الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

حماري وأنا

حماري وأنا

ونَطَقَت نَظّراتُ حماري . ولو كان لها صوتٌ لَقُلتُ : كلامٌ من ذَهب .وهو يوقفُ مَضغَ بعضا" من طعاِمه .
كانت نظراتٍ تحملُ كل ما كُتِب في علم الاجتماع وعلم الرجال ،من عهد سيدنا أريسطو ولما بعد عصرأبو العلاء المعري . ثمَّ هَمْهَمَ وَتَمْتَمَ ، ورفع ذَيلَهُ تحية لِمقدِم ربَة الصَونِ والعفاف ، الصابرة المُحتَسبَة على مغامرات زوجٍ زيرَ نساء
صاحبة الدُّرة التي تُزَيِّن بَنصَرَها ، ولست أدري أهي شراءٌ من حُرِّ مالِها ، أم هي شراءٌ من شركة بلاك ووتر حتى لا يُفتَح السِّجل ، وتطيرُ الصحائف فَيَصِل أوار نارها إلى فلسطين بفرعيها اليهودي ، والسُلطَوِي .هكذا قال التلفاز معلنا" بسعادةٍ عن هذهِ الزيارة إمعانا" في دراسة القضية ، والوقوف على وجهة نظر الأطراف في المنطقة . مع أخونا القائد الألمَعي والفَذِّ الملهم صاحب السجل الحافل بالغزوات والرَّوحَات والغَدَوات ، إلى بلاط سيده المحسوب على العرب باراك حسين أوباما . مَن قال لا للمجاهدين في الجنوب ، ورفاقه ومن حملوا معه السلاح . لا . لن تكونَلكمُ الكلممة في القضية .وقال ألف نعم لصاحب العُبوسِ والابتسامة ، الصهيوني الرعديد ، وأبو الإرهاب . نَتِن يَا هُو . ثم تبسَّم حماري ابتسامةً صفراء ، وكأنَّهُ مُستَغربا" حَالَ أمَّةٍ تجاوزت رقعةُ فتوحاتها بلاداً قالوا بأن الشمس عنها لا تغيب ،ونظرتُ إليه ، فأسرع قائلاً : بريطانية يا صاحبي .ولا تقل بأنك كنت تريد الجواب فَسَبَقتُكَ . ثم أردفَ يقولُ : لا عَجَب فنحنُ نعيشُ في عَصرٍ صار َفيهِ مَيدانُ الجهادِ للرجال صالاتِ عروض الأزياء النسائية في بلادنا ، ودور عرض ما تحتها في الخارج .و كذا أبنية الأسواق ذات الخمس نجوم ، وهنالك يمتَّعون النَّظر بِغُدُوِّ وَرَوَاحِ الفاتنات العابثات ، وبِمُواعدتهن .
أو في البنوك وصالات المزاد فهي في الوَجَاهةِ أََوْجَه .
ثم قال حماري : وعَجَبا" ثم عَجَبا" .يأخذها القيادةَ قَسرأً وإكراها"، ويقسمُ بأَغلَظِ الأَيمَانِ على الطاعة والإخلاص ، وعدَم الديمومةِ فيها وَمِنها الخَلاَص ْ ، وهاهو الشيبُ يغزو مفارقه و هو لا زال يقاتل دفاعا" عنها وفي سبيل امتيازاتها ، ثم نجدهُ لا يستسيغُ أن يراها خارجة عنه فيَقتَرحُ ترشيح ابنه لها . والأعجَب من ذلك وذا ك ،أن النظام الذي يرأسُه جمهوري ، لا يُورَثُ ، ولا يُوَرَّث .
وأخيرا" عَجبا" منكم بني الإنسان ، تلصقون كل خطأٍ بنا ، معشرَ الحمير . فمن قطَع الإشارة المرورية حمار ، ومن أَسرَف في الشراب فَبَاحَ بما لا يُبَاح حمار ، والذي صفعته امرأة لقلَة خبرته في الغزلِ حمار . نحن الحمير براء لأننا إذا وقعا بحفرةٍ لمرة واحدة ، تَجَنَّبنا كل الطرق المُؤَدِّيَة لها .
تَفَرَّستُ فيهِ وقُلتُ زِدني .ولم يُعَقِّب . لكني أحسب أني سَمِعتُهُ يقول : مسكينةٌ هكذا قَضِيَّة . مسئولَها ، ليسَ حِمَار

أحمد عاصم آقبيق
24/11/2010م
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق