الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

ولأننا نحبكم

ولأننا نحبكم ، نكتب إليكم ، الأبيض منكم ، والأسمر . وحتى إن كان بينكم من ينحدر من العرق الأصفر . المهم ، المهم انتماءكم العربي الحر . ولا فرق ، فالجميع من خلق الله ، والجميع مما برأ الله . وفي الحديث الشريف : أن الله عندما أراد خلق آدم أرسل عدد من الملائكة ليحضروا له من تربة الأرض . فكانوا يعودون كما ذهبوا، لأن الأرض استعاذت بالله منهم . وكان آخرهم ملك الموت إذ احضر من جميع أنحاء الأرض تربة مختلفة الألوان ، فخلق من ذاك المزيج آدم .
إذا" لا فرق بيننا ، وما كانت علامة الفرق لتوجد إلا لتظهر مقدار التقوى ، وكم العمل الصالح ، ومقدار تفاني الناس لخدمة الناس بل ومقدار جهودهم لإعمار الأرض والأنفس بالخير والعطاء .

ولأننا نحبكم ، نكتب لكم أينما أنتم بلغة الضاد ، لا مكان فيها للتأويل والتفسير، في الشام ‘ في عُمان ، في الجزائر، في المغرب ، في مصر الكنانة ، في دار السلام ، بغداد . كلَّكم إخوة لنا ، ورحِمٌ وقربى . إن شكا أحد منكم وفِدنا إليه نناجز عدوا" واحدا" لنا ، وله . وننتصر له ، نأخذ على يده إن كان مسرفا" بحق الغير .
والأهم من ذلك هي وقفة صدق تترجم واقع والله في عون العبد ، مادام العبد في عون أخيه .

ولأننا نحبكم . نفترش معكم الأرض ، نأكل معكم خبز الشعير والزيتون والبصل .
نشرب من جرار مليئة بمياه ينابيع أوجدها الله من أجلكم لتقوم بكم معالم الحياة .

ولأننا نحبكم ، نقبِّل اليد التي تمسك بالمحراث ، والجسد الذي ينحني ليزرع الأرض بالحب والصلاح والنفع والخير . في الوقت نفسه نشدُّ على أياد لشباب وكهول ويافعين ، نساء" ورجال ،وهم يبذلون وقتهم وراحتهم وصحَّتهم ليصنعوا لنا قطعة قماش ، أو سوار ذهب ، أو رغيف خبز أو أدوات تعيننا على إكمال مسيرة الحياة . ختم عليها بعبارة : صنعت بأيدٍ عربية .

ولأننا نحبكم ، ناصَبنا أعداءكم العداء ، خضنا حروب كل على نيَّته ، والقصد منها جميعها الذود عن حياض نساءنا وأطفالنا وبناتنا ، وعجائزنا . وعن أرض الآباء والأجداد ، وعن شجر الزيتون والنخيل والرمان والأعناب . وعن ثرى ضم أجساد بليَت لكنا لا زلنا نفتخر بأصحابها رجالا" ونساء" ، فلقد كانوا جميعا" مثلا" يحتذى ، ويفُتَخر ُ به .

ولأننا نحبكم ، نعيش أفراحكم ، نشارككم أعراسكم ، وأحزانكم . ونحتوي ابتساماتكم ، نمسح الدموع عن مآقيكم ، لأن ذلك يشكل لنا مخزون عاطفة ومحبة لا تزول .

ولأننا نحبكم ، سنحمل السلاح ، ندافع عن الوطن ، ندفع جنيها" من احتياجاتنا اليومية ، لنقتل صهيونيا"غاصبا" ، ينكِّل بكم أو عدوا" حاقدا" دخل أرضنا ليسرق خيرنا بدعوى ضلال باهت ، وهي أننا نمتلك القوة لندافع بها عن أنفسنا وأوطاننا .

والحكاية طويلة يا أحبتي . فاسألوا عنها : انتماء صلاح جاهين ، اسألوا عنها عذابات بدر شاكر السياب . اسألوا عنها نازك الملائكة اسألوا عنها عذابات أهل فلسطين ، اسألوا عنها محمود درويش اسألوا عنها فدوى طوقان .
وليس المهم أن تسألوا . سيجيبكم جميعهم : بأننا نحبكم .
نحبكم
نحبكم

أحمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق