الخميس، 22 أبريل 2010

عندما تصدق الكلمات

عندما تصدق الكلمات

ونكتوي كل يوم بنار لوعة الافتراق .
تحملنا مشاعرنا من خلال الإبحار في عوالم تجاربنا ، ميمّميِن وجوهنا لنسبر طعم عوالم لغة الافتقاد ، بكل ما تحتويه معانيها من كلمات ومفردات صدق ، لا يرقى لها الشك ، لأنها لا يمكن لها إلا أن تجافي لغة العصر السائدة والمنضوية تحت مفاهيم المجاملة والنفاق .

ونعيشُ ألم الحُرقة التي يسببها يقيننا بالافتراق ، لننطلق إلى ربوع ذكريات جميلة كانت أو حزينة ، تذكرنا وتربطنا بأشخاص جعلوا منا جذوةً متقدةً لشعور أخّاذٍ لا يحتمل الكذب ، ألا وهو شعور المحبة المطلقة للإنسان ، لضعفه ، لاستكانته ، لتسليمه المطلق الذي لا يعتريه أو يُخالجهُ ، أي معنى من معاني الرفض أو المعاندة أو حتى النقاش .حين يؤون الأوان .

ونكتوي بجمر القلق والخوف ، نَخال أحيانا" ، أن جبروتنا وكبريائنا ، وما أوتينا من قوة ومال وسلُطة ، يستطيعوا أن يجعلوا منا منتصرين على عظمة الصمت ، وقَهرِ الموت . لكننا نكتوي مُرتَدِِّينِ ، خاسئ بصرنا ، متحسِّرين . لنوقن بأننا لا شيئ مجرَّد روح وجسد ، مخلَّدين في النعيم ، أو غارقين في الجحيم . لا حول لنا ولا قوة ، إلا ماقدَّره الله لنا بعد علمه المُسبَقِ بأفعالنا .

ونقف عاجزين مستسلمين أمام عظمة لحظة الافتراق وصمت الموت ،متوجِّسين ربما من غموض المجهول ، ومستبشرين بالتأكيد من سعة رحمة الله .
واليوم ، نقف إجلالا" ، لا قُدرة لنا إلا على التسليم لأمر الله ،نشارك الأخ والصديق خليل محمد سليم الحمصي ، بمصابنا جميعا" في فقد إنسانة عزيزة غالية على قلوبنا ،رحلت لتتركنا نعيش عالم الحزن واللوعة ، والشوق . ( الحاجة : مهج محمد سليم الحمصي ).
إنا لله وإنا إليه راجعون .

وكتبه/ أحمد عاصم بن علي آقبيق الدمشقي
جدة في 05/05/1431هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق