الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

على هؤلاء تقوم الساعة .

وجاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور . وجاء هذا الرسول الكريم في وقت كانت الناس جميعها بحاجة إلى منقذ ، منقذ يرفع نير العبودية عن رقابها ، ووجع السِّوط لأبدانها وعقولها، وليعلي كرامة الفرد ، أيا" كان لونه ، و أيا" كان عرقه ، و أيا" كان لسانه .ليصبح النشيد :  واحد . أحدٌ  أحد ، أحد .
جاء رسول الله محمد بن عبد الله ليقول لا اله الا الله ، إلها" واحدا"، سيدا" قيوما"لا يدانيه احد ، وليس له شريك .
 وجاء محمد ليقيم العدل يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر . ولينادي با لمساواة ، فليس لأحد من فضل على أحد ، بغير ما يقدم من خير ومنفعة للناس ، وبغير الخصال الطيبة ، والمآثر التي اكتسبها فعمّ أريجها على القاصي والداني بينهم .
وجاء رسول  الله ليعلي كلمة الحق وليثبت بأن وعد الله حق في نصر كل مظلمم وخَذلِ كل ظالم ومتكبر ومختال .  وتمكين العدل  و هذا هو جوهر الحياة ,
واكتملت الرسالة ورضي الله عز وجل بالإسلام دينا" وقرت عين الرسول فاختار الرفيق الأعلى . ومات سيد الثقلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

حين صعد ابو بكر الصديق المنبر في أول كلام له وقد أضحى خليفة رسول الله فال : ( إني ولّيت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ) . وحين بويع عمر بن الخطاب قال : والله لو أن شاة عثرت على ضفاف دحلة ، لخفت أن يسأل عنها عمر .
 وهكذا أخذت الدولة العتيدة تتوسع ، وبدأ الناس يدخلون في دين الله افواجا . ومع هذا الامتداد الواسع لها ، أخذت تظهر بوادر أفكار ونظرات حاقدة غير مأمونة ،  تنادي بالشعوبية والمذهبية والقبلية المتحزبة   وذلك بفعل تعدد الثقافات ن واختلاف الرؤى.
واكتملت الدولة الكبيرة وساد الرفاه ، وظهرت الدعة بين الناس ، بينما ظلت معاول الهدم تعمل دون كلل لتقويض هذا الدين ، فاستأسدت الكلاب ، وبدأت ضواري الكلاب تنبح ليل نهار ،معلنة بداية الانهيار والتلاشي والاضمجلال. حتى صارت الدولة الإسلامية أثرا" من بعد عين .

إن الذي ينظر إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم يؤكد قول المولى عز وجل ( قالت الأعراب آمنا ) وكأنه يراه حقيقة ويلمسها عيانا" واقعا" . فالإسلام منتشر ، والمسلمون يصعب إحصاؤهم . ولكن غثاء كغثاء السيل .
إسلام ولأسف مكتوب في بطاقة الهوية، حتى أن دولا عربيه كثيرة رفعته منها  ، وإرث لا خيار للناس فيه مأخوذ عن والدين يرحمهما الله .
لقد عادت قريش بعزة تمسكها بالباطل فقط ، وتركت محاسنها ومناقبها . وعاد أبو جهل ليتواجد بين الناس  كي بقول لهم : أنا أحيي وأميت ، ثم ليقول لهم : أنا ربكم الأعلى . عاد أبو جهل ليقول للناس من الساجدين له : قاطعوا فلانا" ولا تطعموه . وعاد أبو جهل ليقول : وزعوا المكافئات والعطايا والعلاوات على جميع القوم  وامنعوها عن فلانا"، وفلان ، فهؤلاء لم يكونوا لي ساجدين .
وعاد ابو جهل ليقف مشرفا" على أتباعه الراكعين من عل ، ليقول : من يسمعني , فتختلط الأصوات ،  وتعلو الكلمات وتكثر الأهازيج والكل يحييه ويثني عليه .
وهؤلاء هم عبيد النضار الذي يوزع ليل نهار  لتبقى صورته . واحد . ولكن هيهات أن يكون أحد .

ومات محمد صلى الله عليه وسلم . ولم يحفظ المسلمون وصيته ، ولم يتمسكوا بالكتاب والسنة ، وترى اليوم الناس يقولون مالا يفعلون ، كاد كل في منصبه بقول أنا ربكم الأعلى .  فنرى الفسادوالنهب والاختلاس و الرشاوي هو الشيء المباح . وكل يعمل لحساب جيبه . إستقواء  بمال ، أو برجال ، أو بضلال . ويبقى أبو جهل  نافذ الكلمة ، مصيب الرأي . يبقى صوته عالٍ وكريه .

على هؤلاء ، تقوم الساعة .

أحمد عاصم علي آقبيق
26/08/2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق