الأحد، 17 أبريل 2011

ليس المهم أن نموت

وليس المهم أن نموت

ليس المهم أن نموت فالموت حق ، وهناك الآلاف ممن يموتون حتف أنوفهم ، وتنتهي ذكراهم أبد الدهر .وليس لمهم أن نموت ، لكن المهم أن نختار قصة موتنا بعناية ، بشجاعة ، وبتصميم ، وبحبكة راية تُخَلَّد على مر العصور . المهم أن نعيش بعد حزن الناس الذي رافق رحيلنا ، ,ان يكون موتنا حياة جديدة يسطّرها الجميع ، ويغنيها الجميع ، ويعيشها الطفل وهو يتعلم أبجدية الحروف لتكون أبجدية رجولة عند الأطفال ، وفيض حنان ند البنات الصغيرات ، ودمعة فرح وزغاريد وهن يودّعن ابناً شهيد .، في جميع الأزمنة والأمكنة والأعراق ، هناك موت عادي ، وهناك موت شرف .
وليس المهم أن نموت ، إنما المهم أن نختار الحّدَث نرسم المناسبة ، وننحت الموضوع على وجه أيقونات تسطر كلمات للتأريخ ، على أنه لم يزل في أمتنا العربية رجال . رجال صَدَّقوا الإيمان، وصَدَقوا بالعمل . وماتوا من أجل أن تكون راية الجهاد ضد كل مغتصب لأرضنا ، ومغتصب لعِرضِنا ، لأنَّ الوطن يساوي العِرض والروح معا"
وليس المهم أن نوت ، إنما المهم أن يكون موتنا عنوانا" لصحف العالم ، مهما كانت كيفيته ، موتا" يهز مضاجع العدوان ، وأركان العدوان ، وموتاً يسطِّر لملاحم تُدَرَّس وأناشيد تُحفَظ ، وأعراس تُقام ليدوم الفرح ، لتتناقل الأجيال قصة شهادتنا . وقصة عزتنا ، وقصة جهادنا لتعلوا كلمة الله في أقصى القدس ، في يافا ، في حيفا، في عسقلان ، وفي الرملة وفي بيسان .وفي بغداد الجريح ، وفي جزرنا العربية بخليجنا العربي المسروقة في ساعة غفلة .
ليس المهم أن نموت ، فالموت حق . لكن المهم أن يكون في موتنا تأريخ لثورة حجارة جديدة ، ثورة لا تفهم معنى الاجتماعات والمفاوضات ، والتنازلات .
وبعد سنين ، طالت أم قصُرَت ستغني البنات الصغيرات ، ألحان النصر مُوَشّات بزغاريد الفرح وسيحمل الأولاد الصغار أعلاما" بيضاءً للسلام ، مكتوب عليها ببعض من دماء الشهداء . منتصرين رغماً عن السادة المجتمعين على طاولة المفاوضات ، مفاوضات أولها وَهمٌ وأوسطها كَذِبٌ وآخرها تنازلات .

أحمد عاصم آقبيق
17/نيسان/2011مِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق