الجمعة، 23 أبريل 2010

بين الواقع وبين مايجب أن يكون

بين الواقع وبين ما يجب أن يكون

موروثات أخذت تسود في مجتمعاتنا العربية ، وأقول العربية لأني عشت شطرا" لا باس به من عمر هذه المجتمعات المتشابهة البنية الأخلاقية والاجتماعية . ولأني أصبحت على مقدرة للتمييز والفصل بين الماضي بعراقته المحافظة ، وبين الوهم الجديد الذي غزا هذه المجتمعات ، وبدأ ينتقل من جيل إلى جيل ، وكل جيل يزيد عليه بعضا" من جديده الذي اكتسبه من علاقاته بالآخرين ، أو عبر وسائط الإعلام ، لتصبح في النهاية ظاهرة، ومشكلة .
ظاهرة لأنها سرت في المجتمع سريان النار في الهشيم ، ومشكلة ، لأننا كمجتمع نعلم ، ونعلم أننا نعلم، لكننا نتغاضى أو نتجاهل ، بحجة الالتفات إلى مشاكل ومصاعب الحياة المستجدة والتي نعتبرها أكثر جوهرية من هذا الموضوع . مع أن هذه الظواهر السلبية أخذت تتخذ منحى خطير ، ألا وهو الاعتراف بها كموجود وأساس في حياتنا .
أرجو أن لا أتهم ( بضم الألف ) بأنني رجعي المشرب ، لكن الذي أنادي إليه هو وقفة تصحيح ، ووقفة انتباه ، ووقفة مراجعة ، في أمور لا يراها كل ذي لب ، اتجاه نحو الصحيح .
موروثات سادت مجتمعنا ترينا على أرض الواقع أن هنالك بون شاسع بين ما ماهو كائن ، وما يجب أن يكون ، بين جيل أخذ على عاتقه المناداة بالفضيلة والأصالة ، وبين من آمن بالتواصل بينه وبين عادات العالم الغربية عنا ، ليوجد حالة من التميع والانحلال يقوده في النهايىة إلى الانسلاخ عن جسم مجتمعه . لا محالة .
فلماذا لا نعي من نحن؟ لماذا نحتسب ( بضم النون ) على عقيدة جوهرها التوحيد وركيزتها الفضائل ومكارم الأخلاق ؟ لماذا نقف صامتين أمام استشراء هذا السرطان الذي أخذ يطا لنا في تجمعاتنا التجارية والسكنية والعلمية ؟ وأين مسؤوليتنا التي حددها رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حين قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وحينما أكد أن كلنا راع وكل راع مسؤول عن رعيته .
إني إذ طرحت موضوعا" ، لم أطرح موضوعا" للمناقشة ، لأن الثوابت ثوابت لا جدال فيها . وهي الثوابت التي يجب علينا كمجتمع مسلم المحافظة عليها أولا" ، ثم محاولة بلورتها وتطويرها بشكل يناسب الواقع الحياتي الجديد .
أيها الناس . وقبل أن نناقش التطوير والتطبيع ، علينا أن نرجع إلى ديننا ، علينا أن نعي بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليس أمنية ورغبة ، أليس الله تعالى هو القائل : كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله؟
وأخيرا" ، إن من يؤمن ، عليه أن يعمل لترجمة هذا الإيمان بالحكمة والموعظة الحسنة .

أحمد عاصم علي آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق