الأربعاء، 13 يونيو 2012

وَنَسيتُ أنها حبيبتي


خُلِقَت ، منذ الأزل .تخفيها الأيام عني ، تحبِسُها في خفاء، تحنوا عليها ، لتَرعاها ، وتكُبرا معا"، لِتَشيخَ الأيامُ ، ولتبقى حبيبتي ، طفلة في ناظري ، ثم صبيّةً جميلةُ أتفرَّسُ بها ، أحلم بقربها ، أشتهي أن أمسَّها وألمسَها وأعشقُها ما دامت فيَّ روح .

ونَسَيتُ أنها حبيبتي ، وتبّاً لتلكَ الأيام التي سَرَقتني منها ، أعمت عيوني كي لا أراها ، شغلت فكري فَسَلَوتُ عنها ، ثم عشتُ لغيرها ،مع أنها كانت ترسل لي بلغة الحروف ، تدعوني إلى الحب ، دون بوح ، وباشتياق .



وهكذا السنوات ، كانت في أقصى المشارق ، وأنا في الغرب البعيد . كنتُ أناديها كل يوم من خلال عشقي الأنثى ومن قديم الزمان ، كنت أهاجمها أحيانا"، كنت أحاربُ ذكراها ، وإذا أجِدُني ذات يوم أعود لها ، لأحبها ، لأعلم متيقنا" بأن العتاب ليس كُرها"متأصّلا" لها . وأعني عشت انتظارها ، رغبتها ، قولها الآهَ بصمت ولأني عشت أنفاسها التي قلبت كياني فحالته إلى حروف غزل ، وكلماتُ وِصال .وآهٍ ثم آه ، على تلك الأيام التي أَضَعتُ ، فضاعت مني ، ثم أضاعتني .

وَنَسيتُ أنها حبيبتي ، خلِقَت منذ الأزَل من ألي ، أنا ، كي تبقى معي ، وليفتي ، حبيبتي ، روعة الاطمئنان في حياتي . َيراعي الذي كتب عنها منذ زمن طويلٍ طويل . يناجيها ، يتوق إليها ، يرعاها ،

ويحكي لها قصةُ هُيام بها ولها وحدها .

وكيف أنسى أنها الحب عندي ، وأنها الأمل عندي ، وأنها مناجاتي ووشوشات حبي . كيف أنسى وهي التي مدت يدها الحانية لتحتوي كهولتي ، تنتظرني ، تودّ عودتي لتعود روعة ابتسامة ثغرها لتحكي لي بأنها ترغب بي ، وأنها لا زالت تهواني كما كانت من قبل ، ولن تحيد



هي حبيبتي ، لم تعد وهما" ، بل هي حبا" يواعدني ، هي شوقا" يكابدني ، هي مهجة القلب عندي ، أعيش فيها أبصر منها ، وأضع الأماني كي أصل إلى أعتابِ سُكناها ، أنحني بأثقال السنين والأيام. أنظر لها نظرات متلاحقات ، بعين مُرِيدٍ وعاشقٍ وشَغُوف .

فيا من أنستني نفسي فأحببتها حبا" ليس له ابتداء وليس له انتهاء ، هل تشعرين ببعض ما أعيش ؟ هل تحدثكِ دقات قلبك بان هناك في البعد السحيق ، على شاطىء البحر عند الغروب عاشقٌ متيَّم بك ، يناجي ربه شاكرا" حامدا" أنه خلق الأرض وجعل فيها زينة تزينها . وزينة سماواتي وأرضي هي أنت ، يا وردتي البيضاء ، يا من أحببتك وكتبت فيك ولكِ ، ولجميع العاشقين أبجدية حب لا تزول . تدوم وتدوم ، حتى ولو انتهت دقائق عمري

وأحببتك ، . مالكتي



أحمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق