الجمعة، 31 ديسمبر 2010

,واتصلت بها ز هاتفها لا يجيب

واتصلتُ بها . لكن هاتفها لا يُجِيب .

وجلستُ امام بحيرة صغيرة ، يلفُّ مكانها صمت كئيب، وجلست ، أنظر علي ارى اخضرار نبات ، عبث ز قلقد قتل الصقيع ههنا كل حياة ، ليحيل المكان إلى قصيدة صمتٍ خرساءن تكشف الجانب الكئيب لحياة فيها الموت هو المسيطر، ولو ارتدى معطفاً أبيض .
وجلستُ امام حافة البحيرة الصامة ، حيث كانت الثلوج لا زالت تتعمد اجبار كل شيء على ارتداء الباض ن هنالك في السماء الباهتة اللون كانت الغيوم السوداء تتحرك بقوة ، علها تريد أن تنذر بأنها القوى .ومع ذاك كانت قطرات عالقة من المطر باغصان الشجر تنزل على راسي ، ولربما بجانبي ، ترد على الغيوم ادعاءاتها ، فعصافير الشتاء تتمتع بكل جرأة المواجهة ، وهي لا تعبء باحد فامامها وقت طويل في تحدي كل شيء .
كنت ممسكاً في يدي بعدة حضصضوات ، اداعبها باصابعي أن احادثها عندما تشعر نفسي ببعض من الغربة المفضية إلى صمت .ثم لا البث ان اختبر قوتي في رميها إلى ابعد نقطة ممكنة في الماء .فبعضها يسقط قريباط والبعض يبتعد ز وفي جميع الحالان يرسم سقوطهل حلقات دائرية قوية تتحول غلى تلاشٍ غير منظور .
كنت ارى من خلالها وجه حبيبتي .تلاشى ويدعوني غلى الذهاب معه إلى العدم .
هناك في بدء الدراسة الجامعية ن كانت طالبةً وكنت أنا . لم اكن أعلم بان الأيام كانت تخطط لجعلنا حبيبين . هنالك في الجامعة كان الطلاب مثاني وافراد . كنت لا احاول أن أنظر غليها ز فهي لا تعنيني من قريب او بعيد . غنما الذي كان يشد انتباهي هو شكل ولون سيارة بسائق كانت تقلّها كل يوم يتبع ذلك اهتمام البعض باستقبالها . اما انا فكنت بعيد .
كنت بعيدا" عنها ومنها ، لأن مثلي من يقطع الفراسخ الطويلة والعديدة بين قصره المنيف المؤلف من غرفة واحدة بباب شبه مخلوع والذي يقطنه مع اسرته . حرام عليه ان يتجاوز منطق حتى الرغبة في التغيير ، او الأمل .
كنت أهرب إلى مكاني المعتاد الصامت . شاطىء البحيرة . اجتر ذكريات الحروب وهي تعتمد في اولوياتها على التشريد والابعاد . علي ابتعد عن حلم بدا يراودني .حتى أني كنت انسى نفسي هل انا في ليل أو نهار .فإذا ما ارادني اهلي كانوا يقولون متندرين تجدونه في كهفه . وكان المكان صار من طبيعتي .
واقذف الحجر تلو الحجر . أحسب باني اراها تناديني ، تدعوني لأن نغيب معا" في عمر الزمان والمكان ، كنت اريد لكني لم استطع ، فالجبن احيانا" فعلُ حميد .
واقذف حجراً آخر إلى الماء . كنت أراها بروعتها تأسرني تغمز إلي برمش عينيها ، أن تَعالَ .وكنت لا استطيع .لأن سرعة تلاشيها كانت أكبر من سرعة حركتي
كنت لا استطيع ان انسى ان لقاءنا كان صدفة حاكها القدر . فقد سكنا سائرين قرب بعض فسقط من يدها كتاب ، فانحنيت للأتقطه ، نوع من باب المجاملة والتودد ، وانحنت أيضا" لكننا لم نلتقط الكتاب بل تصافحت قلوبنا من خلال تلامس ايدينا .كانت عيونها ترقب انبهار عيوني المتوسلة إلى حلم . ومع ذا قالت سنلتقي . وقلت ارجو ان يكون .
لم أكن أعلم بان ذلك اليوم التي مسكنا فيه أيدينا بحنان وشوق، وكأن كل منا عثر على عيد . كنا نخرج كل يوم الى المكان الذي اجلس إليهن نجوب الحقول ، ونتحدث إلورود . كنا نحلم ونقسم ونعيد اهدار الوعود.وكنا نعيش بفرح شديد .
ذات يوم قالت : لم لا تتصل بي على الهاتف ، وعسى ان يكون الوقت وقت مغيب . دمدمت بكلام غير مفهوم لها كنت أقول : وهل مثلنا يمتلك قيمة خبزٍ حتى يحلم بشراء هاتف ؟
وهكذا انتهت سنة دراسية ، وغاب كل منا بين حنايا الزمن .كنت منذ قالت كلمني ن اوفر كل يوم نصف قرش ، كنت أريد أن يكون معي مبلغاط من المال استطيع فيه ان انتقل إلى قرية مجاورة لقريتنا ، لعل فيها هاتف . ومرت اليام وفعلت . قلت لها ماذا تريدي مني . ولماذا عند كل أصيل . قالت احببني ، كما انا فعلت ن وتذكر باني عندما أحببتك كان تلاقينا وقت اصيل .
وبعد عدة شهور قاربت السنة الدراسية الثانية ان تبدء ، فهممت الاتصال بها من القرية المجاورة .
رنين . رنين . رنين . لا من مجيب ز ومحاولة ثانية وجرى الاتصال ، لم تكن هي ، قلت لمحدثتي هل لي الحديث مع أميرة . قالت ك وهل انت احمد . قلت انا ، قالت لن تستطيع ذلك ، فاميرة ماتت .ماتت . وكانت تهذي بعضا" من الوقت فتردد اسمك .
رنين .رنين .رنين .
إن هاتفها لا يجيب .

أحمد عاصم آقبيق
1/1/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق