الثلاثاء، 21 فبراير 2012

وكان لقاء

وكان لقاء .

ونظرت إليه من بعيد وهو يعبر الطريق . كانت جالسة في ركن مقهى صغير يحتل شارعا" مميزا بالمدينة ، وأشارت عندما اقترب إليها ، وبإشارة أكدها بسؤال عندما مد إصبعه إلى صدره ، وكأنما يقول مستفهما" أنا؟ وهزت رأسها بنعم .
اقبل ليها وهو لا يعلم من تكون ، وماذا تريد ، وإن أضمر مع انه لا يحمل القليل من المال ، أن يساعدها .واقترب منها وانحنى انحناءة صغيرة تنم عن احترام بالغ ، وقال :سيدتي . فقالت : وأشارت إلى مقعد وثير أمامها ، أن تفضل . ثم أردفت : هل عرفتني ؟ وتفرّس في وجهها الذي تركت عليه السنين بعضا" من أثرها ، ث قال :من سوء طالعي لا . لم أتشرّف بعد .
قالت له : ألم تكن تسكن في شارع البارون ريشار ؟
قال : نعم
فتابعت : الم تكن تحب أن تزور كلية الملك لويس للعلوم الجمالية ؟
قال : بالتأكيد .
قال: فمن كنت تريد أن تشاهد من طالباتها ظ
ووضع يده على جبينه ، ثم افتر ثغره عن ابتسامة عريضة وصلاح يا الله ، هل تقصدين أنك كلود ؟ ما أروع أن نجتمع ثانية بعد أن تركتني من أجل الزواج برجل كهل ولكنه ثري .
قالت : نعم أنا هي ، وأنا من كنت تشتاق إليها ، وأنا التي تركتك لتتزوج رجل كهل وني . لكنني لست أنا التي نسيت ما يقولون عنه ، حبها الأول . وانا التي لم تبرح ذكراك فؤادها ن ولم تغيّبك السنوات من خيالها . وكانت بسمة منها صغيرة تترجم كل معاني التفاؤل بغد ، وكل معاني الألم المختزنة طوال سنين طويلة .
قال : لم تزالي جميلة يا كلود . حقا" لم تزالي ممن يتمنى كل رجل أن يحظى بمودتهن .
قلت : خاصة إذا كانت لم تتزوج
قال : هل تركته؟
قال لقد قضى .
قال : وكيف حالك ، ومن أين تعتاشين ، وهل أستطيع أن أساعد ؟
وأردفت : أنا بحال جد جيدة . فلقد أوصى إلي بمجوع ما يملك عربون شكر لأني أمضيت زهرة شبابي معه .
قالت : أتقبل دعوتي لتمضية سحابة يومك كي نكون معا"
قال : لسوء حظي فإني مرتبط بجدول عمل لا أستطع تجاهله .
مدت يدها إلى محفظتها الجلدية الفاخرة وأخرجت بطاقة أعطته وقالت هذه جميع المعلومات التي تتيح لك معاودة الاتصال بي .
شكرا. ونهض مسرعا" يحث خطاه.
قال: هل لي أن أراك .
ابتسم لها وأجاب : أمِن من شوقٍ ، أم من فراغ؟
قالت : بن من حب لم يمت ، بع
نهارك سعيد يا سيدتي
كلود .
والتفّه الزحام وهو يردد اغنية لميراي ماثيو ( بعض النساء عونهن جميلة ، وتكون أجمل عندما يبكينَ ) . وإذا بصوت بوق لسيارة مسرعة تتبعه شتيمة ساخنة من سائق عجول . .
تبسم ضاحكا" وهو يقول : تركتني عندما كنت أحتاج إليها واتركها وارجو أن اكون سعيد

أحمد عاصم آقبيق
21/02/2012
جدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق