الجمعة، 28 مايو 2010

لا تدعوا إلى الدين. ادعوا إلى الفضيلة ..

يقال بأن أحد أعضاء المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في سويسرا دعا في خطبته وأسهب بذكر دوافع وأسباب دعوته إلى إجهاض الإسلام ، ورد المسلمين عن دينهم . ولقد انبرى من هو أفضح منه فدعا إلى نبذ ما قيل والعمل على تغيير حال المسلمين عن طريق التفريغ المتعمد والمدروس لتفريغ أفكارهم ، ثم معتقداتهم .وإذا ما تم ذلك ، اصبحوا طوع البنان .
وأيا" كانت الوسيلة ، فلقد اجتهدت قوى الكفر والعلمانية ، وكل من والاها وناصرها من الملل والنحل على العمل الدؤوب من أجل ما دعي إليه واقعا" ملموسا"ألا وهو إفراغ الفكر العربي من محتواه الأخلاقي والديني .
إن المتمعن في آثار هذا العمل الذي أراد الحياة والانبعاث له تحالف اليهود والعلمانية ، يجد أن من أهم ما نتج عنه واقعا" مريرا" يراه كل قاصٍ ودانٍ . واقع أسفر عن نزع غطاء الفضيلة والابتعاد عن مكارم الأخلاق . بل ووأد كل ما من شأنه الدعوة إلى الحياء . واستطاع أن يغشى بيوتنا ومخادعنا بل وأفكارنا مما سهّل عليه إفراغ القيم التي ورثناها كابر عن كابر .
إن المتفكر في واقع أمتنا العربية الإسلامية يفاجأ بواقع مرير بدأ في التغلغل في مجتمعاتنا ليكوّن كونا" رحبا" يملىْ فضاؤه الفجور ، وتزين أرضه أجساد دمى يحركها كيف يشاء ، قوامها بناتنا ونسائنا وأخواتنا .وهن يتمخترن مائلات مميلات في السواق والتجمعات التجارية ، ثم يعدن في النهاية إلى بيوتنا ليمضين ما تبقى من ليل أو نهار مع من يعلمهن كل ما يمكن أن يكون متعارضا"مع الفضيلة والعفة والحياء ، عبر برامج متخصصة ما وضعت إلا لتكون جرعات سم بمذاقٍ حلو . جرعات تؤتي أكلها بسرعة خاطفة مبهرة ، لينعكس ذلك كله على فكر مضمحل متحلل ، يناهض الفضيلة وينادي بالتحرر والانعتاق من كل موروث حافظنا عليه كابر عن كابر . عبر محطات فضائية اسمها عربي ، وفكرها ملحدو ملحدو ملحد .
إن المتبصر في واقع المجتمع العربي الممتد على رقعة لا متناهية الأطراف من عالمنا ، يعيش آثار دخول محركات بحث عن الشر والآثام قد لا يخلوا منها بيت مسلم ، بل ويلمس آثار أوارها التي امتدت إلى عقل وتفكير الناشئة من بناتنا وأبنائنا ، عن طريق إشاعة الفاحشة .
إن استحلال الحرام ، حرام .وإن الحرام إذا استشرى واستوطن ، يقود إلى ما أكبر منه وأدهى ، ألا وهو انهيار بنيان الإيمان مما ينتج عنه معايشة الرذيلة في جميع الأماكن الحياتية من مدارس وأسواق ومعاهد وبيوت . فلقد اغتيلت كلمة ( عيب ) ، واضمحلّت معاني الحياء ، حتى أصبحنا ننظر إلى كل أمر نشاز فاسد مفسد بمفهوم كلمة تميّع ردة الفعل ( عادي ) . من هنا أصبحنا نرى حالة استثنائية مُحدثَة كانت نتاج تزاوج جهود العولمة والعلمانية . ألا وهو الجمهرة الكثيرة التي أصبحت تنتظر بفارغ الصبر برامج تعتمد على الطُرَف والنكات الساقطة التي يتبارى المشتركون فيها على إلقائها وما تحتويه من سموم زعاف تتعمد أن تكشف علاقات فطرةٍ إنسانيةٍ خاصة جدا" ، يجب أن تبقى في عماء تام .
فاحذرن أيها المربيات الفاضلات ، واحذروا يا من اتخذتم الدعوة سبيلا" ومنهجا" من هذا السم الزعاف الماحق .
لا تدعوا إلى الدين ، فالدين محفوظ من فوق سبع سماوات .
علموا الناشئة الجديدة من أولاد وبنات معنى الفضيلة والأخلاق . إن نبيكم الذي أرسل إليكم لم يبعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق ، تفلحوا .

وكتبه
أحمد عاصم علي آقبيق
27/05/2010م..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق