الخميس، 29 أبريل 2010

هل وَصَلَت ؟

يقولون : انه لا إمامة لمكروه .ولست في حال يستطيع من خلاله أن يفنِّد الأدلة والبراهين ، غير أني استعرت القول فقط لتقريب وجهة نظري.
إن الفرق لكبيرٌ بين أمرين ، نظرة الناس إلى المحبّةِ وتعلُّقهُم بمفرداتها ، حتى لو كانت حُلُما" ، ووعي الناس بأدوات الكره جميعها . وإني مؤيّد لوجهة النظر هذه ، بل وأرددها .فلا صلاة لإمامٍ مكروه .لأنه من الصعب جدا ًأن تمارس فعاليات المحبة لله الواحد المنعم ،في ذات الوقت الذي يعتلج فيه صدركَ بكَمٍّ كبير من الكره والاشمئزاز ، والرغبة في الابتعاد عن المكان والزمان . وصعبٌ جدا" أن نجد تعايشٌ بين فكرة الانتماء للزمان والمكان في تواجدِ من يمّثل فكرة التسلّط والجبروت .إذا أصل إلى نتيجة مفادها استحالة التواصل والبذل والتعاون . فمع من نتواصل ولمن ومن أي شيء نبذل؟ ونحن نعيش في مكان تعمُّ وتتأصلُ فيه نظرة حقودة ومُستعلِية لسان حالها يقول :لا أرى أحدا" غيري .ولا أرى أحدا" يٌماثِلُني .ومن هنا لا يمكن النظر بحياديّة إلى النتائج ، فلقد نُطِقَ بالحكم ، ولا استئناف ولا نقض .ولقد فسدت مع فساد المنطوق به ، النظرة للأمور، وخُرِقَ ميزان العدل نتيجة لاختلال معيار العدل عند من كان واجبه العدل في الحكم ، والعدل في الا ستماع ، والعدل في التقييم .فالحَكَمُ والجلاّدُ هنا واحد .والظن بافتقاد الحيادية والشفافية ليس مُحتمل هنا ،بل معدوم التواجد .
إن الزمن المتَقلِب الذي نعيشه ،والذي يعتمد على التزاوج المطلق بين فكرة أنا الكبير، إذ أنا المطلق ولا مطلقٌ غير أنا ، وبين فكرة الفوقية المتأطِّرة بمناصرة المال والمنصب والصلاحية ، يُضاف إليها مرضُ حب التشفي بالآخر وإذلاله والتشهير بضعفه ،لا يقود إلى نظرة متفائلة ، تكون منطلقا" لحراك التفاهم ، بغية الوصول على اُطُرٍ محددة يمكن من خلالها القيام بنصب قوس العدل الموصل للعدل الصافي القائم على البينة والحجّة . دون تفريق بين وزير أو تابع .
وأعود للقول : لا إمامةَ لمكروه ، القول عندي بأنه ليس قابلا" للنقاش .بل هو صدقٌ وحقيقة نعايشها كل يوم . فلقد استُضعِفَ الجميع ، وعلا في تفرّده على فرعون حين استخفَّ قومه فأطاعوه .

أحكم الأقوال :( إن الإنسان لَظلومٌ كفّار ) 1
احكم الأقوال: ( إن الإنسان خُلق هلوعا" إذا مسَهُ الشرُ جزوعا" وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعا" . ) 2
أحكم الأقوال : (فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى .)3 .
وآخر ما يقال : ( ولا تكن فظا" غليظ القلب ينفضوا من حولك ) .4

دمت سيدي . هل وَصَلت .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 29/04/ 2010








احمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق