الخميس، 5 أبريل 2012

مائة وثمانية وثلاثون الف" وخمسمائة دولار أمريكي . لاغير

( مائة وثمانية وثلاثون ألف وخمسمائة دولار أمريكي )

وَدَمٌ عربي أبيٌّ يُسفك في معارك جانبية خاسرة ، أطرافها كثيرون منهم بُسطاء ليس لهم في العير أو النفير ، يعيشون حياة عادية فيها تعبٌ وَنصَبٌ ، وفيها أملٌ ورجاء ، وفيها ألمٌ ودموع . ومنهم من ارتضوا أن يكونوا عبيدا" أذلاّء ولائهم لمن يدفع أكثر ، مهما كانت جنسيته أو أغراضه ومَراميه . حازوا رضا أسيادهم من الحكام الذين تنطق أسماؤهم وتكتب ، بلغة عربية فصيحة . أما الكينونة والانتماء ، فمكتوب عنها في قصاصة صغيرة مزروعة في مركز الفؤاد بصدورهم ، صنع في أمريكا . ومنهم عملاء بكل ما تعنيه الكلمة ، حفظوا من الكتاب فقط كلمتي ( سمعنا واطعنا ) فكان مثلهم مثل الشيطان حين حَفِظ كلمتي ( لا تقربوا الصلاة )، يحاربون الترهيب من على شاشات التلفاز المناصرة لشياطين الإعلام ، وهم ممن صنعوا الإرهاب ، ينادون بالحرية وينددون بمن يقمعها ، وهم الذين لم يعطوا الحرية لكثير من أبناء شرائح مجتمعاتهم ، فدامت لهم كراسي الحكم وأدوات السلطة والتحكّم .
ودم عربي يسفك ، وسيد سعودي كريم دفع اول ليل أمس فقط ( مائة وثمانية وثلاثين ألف دولار أمريكي ) قيمة زجاجة خمر فرنسي معتّق قيل أنه صنع في عام ألف وتسعمائة وتسعون للميلاد وأين في دولة مسلمة كتابها القرآن وولاؤها لسنّة الحبيب صلى الله عليه وسلم . وفي دبي تحديدا" . وهذا الخبر ذكره موقعا ياهو وميكروسوفت تحديدا ، ليلة أمس .
مائة وثمانية وثلاثون ألف دولار . وماذا لو أنفق على اليتامى و والأرامل من النساء ممن شتتت أسرهم آلة الحرب اليهودية التي موّلتها وأرسلتها قوى التحالف الشيطانية في بلاد الشيطان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيون . أو أنفقت على الجائعين المشردين في بلاد الأفغان ، أو أنفقت على العراة الجائعين في السودان أو الصومال .أو على الفقراء الذين تعجُّ بهم بلاد كثيرة .
إننا لا نطالب بملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، ولا لملكية الدولة للثروات كبيرها وصغيرها ، فلقد جّرَّ هذا المعتَقَد الويل والثبور على الكثيرين . لكننا نطالب بالحُسبَة ، أو بما يسمى الحجرُ على كثير من السفهاء من الأثرياء العرب، إذ أن ليس للسفيه أن يتصرف بماله ، ولا بد له من وليّ شرعي مؤتمن يراعي مصلحته ومصلحة الناس .
ودم عربي يسفك ، لا فرق بين انتمائه أو معتقداته ، والمهم دم عربي ، والنتيجة فرح وسرور عند أبناء يهوذا في فلسطيننا العربية وسعادة دفعت حاخام كبير لهم ليقول : إن ما نعيشه اليوم من ربيع إسرائيلي لم يكن ليكون إلا نتيجة لانتشار الربيع العربي ، الذي كان من ثمراته الأمن والأمان للشعب الإسرائيلي ولم و يكن ذلك إلا في الأحلام ، وقد تحقق الآن .
ودم عربي يسفك في سبيل مقولات الحرية والتحرر التي كان من أبرز علاماتها تهتك الصف العربي وانعداما ، بفضل دور الولايات المتحدة الأمريكية ، لا نقول حليف الشيطان ، بل نصرّ على أنها الشيطان بعينه فيها ، وبتوجهاتها الآنية والمستقبلية .
مرحى الربيع العربي ، في تونس . ومرحى للربيع العربي في ليبيا ومرحى للربيع العربي في مصر . ومرحى للولايات المتحدة الأمريكية ، ففيها الإعداد ، ووفيها الممثلين ،وفيها الإخراج .
نرجو أن لا ينبت للربيع زهر ولا اخضرار في بلادنا ، الجمهورية العربية السورية . مهما حاولت أمريكا ، ومهما دفع العُربان .

أحمد عاصم آقبيق
05/04/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق