السبت، 2 أبريل 2011

لمن كان اسمها حبيبتي

لمن جَرَحَت ، وكان اسمها : عطر قصيد .

واراكِ في خيالي . تدفعينني لأن أفكر في أمرَين . بين شفتانِ حالمتان ، وبين رغبة امرأة تريد مني المزيد ، وتريد ُ أن أزيد . وأزيد . وبين حزنٌ طويل ٌ يلِفُّ حياتي ، لأراه في وجودي ، يتابعني في كل لحظة ، يعاتبني اني تَمَنَّعتُ في لقاءنا الأول ، أن أهيمَ في بحر عينيكِ ، وأن أتيح ِلَبنَاني أن ترسم كلمة شوق و لثمَةَ تَمَنّي ، على شفاه .كانت تلمع برضابِ شوقٍ، كان يعتريك وكان يناديني ، أَقبِل وكان يدعوني ، انا جارحتك ، أنا عطر القصائد ، فَاَدنيني . وأَدنيني .

وأراكِ في حياتي ، امرأة فيها عبق كل النساء ، وجميع النساء ، وحلاوة البسمة ، وجميع البسمات ، وطفولة بريئةٌ تريد أن لو أعطت ، لكنها تشتهي أن تنال العطاء ، عطاء يزيح عن طريقها ضباب طريق جديد ، ، وإلى يد حانية تلمس فيها عواطفها لتوقظها على همسات وجد ، وعطر قصيد . وإلى من يبرَع في مداعبة الإحساس ، وإلى عالم من عطر وسحر ، وغموضٌ ودخون عود ، وإلى كلمة ملؤها الحنان ، مرسوم عليها لفظ مشتاق . إلى ضَمَة عشق ، ورغبة آه .
وأراك في عمري حُلُما" ، وأعيش بك وأنا أحتسي فنجان قهوتي في عتمة الليل ، ليس من نور سوى أشباح نار أراها من خلال شقوق في باب مدفئتي لأخالكِ تناديني ، أنا هنا وهناك ، في زوايا العتمة ، أسكن ُ ، ومع برد الشتاء . أنا هنا لأزيَّن عيونك
ونا ظريك بوجودي لتراني في كل مكان ، على جدران غرفتك لتي تئن بالشوق على زوايا صناديقك ، وبين اوراق كتب شعارك ، دُنُوَّك مني وفي بعدك عني ، لتبقى لي عالمي ، لتحترق بشوقك لي ، لتضُجَّ سنوات خريف عمرك برغبة ملؤها شجَن ، ولهفة ينضح منها وجدٌ و تَمنّي .

وأراكِ في حياتي ،قارورة عطر قديمة احتفظت بها منقوش عليها رقم 5 .وهي أول قارورة لم أقدِّمها لامرأة أحببتها ، بل أخفيتها في أدراج طاولتي لتذِكِّرني دائما"بأني كنت خائبا" في أول لقاء، عندما دسستها في جيب معطفي ، وسّرّت في مخيلتي لحظة خوف . كنت خائفا" آنذاك أن ترفضيني ، وعندما عدت وجدت بأنها من صنع باريز ، وأنهُ عليها مكتب ، هذا عطرٌ مُستَخلَصٌ من تَعَرُّقِِ وجه امرأة تلَعثَمَ الكلام عندها ، فلم تستطع أن تبوح له بأنها تعشقه في أول لقاء .

وأراك في مخيلتي ، دفء يمارس هيمنته على جميع أطرافي ، وشوق يهمس في خيالي كلمات تَقرّبِ وسكون ، وتلميح ٍ برغبة وشوق إلى لهفة عناق ، وأراك ألم لا يفارق القلب ، ويبعث بالفكر إلى الطوافِ في تلك الحديقة ، ليقف عند ذلك المقعد الصغير الذي كان يجلس عليه عاشقان صغيران ، في ذلك المساء الجميل ، فامتنعت المرأة عن الكلام وتردد فيها الرجل أن يبوح من الخوف .عندها افترقت أطراف الأصابع ، وجفَّ الرضاب عن هاتيك الشفاه ، وافترقا .
واليوم أود أن نبدأ من جديد ، أهمس حينا" ، واُسمِعُ حينا" .
أما الهمس فبكلمة أحبك ِ ، وأما القول : فعودي .
يا جارحتي .
ويا عطر قصائدي

أحمد عاصم آقبيق
31/03/2011م
لمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق