الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الجيد أم عقد الياسمين

الجيدُ أم عِقد الياسمين




وكان طيفك يراود مخيلتي، يستحثها على سبر شواطىء الوجد، والدخول إلى كهوف الشوق العميق الذي لا زال يداعب مجامع نفسي، فيجعلها متألقة ، متجددة ، جاهدة للعثور على ما يمكن أن يكون بادرة لقاء .

وكان طيفك يستعجلني لأن أهرب إليك، وأبحث عنك في أنحاء الدنيا، ببحورها وأوديتها وذرى الشواهق فيها ، وكان لصوتي صدى يعانق السحاب ويهبط إلى بطون الوديان ، ينادي حينا" ، ويشدوا بأعذب كلمات الوجد حينا" آخر ، لعلّها إن سمعته بنات الجانِّ وهي في مكامنها أن تستجيب فتبحث معي عنك كي نلتقي بعد طول تجوال .

وكان طيفك يدندن بألحان أغنياتٍ تأخذ بمجامع عمري ، لأنها لم تكن سوى نبضات جوىً متيّم، وتواترٍ آت من الزمن القديم . وصولاً إلى زمانكِ حيث ينحني الشوق خاضعا" ومستسلما" أمام نور وضياء لجمالك الذي لم يخلق من قبلك ولن يكون بعدك .

وكان طيفك يراودني، يجبرني على الارتقاء لعوالم وردية ، بيضاء صافية ، كي أكون أهلا" لمخاطبة عقد الياسمين الذي يتجمَّل بإغفاءته ما بين جيدٍ ونَحر ، حتى أن الحِلمُ يحتارُ عندي ، أيلثمُ الجِيدُ أم عقد الياسمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق