السبت، 1 مايو 2010

بين المبدأ والتطبيق

رسالة لكل عاقلِ

وصَدَعَ بما أُمِرَ به . قارعَ عزة وجبروت صناديد قريش ، في أوج تيههم ، ودلالهم ، وقال : ( قل هو الله أحد) . فزُلزِلت عروش الطغيان والجبروت والظلم ، بزعمائها الذين أَبَوا أن يستجيبوا لمنادي الله ، ودعوة الله .
لكن الدعوة كانت كالطفل الرضيع تكبر يوما" بعد يوم ، ويشتد عضدها . ومع ذلك كانت أحلام عتاة الكفرة من قريش تحلم بتأكيد موضع أقدامها على الساحة ، أو على الأقل ثَنيَ هذا المنادي عن هدفه ، فقلوا : إن كنت تريد ملكا" ملَّكناك ، وإن كنت تريد مالا" أغنيناك ، وإن كنت تطمع بنساءٍ ، زوَّجناك . وكان لح جواب واضح لا لبس َفيه .( والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر ، ما تركته حتى يظهره الله ، أو أهلك دونه ) . ولم ييئسوا وهاهم يعيدون الكرّة عليه بشكل آخر فيقولون له ، نعبد إلهك يوما" ، وتعبد آلهتنا يوما آخر .في محاولة مستميتة لزعزعة إيمانه . وتنزل كالصاعقة عليه آيات بينات لا لبس فيها . ( قل يا أيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما اعبد . لكم دينكم ولي دين ) .
واليوم .تجابهنا ذات الظروف ، ولو أنها أُلبسَت ثيابا" برّاقة جديدة زاهية الألوان ، حاكها مَردَة الإلحاد ، وعمل على إظهارها أرباب الصنعة الإعلامية ومن والاهم وناصرهم من الشياطين أشياعهم . في محاولات حثيثة لا تعرف الكلل والملل ، لهدم الدعوة المحمدية ، ولتخريب العقل ، عن طريق طرح بدائل مزركشة ، ظاهرها الرحمة ، ومن باطنها سمُّ قاتلٌ فتاك .
إن استمرار التفحُّش ، وتطبيعه في النفوس ، بل وترويض العامة بشكل خاص على تقبُّله ، ومن ثمَّ استحسانه عن طريق إحلال مفاهيم جديدة ، كإيجاد بعض أنواع السلوك التي لم تكن من قبل . مثل تحجيم الحجاب حتى بأقل أشكاله ، وإشغال الشباب وإغراقهم بأمور تبعدهم عن الواقع المرير الذي يحيق بأمتهم ووجودهم ، مثل الاهتمام بالفنون وأنواعها من طرب ومعازف ولهو ورقص ومجون هي عناوين لإرهاصات كثيرة ، بدأها احمد فارس الشدياق ( 1830/1888) ، وتبعه قاسم أمين (1865/1908) حيث صعَّد الحملة بكتابيه عن تحرير وحرية المرأة ، وسارت على نهجهما ، هدى شعراوي 1919 . وإن كل ذلك يقودنا إلى سؤال واحد محدد . إلى أين نسير ؟
فنحن إن كنا مسلمين ، فحري بنا أن نؤكد علمنا بأن الإسلام ما وجد إلا ليبقى كلا"متكاملا" ، ووحدة لا تقبل التقسيم ، ولا يدير أمورها الهوى . فما نزل من فوق سبع سماوات ، لم يكن ليكون تابعا" لمزاجية التطبيق وسلوكيات الأهواء . إذا مادام النص موجود ، فلا بد لجميع الاجتهادات والأمور المحدثة أن تدور في فلكه ، وتستمد وجودها من روحه .
إن السؤال المطروح للنقاش الآن ، هل من خلاص من هذا الفساد الذي استشرى في بيوتنا وبين أهلينا من خلال ما تقدمه قنوات فضائية عربية مئة بالمئة لغة" ، ومئة بالمئة إلحادية علمانية التوجه والهدف . تحض على الفجور ليل نهار ، وتشجع التعري والعهر ، مموّلوها أغلبهم رجال أعمال مسلمون ، ومن ورائهم أساطين إلإلحاد ، وأرباب الفسق والفجور من يهود وغيرهم ، وإنهم وعلى اختلاف مشاربهم يجمعهم هدف واحد المال . ولا يهم من أي طريق يحصلون عليه .0وهذا هو الهدف المعلن . أما الهدف الذي لم يأخذ طريقه للإعلان بعد . فهو هدم الدين ، وإفشاء كل وسيلة تساعد على التحلل من قيمه ومبادئه .
وأخيرا" رسالة صغيرة أوجهها لكل عاقل : فقط وبحيادية تامة اجلسوا لقضاء سهرة كاملة أمام التلفاز ، وتنقلوا حصرا" بين القنوات الفضائية العربية . سجلوا ملاحظاتكم . هل يرضي ما ستشاهدونه الله ورسوله. وهل تتقبله أخلاقياتكم.
اللهم اجعلنا نخشاك كأنا نراك ، وأسعدنا بتقواك ، ولا تشقنا بمعصيتك .

احمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق