السبت، 13 أغسطس 2011

كلام في الأخلاق والتصديق

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، وهذا قوله تعالى ، الذي قال في معناه الرسول الكريم : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلّي ولكن ماوقر بالقلب وصدقه العمل . ومن هنا ننطلق لنقول بأن هذا الإيمان الذي نعيشه ما هو بالإيمان الكامل ، لأن الإيمان الكامل ثروة حقيقية تسعد صاحبها حين يشقى الناس وتفرحه حين يحزن الناس ، وهو نعمة كبيرة من نعم الله وآلائه ، حببه إلينا على شكل عقيدة تملىء القلب لتنير في النفس آثارا" عظيمة واسعة متشعبة ، تتضاعف بالطاعة ، وتنقص بالمعصية .
إن الإيمان لا يكتمل إلا بحب الله وحب الرسول ، وإن اتّباعهما هو الأصل والأساس الذي ينبثق عنه كل عمل صالح وكل خلق كامل ، وهو سبب أصيل لإبداع الأعمال وأدائها بقوة وإتقان ودقة ، وهو خير معين لتحمل الشدائد والظلم والقهر واستغلال المناصب من قبل ضعيفي النفوس للوصول إلى إذلال المحتاج ، وهو المنبع الذي تخرج منه المواقف العظيمة والبطولات النادرة والتضحيات الغالية بالنفس والمال والولد .فهل نحن مؤمنين .حقا" ؟ هل نحن مؤمنين بقول الله ورسوله ، الجواب سيأتي نعم ، من الجميع هكذا يتخيّل كل فرد منا ، اما في الواقع فنحن ما نحن إلا أمة مسلمة فقط ، ولم يدخل الإيمان في قلوبنا ، لأنه إن كان ، فسنجد عند غالبيتنا رحمة ، وما نزعت الرحمة إلا من شقي ولأنه إن كان لوجدت فينا الرأفة وحب مساعدة المحتاج ، ولأننا لو كان فينا لعرف كافة المتنفذين ومدراء الشركات منا بأنهم لن تكتب لهم القدرة على الإتيان بالشمس من المغرب ، إذا فهم لا شيء اشخاص مسلمون لا أكثر ، وارجو أن يكونوامسلمين ، لأن المسلم من سلم الناس من يده ولسانه .وما عم بفاعلين وما هم بذلك ، وقد أخذتهم العزة بالإثم وكثرة المال من ، وليحذر من كان في فئة هؤلاء بأن نسيان الإساءة صعب أن ينساه الضعيف والمقهور والمحتاج مهما تقادمت الأيام ، ومرت الأعوام .
بعد موقعة أحد ، مرّت ثُلّة من أهل الغواية أمام كثيب كان يقف عليه الرسول الكريم وبعض من أصحابه ، وقد اسكرتهم نشوة النصر ، فقال منهم قائل باعلى صوته : أُعلُ هُبَل عندها سأل ابو بكر الرسول وما نقول ؟ قال قولوا : الله أعلى وأَجَلّ .
وأخيرا" أقول لكل مُتَنَفّذ مغرور ، هلاّ قرأت عن نهاية النمرود . إن لم تكن ، فافعل ، وافهم ، وأرجو أن تفهم .

أحمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق