السبت، 1 مايو 2010

يا قوم لا تتكلّموا

يا قوم ، لا تتكلّموا

أجدني يقينا" أحاول عدم الولوج في طريق الدعوة ، حتى لا أتَّهم بأني سلفي النهج والتفكير ، من بعض الذين اقسموا أن يكونوا مرشدين لسلوك العولمة ، والسير في دروبها، بل والانسلاخ عن كل قيمة تقرّبنا من نهج الفضيلة والرقي الفكري .
بالأمس تحديدا"، وعلى إشارة مرور ضوئية ، وقف أمامي شاب عادي الملامح ، في الثلاثينيات من العمر على أبعد تقدير ، والوقت ظهرا" يبعث على الملل من نظام مروري مات على يد سائقين استقدموا للعمل ، مؤكد أنهم عندما شاهدوا أرض الواقع تفنن كل منهم بقيادة مركبته حسب تفسيره الواقع الذي يعيشه . وعودة إلى هذا الشاب الذي يقود سيارة عادية ن ولكن بمواصفات مزاجية معدَّلة تروق لناظره، وقد لا يستسيغ منظرها هذا الكثيرين . المهم ليس في المركبة ، ولكن بكمية الضجيج غير المقبول ولا المعقول الذي تصدره مكبرات صوتية جبارة مثبتة فيها ، لموسيقا يمتزج فيها النغم والعويل والكلام الأجش وبعض ألفاظ سوقية بذيئة تترجم حال البيئة التي يغنّى لها، بيئة تحلل وانسلاخ عن كل مفاهيم التحفّظ .
والسؤال المطروح عليه أولا" ، هل هو مقتنع بجودة المادة التي يستمع إليها ، أو يستمتع بها ؟؟وأتدخل لأجزم بأنه لربما لا يعرف بأية لغة تؤدى . لكنها موجة تقليد أعمى لهذه النوعية لشاب همه وديدَنه من الحياة أن يعيش اللحظة الحالية برفقة صبية ، وجهاز خلوي يحقق له خلوة محرمة شرعا" من خلاله مع الرغبة والشهوة والضياع ..
ولعمري فلقد بلغ السيل الزبى ، وأضحت أمور كانت من الرذائل الممقوتة ، أفعال تزيّن حياة الكثيرين ، دون أدنى اهتمام لتأثيرها على البيئة الاجتماعية ، ودون الالتفات إلى ما قد تحدِث من متغيرات تنعكس على السلوك وبشكل عام .
وأخيرا" أجدني مندفعا" بشدة لأصل إلى منطلقات التوجه الديني في جميع الأمور التي قد تصادفني في الحياة .
وكيف لا ؟ وقد وجدت في ذلك كرامات أخلاق ، وإبداعات تعامل ، ورؤى ناصعة البياض ، وتصوّر كريم لحياة يتمحور فيها الفضل والتقدير الصائب للأمور ، والتأني بغية الوصول إلى السلامة في جميع الأمور .


آخر الكلام قاله مجنون :

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب ن سوانا

وآخر الكلام قاله عاقل :

ياقوم لا تتكلموا
إن الكلام محرّم
ناموا ولا تستيقظوا
مافاز إلا النُوَم

لكم تحياتي واحترامي ، إخوتي وأخواتي ...

أحمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق