الثلاثاء، 1 يونيو 2010

لو كانزا يعلمون

لو كانوا يقرؤون

يتداعى إلى التفكير أمران مٌهمّان يسيطران على أرضية الواقع لتوجّه الفرد الأخلاقي ،
الأول تلبّس وتقمّص حالة قد تكون فريدة لدقّة محاكاتها لمظاهر التقرب ، ومحاولة الاندماج المصطنع مع مقولة الأخلاق الذي تفترض أن تكون أساسا" سليما" لكل نهج للصلاح . ذلك لأننا مجتمع نشأ من بادىء أمره على أسس دينية ، شكّلت، منذ البدء على مسيرة عقدية كانت أقرب ماتكون إلى المثالية، نادى بها كتابنا وفسّرها نبينا .
الثاني وجود حالة غريبة من مسايرة واقع أليم . واقع ناقض كل ماترعرعنا عليه من قيم ومبادىء ومثل لا اجتهاد فيها ولا تأويل . واقع غريب مريب قام على مناقضة كل الأسس الأخلاقية والدينية التي نشأ هذا المجتمع عليها ، بل وأوغل في كل مامن شانه نبذ الفضيلة ، دون النظر إلى هذا التوغل وما قد يخلّفه من آثار سلوكية مدمرة تتحد في مآربها مع مع مايدعو التحلل الأخلاقي ،وما يرمي إليه أساطين العلمانية والكفر . وأن هذا قد يقودنا إلى تساؤل مهم قد لا نستوعبه . كيف تلتقي الفضيلة والرذيلة ، وكيف يجمع المرء في قلبه بين طاعة الرحمن ، وهوى الشيطان ؟ وهذا للأسف توجه شطر كبير من مجتمعنا اليوم . مجتمع يقوم في ظاهره على الدين كخطة سير ومآل . وعلى مناقضة تعاليم هذا الدين بكل سهولة ويسر .
إن الدين أيها السادة الأجلاّء ليس بإطالة اللحى كما يفهم البعض ويصر على أنه توجّه نبوي ،وليس بتقصير الثوب ولَوكِ السواك . والصلاة كعادة وليس عبادة ،
إن الدين فكر مؤنس بكل أنواع القربى إلى الله ، قربى تنعكس آثارها على التصرف والمعاملة ،وحتى على الكلام ، قربى تأخذ بألباب الناس وهي تتمسك بأسمى أنواع السلاسة والفضيلة ، من خلال دعوة آسرة للنفس والقلب .
إن الدين دعوة إلى الكمال ، كمال الأخلاق ، وكمال الأفعال .
إن الدين كلمة طيبة ومعروف بين الناس . ولم يكن الدين يوما" تكبّر وتجبّر وإهانة للآخرين .
الدين عدل ، وتميّز واضح بين الناس ، تميز يٌعلي العالم االعامل الذي يجسد مسيرة الارتقاء السلوكي المستمر ، من خلال دعوة مستمرة تعكس الأثر الطيب بين الناس ، ومن خلال تجسيد لمعاني الفضيلة على أرض الواقع . ومن خلال موقعه كدعويّ له أثره الواضح والحاضر بين الناس . تأثيره الموجّه الخير .
وهنالك من خلقوا لكي يعيشوا ولو ماتوا . وهنالك من ماتوا مذ يوم أن ولدوا .
والفرق كبير .
وذكر لعل الذكرى تنفع .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 02/06/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق