الأحد، 6 يونيو 2010

يُعيبون علينا ، ونعيب

{يُعيبونَ علينا ، ونَعيبُ

يُعيبون علينا أننا شعب ٌ لا نقرأ التجربة ولا نتعظ بها .ونعيب على أنفسنا أننا امة رضيت أن تُنهَك .رَضيَت بالظلم ، ورضيت باستبداد وقهر الدولة وأجهزتها ، أمة رضيت بمفهومها السلبي للقضاء والقدر . بل وتعدّت ذلك إلى الاعتقاد بأن الخروج عن ذلك كفر بُواح .
ويعيبون علينا أننا أمة متخاذلة ، ونعيب على انفسنا أننا أمة قد أضناها الرضا بالتعب ن وشاركت عشرات السنين باستنفاذ طاقاتها معللة ذلك بالمكتوب والمقسوم ، مع أن فيها الحكيم والمفكر والفيلسوف والناقد . لكن ليس فيها القوة لأن تناضل بجميع هؤلاء ويزيد . لقد رضيت بأن يكون مفهوم التوكّل والرضى به سيدا الأمر . لذلك لم تقل للحاكم لا ، وللمتنفذلا ، وللسارق لا .لقد فهمت أن ذلك خروج على الأدب واحترام الكبير ، لا يجوز .
يعيبون علينا أننا امة حالمة ، ونعيب على أنفسنا اننا أمة استساغت عوالم الحلم ، فطال الحلم بها ، وذاقت لذة التمنّي بمستقبل ملوّن مُزهر لابد أنه آتٍ .
لمَ لا نستفيق . لمَ لا نَهُبّ لنحقق الحلم الكبير حلم القضاء على الفساد المستشري في عموم الأخلاق . اخلاق الذمم ، وأخلاق المتنفذون من رجال أعمال صنعهم نومنا ، ومدراءوتجار زموظفين كبارأ وصغارا" ممن رضوا أن يكونوا ناقلا" أمينا" لذلك الفساد والافساد .
لماذا نخاف كل هؤلاء ونكتفي بالدعاء عليهم . ونحن نعلم يقينا" بأن الله لن يغيّر حالنا حتى نغيّر مافي انفسنا . ومافي أنفسنا يحتاج إلى عودة عمر الفاروق .
هكذا نحن أمة رضيت بأن تكون ملازمة" لمواقفها وسلوكياتها، أمة لم تشأ أن تقول للسارق سارق، وللفاسد فاسد ، وللمخطيء ليس لك ، تفعل ذلك .
يقولون أننا امة لا تقرأ .
ليس صحيحا" . نحن أمة تقرأ ، ولكننا أمةلا تُحسن فهم النّص ولا تجيدُ بعدُ ، قول الحقيقة . أمة ضحكت من جهلها الأمم .

أحمد عاصم آقبيق
06/06/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق