الخميس، 23 ديسمبر 2010

هو انا ، ام هو أنت

هو أنا . وهو أنتِ


وأحبك حباً كأن الحب لم يخلق قبله ، ولم يكن هناك خَلقٌ للحبِّ بعده . ، فأنت منه ، وهو منكِ ، وما كان ليوجد إلا ليكون لك وَصفاُ وَوَقفاً . وَصفاُ يعبِّر عن حكاية كان أصلها أنتِ ، وَوَقفاُ سَجَّلَتهُ أقلام الأَزمانَ ليكونَ خالداُ بكِ . وحلما" مهما علا لا يستطيع وصفِ جمالُ ورد ةٍ يُصبو إليها كل من وعى الحب وأدركه وعاش من خلاله .
وأحبك حباُ لا يخرجُ عن كونه بعض منكِ ، لأنك أنت التي ابتدعت الحب ، فكان لزاما" علي أن أنجرِفَ وراء شوقا" أدماني لأني ادركتُ بأن مصدر الشوق الذي تحرك معه الخيال فلازمت الخيال آهةٌ لا تغيب.
واحبك حباُ لم تَحلّم به امرأة قبلك ، فأنت الجذوة التي أشعلت القلب ، فانقلب البيان إلى سحرٍ من سحركِ ، وتحولت الكلمات إلى ساحة نزال كل منها تقاتل الأخرى لتفوز أخيرا" كلمة واحدة أنت منبعها، علّها تستطيع أن تستوعب رسالة عشق مني ، مُرسلةً إليك ..

واحبك حبا" ليس له مفهومٌ وليس له كيان ولا معنى ، لأن مفهومه وكيانه ومعناه ، كلها ضَمائِرَ غائبة تتحرك من خلالك ، وتؤوب إليك في الذهاب العودة ، لأن محلَها ومركزها لا يبعد عنك كثيرا" وهو أنت .
فأنت الشوق ، وأنت الوَلَهُ الذي لم يكن ليكون إلا منذ أن كنت مصدراً لكل ذكرى ، ومنبعا" لكل لَهفَة، وسلسبيل يُجري الحياة في عروقي ، ويشعل أتون الانبهار في ذاتي ، وكان كل ذلك ، لأنك كنتِ .
سيدتي
كنت ، ولم تكن النساء قبل أن تكوني، وما كان الجمال ليظهر إلا بعد أن كشف ظهوركِ عن نور مَلَء الأرض ، فاستطاع الناس أن يعرفوا الجمال ويعرفوا روعة الروعة ، من سَمَاعِ ألحان كانت صدى لكلمات قليلة همَستِ بها ، فانعكس منها ألف لون لألفِ نغمة قالت جميعها ، حبيبتي أنت .فانقلب وجودي إلى هذيانا" مُحَمَّلاً بكل المعاني ، ثم ما لبثَ أن تبدل حتى أصبح ذوبان كلي بكلك ، فلم يعرف من منا ، من بيننا .
إن قلت أحبك ، فكلمة حب لا تستطيع إلا أن تستغرق في تلاقي الروح والجسد بيننا ، وإن قلت أحبك فأنا لا أستطيع التمييز بيني وبينك ، لأن كلانا كلاً لا ينفصل ، وكلمة حب لا تستطيع أن تنتشلني من غرقي في بحيراتِ صَبابَةٍ كنت أنت منبعاً لها تفيض فتجري في الحقول والوديان لتحمل لك معنى كل خلود للحب ،.
مالكتي
وأنا لها ،وبها ومنها حبا" يِنهِلُ من حب ، وشوقا" يفيض من شوقٍ ، وذوَبانا" يكون أوله تَلاشِي ، وآخرُهُ حُلول ، وبدايته من جديد معنى تجمعت فيه كل أنواع الطيب ، لتكوني في النهاية وفي البداية مصدرا" وسلسبيلاً يستقي منه المعاني كل مُستَهِيمٍ ومشتاق .
وتسألينني عن الحب .
هو أنا .
وهو أنت .
أو ربما أنت وحدك.
لست ادري

أحمد عاصم آقبيق
23/12/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق