الأحد، 14 نوفمبر 2010

بين الواجب والتمني

نُغمضُ أعيننا عن أشياء كثيرة ، كان من الواجبُ علينا أخذها بعينِ الاعتبار .

ونغمَ ٌ أعيننا عن أمورٍ تكاد أن تكون من أساسيات وجودنا وكياننا ، قد يحملنا على ذلك إما سوءُ تقديرٍ للعواقب ، أو لا مبالاةٍ مُفرطة ، أو كثير من حسنِ الظن ، والتواكل على رب غفورٍ رحيم .في حين أن المطلوب هو تَبصُّرٌ وبصيرةٍ نافذةٍ تقود إلى تَعَقُّلٍ ورؤيا صادقة لما يجب أن يكون .

ونغمض أعيننا عن مفاهيم يعتبرها المجتمع وخاصة العربي من الأساسيات الراسخة ، والثوابت التي لا مجال لتأويلها ، ومهما اختلفت تسمياتها فمن موروث ثقافي ، أو عادات وتقليد ، أو ما شابه . والنتيجة أننا نخطأ كثيرا" إذا سلمنا بهذا التأويل الذي ما كان لولا تواكُلُنا واتكالنا على الجوانب المُبَشّرَة لصفات المولى عز وجل أولا" . وعلى ضعف الإيمان والاعتقاد ثانيا" .

إن الإسلام قد جاء كُلاًّ متكاملا" غير منقوصٍ ، دعوة ودين لا يقبل التجزئة في الاعتقاد به ، إذ لا يمكن أن نقبل بهذا ونؤجّل ذاك ، أو نستعجل العمل بشِقٍّ ونهمل الشق الآخر . تدفعنا لذلك مصلحة أو منفعة خاصة وشخصية ربما تؤدي لكسبٍ غير متوقعٍ سريع .

إن الإسلام ذلك الدين الذي بني على خمس ، لم يأت إلا ليكون إيمانا" متكاملا" بالجزء مع الكل . إيمانا" مطلقا" بأن ما جاء به هو الحق ، وأن الحق لا تعلوا عليه مصلحة كبيرة كانت أو صغيرة تتعلق بالأخلاق أو التشريع أو المعاملة بين الناس. ومن الإيمان بهذا المفهوم بكل جوانبه ، تنعكس من النفس شموسا" نورانية تتحكم بأفعال من وصلوا ، وقدّروا الأمور حق تقديرها وَوَعوا بأن طول الأمل خسارة للمرء ، والعمل خير للعاجلة والعاقبة .

من خلال مراقبة شديدة للأمر ( لا ) ، أي من خلال معايشة مفهوم النهي الذي تترتب على مخالفته عواقب تتسلسل من الصغير إلى العظيم ولكل جزاؤه وعقابه .

من هنا نصل إلى القلل بأن إغماض العيون عن الصغائر قد يقود إلى أعظم الكبائر ، إذ لا صغيرة مع الإصرار .وهذا يقود بالضرورة إلى الاهتمام والتبصر بجميع الأمور التي تعترض حياتنا ، ونبذ التواكل والاتكال والفأل الحسن . فاليوم استطاعة على العمل الصالح واكتساب الأجر . وغدا" الشوق لاكتساب الأجر ، لكن للأسف لا يوجد عمل لنانستطيع أن نقدمه حتى نكتسب الجسنات ، بل حساب .

إننا لا ننادي بالقنوط من رحمة الله ، لكنا ننادي بالوعي لمعنى رحمة الله .

إن الله كما كان غفورا" رحيما" ، فهو شديد العقاب . وإننا كأمة عربية نزل كتاب الله بلغتها فَكَرّمها ، حري بنا أن نصول ونجول بتلك الآفاق الرحبة ، والبحور الزاخرة للمعرفة واستنباط الأحكام من ذلك الكتاب ، لنصل في النهاية لمفهوم واسع للإيمان .

( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . هذا قول الرسول لن يأتِ من فراغ ، إنما أتى من إيمان بتشريع كاملٍ متكامل ، نرجو أن نؤوب إليه . علها تقوم لنا قائمة مرة أخرى .



أحمد عاصم آقبيق

08/ذي الحجة 1431هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق