الخميس، 28 يونيو 2012

وقالت . . .






وقالت : أنا لن يستطيع ملوك الأرض وجبابرتها ، ولا عامة الناسِ ، الغنيُّ منهم والفقير ، أن يكرهونني على أن أنساك .

فأنتَ المنى ، وأنتَ الحبور ، وأنتَ الرضا ، وأنتَ الحياة ، و دمعة الشوق عندي ، وأنتَ بوحُ الروح مني ، وهمسات جَناني ، فَلساني إن تحرَّك بِذكرٍ فباسمَك، ومشاعري إن شاركتِ البسمةَ جمالَها فمن أجلك ، وأنت النعيمُ ، وأنت الأمل ، وأنتَ الجمالُ وأنت البهاءُ وأنت الرُّؤى .



وقالت باسمة ً، كأنها لم تترك فرحةً إلا أحضرَتها : اقتَرِب مني ، ومنيَ أكثر .

واقترب أكثر وأكثَر ، حتى استمعُ إلى نشيدِ الخلودِ تنبعثُ َنغَمَاته من خفقاتِ قلبك ، والتي تغنّي على ألحانها مخاوفك التي لا تقوى على البوح :

لماذا أنا؟ ولماذا تَعَمّدتني ، و وضعتني في مكامن النور والضوء؟

ولماذا أنا ، ومن أنا ، وكيفَ لي أن أقفَ لأنظرَ في عينيها ، وتداعبني الأماني وأنا أسمعُ نَداوَة همسِها ، وأنا أتحرّق لِلَمسها ؟ ومن أنا حتى أقترب منها ، وأتقرَّب إليها ، ألكي أريها خوفي وخضوعي ، وريبتي وشكوكي ولماذا أنا ، وأنا أعرف من أنا ، ومن أكون ، وهيهات ، هيهات أن تتساوى مواقع النجوم ، مع مواقع التراب الذي يملىْء البوادي والوديان .



يومذاك . اقتربت منها ، ونزلت سريعا" ساجدا" أقبل موطأ أقدامها على التراب ، أعفّر وجهي بآثار مشيتها عليه ، وطلبت مني أن أقف ، بينما يد حانية تربت على كتفي ، ويد أخرى تمتد كي تمسك بساعدي كي نعينني على الوقوف .

وتلتقي العينان ، وأدركت بأنني في تلك اللحظة ، أعطيها جميع أوراقي وكلّ عناويني . وتطيل النظر العيون ، وتظمأ الشفاه للكلام ، ويبوح قلبينا بكلام ، وما أحلاه من بوح وكلام .

لم أقل شيئا" ، إنما تاهت العيون في بحر اخضرار العيون .

ولامست الشفاه الشفاه .

َوسَادَ صَمتٌ.



وقالت .......





أحمد عاصم آقبيق

28/06/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق