الجمعة، 23 أبريل 2010

الطريق الواضح

(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك . قال إني أعلم مالا تعلمون .) وخلق الله آدم ، ونفخ فيه من روحه ، وعلمه الأسماء الحسنى ، وأدخله الجنة . فعصى أدم ربه فغوى . وكان الأمر الإلهي قلنا اهبطوا منها جميعا" .
لقد نزل آدم على الأرض ، ليتم أمر الله في استخلافه ، ويرى أمر هذا المستخلف وهو أعلم بأمره ، بعد أن أعطي الاختيار والقرار ، وهُديَ النجدين.و قبلت توبته .
ترى هل سيكون خليفة يأمر بما أمر الله ، وينهى عما نهى الله ؟؟ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويدعوا إلى عبادة الواحد القهار ؟ .
عَود قليل للنظر إلى الجانب الآخر الصورة (.وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا .إلا إبليس أبى واستكبر أن يكون مع الساجدين . وقال لن أسجد لبشر خلقته من تراب ، وكان من الكافرين , ولئن أخّرتني لأحتنكنّ ذريته إلا قليلا" . وتأتي الإجابة الربانية واضحة صريحة تبشره ولمن تبعه منهم بجهنم مأوى" وملاذا " .
وهكذا تدور عجلة الأيام ، ليصارع الحق والباطل ، فيمكث ما ينفع الناس في الأرض ، ليشيع العدل ولتتم كلمة الله صدقا وعدلا " .
ويمضي آدم ، ويتبعه نوح ، ليصدح بدعوة الحق ، ويدعوا إلى إله واحد لا شريك له ، وتبعه قليل ، أما الكثير فاعرضوا وتولوا عنه ، بل وجعلوا منه مادة للسخرية والتندّر . سخرية من غوى ، وتندُّرُ من أضله الله ، من رأى أن الأمر مُبعدٌ عن السلطان والهوى ، وعن خاصية المتعة في تملّك الثراء من أرض ومال وناس .
وهكذا تمضي الأيام ، وتتوالى الرسل ومع كل رسول خصوصية دعوة ، وسبب أرسل من أجله . ليعلوا الحق ويسود الأمان والسلام ، وليعبد الله في الأرض .
إن سلطان الشيطان واتباعه لم يمت ، وكيف وقد أنظره الله إلى يوم البعث ؟سلطان يمتلك المال عصب الحياة ، سلطان له أتباع من الجن والإنس ، ينزعون إلى إشعال نار الفساد والإفساد في الأرض ، ليأخذوا بيد هذا الإنسان إلى طريق مطلعها حلو المذاق ، طريق ملئت بالشهوات والملذات ، تعطي العنان للنفس كي تترع كأس كلما نقص زاده الشيطان ونفخ فيه ، كي تعمى الأبصار، وتزيغ العقول .
لقد اتسعت رقعة الفاحشة اتساعا" كبيرا" ، حتى أصبحت معلما" كبيرا" ، يرى من كل مكان ، بعد أن تفتق الفكر اليهودي ، متكاتفا" مع رؤوس الضلال والفتنة ، لتتكشف وسائل الإعلام عن الدعوى إلى رؤى واجتهادات ، تزين الباطل والرذيلة ، وتهوّن المعصية وتزينها ، بشكل يستهوي كل ضعيف نفس ، ومهزوز تفكير . إذ تفتحت مغاليق الأبواب ، فبات المرء يرى مثيله يؤدي عملا" مفيدا" ، وآخر يمارس الرذيلة ، في الجانب الثاني من الأرض في نفس الوقت.
لقد بدأها قوم لوط ، وأتمّها قوم بنو إسرئيل ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه , ولبئس ما كانوا يفعلون . ليأتي وعد الله ، خسف وغضب وذلة .
من هنا نصل إلى خلاصة القول ، هل سيبقى استمراء ما حرّم الله حلالا" ، وهل سنستمر على عدم الشعور بعظم المعصية .
قول أراده الله لنا طريقا" ومنهاجا" ، سيرة وحياة" ، وحياة .
(قد افلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون . والذين هم للزكاة فاعلون . إلى أن يقول : أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .)
اللهم علّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ,

أحمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق