على هؤلاء تقوم الساعة .
وجاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ليخرج الناس من الظلمات إلى
النور . وجاء هذا الرسول الكريم في وقت كانت الناس جميعها بحاجة إلى منقذ ، منقذ
يرفع نير العبودية عن رقابها ، ووجع السِّوط لأبدانها وعقولها، وليعلي كرامة الفرد
، أيا" كان لونه ، و أيا" كان عرقه ، و أيا" كان لسانه .ليصبح
النشيد : واحد . أحدٌ أحد ، أحد .
جاء رسول الله محمد بن عبد الله ليقول لا اله الا الله ، إلها"
واحدا"، سيدا" قيوما"لا يدانيه احد ، وليس له شريك .
وجاء محمد ليقيم العدل يأمر
بالمعروف ، وينهى عن المنكر . ولينادي با لمساواة ، فليس لأحد من فضل على أحد ،
بغير ما يقدم من خير ومنفعة للناس ، وبغير الخصال الطيبة ، والمآثر التي اكتسبها
فعمّ أريجها على القاصي والداني بينهم .
وجاء رسول الله ليعلي كلمة
الحق وليثبت بأن وعد الله حق في نصر كل مظلمم وخَذلِ كل ظالم ومتكبر ومختال . وتمكين العدل
و هذا هو جوهر الحياة ,
واكتملت الرسالة ورضي الله عز وجل بالإسلام دينا" وقرت عين
الرسول فاختار الرفيق الأعلى . ومات سيد الثقلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
.
حين صعد ابو بكر الصديق المنبر في أول كلام له وقد أضحى خليفة رسول الله
فال : ( إني ولّيت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ) .
وحين بويع عمر بن الخطاب قال : والله لو أن شاة عثرت على ضفاف دحلة ، لخفت أن يسأل
عنها عمر .
وهكذا أخذت الدولة العتيدة
تتوسع ، وبدأ الناس يدخلون في دين الله افواجا . ومع هذا الامتداد الواسع لها ،
أخذت تظهر بوادر أفكار ونظرات حاقدة غير مأمونة ، تنادي بالشعوبية والمذهبية والقبلية المتحزبة وذلك بفعل تعدد الثقافات ن واختلاف الرؤى.
واكتملت الدولة الكبيرة وساد الرفاه ، وظهرت الدعة بين الناس ، بينما
ظلت معاول الهدم تعمل دون كلل لتقويض هذا الدين ، فاستأسدت الكلاب ، وبدأت ضواري
الكلاب تنبح ليل نهار ،معلنة بداية الانهيار والتلاشي والاضمجلال. حتى صارت الدولة
الإسلامية أثرا" من بعد عين .
إن الذي ينظر إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم يؤكد قول المولى عز وجل
( قالت الأعراب آمنا ) وكأنه يراه حقيقة ويلمسها عيانا" واقعا" . فالإسلام
منتشر ، والمسلمون يصعب إحصاؤهم . ولكن غثاء كغثاء السيل .
إسلام ولأسف مكتوب في بطاقة الهوية، حتى أن دولا عربيه كثيرة رفعته
منها ، وإرث لا خيار للناس فيه مأخوذ عن
والدين يرحمهما الله .
لقد عادت قريش بعزة تمسكها بالباطل فقط ، وتركت محاسنها ومناقبها .
وعاد أبو جهل ليتواجد بين الناس كي بقول
لهم : أنا أحيي وأميت ، ثم ليقول لهم : أنا ربكم الأعلى . عاد أبو جهل ليقول للناس
من الساجدين له : قاطعوا فلانا" ولا تطعموه . وعاد أبو جهل ليقول : وزعوا
المكافئات والعطايا والعلاوات على جميع القوم
وامنعوها عن فلانا"، وفلان ، فهؤلاء لم يكونوا لي ساجدين .
وعاد ابو جهل ليقف مشرفا" على أتباعه الراكعين من عل ، ليقول : من
يسمعني , فتختلط الأصوات ، وتعلو الكلمات
وتكثر الأهازيج والكل يحييه ويثني عليه .
وهؤلاء هم عبيد النضار الذي يوزع ليل نهار لتبقى صورته . واحد . ولكن هيهات أن يكون أحد .
ومات محمد صلى الله عليه وسلم . ولم يحفظ المسلمون وصيته ، ولم
يتمسكوا بالكتاب والسنة ، وترى اليوم الناس يقولون مالا يفعلون ، كاد كل في منصبه
بقول أنا ربكم الأعلى . فنرى الفسادوالنهب
والاختلاس و الرشاوي هو الشيء المباح . وكل يعمل لحساب جيبه . إستقواء بمال ، أو برجال ، أو بضلال . ويبقى أبو
جهل نافذ الكلمة ، مصيب الرأي . يبقى صوته
عالٍ وكريه .
على هؤلاء ، تقوم الساعة .
أحمد عاصم علي آقبيق
26/08/2014م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق