الأربعاء، 27 أغسطس 2014

في دنيا الحمير

أما الحمار ، فجمعه حمير ، وأَحمِرة ، وربما قالوا للأتانِ حمارة . وكنية الحمار كما يقولون أبو صابر .ويقال للحمارة أم نافع ، وام تولَب ، وأم جحش، وأم وهب .
 ومن الحمير من يصلح للأحمال الثقيلة ، ومنهم نوع ليّنُ الأعطاف ، سريع العدو يسبق براذين الخيل . وصاحبنا شديد الصبر على الكدّ، ويضرب بسكونه المثل فيقولون ساكن وبليد . ويعتبر لفظ الحمار من الشتائم السوقية الشائعة في العالم ، وخاصة في بلادنا العربية ، يقولونها بفوقية وازدراء لمن يريدون الانتقاص منه . والحمار متئنِّ ونادرا" مايهيج ، وتقول الحكمة الصينبة : ليتني أخذت الحمار دليلا" وقد ذكر الحمار في الأدب العربي والعالمي ، إذ جاء ذكره في رواية جورج أوريل ،  وخوان رامون خيمينز الشاعر الاسباني ، وكذا عند توفيق الحكيم ، في روايته حمار الحكيم . ولقد ذكره شوقي فقال :
سقط الحمار من السفينة في الدجى
فبكى الرفاق لفقده وترجموا
حتى إذا طلع النهار به اتت
نحو السفينة موجة تتقدم
قال : خذوه كما أتاني سالما
لم أبتلعه لنه لا يُهضَمِ
وقد تزايد الاهتمام بهذا المخلوق، حيث يعتبره البعض ومنهم العبد الفقير  اكثر اهمية من المتنفذين والأغنياء وأصحاب المناصب الذين يسوسون الرعية بالفساد والقهر . وفد كتبت الأغاني لمدحه والإشادة به ومنها أغنية الفنان المصري سعد الصغير ، بحبك يا حمار .وهي تشيد بحكمته وعدم ظلمه للآخرين  ومعاملتهم بمزاجية . لا بالعدل . وقد ظهرت في المغرب جمعية اصدقاء الحمير ، للسخرية من كل من لديه منصب ،  كبيرا كان ام صغيرا ، للدلالة على نباهته ومعرفته بهم .

أما حماري ، فهو صديقي المفوّه الذي ينطق حكمة بسكونه  ويعطي السداد حين أرجو المشورة . وهو أذكى وأخلص من الكثير ممن أتعامل معهم ، لأنه يتاقلم مع الحدَث فيغضب حين يلزمه إظهار الغضب ،  ويصمت لا مباليا" وبصيخ السمع ، حين يستوجب الأمر الفهم . وهو ليس ككثير من الوجهاء يعشقون فن التصوير ويؤثرون الصورة بل ويدفعون الكثير لتظهر صورهم في الصحف والمجلات وتحتها عبارات تلفت النظار مثل : صاحب السعادة فلان . أو المحسن الكبير ، أو الألمعي اللوذعي ن او يؤثرونها مع أخرين إما تواضعا" أو إظهارا لأهميتهم في اتصالاتهم ، كصورة أحدهم مع رهط من الوجهاء مثلا"، أو صورته وهو يؤدي الصلاة مع جماعة العلماء والدعاة .

أحمد عاصم آقبيق
27/08/2014م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق