الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

أحببتك بصمت فكنت خلود

وأحببتك بصمت

وقالت تسألني : مالي أرى اهتمامك يزيد بي ، يوما" بعد يوم .؟
قلت : وهل يسأل المحكوم عن تنفيذ حكم القضاء فيه إذا حان وقته؟
قالت بشبه سخرية مبطّنة : وأين الحرية في الاختيار ، أين معايير الاتزان والرزانة عند الرجل ، أهي كلمات فحسب . ؟
فقلت : ولِدنا ، وأطلقوا علينا الأسماء ، واختاروا طرق تعليمنا ولم يسألونا ، أفنأتي اليوم وقد ابيضَّت منا الذوائب انَسأل لماذا وكيف عشقنا . ومن هي التي نذوب وذبنا بها شوقا" ، واحترفنا الوجد من أجلها ، ولها .
واعلمي يا مدللتي بأن هنالك ما نفعله بدون إدراكٍ ولا تفكيرٍ ، لأنه يخرج عن نطاق تسلسل الأحداث وترتيب المنطق ، فهو قرار لا نلبث أن نذعن له وتأخذنا سكرته ، لنجد أنفسنا ضمن لوائح العشاق من غير نقاش .
مدللتي ، هكذا أحببت أن أناديك ،
ومدللتي ، وأنا الذي أعيش من خلالك
ومدللتي لأنك بين يوم وليلة استطعت أن تخترلي كلماتي التي أمضيت عمري وأنا أجمع حروفها لمن أحببت قبلك ،ومن لم أحب
فأنت واقعي الجديد ، خلود لهفتي وخلود ذكراك في قلبي ، وولهي ، ولهفتي . وأنت جميع ما حَوَت كلمات قصائد الحب ، وما كتبته حروف النثر وما ردده جميع العاشقين .
وقالت مجددا" : وما فائدة الحب إن كنت مرتبطة ؟ وما جدواه إذا كان مغيّبا" قبل أن يولد ؟
وقلت : وهل أحلى من أن يعيش العاشق لهفة الانتار ، ولوعة الاغتراب ، وأفول أمل اللقاء ؟ وهل أجمل من أحبك يا خلود وأنا أعرف بأنك أبدا" لن تكوني إلا بعيدة عني . وهل أروع من أن تكوني خلود . ولكن ليس له انتهاء .
ربما طالت بنا اللحظات في صمت عميق
ثم عشنا الكون في عِمق السكون .
ثم غبنا يا حبيبي
ثم عدنا لمسار الروح في غور السنين
هذه اللحظات فاتت .
غير أني ، كلَما مَرَّت تولّاني الحنين
ثم تسألين: مالذي قلناه
جنَّ فيك قلبي.
وما فيك احلى الجنون .

فهل وصلت يا خلود .

أحمد عاصم آقبيق
28/12/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق