الأربعاء، 18 يناير 2012

استبينوا معانيها لتعلموا

لاأريد ان أكتب لأَبين ، (بكسر الباء )، فالبعض يكتبون ليقرء لهم بعض هروبا" من ملل ، أو بحثا" عن متعة ، أو ابتعادا" عن واقع مؤلم. وهكذا يبقى النص عدة أيام وسرعان ما يختفي في زحمة الأيام . ليكون كانه لم يكن ذات يوم .يقولون ترديدا" لقول ٍ جليل : إذا سمعت المؤذن ، فقل مثلما يقول . ولا أريد أن أؤكد السند ودرجة الرواية ، بقدر ما أريد أن أوضح بأن أغلبنا ، أن لم أقول عا متنا يرددون ما سمعوا أو حفظوا ، دون النظر إلى ماهية القول ، إما لانشغالٍ ، أو تعوّد، ِ أولا مبالاة. متكلين على مفهوم خاطىء للتوكل ، ومطمئنين إلى أن في ذلك كل النجاة .
لا أشك في أن رحمة الله قد سبقت غضبه ، لكني موقن بأن الاتكال بدون عمل شيء تخشى عاقبته . وقد وعيت الآية الكريمة ( قالت الأعراب آمنا ) فهل يكفي الإيمان لأن لم يكن مقرونا" بعمل ؟ وهل يكفي أن نردد مع القارىء للقرآن ما يفيد بأننا نعيش حالة أقرب ماتكون إلى الطرب منها إلى الاستماع والانصات ثم الفهم والتعقل ؟ . وهل يكفي أن نردد بدون إدراك للغاية والهدف ممما يقوله المؤذن أو القارىء ، وهل نعي العوة على حقيقتها ، الأغلب بأن السواد يلبّون دون أن تعقل قلوبهم وتخشع أما نتيجة للعَوَد ، او التقليد ، أو خوفا" من رجال الحسبة . فتمت تلبية الدعوة دون النظر إلى الغاية الكامنة في مضمونها ، أو النتيجة المعوّلة عليها .
إني إن كتبت ، فأنا لا أريد أن أظهر نفسي في موضع الناصح ، فأنا أكثر الذين يحتاجون لنصح ،لكني كتبت لأبين باننا جميعا" معنيون بالنصيحة وتقبلها والاستماع إلى مضامينها ، أما النصيحة فلمثل ذلك فليعمل العاملون ، أما مضامينها فتحتاج إلى أسفار ومداد كمياه البحر لا تنضب . لأن الذي دعا هو الله . خير داع . ولأن الدعوة تتمثل في فهم جملة واحدة واستيعاب معانيها أن نعلم بأنه لا إله إلا الله . ومن استمسك بهذه العروة فقد فاز.
من الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . ومن الناس من يقول ربنا آتن في الدنيا حسنة والطرفين قالوا لكن هيهات بين من قال فاستوعب وعمل لما بعد اليوم , وبين من قال وقدنسى الله ، فنسيه الله .
لا إله إلا الله دعوة إلى الإياب إلى الله . لا إله إلا الله حجاب بين العتمة الفكرية والتبصر والوضوح ، لا أله إلا الله اتجارة بقوة الله ، استنارة بنور الله ، وتجلي لعظمة الله .
فلنعد جميعا" إلى الله ، ولنتب جميعا" إلى الله ، ولنؤوب جميعا" إلى فهم تجلياتها ، اسرارها ، توفيقها ، شروطها ، وأحكامها .
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم . ربنا إننا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .

أحمد عاصم علي آقبيق
جدة في 18/01/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق