السبت، 5 مارس 2011

جابرين لعثرات الكرام

جابرٌ لِعَثرات الكرام


وبالشكر تدوم النعم ، هكذا كنا نسمع منذ أن كنا صغاراً ، فالحمد لله الذي ألهمنا بأن الشكر له أولاً وأخيراً ، وأن المَحامَدَ كلها له وحده ، فلقد أنعم علينا بنعمٍ لا تحصى ولا تعد ، وهو القائل ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ).وإن من أول نعمه علينا أن خلقنا أسوياء الخِلقة ولم يمتحن صبرنا على غير ذلك ، فأنعم علينا بالسمع والبصر والقدرة على التمييز ، ثم زاد من نعمه فخلقنا مسلمين وأنشأنا وعلمنا ما لم نكن نعلم ، وهدانا إلى صراط مستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصالحين ،وزادنا من نعمه فأعطانا نعمة العافية ورزقنا من الطيبات ، وألهمنا شكره وهو الذي يحب أن يشكره العبد ، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه حين روى عنه صلى الله عليه وسلم بأن الله يرضى أن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب ا لشربة فيحمده عليها ، فالحمد لله على منته وعطائه ، والحمد لله على كرمه وفيضه ، والحمد لله الذي سخر لنا من يعيننا على معاشنا وعلى دنيانا وقد وصلنا إلى عمر نحتاج فيها عون هؤلاء الكرماء النجباء الذين أخذوا على أنفسهم عهداً إلا أن يكونوا في عون الناس ، لا يبتغون فضلا" ولا منّة، إلا ابتغاءً لرضى الله. هؤلاء الذين سخرهم الله لخدمة الناس قد حباهم ومنَّ عليهم بهذه العطيّة ليسيروا بخدمة إخوانهم ، وليكونوا جابرين لعثرات الكرام ، فاتحين قلوبهم وباسطين أيديهم ، لا يتمنّعون عن تقديم العون ، وزراعة المعروف ،ولا يصدون أبوابهم في وجه سائل أو ذو حاجة مهما كانت .ولعلي من باب الشكر لله أولاً ، ومن باب رد بعض لجميل لرجل كان ولا يزال واحداً منه هؤلاء ، بأن أتوجه إلى الله أن يمن عليه من منابع فضله ، وأن يسبغ عليه من نعمه الظاهرة والباطنة ، وأن يظلُّه بعرشه يوم لا ظل إلا ظلُّه . فهو ينبوع من العطاء ووجه تهلل بنور الكرم ، وأرجو أن يكون من الذين لا تعلم يمينهم ما تنفق شمالهم .
وجه كريم من وجوه دمشق في الاغتراب ، السيد خليل بن محمد سليم الحمصي . أخ كريم وابن أخ كرم .

وكتبه/ أحمد عاصم آقبيق
04/03/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق