الأربعاء، 2 يونيو 2010

بلا تردد

بلا تردد
ردا" على مقالة الأستاذة : هدى بنت فهد المعجل .
لا تثريب عليك يا أستاذتي . فالدين يسرٌ وليس من الدين العُسر . فلكل زمان أخلاقيات تأتي معه ، ولكل زمان سلوكياته . وما هو غير صالح الآن ، قد يكون غير ذلك فيما تأتي به الأزمان المقبلة .فنظرة الإنسان للأمور العادية وللعادات والتقاليد التي درج عليها المجتمع يجب أن لا تقتصر على فهم رواية ما ، أو قول ما من زاوية التعصب المطلق ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما . نخلص إلى القول على أن نظرة المرء يجب أن تكون نظرة متحررة لا تتخذ الجمود منطلقا" لحكمها ، بل نظرة متفحصة تتناول كل حدث بشكل منفصل فتستوعب وتحلل ثم تبني الحكم على دليل قد يناقض الهوى . ومع ذلك يؤخذ به .
لقد كان التشريع الإسلامي يرتكز على أساسين اثنين ، الكتاب والسنة . ثم توسعت الأمور فكان الإجماع ثم القياس ثم كان الإستحسان . وما كان ذلك ليحدث إلا بمستجدات جديدة ظهرت على ساحة المجتمع وما واكبها من تطورات دخلت عالم الأمة الوليدة نتيجة للفتوحات واختلاط الحضارات .وتأثير ذلك عكسا" أو أيجابا" على المجتمع .مما اقتضى البحث عن مصادر شمولية تتصف بالمرونة وتحتمل التأويل وتصلح للتحديث .
إن تناول البعض من مثقفي المجتمع لأمور تعتبر أولا" من خصوصيات المرء ، وخاصة إن كانت ترتبط بعالم النساء من غير الكياسة الخوض بها ، لشيء عجيب.
إن واقعنا وحاضرنا يزخر بأمور جادة تتطلب من الجميع التعاون والبذل في سبيل إيقاف تأثيرها أولا" ، ومن ثم العمل الجاد على إصلاح الخلل الناجم عنها ، والذي قد يكوّن عاملا" يأخذ بيد المرء إلى خلل في إيمانه ومن ثم عقيدته
إن الحرام بين . والحلال بين . لكن من المتوجب علينا ونحن نعلم ذلك ، أن نحاول عدم الوقوف أمام صغائر الأمور التي لا تؤثر على مسيرة مجتمعنا .
لنترفّع أيها السادة . هناك قوى تحاول أن تدمر الأجيال . فكريا" وماديا" ومعنويا". لنترفع أيها السادة وللننظر بمصداقية اكبر إلى مشاكل موجودة فعلا" في مجتمعاتنا ، وأولها المخدرات .
إن كلمة ( فتوى ) ليس من السهولة التعامل معها بسطحية . لأنها تخضع في كل قضية إلى دراسة ومعرفة عالية الاضطلاع ، مع استيعاب لمدلولات مصادر التشريع الاسلامي ومعطياتها .
إن كلمة ( فتوى ) تعني الكثير ، ويا ليت أن بعض ممن تصدروا لها تفهموها قبل أن يجيبوا بنعم أو لا .ألم اقل لكم ترفعوا .تسلموا
إن من الإيمان ترك المرء مالا يعنيه .
لا تثريب عليك أخيّتي .إن ما بداخل الرأس ، أهم مما فوقه .

أحمد عاصم آقبيق
جدة 02/06/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق