السبت، 18 فبراير 2012

ترى هل ستضحك لنا الأيام

ترى هل ستضحك لنا الأيام


وجلسَت أمامي ، ربما بغير قصد ، فلا زال في الحافلة أماكن شاغرة ، في رحلةٍ تنقل الراغبين في السفر من ماضٍ قريب مُضن ٍ أو ماضٍ موغلٍ في القِدَمِ سحيق ، إلى بلاد ليس فيها كلمة ( كان هناك ) . وكل ما فيها ، سيكون غدا" أو بعد غد.كل شيء يرتكز على الأمل ، على بسمة الرضا وعلى ما يمكنُ أن يكونَ خير .
م نكن متقاربين ، حتى ولو جلسنا في مقعدٍ واحد ، فلقد كانت تستغل رشاقتها لتنزوي في أقصى ما يمكنها في مقعدها ، تفرك راحتيها أحيانا"، تضع يديها على ركبتها حينا" ، تمسك بخصلات من شعرها الحريري المتطاير بفعل الهواء القادم من نافذتي ، تدمدمُ وكأنها تزجره بأن لا يفعل
ولكَم رَجَوتُه بأن يعيد مسَّ وجهي ، يعاندها بعصبيّة رافضة ، يحاول أن يخبرها أنه بفعلته يدغدغ فيّ إحساس شوق ، أو إيقاظ لِكُمُون رغبة . ويشجيني بلهفة صبابة مكبوتة في نفسي ، فهو وإن باح ، فليس بمقدوري أن أفعل .. كنت أقول لعطرها إ بقَ بقربي ، فلقد أصبحتَ جزءا" من كياني ، تسرّبت إلى رئتاي ، وامتزجت بدمي . ولكم قلت له بصمت : لا تبتعد عن وجهي ، عش بي ، تحرّق لتعيش في وجداني ، فأنا لك ، عفوا ، لها قطرة حب ، وقطرة قرب ، ,قطرة تحمل كل معاني الحنان ، وأجمع معاني الأمان .وقطع صوتها اغتراب أحلامي في عالمها ، فقالت : هل عندك قليل من الماء ؟ قلت لها مداعبا" ومحاولا" أن ألفت بعضاً من اهتمامها : جل ولكن ليس بصافِ ، وأبدت دهشتها وقالت أكمل ، فقلت : يخالطه مزيج من الوَلَهِ والسؤالِ لمعرفة قصة الصمت والقلق التي تعيشين والتي ترتسم على محيّاكِ .
قال إسمع ا صديقي ، أنا غدرُ الأحبة ،وهروب شوق ، ووله للهروب ، أنا مجافاة للثقة في قصص الحب والشوق والصبابة ، أنا مجافاة الركون إلى الناس ، كل الناس .أنا الافتتانُ الحائر من معنى الجمال ، وأنا نظرة عشق يَلُفّها الشك والريبة وعدم الاطمئنان وإذا بمآقيها مليئة بالدموع ، وآه مكبوتة ضمن نغمة صوت حزينة تسكن في معاني كلماتها .
قلت لها : وما دمت تحملين كل هذا الكم من الأسى، فهل تعتقدين بأنك ستأوي إلى مكان لا يوجد فيه معنى للألم ؟أو حتى ستجدينه . قلت احسبه موجود . قلت لها : وأين . قال: على صدر رجل .ويد حانية تمسح على رأسي ن كي تخفف من غلوّ الألم ، لتشعل بي بعد ذاك إحساس امرأة ترغب أن تعيش . وتهفو لأن تعيش الأمان مع من يستطيع أن يعطيها أمن وأمان ، لا أن يبيعها بعد أن ينتهي منها .
نظرت إلى عينيها وأشعة الشمس تنزوي خلف الأفق البعيد ، وطلبت منها أن تلقي برأسها على كتفي ، وهكذا كان .عربة النقل الكسلا كان تسير الهوينا ، وكأنها تفسح لنا الوقت للحديث ، أو تمنحنا بعضا" من أمل اللقاء ريثما نصل إلى وجهتنا . لنسير معا" في طريق مرسوم .
سألتها ماسمك ظ
قالت لمَى .

أحمد عاصم آقبيق
18/02/2012
جدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق