الاثنين، 29 أغسطس 2011

أسقطوا من حساباتكم النصر

أسقطوا من حساباتكم النصر

فالنصر من عند الله أولا"، والنصر لا يعطى لعاصٍ ، ولقد نسيتم جوهر الطاعة والانصياع لما أمر به الله ، فكيف تنتصرون ، ولا تاخذكم العزة بالإثم ، ولا تكونوا كالذين حملوا التوراة ولم يحملوها ، ولا تأخذكم الأراجيف وتهويل مروجي الفتنة من فضائيات وأدوات إعلام دول كثيرة وللأسف عربية كقنوات الجزيرة والعربية وغيرها فشهادتها مطعون بها لأن تبعيتها معروفة ، ومسلّم بها . ولا تختبئوا وراء الدين ، ولا تؤوِّلوا الدين حسب ما توحي به إليكم رؤوس النفاق من محترفي تصنّع الانكسار والتقوى ، فكثير منهم فاسقون ، وكثير منهم اعداء لكم ، فاحذروهم ، فمن يضع يده في يد أعداء الدين من كفار غربيون ويهود ، ضد المسلمين فهو منهم . ولأن الدين لا يأمر بالفحشاء والمنكر والخروج عن الطاعة بهذا الشكل المبرمج الذي لم يكتب عليه صنع في واشنطن أو لندن ، وصمّم في اسرائيل .والذي نرى آثاره على القنوات المأجورة التي لم تكن في ذات يوم داعية إلى خير وفضيلة .

اسقطوا من حساباتكم النصر ، فالنصر من عند الله وما كنتم مبتعدين عنه أكثر من ابتعادكم عنه اليوم ،فالعاقل يدعوا إلى رصّ الصف ، وانتم تدعون إلى التفرقة ، والعاقل يدعوا إلى تغليب العقل والمشاورة في الأمر ، وأنتم تدعون إلى الخروج عن جميع قواعد الحوار والنقاش ، لأنكم لم تفهموا ولن تفهموا بأن صلاح البلاد ، إنما يكمن في صلاح العباد ، والتشاور والنظر إلى أبعد من موضوع سقوط النظام الذي تنادون به .فالمستهدف بالأصل ليس النظام بل هم الوطن باجمعه .

أسقطوا من حساباتكم هذا الوهم ، واعقلوا وافهموا بواطن الأمور وظروف البلاد ، فسورية هي دولة الصمود ، دولة الممانعة الوحيدة في خضم دول لا تعترف بالصمود ولا الممانعة ، دول فهمت أن الدين صلاة وصيام ،وعممت هذا الرأي ، واسقطت أمورا" لا تقل اهمية عن هذين الركنين. ونسيت جوهر الدين الذي يقول بالعزة لله ولرسوله والمؤمنون .

اسقطوا من حساباتكم النصر ، فكم منكم ظالمون ، كم منكم راشون ومرتشون ، كم منكم من يمشي في الأرض مرحا" ظانّا" أنه يحيي ويمبت ، ويعطي ويمنع ، ويرفعُ وَيَضَع ، كم منكم من لم يسبل الإزار تكبرا" وتيها "، لكن ممشاه وحياته واسلوبه في التعامل أكثر وضوحا" من الذين يجرّون إزارهم ترفعا"وعزّة بقدرتهم على الظلم ، وعلى إيذاء الناس ، متكلين على منصب ، أو على قرابة لعزيزٍ نافذ .وهم كثير كثير يعيشون معنا وبيننا ، لكنهم ليسوا منا ولا نحن منهم .

أسقطوا من حساباتكم النصر فنور الله لا يهدى لخارج يبغي الفتنة ويرتجي ثوابه من دوائر صنع القرار في بلاد الكفر والضلال .

إن الذي تنادون به الآن من مقولة إسقاط النظام ، لهو هدم لكرامة ومبادىء الجمهورية العربية السورية وليس هدما" لنظام .

أحمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق