الأحد، 3 أبريل 2011

وسمعت صوتك

وسمعت صوتك.وكان أشبه بترنيمة أم تهدهد أمام سرير طفلها بحكايات بات مطلعها نشيد يُدَندَن على مسامع الأطفال ، كي يناموا ، ويخلدوا إلى راحة عميقة ملؤها الحنان . تفيض بالإحساسِ لتنقلب إلى بوح حنون يرجو أن يحتويه سمعُ حبيب لينعم بدف ء الحياة .
وسمعت صوتك ، كنا أظنه خريرَ ساقيةٍ لم تتعلم بعد المَسِير ، ولم تعرف بعد الطريق ، خريرا" أحسبه نسائم ربيعية تُحرّك أوراق أشجار الحَورِ ليغنيا معا"عالما" من البوح ، ونبعا" من الأنوثة ، وتدفق غديرٍ رقراقٍ يحمل مع كل قطرة ماءٍ يحتويها ، كلامُ أنثى ، ورعشةَ شوقٍ ، ولهفةَ خافقٍ ليذوب في عالم جديد . كما جَعَلتِني أذوبَ في تلك الشفاه التي كانت تترجمُ معنى الوجدِ في عَينيكِ . وسمعت ما سمعت ، وعشقتك من خلال صوتك
وسمعتُ بوحَكِ ، عالم أثِيريٍّ ليس له مدى ، لا تَحِدّهُ حدود ، ولا يعرف الزمان ولا المكان ، عالم روح يصارع نداء رغبة مزروعة في كل منا ، يطغى عليها حينا" ليعلِّمَها معنى الصبر ، وتتمرد عليه حينا لتظهر في شكل نداء أن ضمَّني بين ذراعيك َ، واعتصرني ،وكن شفاءً لأنينَ رغبتي واشتياقي ، يا من كنت عشقي ، ويا جميع ما استطعت أن أختزنه من حب ، أنت حبي وولهي وأنا لم أكن بالأصل" موجودة إلا بك ، من خلال انصهاري بدقائق حياتك ، لأهمس لك مع جريان دمائك . أحبك يا ربيع عمري .
وسمعتُ صوتكِ ، وكانت تخالِطني الظنون ، هل أنتِ التي أسمع ، أم أنت التي تشدوا بلحن لم يكتبه بَشر، بل استلهمته بنات الجِنَّ فأبدعن في رسم معانيه حتى اختلطت الأوهام بالأحلام ، فامتزج الخيال بواقع جسّّدته امرأة قالت نثرا" فَسَمِعتهُ شعرا" في بوح صوتك .
وسمعت شدوك، حسبته أنَّاتُ شَجَن ، أو تنهيٌ لألم عشق ، أو أنَاتٌ كأنها تُخالِط صوتاً خَفيضَاً يناديني بان الشوق قد هَدَّ الجسد ، وأن اللهفة قد أحالت خفقَ القلب إلى سِياطٍ توجِدُ الألم ، وان هنالك كلمة خلاص لا تُقال إلا لكَ.
أحِبكَ.
وسمعتُ هَمسَكِ.

أحمد عاصم آقبيق
03/04/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق