السبت، 24 أبريل 2010

وطوبى للغرباء

وطوبى للغرباء

وبدأ الإسلام غريبا" وسيعود غريبا"،وبُشرى مؤكّدة من الذي لا ينطق عن الهوى ، سيد الخلق ، لكل من بقي على المر وتمسَّك بالعروة الوثقى .وطوبى للغرباء الذين علموا الحلال فعملوا به ، وعرفوا الحرام فاجتنبوه جاهدين .فمنهم من قضى نحبه ن ومنهم من ينتظر ، وما بدَّلوا تبديلا".
وطوبى للغرباء ، الذين أضحوا قلَّة في كثير ، أولئك الذين تتنزل عليهم الملائكة بالبشرى ، لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون جزاء" لصبركم على غربتكم في مجتمع أصبح المرء يُمسي مؤمنا" ويصبح كافرا . الوعد وعد الله ، ولن يخلف الله وعده .
وبدأ الإسلام غريبا"، ويعود غريبا" ، هي نبوءة محمد رسول الله ، وليس من قلّة عدد ، فالمسلمون كثير ، ولكن لقلَّة عِدَّة ، ولضعف في الإيمان ، ولانعدام التفكّرٍ والتدبُّرٍ ، إلا من رحم ربي .
إن المتبصّر والمتدبّرُ لا يحتاج إلى سراجٍ ليهتدي إلى السبب . فالأمر واضح (نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) . ونتيجة لذلك ساد الهرجُ والمرجُ وعلا السوقةِ والسَّواد ،فظهر حكمُ الجَهَلةِ ،وَوِسِّدَ ت النساء الأمر، وأعجِب كل ذي رأيٍ برأيه .
لقد أخذت مظاهر القوة والمنَََعةِ تنزوي بعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس . وافترَّ ثغر الجهل عن ابتسامة شامتَ ، ابتسامة تنعي الأمة المسلمة ، وتعمل على إكمال نهجها في سلخ الفكر الإسلامي وتحويل الناشئة الجديدة إلى حراكِ علماني منطقه كلمة راجت وسادت على اللسان . عادي . غذّى ذلك تاثير المدارس الوافدة ، وتاثر الذين درسوا بالغرب عموما"بالمجتمعات غير الإسلامية ، ومحاولة محاكاة ذلك الواقع في مجتمعاتهم .
لقد رضي الناس بالحرام واستمرؤوه . لقد شاعت الفاحشة ، وشاع الربا ، ولم يعد الزنا جريمة إذا كان بين بالغَين متوافقين على فعله ،وأبيح الخمر، وزاد على ذلك الموافقة على أن ما يظهر تحت ستار الفن ، شيء مُبدع وخلاّق .
والسؤال الآن . هل نحن مسلمون؟؟؟ وهل يصدق فينا قوله تعالى ( يمنّون عليك أن أسلموا قل لا تمُنوا علي إسلامكم قل لا تمُنّوا علي إسلامكم بل الله يمُنّ عليكم أن هداكم للإيمان عن كنتم صادقين ) .
فهل نحن الآن صادقين . أجزُمُ بلا .
وبدا الإسلام غريبا" ، ويعود غريبا" ، فطوبى للغرباء .

وكتبه/ أحمد عاصم آقبيق
10 جمادى الأولى 1431

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق