرض السلطنة
وليس لي

عرش ولا خدام ولا صولجان ،
حاشيتي من الأقلام والأحبار والأوراق
وعشرة من الكتبة الغلمان .
=
وحلمت بأنني سلطان
أعيد البسمة للوجوه
أنشأ الجنان
أكتب للأ نام
نشيد يمجد الإنسان
=
وحلمت بأنني سلطان
لا حاشية عندي
لا وزير
ولا أمير
أنثر الأشعار
أغني مع القيان
أنظم الحب ، أخاطب الوجدان
أناقش العقل ، أناصر البيان
=
وحلمت بأنني سلطان
الكل عندي سواء
الرجال والنساء والولدان
أناصر الخير ، أحارب الظلم ،
أمقت العدوان .
=
وحلمت بأنني سلطان
أشتري البسمة ، أوزعها مع الخبز في ديار الجائعين
وأمسح بيدي الأخرى دموع البائسين
واليائسين
الذين ظنوا أن الفجر لن يعود
كاستحالة انتشار العدل والسلام
والأمان
=
وحلمت بأنني سلطان
أنشر الأخبار
أوزع الأحبار والأوراق
أكره الظلم
احارب العدوان وأنا السلطان
أنا السلطان
=
وتحالفت قوى الإفساد والشيطان
قالوا أنه لا مجال للمساواة بين بني البشر
بل سادة وعبيد
ولا عنصر آخر دخيل وجديد
وهاجموا السلطان
جففوا الأحبار في أودية النيران
وسكبوا الأحبار
مزقوا الأوراق والأشعار
وعلقوا مشانق العدل والأمان
ونادوا في الناس أن السلطان
مات ، جزاء بغيه
وبإفساد العقول عند الأنام .

وزمان استجد به زمان ليس فيه سلطان .
=
قتلوا السلظان
وذرّوا رماده في قاع الأودية
على ذرى الجبال
عند جميع الشطآن .
وأجبروا الناس على الخروج إلى الساحات والطرقات
ليمجدوا حكم الجديد من السادات
ويفرحوا
ويرقصوا ، ويلعنوا السلطان
=
وهناك في مقبرة بعيدة من مقابر الزمان
حملت الريح بعضا" من رماد السلطان
نبتت وردة حمراء صغيرة
تحدت الظلم والطغيان
وأعلنت العصيان
وصاحت بأعلى صوتها
لن يموت السلطان
مهما تغير الزمان
ويتردد صدى الهتاف
ويقوم أهل القبور ، ينشدون للأحياء مستغربين.
وهل يموت السلطان
هل يموت يابشر السلطان
وعشت انا مرة" اخرى
وعاش مرة أخرى السلطان


أحمد عاصم علي آقبيق الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق