الخميس، 10 يونيو 2010

حفلة رقص في مجلس الأمن

حفلة راقصة في مجلس الأمن

وأخيرا" ، ولَدِ الجَمَلُ فَتَمَخّضَ فَأرا" .
وأقيمت الزينة في ردهات وقاعات وشوارع العمّة أمريكا ، وفي قاعة مجلس الأمن ، كانت المآدب قد أعدّت من قبلُ ، وكانت فرق الموسيقا على اختلاف أنواعها موزّعة في الشرفات ، تتحف الأذن بشجي الألحان ، وبحسب المزاجِ والتذوّق . وأيدٍ ممدودة تصافح بعضها بعضِا"، وبعض العرب فضّلَ القبلات . وها هي نجمة الحفل مندوبة العمّة أمريكا في المجلس تزهو بفرحة النصر المؤزّر ، يشاركها البسمة والفرحة وزراء خارجية دول النكبات ، عفوا" دول التحالف ، مع من والاهم وناصرهم ممن ورثوا الطاعة والخنوع كابرا" عن كابر . وإني أرى وزير خارجية إحدى الدول ينحني هامسأ" في أذن مندوبة العمة أمريكا كلاما" بدا أنه طلبا" لشيء محرج في مكان كهاذا ، ، ولم تُخجِلهُ وهاهي تصعد على إحدى الطاولات وتحزِم خصرها لتبدأ الرقص بعشرَة بلدي ، على أغام أغنية قديمة للراحل فريد الأطرش مطلعها : ( يا عَوَازِل فَلفِلوا ) . وساد الهرج والمرج ، وتبودلت الأنخاب وقامت فرقة متخصصة تقيم عضواتها في نيويورك بالزغردة والتصفيق .
إلى هنا يسدل الستار على مشاهد الفرح التي أقيمت في قاعة مجلس الأمن ، التي تعاظم فيها من ظنَّ أنه قد خرج منتصرا"من معركة ٍ لم يفهم أنها لم تبدأ بعد .
قرار مجلس الأمن ، أو القرار الذي أُُملي على من كان اسمه مجلس الأمن قبل أن يكون تابعا" وموظفا" جديدا"عند العمة أمريكا ، واصبح اسمه : his master voice .كان قرارا" مُسبق الإعداد ، هللت إليه ودعت العمة أمريكا كافة حشدها من الدول وانصاف الدول وارباعها ، بقضّها وقضيضها إلى طريق رأت أن آخره النصر لها ، بينما في الحقيقة أن آخره خراب .
عيبً أيها السادة من بعض العرب الذين بَصَموا . فالأمر لا يُؤخذ هكذا .
إيران ليست إسرائيل ، وإيران ومنذ ولادة ثورتها المباركة لم تتدخل في سياسات المنطقة العربية معارضة ومزعجة . بل قامت بدور الحليف الفاعل الذي وقف ولا زال يقف مع قضاياها وأولها قضية فلسطين ، في حين أن بعض من لقبوا بالرؤساء أو الملوك أبرموا معاهدة سلمِ وعدم اعتداء مع دولة البغي ةالعدوان . إسرائيل .
حق علينا أيها السادة أن ننظر إلى الأمر على أنه لم يوجد إلا ليكون بابا" تلجُ العمة أمريكا منه بحجة ضمان أمن دول الخليج ، ليكون لها هنالك ليس موطأ قدم فحسب ، بل كرسي وطاولة وبعضُ من المرتزقةِ وسرير. ثم متابعة دروس بدأتها انجلترا حين كانت مستعمرة للمنطقة بمحاضراتها عن وجوب الحذر من الفرس ومن التقدميون العرب .
وأخيرا" وليس آخرا" أيها السادة يا مسلمين ، إفتحوا أعينكم قبل أن لا تجدوا معين .

خرج أبو سفيان في نهاية معركة أحُد ينادي : أين ابو بكر ، أين عمر وقد أخذه ضلال النشوة بالنصر ، ثم قال : أُعلُ هُبَل ، فقال لهما الرسول مالكما لا تجيبانه ، فقالا : وكيف ؟ . قال قولوا الله أعلى وأجلّ ،وعندما قالاها وسمعها أبو سفيان قال : لنا العُزّى ولا عزى لكم . فقال الرسول : قولوا : الله مولانا ، ولا مَولى لكم .
أفلا تعقلون .

أحمد عاصم آقبيق
10/06/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق