الأربعاء، 9 يونيو 2010

كورية وإيران ، وسورية ليست الأخيرة

كورية وإيران ، وليست الأخيرة سورية

ولم تكن في يوم ٍ من ذات الأيام داعية سلام أو حافظة" للحق ومؤيدة للعدل . فمسارها واضح منذ أن شاركت بصنع القرار إبان الحرب العالمية الثانية . إنها الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بإداراتها المتعاقبة على مر السنين ، وأول من صنع دمى على شكل رؤساء وملوك وأباطرة ليكونوا بعضا" من ذراعها ، وطرفا" ليس محايدا" من أطراف النزاع في أي بقعة ساخنة تتعرض فيها مصالحها للخطر في العالم .
الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكن في ذات يوم من الأيام لتحترم العدل ، ولتبارك مصالح الأمم المختلفة وسعيها للسلام . بل كانت ولا زالت محورا" للشرور يتفهم الحق والعدل بما يناسب تطلعاته ورغباته ، وبما يساعد على تقوية ودعم المصالح المتشعبة التي تنتشر أذرعتها في جميع المناطق بغية المحافظة على تفوق الاقتصاد الأمريكي ، وهيمنته الدائمة . مع الانتباه ، إلى انه لا تكترث لما ستقوله البنية الأخلاقية، أو مصالح الدول الأخرى ، بقدر ما يهمها تحقيق ما تخطط له ، مع الحرص على التنازل عن بعض الفتات لذوي المصالح ممن يستظلون بظلها تحقيقا" لمقولة عِش ودع غيرك يعيش .
أما كورية الشمالية ، فلقد وجهت صفعة شديدة أمام العالم للإدارة الأمريكية ، بعد قرارها الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، في الوقت الحرج الذي كانت فيه تستعد لغزو العراق مبررة ذلك بحصوله على أسلحة للتدمير الشامل . وهذا ما لم يثبت آنفا" باعترافها المعلن . ولقد كان هذا القرار الكوري نصرا" مؤزرا" للقيادة الكورية التي رأت فيه تحقيقا" لضغط مباشر بغية الحصول على تنازلات إضافية أولا" ولكسر العزلة المفروضة عليها ، ولتحقيق مكاسب اقتصادية جمة.


إننا يمكننا فهم منطلقات كورية الشمالية ، وقرار انسحابها من المباحثات المتعثرة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية ، وتطورات الأزمة معها ، من خلال فهم منطلقاتها وسياستها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية . فكورية الشمالية لازالت تركز جل اهتمامها على الشأن العسكري ، والتلويح العلني باستخدام الردع النووي ، مع التهديد بتوسيع بيع الأسلحة لدول العالم الثالث ، وخاصة تلك الدول التي تنظر الولايات المتحدة إلى سياساتها بريب مع جهدها الدؤوب لإضعاف الموقف الأمريكي للسيطرة على شبه الجزيرة الكورية . ومع التصميم بالمحافظة على الخصوصية الشمولية
للثقافة الكورية ضد الاختراق الأمريكي للسيطرة على المناطق الحيوية في العالم
إذا" الموضوع لازال قائما" بين أخذٍ وجذب، ومرشح للإنفجار ، ومع المحافظة على شعرة معاوية كما يقال .
يتبع

أحمد عاصم آقبيق
08/06/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق