الخميس، 3 يونيو 2010

وأبشروا بطول سلام

{وابشروا بطول سلام

وغذا كان الغرب قد اعترف صراحة بفضل المسلمين في كثير من العلوم .فلقد أشار الفقيه الفرنسي لا مبير على تقدير فقهاء القانون على جملة عناصر لو أخذتها أيدٍ أمينةٍ فأحسنت تهذيبها وصياغتها لخرجت منها نظريات لا تقل في شموليتها ورقيها ومسايرتها للتطور عن أهم النظريات الغربية السائدة اليو م . وهذا ما أشار إليه جوستاف لوبون في كتابه عن الحضارة حين قال : ( وكان تأثير العرب ، ويقصد المسلمون في الغرب عظيما" وإليهم يرجع الفضل الكبر في نشوء حضارة أوروبا .
لقد أسهب علماء الفقه المسلمون في شرح قواعد وأحكام ما يشار إليه الآن على انه القانون الدولي . وذلك من خلال استنباطهم القوانين من قراءتهم لكتب السيرة والجهاد وكذا ما ورد في القرآن الكريم . وكان من نتاج ذلك ، المطالبة بحماية النفس الإنسانية . أو الحق في الحياة . الذي يقول الله تعالى فيه ك ( ولقد كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا" بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ) . وفي قوله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلها" آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم إلا بالحق ) .
لقد أفاض الإسلام في أوامره لحفظ النفس الإنسانية عن طريق تشريع الحرب ردا" للاعتداء والتطاول بغير حق . : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين , واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة اشد من القتل . ) .
إذا نعم للقتال ، نعم لرد الاعتداء والعدوان . نعم للحرب ردا" على الخيانة ونقض العهود . نعم للحرب التي تقوم على أساس نصرة المظلوم .
وإذا كان حديث ما قبل الحرب موجه إلى قادة الجيوش خاصة ، فلقد كان للإسلام الفضل الأكبر في إماطة اللثام عن كثير من الخصائص التي تشتمل عليها الأخلاق العربية حتى في القتال . لننظر إلى قول خليفة رسول الله ، عمر بن الخطاب حين يقول : ( بسم الله وعلى عون الله، غمضوا بتأييد الله ، ولكم النصر بلزوم الصبر ، وقاتلوا ولا تعتدوا ، ولا تجبنوا عند اللقاء ، ولا تسرفوا عند الظهور ، ولا تمثّلوا عند المقدرة ، ولا تقتلوا هرما" ولا امرأة ولا وليدا" ) .
وإذا كانت الأمور كذلك فمن الذي يمنع من إعلان الحرب على دولة الصهاينة الغاصبين . من الذي يمنع الفقهاء من شرح موجبات الحرب والدعوة إلى قيام الجميع الشيب قبل الشباب إلى رد العدوان ورفع الظلم وإعادة الأرض . أم انهم ألفوا السكينة وآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض .ألم يعزِفوا عن ترّهات الأمور التي تملىء الصحف كل يوم . فمن قيادة المرأة للسيارة ، إلى حف الحاجبين ، إلى ما تراه الهيئة وتفعله حسب فهم رجالها . إلى كثير من الأمور كان من الأولى أن تحتل ذيل قائمة النقاش .
لقد ضرب الجنود الصهاينة إخوة لنا وبني عم وإخوان و بنات عم . وأصابوا من الكثير مقتلا" .
لقد دعيت الجامعة العربية على مستوى المندوبين للمشاركة في إصدار قرار شجب .

بيتان من الشعر يوفيان النتيجة :
زعموا الفرزدقَ أن سيقتُل مربعا"
فابشر بطول سلامة يا مربع .

إن الشعوب تنتقل من نصر على نصر . ونحن ننتقل من هزيمة إلى أخرى .

احمد عاصم آقبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق