الخميس، 14 أبريل 2011

مؤمنون أم مسلمون

مؤمنون أم مسلمون

تعالوا لننطلق من حِرِفيّة العلماء ودراساتهم المتخصصة في مجالات الشريعة وعلومها ، من فقهٍ وحديثٍ وتفسيرٍ وعلم كلام .
تعالوا لنتحرر من بوتقةِ صياغةِ علوم الشرع الكريم بلغة محترفة ، نحن البسطاء ، لا نفهمها لأننا لسنا من أولي احتراف ، ولأننا لسنا أولي اختصاص . مع إ يماننا الكامل وتقديرنا للأجِلاّء القائمين على ذلك ، وأبحاثهم وآرائه واختلافاتهم الكثيرة التي تتمخض أخيرا" عما فيه الخير للشريعة وللحياة .

تعالوا لنحب الله من جديد
سيجيب أغلبنا وهل نحن لا نحب الله ،؟
نعم نحن نحب الله ولكن بالعاطفة ، بالانتماء ، بالورثة ، بالتعليم .
نحن نحب الله من خلال طاعتنا لإسلامنا الذي علمنا أن نحب الله ، نسبّح الله ، نستغفر الله ، وكل ذلك يثيبُ ، ولا غبار عليه .
ولكن هنالك وجه آخر للحب علينا أن ننظر إليه .

سأل رجل ٌ من أسلَم ر سول الله صلى الله عليه وسلم قائلا": يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ . قال : الإخلاص ، قال : فما اليقين ؟ قال: التصديق .
هنا ستطيب لنا بداية الحديث بسؤال صدقٍ نسأله لأنفسنا : هل وَعَينا معنى السؤال والجواب.وهل عملنا بجميع ما نملكه من طاقات وإمكانيات لإطلاق هذا المفهوم من قمقم الدروس النظرية ، ومما لا نتعلمه في الدروس والمحاضرات؟ كي يصبح واقعا" ملموسا" في حياتنا ؟ هل وَعَينا بأننا إن لم نكن نرى الله ، فإن الله يرانا ، وهو القائل : ونحن أقرب إ ليه من حبل الوريد .

أنا لا أعتقد بأن السواد الأعظم منا قد فعل .ولو أننا فعلنا . لفعلَ الله وهو القائل : لا زل عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل . حتى أكون .....
إن الله عز وجل عندما يَعِد يَفي ، قوله حق ، ووعده حق .

يقول الله سبحانه وتعالى : قد أفلَحَ المؤمنون . ولم يقل قد أفلح المسلمون . والفرق جد كبير .وهو القائل مخبرا"رسوله : قالت الأعراب آمنا ، وهو الذي يجيب أيضا" : بل قولوا أسلمنا . ولما يدخل الإيمان في قلوبكم . وهو لُبُ الموضوع .
إذا" ، هنالك فرق أكيدُ في أن نحب الله ونحن مؤمنين ، وأن نحب الله ونحن مسلمين فالإيمان ليس ما قيل باللسان إنما ما وقر بالقلب ، وصدقه العمل . لينقلب المؤمن مترقيا" بين ا لمعرفة والتطبيق حتى يصل لدرجة الخُلَّص من رجال قال فيهم المولى عز وجل : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
فأين نحن من هؤلاء .

وتعالوا لننطلق من عقال دروس العلماء الذين حفظوا النص وأجادوا الحديث عنه ، تعالوا لنبحث في القول عن جمالياته، وعن حلاوته ، وعن طلاوته ، فإن له رنين جرس حب ، ولهفة ، وجذب . ومتى تحقق لنا ذلك ، سنغير من حياتنا ، من أساليب عيشنا ،من تكريرنا لحروف الآية الكريمة : ما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا . لنفعل أكثر مما نادت به تقربا" ، واتقاء .
تعالوا نحاول النظر في كتاب الله ببساطة تمعن وبفهم مُريد .حتى نكون من المؤمنين ، ليشملنا قوله تعالى : قد أ فلح المؤمنون ببساطة ، بدون تعقيد ، بدون سؤال .
لنستفتِ قلوبنا .

أحمد عاصم آقبيق
14/04/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق